About this ebook
يعتبر ستيفان زفايج من المؤلفين القلائل الذين استطاعوا الخروج بإنتاج أدبي خالد في فترة الحرب العالمية الثانية..
Read more from ستيفان زفايج
أرملة عاشقة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلاعب الشطرنج Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsيوم في حياة امرأة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسر ملتهب: (رواية) Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related to خوف
Related ebooks
الحب والظلال Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعجلة الحظ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسارة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنساء وارسو Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsيقظة امرأة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأحد ما يطرق الباب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالليالي البيضاء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالرمال المُغنية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنـفوس عارية (رواية) Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsخطوة في الظلام Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsويبقى أثرهم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsترنيمة آتون Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأغنية لمارغريت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسخسنهاوزن Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsناتالي و تانيا: روايتان في كتاب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsابنة الزمن Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعودة رجال العدالة الثلاثة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsستة إلى ستة: رواية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحياة والحب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsميلاد هادئ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعقول مظلمة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنصوص الصبا: قصص و تأملات Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsشتيلر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنانا غانية باريس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمنفى والملكوت: (قصص) Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعذراء وثلاثة رجال Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبدر الأندلس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsديفيد كوبر فيلد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsطقس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsباتْشِرتا Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related categories
Reviews for خوف
0 ratings0 reviews
Book preview
خوف - ستيفان زفايج
خـَـــــوف
ستيفان زفايج
روايـة
ترجمتها عن النص الألماني الأصلي
آية الفقي
chapter-01.xhtmlستيفان زفايج: خوف، رواية
طبعة دار دوِّن الأولى يناير ٢٠٢٠
رقم الإيداع: ٢٧١٥٢/٢٠١٩ - الترقيم الدولي: 978-977-806-213-7
جَميــعْ حُـقـــوقْ الطَبْــعْ والنَّشرْ محـْــــفُوظة للناشِرْ
لا يجوز استخدام أو إعادة طباعة أي جزء من هذا الكتاب بأي طريقة
بدون الحصول على الموافقة الخطية من الناشر.
© دار دَوِّنْ
عضو اتحاد الناشرين المصريين.
عضو اتحاد الناشرين العرب
القاهرة - مصر
Mob +2 - 01020220053
info@dardawen.com
www.Dardawen.com
نُشِرَت للمرة الأولى عام 1910
خـَـــــوف
حينما كانت السيدة إيرينا تنزل درج الشقة التي يقطن بها عشيقها، تملّكها مجددًا ذلك الخوف الرهيب المباغت. ظهرت أمام عينيها فجأة نحلة دوارة سوداء أخذت تطن، فتجمدت ركبتاها من الخوف حتى وصلتا إلى درجة رهيبة من التيبس، وتحتم عليها التشبث بالدرابزين سريعًا كي لا تسقط إلى الأمام. لم تكن تلك هي المرة الأولى التي تتجرأ فيها على القيام بهذه الزيارة المحفوفة بالمخاطر. لم تكن تلك القشعريرة المفاجئة غريبة عليها نهائيًا. على الرغم من كافة محاولاتها الداخلية للمقاومة، كانت دائمًا ما تسقط - في طريقها للعودة - ضحية تلك النوبات غير المبررة من الخوف السخيف اللا معقول. أما عن طريق الذهاب إلى الموعد الغرامي، فقد كان أسهل بكثير. حيث كانت تترك السيارة عند ناصية الشارع، وتقطع سريعًا تلك الخطوات القليلة المؤدية إلى باب المنزل دون أن تنظر أمامها. ثم تصعد الدرج على عجل، وهنا يذوب خوفها الأول المُتقد بالشوق واللهفة وسط عناق ترحيبي حار. وحينما كانت ترغب في الرحيل بعدئذ كان نوع ثان من الخوف الغامض يتصاعد بداخلها، خوف يمتزج برجفة الشعور بالذنب، وبالهوس السخيف الذي يدفعها للاعتقاد بأن نظرات الأغراب في الشارع قادرة على كشف أمرها ومعرفة المكان الذي أتت منه، وأنهم يستقبلون ارتباكها بابتسامة غريبة. كان القلق المتصاعد نتيجة الخوف يُسمم الدقائق الأخيرة بقربه. فعندما ترغب في الرحيل ترتجف يداها من توتر الاستعجال، وتلتقط كلماته وهي شاردة الذهن، وتقاوم سريعًا لحظات شغفه الأخيرة. كان كل ما فيها يرغب في الذهاب بعيدًا، في الخروج من شقته، من منزله، من تلك المغامرة، والعودة إلى عالمها البرجوازي الهادئ. أما هو فقد كان يحاول عبثًا أن يطمئنها ببعض كلماته الأخيرة التي كانت بالكاد تسمعها بسبب اضطرابها. ثم تأتي تلك اللحظة التي تتخفى فيها وراء الباب وتنصت كي تعرف إن كان هناك من يصعد الدرج أو ينزله. لكن الخوف كان ينتظرها بالخارج متلهفًا كي يستحوذ عليها، ويعيق باستبداد دقات قلبها، ويجعلها كالعادة تنزل تلك الدرجات القليلة لاهثة.
وقفت لمدة دقيقة مغمضة عينيها تستنشق بِنَهم برودة الهواء الذي يسري وسط عتمة الدرج. ثم سمعت صوت باب ينغلق بأحد الطوابق العليا. فاستجمعت قواها في هلع، وأسرعت تنزل الدرج وهي تمد يديها تلقائيًا لتربط وشاحها السميك حول وجهها بإحكام. وهنا توعدتها تلك اللحظة الأخيرة الأكثر فظاعة، لحظة الخوف من تخطي بوابة منزل غريب والخروج منها إلى الشارع. نكست رأسها كحصان يستعد للانطلاق، وأسرعت بعزيمة مباغتة نحو البوابة نصف المفتوحة.
اصطدمت في تلك اللحظة اصطدامًا عنيفًا بامرأة كانت على وشك الدخول على ما يبدو. معذرة
قالتها في حرج، واجتهدت كي تتخطاها بسرعة، ولكن المرأة منعتها من تجاوز الباب، وحدقت بها بحنق وسخرية سافرة في الوقت ذاته. ثم صاحت بصوت فظ غير مبالية نهائيًا بمدى فظاظته: كم تمنيت أن أمسك بكِ ولو لمرة! أنتِ سيدة موَّقرة بالطبع، أو هكذا تدعين! سيدة لم تكتفي بزوجها وأموالها الطائلة وكل ما لديها، فتحتم عليها أيضًا أن تغوي عشيق فتاة مسكينة وتسلبها إياه ...
.
تلعثمت السيدة إيرينا: معاذ الله!... ما الذي... أنتِ مُخطئة...
، ثم همَّت بمحاولة خرقاء للتسلل بسرعة عبرها، ولكن المرأة سدت عرض الباب بجسدها الضخم، وعنَّفتها بصوت عالٍ: لا، أنا لست مخطئة... إنني أعرفك... لقد نزلت من شقة صديقي إدوارد... أخيرًا أمسكت بكِ الآن، وها قد عرفت لِمَ لم يكن لديه مؤخرًا سوى القليل من الوقت لي... بسببك إذًا... أيتها الحقيرة الـ ...
.
معاذ الله!
، قاطعتها السيدة إيرينا بصوت خافت، ثم قالت: لا تصرخي هكذا
، وتراجعت لا إراديًا إلى ردهة المنزل مرة أخرى. نظرت إليها المرأة باستهزاء، وكأنما راق لها هذا الخوف المرتعد وذاك الارتباك الواضح، حيث أخذت تتفحص ضحيتها بابتسامة تحمل قدرًا من الاعتداد بالذات والسرور الساخر. ومن فرط تلذذها بالوضع تحولت نبرة صوتها إلى نبرة رزينة هادئة تمامًا، تكاد تصل إلى درجة التراخي.
هكذا تبدو السيدات المتزوجات إذًا! السيدات النبيلات الراقيات حينما يخرجن لسرقة الرجال. يخفين وجوههن وراء وشاح، بالطبع يجب أن يتخفين حتى يتمكن من لعب دور السيدات الموَّقرات بعد ذلك في كل مكان...
.
ما... ما الذي تريدينه مني إذًا؟... إنني لا أعرفك نهائيًا... يجب أن أرحل...
.
"ترحلين... نعم بالطبع.. تذهبين إلى السيد زوجك... تدخلين غرفة المعيشة الدافئة، تلعبين دور سيدة المجتمع الراقية، وتدعين الخدم يخلعون عنك ملابسك... أما ما يخص أمثالنا فإن متنا جوعًا لن تعبأ سيدة مترفة مثلك بهذا الأمر... فهن يسرقن منا
