{ولمن خاف مقام ربه جنتان} [الرحمن : 46]
إن في الجنة فوق ما يخطر بالبال أو يدور في الخيال وأن موضع سوط منها خير من الدنيا ومافيها
قال الله في الحديث القدسي
"أعْدَدْتُ لِعِبادِي الصَّالِحِينَ ما لا عَيْنٌ رَأَتْ، ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ، ولا خَطَرَ علَى قَلْبِ بَشَرٍ."
اقرأوا إن شئتم
{فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون} [السجدة : 17]
أي لا يعلم أحد من الناس عظمة ما أخفى الله في الجنات من النعيم المقيم واللذات التي لم يطلع
على مثلها أحد لما أخفوا أعمالهم كذلك أخفى الله من الثواب جزاءا وفاقا فإن الجزاء من جنس العمل
عن ابنِ عبَّاسٍ أنه قال ليسَ في الدُّنيا مِمَّا في الجنَّةِ إلَّا الأسماءُ
فليس العسل كالعسل وليس اللبن كاللبن وليس الخمر كالخمر
شتان شتان بين ثمر الدنيا وثمر الآخرة
(..كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها ..)
قال الطبري أي كلما رزقوا بثمرة من ثمار الجنة قالوا هذا الذي رزقنا به من قبل في الدنيا
وأتوا به متشابها. هذه الثمرة اسمها تفاح في الدنيا وفي الآخرة. ولكن طعمها مختلف. لونها تفاح ولكن طعمها يختلف عن ثمر الدنيا تماما. ليس اللبن كاللبن. ليس السمر كالسمر ليس الخمر كالخمر. فتصور أخي الحبيب وأنت في الجنة تأكل من ثمارها تشرب من انهارها. تصور نفسك وانت تنظر إلى وجه الرحمن جل وعلا. في يوم المزيد.
هذا كاف والله. قال الله تعالى
{وجوه يومئذ ناضرة (22) إلى ربها ناظرة (23)} [القيامة : 22-23]
قال تعالى للذين( أحسنوا الحسنى وزيادة..)
قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم. من حديث صهيب رضي الله عنه الحسنى الجنة والزيادة النظر إلى وجه الله الكريم.
اللهم متعنا بلذة النظر إلى وجهك الكريم
قال صلى الله عليه وسلم إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى منادٍ يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه قالوا ما هذا الموعد؟ يريد أن يفصل بينكم سبحانه وتعالى قالوا ما هذا الموعد؟ ألم يثقل موازيننا ويبيض وجوهنا ويدخلنا الجنة ويزحزحنا عن النار فبينما هم كذلك إذ سطع لهم نور أشرقت له الجنة فرفعوا رؤوسهم فإذا الجبار جل جلاله وتقدست اسماؤه قد أشرف عليهم من فوقهم. وقال لهم يا أهل الجنة سلام عليكم فلا ترد هذه التحية بأحسن من قولهم. اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام. فيقول الرب سبحانه وتعالى أين عبادي الذين أطاعوني بالغيب ولم يروني؟ أين هم؟ فهذا يوم المزيد. فيجتمعون على كلمة واحدة أن قد رضينا فارضَ عنا. أن قد رضينا فارضَ عنا. فيقول لهم الرب جل وعلا يا أهل الجنة إني لو لم أرضَ عنكم ما أدخلتكم جنتي. هذا يوم المزيد فاسألوني. هذا يوم المزيد فاسألوني. فيجتمعون على كلمة واحدة. أرنا وجهك ننظر إليك فيكشف لهم الرب جل وعلا الحجب ويتجلى لهم فيغشاهم من نوره ما لولا أن الله تعالى قضى ألا يحترقوا لاحترقوا. قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يرفع القسط ويخفضه يرفع اليه عمل الليل قبل عمل النهار. وعمل النهار قبل عمل الليل. حجابه النور. لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه. ما انتهى اليه بصره من خلقه جل جلاله
ليس لسرور أهل الجنة عند سعادة اللقاء منتهى. بل لا نسبة لشيء من لذات الجنة إلى لذة النظر إلى وجه الله الكريم.
فاخي الحبيب إذا أردت أن تسأل عن أنهار الجنة؟
(..أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى..)
ذكر سبحانه وتعالى الأجناس الأربعة ونفى عن كل واحد الآفة التي تعرض له
فآفة الماء أن يأسن من طول المكث
وآفة اللبن أن يتغير طعمه
وآفة الخمر كراهة مذاقها المنافي للذة شرابها. وآفة العسل عدم تصفيته. وكل هذا منفي عنها في الجنة ليكمل استمتاع أهل الجنة بها