{كلا إذا دكت الأرض دكا دكا ...ياليتني قدمت لحياتي)الفجر(٢١_٢٤)

أيها الكرام الأحباب. أكثر الناس إذا ذكرت كلمة الحياة يتذكرون الحياة الدنيا النعيم البيوت العمارات السيارات لكن الله جل وعلا يريد معنى آخر لابد أن يستقر في قلوبنا.
قال الله جل وعلا (يا ليتني قدمت لحياتي)
اللي فاتت ولا اللي جاية؟اكيد ?اللي جاية.
قال الله ( وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب ...)
الحياة دي ما تساويش حاجة
ما تستاهلش تقول عليها حياة.
..وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون} [العنكبوت : 64]
لو عندك علم. لو عندك عقل تعلم أن الحياة الحقيقية هي تلك الحياة التي يكرمك الله بها في الجنة.
كلما نظرت إلى نعيم في الدنيا أعلم أنه نعيم دون نعيم. لذة دون لذة طعام دون طعام بيت دون بيت. لكن المؤمن ينتظره خير عظيم في الآخرة. وما عند الله له خير. لكن ينبغي على كل عاقل أن يقف مع نفسه وقفة محاسبة لا سيما في هذه الأيام الفاضلة في أيام مباركة
الله أراد أن ينتبه قلبك بهذا الموقف الذي بدأه الله بكلمة الردع (كلا)يعني فوق زي ما تيجي تكلم واحد ابنك ما بيذاكرش تقوم شاده كده فوق يا ابني. اسمع اللي بقوله لك. ولله المثل الأعلى.
الله أراد أن يستفيق الناس من غفلتهم.
لأن أكثر الناس مع قربهم من القيامة
مع تخطف الموت كثيرا منهم.
مع قربهم من لقاء الله تزداد غفلتهم.
مع أن المفروض أن ينتبه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كما روى الحاكم من حديث عبدالله بن مسعود وصححه الالباني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اقتربت الساعة ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصا ولا يزدادون من الله إلا بعدا)? المفترض لما تقرب لربنا تفوق
لما تقرب للقاء الله تنتبه.
فالله يقول (كلا )
كلا كلمة ردع يعني فوق يا غافل.
كلا إذا دكت الأرض دكا دكا.
(وجاء ربك)والله العظيم يا إخواني هذه الكلمة كفيلة أن توقظ كل غافل
أن ينتبه كل بعيد
أن يستفيق كل من عاش في سكرة الغفلة والهوى (وجاء ربك) ربنا سيأتي مجيئا يليق بجلاله الوقوف أمامه بدون أي شيء لو عرضت عليك ذنوبك فقط أمامه كافٍ أن يسقط فروة وجهك حياء من الله
( وجيء يومئذ بجهنم) سبعون الف زمام مع كل زمام سبعون الف ملك لولا أن الله جل وعلا أمر أن تمسك بهذا العدد الهائل من الملائكة لجاءت على أهل المحشر عن آخرهم
تخيل النار ربنا يلقي فيها الشمس والقمر فتذوب الشمس ويذوب القمر داخلها
قال النبي صلى الله عليه وسلم الشمس والقمر مكوران في النار يوم القيامة.
موقف شديد وجيء يومئذ بجهنم
يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى.
يقول يا ليتني. هنا الحسرات. هنا الزفرات
يا ليتني قدمت لحياتي
الحياة هنا كما قال عامة المفسرين هي الحياة الآخرة
يا ريتني عملت للي قدامي?
يا ريتني قدمت?
أنا أنادي على نفسي وعلى كل والد
وعلى كل من جاءه النذير بالشيب في رأسه.
وعلى كل من رأى الموت يتخطف الناس الآن كبارا وصغارا شبابا وشيبانا.
والله يا اخواني أنا رأيت بعيني رأيت بعيني على فراش الموت. واحد نايم على سرير في قسم العناية المركزة. وبجوار واحد آخر أشد منه على نفس السرير. واتفقت مع الأطباء والممرضين والزملاء والاستشاريين إن أي واحد قبل ما نركب له الانبوبة اللي بيسموها التيوب قبل ما يتيب. لازم نذكره بكلمة التوحيد لإن دي غالبا بتبقى النهاية. رأيت أن هذا المريض أريد أن أضع فيه الأنبوب فأنا عاوز أذكره بكلمة للتوحيد.
أقول له قل لا إله إلا الله يا حاج. وحد الله يا عم الحاج. طب بس استهدى بالله وقل لا إله إلا الله. يصرف عن كل شيء يصرف عن كلمة التوحيد مع إنه يتكلم بكل الكلام. يا حاج وحد الله.
طب بس حطها أنا هموت. طب بس يا حاج قول لا إله إلا الله وأنا معك أهو خطوة خطوة. حرام عليكم بقى الحقوني. يتكلم بكل الكلام إلا كلمة التوحيد. في الأخير قولت للزملاء خلاص. حطوا له الأنبوب وخلاص. فيكون آخر كلامه الضجر بحاله. ويلقى الله هكذا.
وأروح للي جمبهقبل ما أقول له قل لا إله إلا الله وهو بيتكلم ومش قادر يتكلم والله يا اخواننا يعمل لي كده. هتركبوا الأنبوبة؟ أقول له اه.
استنى استنى أصلي ركعتين.
مش عارف يتكلم. يتيمم على فراشه. ويصلي ركعتين وهو نائم ثم يظل يكرر كلمة التوحيد.
لا إله إلا الله حتى يموت عليها.
ياخد البنج ولا يستفيق منه إلا في يوم القيامة. علمت حديث النبي صلى الله عليه وسلم أكثروا من شهادة أن لا إله إلا الله. قبل أن يحال بينكم وبينها. يا أخي قدم الآن كثيرا من التوحيد.
اذكر ربك بكثير من كلمة لا إله إلا الله الآن حتى يثبتك الله عليها. قبل أن تندم وتقول يا ليتني. تخيل لو أنت على فراش الموت الآن.
وجاءتك الملائكة ورأهم ملك الموت لقبض روحك. ولما مد ملك الموت يقبض روحك مد إليه أمر الله جل وعلا. ليسلب منك الروح اذا بك تقول يا ليتني أرد. يا ليتني أعود. تتندم حتى وأنت على فراش الموت