{ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون (19) حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون (20) وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون (21)} [فصلت : 19-21]
مشهد خطير جدا من مشاهد يوم القيامة.
اللي هيفرق كتير جدا في حياتك.
مشهد لما تستحضره دايما في حياتك هتقدر إنك إنت تاخد خطوات في الطريق إلي ربنا
وتقتحم عقبات كتير جدا كانت موقفاك في طريق ربنا.
المشهد ده قبل ما نتكلم عنه عايز أكلمك الأول عن تلات أنماط للكلام يوم القيامة.
النمط الأولاني هو نمط السكوت التام.
منظر الرعب وإن محدش قادر يتكلم ولا حد قادر يطلع أي صوت يوم القيامة.
ربنا بيقول
{يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا} [طه : 108]
مفيش حد بيتكلم ولا في صوت بيطلع يوم القيامة الا بس همس بسيط كده. كله ساكت.
كله خاشع لله محدش قادر إن هو يتكلم ولا حد قادر إن هو ينطق.
المنظر التاني بقى منظر الناس لما بدأت تتكلم مجموعة بتجري على الانبياء عشان يشفعوا لهم عند ربنا . ويبدأوا يتكلموا. أما ترى ما قد بلغنا وناس تانيه عمالة تقول نريد أن نرى ربنا
وناس تانية نريد أن تسقينا وناس تالتة عاملين إن هما بيلوموا بعض
{وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين} [سبإ : 31]
صوت عالي وناس كتير عمالة بتتكلم.
النمط التالت بقى يوم القيامة هو نمط إن مفيش حد هيتكلم ولا حد هينطق الشهود هما اللي هيتكلمو ربنا يخلي حاجات تانية كتير جدا تنطق غير أداة النطق المعروفة فمثلا تلاقي ربنا بيخلي الأرض تنطق وتشهد على الإنسان اللي عصى ربنا أو حتى الإنسان اللي أطاع ربنا يوم القيامة
ربنا بيقول في سورة الزلزلة
{إذا زلزلت الأرض زلزالها (1) وأخرجت الأرض أثقالها (2) وقال الإنسان ما لها (3) يومئذ تحدث أخبارها (4) بأن ربك أوحى لها (5)} [الزلزلة : 1-5]
بدأ الإنسان يستغرب ويتعجب هي بتعمل كده ليه؟
(يومئذ تحدث أخبارها)
العلماء قالوا يعني إيه تحدث أخبارها؟ فقالوا تقول الأرض فعل كذا يوم كذا. يعني مثلا الإنسان اللي كان بيصلي في مسجد المسجد ييجي يوم القيامة يشهد له ويقول يا رب فلان ده أطاعك في المكان ده. الإنسان اللي كان بيعمل معصية لله تلاقي الأرض جاية تشهد عليه يوم القيامة.
الإمام الحسن البصري قال مش بس الأرض هتشهد عليه لوحدها. ده كمان اليوم هيشهد عليه. وإن كل يوم بيطلع الصبح يقول أنا يوم جديد وعلى عملك شهيد. اليوم اللي انت عصيت ربنا سبحانه فيه أو اطعت ربنا فيه هتلاقيه جاي يوم القيامة وبيشهد عليك. ربنا جعل شهود كتير جدا جدا يوم القيامة. عشان محدش يبقى له حجة. عشان محدش يقول لأ اصل أنا ما عملتش. لدرجة إن ربنا يخلي الشهود أحيانا من جوة الناس اللي عصت ربنا مع بعض. وربنا بيقول

{ونزعنا من كل أمة شهيدا فقلنا هاتوا برهانكم فعلموا أن الحق لله وضل عنهم ما كانوا يفترون} [القصص : 75]
. كلمة نزعنا دي تدل على إيه؟
هي فيها نوع من أنواع الغصب أو القوة. وكأن المجموعة دي هو هينزع منها هذا الشهيد عشان يشهد عليها. دي غير قول الله
{فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} [النساء : 41]
قالوا إن الشهيد هنا ده من الناس الصالحين اللي كان بيجي يقول لك اللي انت بتعمله ده حرام. اللي كان بييجي يأمرك

كان يأمرك بالمعروف وينهاك عن المنكر ويقول يارب أنا نصحته وقولت له
يبقى ده غير ده
في نفس الآية ربنا يقولك على هؤلاء شهيدا
النبي صلى الله عليه وسلم هو اللي هيشهد على أمته يوم القيامة
عشان كده النبي صلى الله عليه وسلم لما كان بيسمع الآيات ووصل عند الآية دي بكى لإنه موقف صعب جدا
إنه يشهد على أمته وموقف صعب على اللي النبي صلى الله عليه وسلم بيشهد عليه
{يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا} [النساء : 42]
تخيل واحد بيقول كده !!
الملائكة هتشهد على الإنسان
بل إن كتاب الحسنات والسيئات العلماء قالوا ممكن ينطق
{هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون} [الجاثية : 29]

كل ده بيشهد عليك ومع كل ده ربنا سبحانه هو الشهيد وكفى بالله شهيدا
مع كل الشهود دي وحتى الجوارح بتشهد هييجي إنسان جاحد ظالم هيقول
يا رب ألم تجرني من الظلم؟ قال: يقول: بلى، قال: فيقول: فإني لا أجيز على نفسي إلا شاهدا مني، قال: فيقول: كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا، وبالكرام الكاتبين شهودا، قال: فيختم على فيه، فيقال لأركانه: انطقي، قال: فتنطق بأعماله، قال: ثم يخلى بينه وبين الكلام، قال فيقول: بعدا لكن وسحقا، فعنكن كنت أناضل.