Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

حكاية تودد الجارية.. وقصص أخرى: الجزء السابع عشر - ألف ليلة وليلة
حكاية تودد الجارية.. وقصص أخرى: الجزء السابع عشر - ألف ليلة وليلة
حكاية تودد الجارية.. وقصص أخرى: الجزء السابع عشر - ألف ليلة وليلة
Ebook244 pages1 hour

حكاية تودد الجارية.. وقصص أخرى: الجزء السابع عشر - ألف ليلة وليلة

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

أخيرًا، صدر الجزء السابع عشر من حكايات ألف ليلة وليلة الممتعة والمثيرة، يحوي هذا الجزء العديد من الحكايات والقصص التي ترجع بك إلى عالم السحر الشرقي القديم، وتجعلك تجلس بجوار هارون الرشيد وهو يخوض مغامراته وأساطيره.. اقرأ حكاية تودد الجارية وحكاية أنس الوجود والورد في الأكمان، ثم تطرق إلى حكايات عن ملك الموت وحكايات عن النساء الصالحات وحكايات عن الفقهاء ومعلمي الصبيان، ثم الكثير من الحكايات الأخرى..
Languageالعربية
Release dateJul 25, 2019
ISBN9781005519940
حكاية تودد الجارية.. وقصص أخرى: الجزء السابع عشر - ألف ليلة وليلة

Read more from رأفت علام

Related to حكاية تودد الجارية.. وقصص أخرى

Titles in the series (23)

View More

Related ebooks

Reviews for حكاية تودد الجارية.. وقصص أخرى

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    حكاية تودد الجارية.. وقصص أخرى - رأفت علام

    الغلاف

    حكاية تودد الجارية.. وقصص أخرى

    الجزء السابع عشر

    من قصص ألف ليلة وليلة

    جمع وتحرير: رأفت علام

    مكتبة المشرق الإلكترونية

    تم جمع وتحرير وبناء هذه النسخة الإلكترونية من المصنف عن طريق مكتبة المشرق الإلكترونية ويحظر استخدامها أو استخدام أجزاء منها بدون إذن كتابي من الناشر.

    صدر في مارس 2020 عن مكتبة المشرق الإلكترونية – مصر

    تحديث سبتمبر 2023

    حكاية تودد الجارية

    مما يحكى أنه كان ببغداد رجل ذو مقدار وكان يملك المال والعقار، وهو من التجار الكبار، وقد سهلت عليه دنياه، ولكن لم يبلغه من الذرية ما يتمناه.. ومضت عليه مدة من الزمان ولم يرزق بإناث ولا ذكور، فكبر سنه ووهن عظمه وانحنى ظهره وكثر همه، فخاف ضياع ماله ونسبه إذ لم يكن له ولد يرثه ويذكر به. فتضرع إلى الله تعالى وصام النهار، وقام الليل، ونذر النذور لله تعالى الحي القيوم، وزار الصالحين، وأكثر التضرع إلى الله تعالى فاستجاب الله له وقبل دعاؤه ورحم تضرعه وشكواه فما كان إلا قليل من الأيام حتى جامع إحدى نسائه فحملت منه في ليلتها ووقتها وساعتها، وأتمت أشهرها، ووضعت حملها، وجاءت بذكر كأنه فلقة قمر، فأوفى بالنذر وشكر الله عز وجل، وصدق وكسا الأرامل والأيتام.. وليلة سابع الولادة، سماه بأبي الحسن، فرضعته المراضع وحضنته الحواضن وحملته المماليك والخدم إلى أن كبر ونشأ وترعرع وانتشى.. وتعلم القرآن العظيم وفرائض الإسلام وأمور الدين القويم والخط والشعر والحساب والرمي بالنشاب.. فكان فريد دهره وأحسن أهل زمانه وعصره، ذا وجه مليح ولسان فصيح، يتهادى تمايلًا واعتدالًا ويترامى تدللًا واختيالًا بخد أحمر وجبين أزهر وعذار أخضر، كما قال فيه بعض واصفيه:

    بدا الربيع العذار للحدق  والورد بعد الربيع كيف بقي

    أما ترى النبت فوق عارضه  بنفسجًا طالعًا من الورق

    فأقام مع أبيه برهة من الزمن في أحسن حال. وأبوه به فرح وسرور إلى أن بلغ مبالغ الرجال فأجلسه أبوه بين يديه يومًا من الأيام وقال له:

    - يا ولدي إنه قد قرب الأجل، وحانت وفاتي ولم يبق غير لقاء الله عز وجل.. وقد تركت لك ما يكفيك إلى ولد الولد من المال المتين والضياع والأملاك والبساتين.. فاتق الله تعالى يا ولدي فيما خلفته لك، ولا تمتع من رفدك..

    فلم يكن إلا قليل حتى مرض الرجل ومات فجهزه ولده أحسن تجهيز ودفنه ورجع إلى منزله وقعد للعزاء أيامًا وليال.. وإذا بأصحابه قد دخلوا عليه وقالوا له:

    - من خلف مثلك ما مات، وكل ما فات فقد فات، وما يصلح العزاء إلا للبنات والنساء..

    ولم يزالوا به حتى دخل الحمام ودخلوا عليه وفكوا حزنه. فنسي وصية أبيه، وذهل لكثرة المال وظن أن الدهر يبقى معه على حال، وأن المال ليس له زوال فأكل وشرب ولذ وطرب وخلع ووهب وجاد بالذهب. ولازم أكل الدجاج وفض ختم الزجاج، وقهقهة القناني واستماع الأغاني، ولم يزل على هذا الحال إلى أن نفذ المال.. وقعد الحال وذهب ما كان لديه، وسقط من يديه.. ولم يبق له بعد أن أتلف ما أتلف غير وصيفة تركها له والده من جملة ما ترك.. وكانت هذه الوصيفة ليس لها نظير في الحسن والجمال والبهاء والكمال والقد والاعتدال.. وهي ذات فنون وآداب وفضائل تستطاب، قد فاقت أهل عصرها وأوانها، وصارت أشهر من علم في افتتانها وزادت على الملاح بالعلم والعمل والتثني والميل مع كونها خماسية القد مقارنة للسعد بجبينين كأنهما هلال شعبان، وحاجبين أزجين، وعيون كعيون غزلان، وأنف كخد الحسام، وخد كشقائق النعمان، وفم كخاتم سليمان وأسنان كأنها عقود الجمان، وسرة تسع أوقية دهن بان، وخصر أنحل من جسم من أضناه الهوى وأسقمه الكتمان، وردف أثقل من الكثبان، وبالجملة فهي في الحسن والجمال جديرة بقول من قال:

    إن أقبلت بحسن قوامها  أو أدبرت قتلت بصد فراقها

    شمسية بدرية غصنية  ليس الجفا والبعد من أخلاقها

    جنات عدن تحت جيب قميصها  والبدر في فلك على أطواقها

    تسلب من يراها بحسن جمالها وبريق ابتسامتها وترميه بعيونا نبل سهامها.. وهي مع هذا كله فصيحة الكلام حسنة النظام.. فلما نفذ جميع ماله، وتبين سوء حاله، ولم يبق معه غير هذه الجارية، أقام ثلاثة أيام، وهو لم يذق طعم طعام ولم يسترح في منام.. فقالت له الجارية:

    - يا سيدي احملني إلى أمير المؤمنين هارون الرشيد، الخامس من بني العباس، واطلب ثمني منه عشرة آلاف دينار، فإن استغلاني فقل له: يا أمير المؤمنين وصيفتي تساوي أكثر من ذلك فاختبرها، يعظم قدرها في عينك لأن هذه الجارية ليس لها نظير ولا تصلح إلا لمثلك.

    ثم قالت له:

    - إياك أن تبيعني بأقل مما قلت لك من الثمن فإنه قليل في مثلي..

    وكان أبو الحسن لا يعلم قدرها ولا يعرف أنها ليس لها نظير في زمانها.. ثم إنه حملها إلى أمير المؤمنين هارون الرشيد، وقدمها له وذكر ما قالت، فقال لها الخليفة:

    - ما اسمك؟

    قالت:

    - اسمي تودد..

    قال:

    - يا تودد، ما تحسنين من العلوم؟

    قالت:

    - يا سيدي إني أعرف النحو والشعر والفقه والتفسير واللغة، وأعرف فن الموسيقى وعلم الفرائض والحساب والقسمة والمساحة وأساطير الأولين، وأعرف القرآن العظيم، وقد قرأته بالسبع والعشر وبالأربع عشرة، وأعرف عدد سوره وآياته وأحزابه وأنصافه وأرباعه وأثمانه وأعشاره وسجداته وعدد أحرفه، وأعرف ما فيه من الناسخ والمنسوخ والمدنية والمكية، وأسباب التنزيل وأعرف الحديث الشريف دراية ورواية المسند منه والمرسل، ونظرت في علوم الرياضة والهندسة والفلسفة وعلم الحكمة والمنطق والمعاني والبيان وحفظت كثيرًا من العلم، وتعلقت بالشعر وضربت العود، وعرفت مواضع النغم فيه ومواقع حركات أوتاره، فإن غنيت ورقصت فتنت وإن تزينت وتطيبت قتلت، وبالجملة فإني وصلت إلى شيء لم يعرفه إلا الراسخون في العلم.

    فلما سمع الخليفة هارون الرشيد كلامها على صغر سنها، تعجب من فصاحة لسانها والتفت إلى مولاها وقال:

    - إني سأحضر من يناظرها في جميع ما ادعته فإن أجابت، دفعت لك ثمنها وزيادة وإن لم تجب فأنت أولى بها..

    فقال أبو الحسن:

    - يا أمير المؤمنين، حبًا وكرامة..

    فكتب أمير المؤمنين إلى عامل البصرة بأن يرسل إليه إبراهيم بن سيار النظام وكان أعظم أهل زمانه في الحجة والبلاغة والشعر والمنطق، وأمره أن يحضر القراء والعلماء والأطباء والمنجمين والحكماء والمهندسين والفلاسفة، وكان إبراهيم أعلم من الجميع.. فما كان إلا قليل حتى حضروا دار الخلافة وهم لا يعلمون الخبر، فدعاهم أمير المؤمنين إلى مجلسه وأمرهم بالجلوس فجلسوا، ثم أمر أن تحضر الجارية تودد، فحضرت 

    ***

    مناظرة الفقيه

    وأظهرت تودد نفسها كأنها كوكب دري.. فوُضع لها كرسي من ذهب فسلمت، ونطقت بفصاحة لسان وقالت:

    - يا أمير المؤمنين مر من حضر من العلماء والقراء والأطباء والمنجمين والحكماء والمهندسين والفلاسفة أن يناظروني.

    فقال لهم أمير المؤمنين:

    - أريد منكم أن تناظروا هذه الجارية في أمر دينها وأن تدحضوا حجتها في كل ما ادعته..

    فقالوا:

    - السمع والطاعة لله ولك يا أمير المؤمنين..

    فعند ذلك أطرقت الجارية برأسها إلى الأرض وقالت:

    - أيكم الفقيه العالم المقرئ المحدث؟

    فقال أحدهم:

    - أنا ذلك الرجل الذي طلبت..

    فقالت له:

    - اسأل عما شئت..

    قال لها:

    - أنت قرأت كتاب الله العزيز وعرفت ناسخه ومنسوخه وتدبرت آياته وحروفه؟؟

    قالت:

    - نعم..

    فقال لها:

    - أسألك عن الفرائض الواجبة والسنن القائمة، فأخبريني أيتها الجارية عن ذلك ومن ربك ومن إمامك وما قبلتك وإخوانك وما طريقك وما منهاجك؟

    قالت:

    - الله ربي ومحمد صلى الله عليه وسلم نبيي والقرآن إمامي والكعبة قبلتي والمؤمنون إخواني والخير طريقي والسنة منهاجي.

    فتعجب الخليفة من قولها ومن فصاحة لسانها على صغر سنها، ثم قال لها:

    - أيتها الجارية، أخبريني بما عرفت الله تعالى؟

    قالت:

    - بالعقل..

    قال:

    - وما العقل؟

    قالت:

    - العقل عقلان عقل موهوب وعقل مكسوب. فالعقل الموهوب هو الذي خلقه الله عز وجل يهدي به من يشاء من عباده، والعقل المكسوب هو الذي يكتسبه المرء بتأدبه وحسن معروفه.

    فقال لها:

    - أحسنت..

    ثم قال:

    - أين يكون العقل؟

    قالت:

    - يقذفه الله في القلب فيصعد شعاعه في الدماغ حتى يستقر..

    قال لها:

    - أحسنت..

    ثم قال:

    - أخبريني بما عرفت النبي صلى الله عليه وسلم؟

    قالت:

    - بقراءة كتاب الله تعالى وبالآيات والدلالات والبراهين والمعجزات..

    قال:

    - أحسنت، فأخبريني عن الفرائض الواجبة والسنن القائمة؟

    قالت:

    - أما الفرائض الواجبة فخمس: شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمد عبده ورسوله، وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام من استطاع إليه سبيلًا، وأما السنن فهي أربع: الليل والنهار والشمس والقمر، وهن يدنين العمر والأمل وليس يعلم ابن آدم أنهن يهدمن الأجل..

    قال:

    - أحسنت، فأخبريني ما شعائر الإيمان؟

    قالت:

    - شعائر الإيمان الصلاة والزكاة والصوم والحج واجتناب الحرام.

    فقال:

    - أحسنت، أخبريني بأي شيء تقومين إلى الصلاة؟

    قالت:

    - بنية العبودية مُقرة بالربوبية..

    قال:

    - فأخبريني، كم فرض الله عليك قبل قيامك إلى الصلاة؟

    قالت:

    - الطهارة وستر العورة واجتناب الثياب النجسة والوقوف على مكان طاهر والتوجه للقبلة والنية وتكبيرة الإحرام.

    قال:

    - أحسنت، فاخبريني بم تخرجين من بيتك إلى الصلاة؟

    قالت:

    - بنية العبادة..

    قال:

    - فبأي نية تدخلين المسجد؟

    قالت:

    - بنية الخدمة..

    قال:

    - فبماذا تستقبلين القبلة؟

    قالت:

    - بثلاث فرائض وسنة..

    قال:

    - أحسنت، فأخبريني ما مبدأ الصلاة وما تحليلها وما تحريمها؟

    قالت:

    - مبدأ الصلاة الطهارة، وتحريمها تكبيرة الإحرام، وتحليلها السلام من الصلاة..

    قال:

    - فماذا يجب على من تركها؟

    قالت:

    - روي في الصحيح من ترك الصلاة عامدًا متعمدًا من غير عذر فلا حظ له في الإسلام.

    قال لها الفقيه:

    - أحسنت، فأخبريني عن الصلاة ما هي؟

    قالت:

    - الصلاة سر بين العبد وربه، وفيها عشرة خصال: تنور القلب، وتضيء الوجه، وترضي الرحمن، وتغضب الشيطان، وتدفع البلاء، وتكفي شر الأعداء، وتكثر الرحمة، وتدفع النقمة، وتقرب العبد من مولاه، وتنهي عن

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1