⚠️فتنة الأتباع⚠️ تلك الفتنة التي استعاذ منها كل الصالحون وكل العلماء وكل السالكين إلى الله فتنة الأتباع
حين مشى قوم وراء عبدالله بن مسعود.
وعبدالله بن مسعود كان يقول لو أن للذنوب والمعاصي رائحة استطاع أحد أن يجالسنا من شدة هذه الرائحة.
فالحي لا تؤمن عليه الفتنة كما قال كذلك بن مسعود.
وكان أحمد بن حنبل حين يقال له إن الناس يدعون لك فيقول أخشى أن يكون استدراجا.
هذه الفتنة العظيمة التي ينبغي أن يتخلص منها لاسيما طلبة العلم والدعاة والمخلصون والصالحون والمصلحون. أنت تبغي الحق فقط.
فإن هذه الفتنة حسرة وندامة شديدة يوم القيامة. الرجل الصالح الطيب الذي ينشر الخير والسنة وينشر الصلاح هذا إذا اتبعه الناس وكثر أتباعه فهي خير له إن شاء الله في الدنيا والآخرة فإنها تعظم أجره بإذن الله بين يدي الله .
أما هؤلاء المجرمون الفاسدون المفسدون الذين يعيثون في الأرض فسادا ويبغونها عوجا فإنها عذاب فوق العذاب. نعوذ بالله من فتنة الأتباع
يقول تعالي في سورة البقرة
{ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب (165) إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب (166) وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار (167)} [البقرة : 165-167]
ومن الناس⬅️ قليل العقل قليل الفهم قليل الإدراك
(يتخذ من دون الله أندادا)
والتوحيد بركة وخير ورحمة ويتفرع عنه كل خير
كما أن الشرك تتفرع عنه كل مجالات الشر
التوحيد
⬅️هو أساس الأعمال الصالحة
⬅️هو أساس النيات العالية
⬅️هو أساس السلوك إلى الله
التوحيد أولا كما يقول العلماء
ابن مسعود سأل النبي صلى الله عليه وسلم
قلت: يا رسول الله، أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله ندا وهو خلقك ...)
انظر كيف بدأت الآيات بأن تجعل لله ندا
ثم تلا هذه الآية بفتنة الأتباع كأنها تفريع عن الشرك. تفريع انك تشرك مع الله هذا الذي تتبعه. سواء كان رئيسا أو وزيرا أو صاحب جاه أو صاحب منصب. أو كان حتى بعض الأدوات الموجودة المعاصرة من السوشيال ميديا وهذه القنوات وبعض المشاهير وما إلى ذلك من أمور (يحبونهم كحب الله)
هذا خلل شديد في التصور خلل في العقل. خلل في النفس. خلل في الإدراك. الذي خلق وصور
{يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم (6) الذي خلقك فسواك فعدلك (7) في أي صورة ما شاء ركبك (8)} [الإنفطار : 6-8]
هذا خلل خطير أن تسوي أحدا من المخلوقات الذي لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا مع خالق الكون ومدبر الأمر
( يحبونهم كحب الله) انظر إلى التشريك والتسوية
(..ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب..)
اه الدنيا فتنة. الدنيا هناك غشاوة.
الحقائق ملغاة. هناك تعمية يعمي أهل الباطل على الحق. ويحاولون أن يخبئواالحق ويضلون الناس بعلم وبغير علم
(إذ يرون العذاب )انكشفت هنا الحقائق يوم تبلى السرائر
(أن القوة لله جميعا )
بيده الملك بيده الأمر قل اللهم مالك الملك
سبحان الله هذه الآية آية عجيبة.
لو وضعتها مع حديث بن عباس( يا غلام .... واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك . .)
خلاص انتهي الأمر
الأمة كلها عربها وعجمها صغير وكبيرها أصحاب المناصب وغيرهم.
هنا لا خشية من صاحب منصب ولا مال ولا جاه ولا سلطان هنا لا يملك لك النفع والضر لا يملك لك الخير لا يرفع أمرك لا يسوق لك الخير لا يبارك لك إلا الله هو وحده الذي ينبغي أن تخلص له وأن تسير على طريقه دون رغبة أو رهبة في أحد كائنا من كان
قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع وانظر إلى هذه اللفظة تنزع فيها قوة القهر
( إذ تبرأ الذين اتبعوا) يوم القيامة خلاص.
أنا ما اعرفكش. انت مين يا ابني؟ انا ما قلتلكش تعبدني. إزاي؟أنت الذي دعوتني للعبادات. لا أنا بريء منك.
هنا المشهد عظيم نار وقودها الناس والحجارة
(الَّذِينَ اتُّبِعُوا) قد يكون من المتبوعين الشيطان
{وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم .}
تخيل هذا الموقف
الملائكة تبرأنا إليك يارب .دول كانوا بيعبدوكم!!
الجن لا علاقة لنا يارب
الأوثان لا علاقة لنا يارب
هؤلاء الأوثان الذين لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا كيف طابت أنفسهم وكيف استقامت عقولهم لعبادة هذه الحجارة؟!
رأوا النار وتقطعت بهم الحيل. لا حيلة. لا سبب. لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم. انتهى الأمر.