Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

حكاية الدليلة المحتالة: الجزء الثاني والعشرون - ألف ليلة وليلة
حكاية الدليلة المحتالة: الجزء الثاني والعشرون - ألف ليلة وليلة
حكاية الدليلة المحتالة: الجزء الثاني والعشرون - ألف ليلة وليلة
Ebook133 pages56 minutes

حكاية الدليلة المحتالة: الجزء الثاني والعشرون - ألف ليلة وليلة

Rating: 5 out of 5 stars

5/5

()

Read preview

About this ebook

من أعماق عالم ألف ليلة وليلة، تم إعادة إحياء حكاية الدليلة المحتالة. تلك الحكاية المليئة بالحيل والألاعيب الذكية التي لعبتها دليلة على جميع من في بغداد من أصغرها إلى أن وصلت إلى حيلتها مع الوالي.
حتى تصل الدليلة المحتالة وبنتها زينب إلى غرضهما، استمرتا في حياكة الحيل والألاعيب مع الصغار والكبار، فنصبت على أحمد الدنف وحسن شومان، ثم على الزيبق وغيرهم.
ولكن في النهاية سيكون لعلي الزيبق المصري رأي آخر، فترى ماذا سيفعل؟
اقرأ التفاصيل لتعيش في عالم ألف ليلة وليلة الخيالي.
Languageالعربية
Release dateJul 25, 2019
ISBN9798215406632
حكاية الدليلة المحتالة: الجزء الثاني والعشرون - ألف ليلة وليلة

Read more from رأفت علام

Related to حكاية الدليلة المحتالة

Titles in the series (23)

View More

Related ebooks

Reviews for حكاية الدليلة المحتالة

Rating: 5 out of 5 stars
5/5

1 rating0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    حكاية الدليلة المحتالة - رأفت علام

    زوجة شر الطريق

    يحكى أنه كان في زمن هارون الرشيد رجل يسمى أحمد الدنف وآخر يسمى حسن شومان، وكانا صاحبي مكر وحيل ولهما أفعال عجيبة. فبسبب ذلك خلع الخليفة على أحمد الدنف خلعة وجعله مقدم الميمنة، وخلع على حسن شومان خلعة مقدم الميسرة، وجعل لكل منهما ألف دينار كراتب شهري، وكان لكل واحد منهما أربعون رجلًا تحت يده، وكان مكتوبًا على أحمد الدنف درك البر فنزل أحمد الدنف ومعه حسن شومان والذين من تحت أيديهما راكبين والأمير خالد الوالي بصحبتهم والمنادي ينادي حسبما رسم الخليفة أنه لا مقدم ببغداد في الميمنة إلا المقدم أحمد الدنف، ولا مقدم ببغداد في الميسرة إلا حسن شومان. وأنهما مسموعا الكلمة واجبا الحرمة.

    وكان في البلدة عجوز تسمى الدليلة المحتالة ولها بنت تسمى زينب النصابة، فسمعتا المناداة بذلك فقالت زينب لأمها الدليلة:

    - انظري يا أمي هذا أحمد الدنف جاء من مصر مطرودًا ولعب الحيل والألاعيب في بغداد، إلى أن تقرب عند الخليفة وبقي مقدم الميمنة. وهذا الولد الأقرع حسن شومان مقدم الميسرة، وله سماط في الغداء وسماط في العشاء، ولهما رواتب لكل واحد منهما ألف دينار في كل شهر. ونحن معطلون في هذا البيت لا مقام لنا ولا حرمة، وليس لنا من يسأل عنا.

    وكان زوج الدليلة مقدم بغداد سابقًا، وكان له عند الخليفة في كل شهر ألف دينار، فمات عن بنتين؛ بنت متزوجة ومعها ولد يسمى أحمد اللقيط، وبنت عازبة تسمى زينب النصابة. وكانت الدليلة صاحبة حيل وخداع، وكانت تتحايل على الثعبان حتى تخرجه من وكره، وكان إبليس يتعلم منها المكر، وكان زوجها موظفًا عند الخليفة، وكان له جامكية في كل شهر ألف دينار، وكان يربي حمام البطاقة الذي يسافر بالكتب والرسائل. وكان عند الخليفة كل طير لوقت حاجته أعز من واحد من أولاده.

    ثم إن زينب النصابة قالت لأمها:

    - قومي اعملي لنا حيلًا لعل بذلك يشيع لنا صيت في بغداد فتكون لنا جامكية أبينا.

    فقالت لها:

    - وحياتك يا بنتي لألعبن في بغداد حيلًا أقوى من حيل أحمد الدنف وحسن شومان.

    فقامت وضربت لثامًا ولبست لباس الفقراء من الصوفية، ولبست لباسًا نازلًا لكعبها وجبة صوف، وتحزمت بحزام عريض، وأخذت إبريقًا وملأته ماء لرقبته ووضعت في فمه ثلاثة دنانير، وغطت لإبريق بليفة. وأخذت راية في يد وفيها شراطيط حمر وصفر، وطلعت تقول:

    - الله الله.

    واللسان ناطق بالتسبيح، والقلب راكض في ميدان القبيح. وصارت تبحث عن حيلة تلعبها في البلد، فسارت من زقاق إلى زقاق حتى وصلت إلى زقاق مكنوس مرشوش وبالرخام مفروش، فرأت بابًا مقوصرًا بعتبته من مرمر ورجلًا مغربيًا واقفًا بالباب، وكانت تلك الدار لرئيس الشاويشية عند الخليفة. وكان صاحب الدار ذا زرع وجامكية واسعة، وكان يسمى حسن شر الطريق، وما سموه بذلك إلا لكون ضربته تسبق كلمته. وكان متزوجًا بصبية مليحة، وكان يحبها. وكانت ليلة دخلته بها حلفته أنه لا يتزوج عليها ولا يبيت في غير بيته. إلى أن خرج زوجها يومًا من الأيام إلى الديوان، فرأى كل أمير معه ولدًا وولدان وكان قد دخل الحمام ورأى وجهه في المرآة فرأى بياض شعر ذقنه غطى سوادها، فقال في نفسه:

    - هل الذي أخذ أباك لا يرزقك ولدًا؟

    ثم دخل على زوجته وهو مغتاظ، فقالت له:

    - مساء الخير.

    فقال لها:

    - روحي من قدامي، من يوم رأيتك ما رأيت خيرًا.

    فقالت له:

    - لأي شيء غيظك وغضبك؟

    فقال لها:

    - ليلة دخلت عليك حلفت لك أني ما أتزوج عليك، واليوم رأيت الأمراء كل واحد معه ولد وبعضهم معه ولدان، فتذكرت الموت وأنا ما رزقت بولد ولا بنت ومن لا ذكر له لا يذكر. وهذا سبب غيظي، فإنك عاقر لا تحبلين.

    فقالت له:

    - اسم الله عليك، أنا خرقت الأهوان من دق الصوف والعقاقير، وأنا ما لي ذنب والعاقة منك لأنك بغل أفطس، وماؤك رائق لا يحبل ولا يجيء بأولاد.

    فقال لها:

    - لما أرجع من السفر أتزوج عليك.

    فقالت له:

    - نصيبي على الله تعالى.

    وطلع من عندها، ولكنهما ندما على مخاصمة بعضهما، فبينما زوجته تطل من طاقتها وهي كأنها عروسة كنز من المصاغ الذي عليها، وإذا بدليلة واقفة فرأتها. فنظرت عليها صيغة وثيابًا ثمينة، فقالت في نفسها:

    - يا دليلة، لا أصنع من أن تأخذي هذه الصبية من بيت زوجها، وتعريها من المصاغ والثياب. وتأخذي جميع ذلك.

    فوقفت، وذكرت الله تحت شباك القصر وقالت:

    - الله الله!

    فرأت الصبية هذه العجوز وهي لابسة من الثياب البيض ما يشبه قبة من نور متهيئة بهيئة الصوفية وهي تقول:

    - أحضروا يا أولياء الله.

    فطلت النساء من النوافذ وقالت:

    - شيء لله من المدد.. هذه شيخة طالع من وجهها النور.

    فبكت خاتون زوجة الأمير حسن، وقالت لجاريتها:

    - انزلي قبلي يد الشيخ أبو علي البواب، وقولي له يدخل الشيخة لنتبرك بها.

    فنزلت وقبلت يده وقالت:

    - سيدتي تقول لك خل هذه الشيخة تدخل إلى سيدتي لنتبرك بها لعل بركتها تعم علينا.

    فتقدم البواب وقبل يدها، فمنعته وقالت له:

    - ابعد عني لئلا تنقض وضوئي، أنت الآخر مجذوب من أولياء الله، الله يعتقك من هذه الخدمة يا أبا علي.

    وكان للبواب أجرة ثلاثة أشهر على الأمير، وكان معسرًا ولم يعرف أن يخلصها من ذلك الأمير، فقال لها:

    -

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1