Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

فيلا الجني
فيلا الجني
فيلا الجني
Ebook59 pages26 minutes

فيلا الجني

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

منذ عشرة سنوات، كان يقيم في تلك الفيلا رجل غريب الأطوار، يقضي كل وقته داخل الفيلا، ولا يغادرها إلا فيما ندر، مستقلًا سيارته العتيقة الطراز، فينطلق إلى جهة ما، ويقضي فيها نهاره كله، ثم يعود مع منتصف الليل تقريبًا، حاملًا عدة صناديق، لا يدري أحد ما تحويه، أو ما الهدف منها..
ولم يكن ذلك الرجل اجتماعيًا، بحيث يمكن سؤاله عن طبيعة عمله، وإنما كان صارمًا، عنيدًا، يرفض الاختلاط بالآخرين، أو حتى استقبالهم، كما كان يحيط حياته كلها بإطار من الغموض، أثار فضول أهل المدينة الصغيرة كلهم..
ثم فجأة، اختفى الرجل..
اختفى تمامًا، دون أن يترك خلفه أدنى أثر.
والعجيب أن أحدًا لم ينتبه إلى اختفائه، إلا عندما حضر خادمه، فلم يعثر له على أثر داخل الفيلا، على الرغم من وجود سيارته العتيقة خارجها..
وأبلغ الخادم الشرطة، التي قامت بتفتيش الفيلا كلها، وكذلك القبو، الذي كان لدهشة الجميع – خاليًا، إلا من مقعد قديم متهالك، وبعض أوعية زجاجية محطمة..
ولعام كامل، أجرت الشرطة تحرياتها، ووزعت نشرة بأوصاف الرجل، ولكن دون جدوى..
لقد اختفى تمامًا..
وبسرعة أطلق أهل المدينة شائعة، تقول: إن الرجل كان أحد المتعاملين مع الجن، ثم خالف أوامرهم، فسحبوه إلى عالمهم تحت الأرض..
ولاقت الشائعة – بالرغم من غرابتها – قبولًا عجيبًا، واستقبلها أهل المدينة كما لو كانت حقيقة لا تقبل الشك، فلم يقترب أحدهم من الفيلا، وتركوها مهجورة على هذا النحو..
ثم حدث ما جعل الشائعة تتحوَّل إلى حقيقة..
فذات يوم، فكر أحد اللصوص في الاستيلاء على محتويات الفيلا، أو البحث عن ثروة الرجل، المخفاة في مكان ما منها، فتسلَّل إليها تحت جنح الظلام، ثم...
ثم أصيب بالجنون..
نعم..
لقد سمعه جيران الفيلا يُطلق صرخات رعب هائلة، ويطلب النجدة، فاتصلوا بالشرطة، التي هرعت إلى المكان، وألقت القبض على اللص، الذي ظل يطلق صراخ رعب، وهو يردد:
- الجني.. الجني.
ومنذ ذلك الحين، لم يجرؤ حتى اللصوص على دخول الفيلا..
عشر سنوات كاملة، لم تطأ فيها قدم مخلوق واحد هذه الفيلا..
إقرأ التفاصيل لتتعرف على سر الفيلا، أين ذهب ذلك الرجل..
Languageالعربية
Release dateJul 25, 2019
ISBN9780463162187
فيلا الجني

Read more from رأفت علام

Related to فيلا الجني

Related ebooks

Reviews for فيلا الجني

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    فيلا الجني - رأفت علام

    الفصل الأول

    كانت ليلة صافية، خلت السماء فيها من الغيوم تمامًا، وتوسطها بدر مكتمل الاستدارة، كقرص من فضة لامع، أضاء المدينة الصغيرة بضوئه الحاني، وألقى ظلًا طويلًا لفيلا قديمة مهجورة، عندما اقترب منها عدد من الصبية في حذر، وتتطلعوا إليها في خوف، وهم يلتفون حول أحدهم، الذي بدا أكثرهم تماسكًا، ووجهه الصغير يحمل إمارات الصرامة والعناد، وقال له أحد رفاقه:

    - أما زلت تصر يا (وائل)؟

    أومأ (وائل)، ذو السنوات التسع، برأسه إيجابًا في حزم، قبل أن يجيب:

    - نعم.. سأدخل الفيلا، على الرغم من كل الشائعات، التي تتردَّد حولها.

    تمتم أحد الصبية في سخرية، تمتزج بشيء من الخوف والرهبة:

    - أراهن أنه سيعدو مذعورًا، عندما يصبح أمام باب الفيلا.

    هتف به (وائل) في غضب:

    - أراهنك على دراجتك الجديدة.

    ثم اعتدل في اعتداد، وأزاح رفاقه، وسار بخطوات سريعة نحو الفيلا، وهو يقول في صرامة:

    - ولن أسمح لك بركوبها، عندما تصبح ملكي.

    قطع المسافة، من موضع الصبية إلى سور الفيلا، في خطوات سريعة، ثم توقف لحظة أمام البوابة المعدنية، وازدرد لعابه، وهو يلقي نظرة جديدة على الفيلا، والظلال الممتدة منها، على ضوء القمر..

    كان يعرف جيدًا كل الشائعات، التي تردد حول تلك الفيلا، كما يعرفها كل سكان مدينته، ويخشى المكان، كما يخشاه الجميع..

    فمنذ عشر سنوات – حسبما سمع – كان يقيم في هذه الفيلا رجل غريب الأطوار، يقضي كل وقته داخل الفيلا، ولا يغادرها إلا فيما ندر، مستقلًا سيارته العتيقة الطراز، فينطلق إلى جهة ما، ويقضي فيها نهاره كله، ثم يعود مع منتصف الليل تقريبًا، حاملًا عدة صناديق، لا يدري أحد ما تحويه، أو ما الهدف منها..

    ولم يكن ذلك الرجل اجتماعيًا، بحيث يمكن سؤاله عن طبيعة عمله، وإنما كان صارمًا، عنيدًا، يرفض الاختلاط بالآخرين، أو حتى استقبالهم، كما كان يحيط حياته كلها بإطار من الغموض، أثار فضول أهل المدينة الصغيرة كلهم، حتى لقد حاول بعضهم استنطاق ذلك الخادم الكهل، الذي يأتي لتنظيف الفيلا كل أسبوع، ولكن حتى ذلك الخادم كان يجهل كل شيء عن مخدومه، إذ كان هذا الأخير يقضي وقته كله داخل قبو الفيلا، دون أن يسمح لخادمه بدخوله، أو حتى تنظيفه..

    ثم فجأة، اختفى الرجل..

    اختفى تمامًا، دون أن يترك خلفه أدنى أثر.

    والعجيب أن أحدًا لم ينتبه إلى اختفائه، إلا عندما حضر خادمه، فلم يعثر له على أثر داخل الفيلا، على الرغم من وجود سيارته العتيقة

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1