أكل الحرام كبيرة من الكبائر
وتجلب على صاحبها الوبال في الدنيا والاخرة. ولعظم هذا الجرم نجد مشاهد عجيبة يوم القيامة. كلها خطيرة. ينبغي على الإنسان أن يتدبرها
وأن يعلم خطرها. وأن يعلم أن عليه أن يتوقاها. لما فيها من العذاب الأليم منها أن النار تكون أولى به يوم القيامة والعياذ بالله وكلما استكثر من الحرام فإنما يستكثر من جمر جهنم والعياذ بالله قال الله {إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا} [النساء : 10]
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
 يا كعب إنه لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به
يدخل في ذلك من استسهل الحرام فوقع في السرقة وظلم الناس وأكل أموال الناس بالباطل والغش والكذب والخداع المقامرة الزانية التي تتكسب من الحرام تلكم التي تستبيح أن تخرج على بعض المواقع الفاجرة لتتكسب من الحرام بعرض جسدها على الناس والعياذ بالله
بالخضوع بالقول إلى غير ذلك. كل أنواع المكاسب المحرمة تدخل في هذا الوعيد الشديد الذي يجعل النار أولى بالإنسان يوم القيامة والعياذ بالله.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن
المقاضاة( إنكم تختصمون إلي، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض، فأقضي له على نحو مما أسمع منه، فمن قطعت له من حق أخيه شيئا، فلا يأخذه، فإنما أقطع له به قطعة من النار.)
يعني ممكن انسان يذهب إلى القضاء فيستطيع بالتلاعب بالأدلة وبالشهود. أن يتحصل على حق أخيه فيحكم له فهل هذا أصبح حلالا بالنسبة له؟ قال صلى الله عليه وسلم
فمن قضيت له بذلك فإنما قضيت له بقطعة من النار.
من استحل الحرام فكأنما يستكثر من جمر جهنم والعياذ بالله.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
 (إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق، فلهم النار يوم القيامة.)
ومعنى يتخوضون أنهم يتحصلون عليه من غير حله أو يمنعون من لهم الحق فيه فإذا به يتصرف في الأموال التي تنفق على الفقراء والتي من مصارفها الفقراء على نحو ما يهوى ويمنع المستحقين ويأكلها والعياذ بالله لهم النار يوم القيامة.
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فمشهد خطير. أن يصل الإنسان إلى مرحلة التساهل في أكل الحرام. كما نبأنا رسول الله صلى عليه وسلم وقال (ليأتين على الناس زمان، لا يبالي المرء بما أخذ المال، أمن حلال أم من حرام.)
فإذا به يستكثر من الحرام وإنما يستكثر من جمر جهنم فتكون النار أولى به والعياذ بالله
مشهد آخر رهيب أيها الكرام فيه من العار على أكل الحرام إنه يأتي يوم القيامة وقد حمل ذلك الحرام الذي أخذه بالباطل فوق رقبته يوم القيامة

قال صلى الله عليه وسلم
(من أخذ شبرا من الأرض ظلما، فإنه يطوقه يوم القيامة من سبع أرضين)
شبر أرض فقط بغى وطغى على جاره وأخذه ظلما وعدوانا على إخوانه فإنه يحمله من سبع أراضين فوق ظهره يوم القيامة والعياذ بالله.
رسولنا صلى الله عليه وسلم لما ارسل عاملا لجمع الزكاة
( قال هذا لكم وهذا لي) أخذ رشوة.
أخذ مال لا يحق له أن يأخذه لأنه أخذه بسبب عمله.
والذي نفسي بيده لا يأتي به إلا وهو فوق رقبته يوم القيامة. أي إذا أخذه من غير حله يأتي وهو فوق رقبته يوم القيامة يحمله كنوع من العذاب والذل والفضيحة على رؤوس الأشهاد والعياذ بالله لأنه استحل أن يأخذ الحرام
أكثر من ذلك طول الموقف على الإنسان بسبب استسهال أخذ الحرام
حسابه يطول بين يدي الله في يوم المحشر ويحاسب على الصغير والكبير . وإذا به قد يوصله ذلك إلى أن يفلس. فيفقد أعز ما وهي الحسنات المقبولة أفضل صيام أفضل زكاة أفضل صلة الأرحام أفضل عمل خشع فيه لله يبتغي أجره يبتغي بره لينفعه يوم القيامة لماذا نصوم ونصلي ونفعل الخيرات من أجل أن نفوز بهذه الحسنات يوم العرض على الله وإذا به بسبب أكل أموال الناس بالباطل والوقوع في أنواع المظالم. يفلس من هذه الحسنات. وإذا بها تذهب إلى غيره. كما قال الله صلى الله عليه وسلم
 (أتدرون ما المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة، وصيام، وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار.)
فانتبهوا من أتى يوم القيامة ب صلاة مقبولة صيام مقبول زكاة مقبولة لكنه مع هذه الأعمال أتى وقد شتم وقذف هذا استمعوا وأكل مال هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته ..
ليس الأمر يقف عند ذلك الحد بل إن بعض صور أكل الحرام عقوبتها تعجل في البرزخ هذه الحياة الطويلة في القبر تعجل عقوبتها في البرزخ مثل أكل الربا وكذلك الغلول وهو السرقة من الغنائم
كما بين لنا صلى الله عليه وسلم في شأن آكل الربا حينما أتاه ملكان وأخذا يطلعاه صلى الله عليه وسلم على صور من عذاب البرزخ