ناتالي و تانيا: روايتان في كتاب
By إيڤان بونين
()
About this ebook
يؤكد إيڤان بونين، وهو أول كاتب روسي نال جائزة نوبل في الأدب، أنه لم يملك منزلاً أو بيتاً خاصاً به خلال حياته؛ فقد أقام معظم الوقت لدى الأصدقاء والأقارب والمعارف، أو في الفنادق والبيوت المستأجرة. ويؤكّد أنّه عاش في تجوال مستمر؛ متنقلاً من مكان إلى آخر، داخل بلده أو خارجه.
إيڤان بونين
وُلد إيڤان ألكسيفيتش بونين في 22 أكتوبر عام 1870 في فورونيج جنوب غرب روسيا، وتوفي في 8 نوفمبر 1953 في باريس. وكان بونين أول كاتب روسي يحصل على جائزة نوبل للآداب، لكنه لم يستطع لأسباب صحية الظهور شخصياً في حفل توزيع الجوائز. نال بونين أيضاً جائزة بوشكين الأدبية الرفيعة. وقد اشتهر بالبراعة الفنية الصارمة والالتزام بالتقاليد الروسية الكلاسيكية في كتابة النثر والشعر. ويعتبر نسيج قصائده وقصصه، الذي يُسمّى أحياناً ديباجة بونين، من أغنى الأساليب في اللغة الروسية.ظهر بونين في البداية كشاعر كلاسيكي ضمن المدرسة الرمزية. ثمّ جمعته أواصر معرفة وثيقة بمكسيم غوركي مؤسس المدرسة الواقعية الاشتراكية، فتأثر بغوركي واختبر أساليب الواقعية الروسية المتأخرة في سلسلة من القصص الكئيبة حول تدهور الريف الروسي ووحشية حياة القرية الروسية. وتطرّق في أعماله أيضاً إلى اختفاء طبقة ملاك الأراضي. وقد وصف كل هذا في روايته القرية (1910) والوادي الجافّ (1912).اشتهر بروايته عن سيرته الذاتية حياة أرسينيف (1933 - 1939) ، وكتاب القصص القصيرة الدروب المظلمة (1946) ومذكراته 1917-1918 (أيام ملعونة)، 1926). كان بونين شخصية محترمة بين المهاجرين البيض المناهضين للشيوعية، والنقاد الأوروبيين، بالإضافة إلى العديد من زملائه الكتاب، الذين اعتبروه وريثاً حقيقياً للأسلوب الواقعي في الأدب الروسي الذي أسّسه تولستوي وتشيخوف.
Related to ناتالي و تانيا
Related ebooks
اولاد الأبالسة: محمد شعبان عبد الله Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقصة لا تنتهي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعبق الياسمين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسطورة المومياء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsاحزان ملونة Rating: 5 out of 5 stars5/5ابتسامات ودموع Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمياسين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفرانكنشتاين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالسراب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsزينب: محمد حسين هيكل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمملكة العذارى: أحمد زكي أبو شادي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحقيبة الزرقاء: رواية عصرية أدبية غرامية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلا شيء يهم ! Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsألوان من الحب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالموت في الشمس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالوادي السري Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمذكرات Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقيد الفقد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأقوى من الحب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحواء الجديدة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمن أعماق رحلة أخيرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسطورة بو Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsطقس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالأجنحة المتكسرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsابتسامات ودموع Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسطورة وحش البحيرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعزيزي فلان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسطورة البيت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsدعاء الكروان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرسائل يوسف Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for ناتالي و تانيا
0 ratings0 reviews
Book preview
ناتالي و تانيا - إيڤان بونين
مقدمة المترجم
إيفان ألكسيفيتش بونين كاتب وشاعر ومترجم روسي. بدأ حياة مستقلة في وقت مبكر؛ حيث عمل في الصحف والمكاتب وسافر كثيراً. كانت أول أعماله المنشورة قصيدة «فوق قبر سيميون نادسون» (1887)؛ ثم نُشرت المجموعة الأولى من قصائده عام 1891. حصل على جائزة بوشكين عن كتاب «سقوط الأوراق» وترجمة «أغنية هياواثا» في عام 1903، وهي عبارة عن قصيدة ملحمية لهنري لونغفيلو، تستند إلى أساطير هنود أوجيبوي. في عام 1909، أعيد منحه هذه الجائزة للمجلدين الثالث والرابع من أعماله المجمعة وانتخب أكاديمياً فخرياً، ثم هاجر إلى فرنسا بعد ذلك.
هو مؤلف رواية «حياة أرسينيف»؛ والروايات القصيرة: «القرية»، »حب ميتيا»؛ وقصص: «سيد من سان فرانسيسكو»، «التنفس الخفيف»، «تفاح أنتونوف»؛ واليوميات: «الأيام الملعونة»، «ضربة الشمس»؛ ومجموعة قصص «الدروب الظليلة»، وأعمال أخرى.
حاز إيفان بونين عام 1933 على جائزة نوبل في الأدب تقديراً لـ«المهارة الصارمة التي طوّر بها تقاليد النثر الكلاسيكي»؛ ليكون بذلك أول كاتب روسي ينال جائزة نوبل!
ناتالي
نُشرت رواية «ناتالي» القصيرة لأول مرة في نيويورك 1942، وبعد عام أُدرجت ضمن أول مجموعة قصصية باسم «الدروب الظليلة». وقبل الإصدار الثاني للمجموعة في «دار غاليمار» في باريس، اقترح بونين أن تنشر باسمها؛ لكن سكرتير التحرير بريس بارين لم يقبل بذلك.
قال بونين إنها «رواية صغيرة»، لكن النقاد ينظرون أيضاً إلى هذا النوع على أنه رواية. وفقاً للنقاد الأدبيين، تحتل «ناتالي» مكانة استثنائية بين أعمال الكاتب، والذي وصفها الكاتب نفسه بـ «أفضل أعمالي» في رسالة إلى صديقه ألدانوف؛ والذي قيمها عالياً بدوره، عندما رد قائلاً: «في رأيي ناتالي هي أفضل وأروع قصة ببساطة، إنها واحدة من أفضل الأشياء بشكل عام». ما جعل أحد الناشرين الأمريكيين يضعها ضمن مختارات من الأدب العالمي عام 1945.
هناك ثلاث شخصيات رئيسية في الرواية: طالب المدرسة الثانوية ميشيرسكي الذي قرر العثور على صديقة أثناء قضاء عطلته؛ وابنة خاله سونيا؛ وصديقتها في المدرسة الثانوية ناتالي.
يتشكل مثلث العشق بين ميشيرسكي، وسونيا، وناتالي. ويجد البطل نفسه في دوامة رومانسية صيفية معهما في آن واحد. هو لا يعرف شيئاً عن الصراع الأبدي بين الجسد والروح؛ ويبدو له أن هناك حبين معاً، مختلفان للغاية وعاطفيان جداً في الوقت نفسه، فيتمزق بين الاختطاف الجسدي لأحدهما والجمال الروحي المؤلم للثاني.
عشق ناتالي الخالص أعطى ميشيرسكي أقصى درجات القوة للتغلب على الشغف الجسدي للفتاة الأخرى، رغم أن هناك شيء لا يمكن تفسيره في جنون شغفه؛ شيء إلهي وشيطاني. وهذه التركيبة العالية من المشاعر تنكشف للناس في وقت يفيض العالم بما أسماه بونين: «دعوة وحشية نحو الجسد الجامح».
تانيا
قائمة أعمال بونين المخصصة لأحلام الحب والسعادة لا تكتمل إلا برواية «تانيا» القصيرة. نحن هنا نتحدث عن الحب بين خادمة لمالكة أرض صغيرة وشاب لا على التعيين، حيث لا يوجد وصف وافر عنه. كل ما هو معروف أن تانيا تنعته بمودة «بيتروشا»، وكان يعيش حياة مليئة بالفوضى والتجوال. في إحدى ليالي الخريف استولى على جسدها الصغير وهي نائمة. في البداية، أخاف هذا الفتاة، لكن فيما بعد انحسر الخوف وابتعد عن الواجهة، وأخذت العلاقة تنمو في مكانه وتتطور؛ لكن لم يكن مقدراً لهما أن يكونا معاً. فقد جرى آخر لقاء بينهما في فبراير من العام السابع عشر الرهيب، أي في عام ثورة فبراير 1917.
يصور بونين بمهارة شديدة مشاهد العلاقة الحميمية بينهما، والتي تجهزنا لظهور تانيا فيما بعد بمثل هذا الوضوح، ثمّ تتطور الدرجات اللونية لصورة البطلة في مشهد الذروة، عندما يأتي البطل لأخذها من المحطة. يُظهر بونين أن الحب الذي بدأ يتزايد فجأة يجعلها أكثر بهجة وحيوية وإشراقاً.
لا يمكن لقصة حب تانيا أن تنتهي إلى نهاية سعيدة، فالعلاقة بين السيد والخادمة تم فهمها بشكل مأساوي من قبل بونين الذي تتميز بطلته بقبول متواضع لمصيرها. عند الفراق، أرادت أن تصرخ «خذني معك»، لكنها بدلاً من ذلك تبارك حبيبها بكل هدوء وطاعة وصبر. كتمت دموعها، وأملت سراً بعودة حبيبها.
عندما فقدت تانيا الأمل في رؤية البطل أصبحت ضعيفة جداً وباهتة، وكانت عيناها خجولتين وحزينتين للغاية. وهكذا جاء الحب إليها فجأة وغادر فجأة، ولم يترك لها سوى الحزن والألم والشوق والدموع؛ لتبدو مثل زهرة تذبل في موسم جفاف.
المترجم د. علي حافظ
8 كانون الثاني 1202
ناتالي
1
في ذلك الصيف، اعتمرت قبعتي الطلابية لأول مرة، وكنت مفعماً بسعادة خاصة؛ تلك السعادة التي ترافق بداية حياة شاب حر، ولا يشعر بها المرء إلا في هذا العمر. فقد نشأتُ في كنف عائلة قروية نبيلة وصارمة؛ ولذلك كنت شاباً يحلم بالحب، ويبحث عنه بشغف. كما كنت نقياً روحاً وجسداً، أحمرّ خجلاً لدى سماعي أحاديث رفاقي الحرة في المدرسة الثانوية، ما جعلهم يستاؤون قائلين: «ليتك التحقت بالرهبان يا ميشيرسكي!».
لكنني في ذلك الصيف لم أكن لأحمر خجلاً. فبعد وصولي إلى المنزل لقضاء الإجازة، قررت أن الوقت قد حان لأكون مثل أي شخص آخر، وأنتهك طهارتي بحثاً عن الحب بدون رومانسية. وبسبب هذا القرار، ورغبتي في إظهار قبعتي الزرقاء، بدأت السفر بحثاً عن لقاءات غرامية عند الأقارب والمعارف في الضواحي المجاورة. وهكذا، انتهى بي المطاف في عزبة خالي أولان تشيركاسوف المتقاعد والأرمل منذ فترة طويلة، ووالد ابنة خالي الوحيدة سونيا... وصلت متأخراً، ولم يستقبلني أحد في المنزل سوى سونيا.
فما إن قفزت من