الحبّ المحرّم
By Qais Ghanem
()
About this ebook
عاد الدكتور اليمني فاروق إلى صنعاء بعد أن تخرّج من بريطانيا كأول إختصاصيّ في أمراض العيون، فاستأجرلعيادته الخاصة شقة في عمارة إبن عمّه المليونير جهاد
التاجرالأسلحة الّذي كان قد تزوج إبنة عمّه هناء التي كانت تعشق فاروق في مرحلة المراهقة. فوجدت تلك العواطف تراودها من جديد. ولكن الدكتور اصطدم بالمسؤولين الفاسدين اللذين كانوا يسيطرون على كل ما يجري في البلاد ومنهم إبن عمه جهاد الذي كان متزوجا من هناء وفي نفس الوقت كان يستغل مركزه جنسيّا ضد الممرضة الهندية التي كانت تعمل في عيادة الدكتور فاروق.وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير إغتصاب وقتل طالبتين في كليّة الطب وسرقة أعضاءهما. وهكذا تورّط الدكتور عندما فحص الجثتين بطلب ملحّ من الأمّين.
Qais Ghanem
Retired neurologist, author, poet, columnist for several international papers.Promotes peace, dialogue with diversity and gender equality.Previous books:Final Flight from Sanaa - novel, also translated to ArabicTwo Boys from Aden College - novel - also Arabic versionMy Arab Spring My Canada - co-authored non-fictionFrom Left to Right - Arabic and English verseForbidden Love in the Land of ShebaDemocracy, Deity and Death - Discussion by Four Arabs
Read more from Qais Ghanem
حوار بدون خصام عن العرب والإسلام Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsصبيّان من كليّة عدن Rating: 2 out of 5 stars2/5آخر طائرة من صنعاء Rating: 4 out of 5 stars4/5
Related to الحبّ المحرّم
Related ebooks
ساحرة الرافدين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsاسطورة العهود القديمة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقصص حقيقية من الواقع الكويتي الجزء الرابع Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsاسطورة العهود القديمة Rating: 5 out of 5 stars5/5العصير الأحمر: مجموعة قصصية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفي انتظار صاحب اللعنة Rating: 2 out of 5 stars2/5الحقيبة Rating: 5 out of 5 stars5/5حجيل بنت ملك الجان Rating: 4 out of 5 stars4/5سر المنزل رقم ٣ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقصص حقيقية مرعبة من الواقع الكويتي الجزء الثالث Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالراقي: الخير الممنوع Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبين الواقع والخيال _ مجموعة قصصية Rating: 4 out of 5 stars4/5المجيء الثاني للسيد المسيح Rating: 3 out of 5 stars3/5قصص حقيقية مرعبة من الواقع الكويتي الجزء الخامس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsابليس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأرض جوش: قلادة العهد Rating: 0 out of 5 stars0 ratings#إرهاصات_وردية_الليل Rating: 4 out of 5 stars4/5رواية كهف الملح: قلادة العهد Rating: 4 out of 5 stars4/5الإعجاز اللساني في الوسوسة والوسواس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsدرجة حرارة الجنة 49.71 درجة مئوية: فلسفة الوجود والعدم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتأويل القرآن العظيم: المجلد الثالث Rating: 4 out of 5 stars4/5الديك Rating: 4 out of 5 stars4/5قطعة قماش: سَحَر Rating: 5 out of 5 stars5/5حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالبحوث المجيدة Rating: 5 out of 5 stars5/5فاكهة الخلفاء ومفاكهة الظرفاء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنواميس الملائكة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالتقريب والتيسير لمعرفة سنن البشير النذير Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsذاكرة النيل Rating: 5 out of 5 stars5/5ألتَحَرُر Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for الحبّ المحرّم
0 ratings0 reviews
Book preview
الحبّ المحرّم - Qais Ghanem
70
الحب المحرّم في أرض سبأ
قيس غانم
الإهداء
إلى ملايين اليمنيين الّذين يكافحون
كلّ يوم من أجل الحريّة والكرامة
المقدّمة
كنتُ قد كتبت هذه الرواية باللغة الإنجليزية تحت عنوان
Forbidden Love in the Land of Sheba,
ولكنّي واثق أن هذه القصّة المثيرة ستكون في محل اهتمام القارئ العربي، خاصةً إذا كان يعرف اليمن أو إذا كان يحب أن يتعرّف على اليمنيين وعمّا يدور في بلادهم وفي مجتمعاتهم.
وسوف يسرّني كثيراً إذا تفاعل القارئ مع الكاتب في طرح الأسئلة وإبداء الرأي حول هذه القصة الغريبة المستمدّة من الواقع.
1- الغيبوبة
كان الدكتور فاروق، الّذي تخرّج في الطبّ ثم تخصص في جراحة العين في بريطانيا، قد إنتهى من إجراء آخر عمليّة لإزالة الماء الأزرق من عين أحد مرضاه في عيادته الخاصّة. وحالما خلع قفازيه الجراحيّيْن من يديه سمع شغَباً خارج غرفة العمليّات. وإذا بحواء، الخادمة الصوماليّة، التي كانت تعمل في منزل إبنة عمّه هناء، تهرع نحوه في حالة من الهلع.
سألها بحيرة: ما بكٍ يا حوّاء؟
فأجابت بصوت يملؤه الخوف: يا دكتور لقد أغميَ على هناء. ولم استطع أن أوقظها من غيبوبتها.
هل أنت متأكّدة؟
نعم. دخلتُ حُجْرتها لكي انظّفها فوجدتُها مستلقية على سريرها ورأيت على الطاولة المجاورة علبةً تكاد أن تكون فارغة من حبوب الدواء وأخشى أن تكون أقراص دواء منوّم.
ومتى كنتِ قد رأيتِها قبل ذلك؟
يوم أمس، وكانت تبدو حزينة وفي حالة إنقباض شديد عندئذٍ، فقدّمت لها طعام العشاء. ولكنها لم تذق إلا القليل من الطعام وبعد تردّد.
وأين زوجها؟ أين جهاد؟
لقد سافر مرّة أخرى.
عندها غادر فاروق عيادته وهو يسرع الخطى نحو شقة هناء وجهاد الّتي كانت على بعد مئة متر، والتي كانت جزأً من عمارة ضخمة فيها مخازن كبيرة تتسع لحاويات البضائع الثقيلة التي توزّع إلى البضائع على المدن الرئيسيّة في اليمن. وكانت الخادمة الصوماليّة تحاول أقصى جهدها لكي تلحق بالدكتور المسرع أمامها ولكن أردافها الضخمة بالإضافة إلى هشاشة خُفّيها منعتها من اللحاق بفاروق وهو الشابّ الرشيق والقوي. ولكن الباب الرئيسي إلى شقّة هناء لم يكن مغلقاً بمفتاح، فاستطاع فاروق أن يدخل إلى الشقّة وأن يجد طريقه إلى غرفة النوم حيث وجد إبنة عمّه هناء ممتدّة على سريرها في حالة غيبوبة عميقة أقلقته كثيرا. ولاحظ بجانب السرير قنينة بلاستيكيّة صغيرة فارغة سوى من ثلاث حبّات بيضاء من دواءٍ منوّم، كما تأكد بعد قراءة الأسم الملصق بالقنينة فأيقن أنّها حاولت الإنتحار.
حاول أن يوقظها إذ ناداها باسمها فلم يرَ أي تفاعل، ثم بالشدّ على أصابعها ثم بأن صفع خدّها مرّة تلو الأخرى فلم يلمس أي تفاعل. ثمّ تذكّر ما درسه أثناء تدريبه في مستشفيات بريطانيا فغرز براجم أصابعه اليمنى فوق عظمة الصدر، أي عظمة سترنم، الّتي بين ثدييها لعلّ الألم الشديد يساعدها على أن تفيق من غيبوبتها العميقة والخطيرة فتستأنف التنفّس الطبيعي. ولأوّل مرّة لاحظ ردّ فعل بسيطٍ ومطمئنٍ حيث تحرّكت عضلات وجهها قليلاً وسمع أنيناً خافتاً منها. حمدَ الله على ذلك وأدرك أن أملاً كان ما زال موجوداً لإنقاذها، رغم تلك الغيبوبة العميقة الّتي كادت أن تنهي حياتها لعدم قدرتها على التنفّس.
عند ذلك شرع فاروق في إزالة بعض ملابسها العلويّة الضيّقة لكي تتمكن من تنفّسٍ أعمق. وعندها بدأ لونها يتحسن تدريجيّاً. عند ذلك لاحظ الطبيب كدمات زرقاء على كتفها وصدرها فخمّنَ من مواقعها أنها كانت علامات ضربٍ مبرّحٍ لا بد أن يكون بيد زوجها المسيطر عليها. وفي تلك اللحظة دخلت ممرّضة العيادة الهنديّة، ألياما، إلى الغرفة حاملةً جهاز ضخّ يدويّ، كما أمرها الدكتور، فأدخل فاروق أنبوبة بلاستيكيّة شفّافة في أنف هناء دون ردّ فعلٍ واستمر حتى أوصل طرف الأنبوبة إلى قعر المعدة ثم شغّل موتور الجهاز الّذي شفط الدواء المنوّم من معدة هناء. ثمّ أعاد الكرّة بعد أن صبّ كميّة من الماء داخل معدتها وبعدها تنفّس الصعداء.
وفي خلال دقائق معدودة بدأ لون وجهها وشفتيها في التحسّن وازداد تنفّسها عُمقاً بعد أن كان ضحلاً جدّاً، فوضع فاروق سمّاعته على صدرها في أكثر من موقع لكي يطمئنّ على دخول الهواء إلى رئتيها. وبعد قليل بدأت هناء تتفاعل مع محاولات فاروق لإثبات تفاعل ولو بسيط مع وخز إبرة نظيفة فوق جلدتها. ثم أكمل فحص المريضة بالسمّاعة ليطمئن قبل أن يغادر.
أعتقد أنها ستفتح عينيها خلال دقيقتين أو ثلاث
خمّن الطبيبُ، موجّها كلامه نحو الممرّضة الهنديّة، وأضاف إبقِ معها ريثما أعود أنا إلى العيادة لأكمل عملي هناك وحالما تصحو هناء قدّمي لها قليلا من الشوربة الساخنة وسوف أعود في أقرب فرصة.
وفي طريقه إلى عيادته عادت إلى مخيّلته صورة الكدمات الزرقاء الّتي شاهدها سابقاً على صدر هناء ولو كانت أقلّ زرقة، وعلى خدّيها في زياراتٍ سابقةٍ لمنزلها، فوعد نفسه بأن يثير الموضوع معها وحتى مع زوجها، في أقرب فرصة سانحة.
عندما عاد فاروق إلى مريضته كانت الشمس قد غربت وكان وقتُ عشائه قد حان، ووجد الياما مع هناء التي كانت تجلس على كرسي مريح أمام الياما الواقفة على قدميها، وكانت هناك طاسة شوربة مع ملعقة فوق الطاولة التي بجانبها. وسارع بإعطاء الفرصة لممرضته أن تعود إلى العيادة لتدبير برنامج اليوم التالي ولكي تتناول طعام العشاءهي بدورها. أمّا هو فقد كان يشعر بالجوع، وأكثر من ذلك بالعطش، خاصّة لكأس من النبيذ الذي كان يعتبره بمثابة مكافأة للعمل المرهق أثناء النهار. وكان عدم تيسّر ذلك النبيذ، رغم رداءته، مقارنة بالغرب، يزيد من لذّة المكافأة.
قال الطبيب لمريضته مطمئناً.تبدين أحسن بكثير!
ماذا حصل؟
سألته بصوت خافتٍ يملؤه النعاس.
ألا تتذكّرين ما فعلتِ؟
بلا! بدأت ذاكرتي تعمل من جديد. ولكن لديَ صداع وثقَلٌ في اللسان.
لا شكّ أنّكِ تعاطيتِ كميّةً كبيرة من المنوّمات. لماذا؟
لو أخبرتك ما السّبب، لن تتفهّم مشاعري ودوافعي.
هل الأمر معقّد لهذه الدّرجة؟
أنتَ حكيمٌ ماهر ولكنك لم تتورّط في زواج.
ربما. ولكن عليكِ أن تعديني أنّك لن تعيدي محاولة الإنتحار مرّةً أخرى.
حوّلت هناء نظرها من عينيه ولم تجِبْ.
أنظري هنا يا هناء! وقولي لي كيف يمكن لإمرأة جذّابة – بل جميلة – أن تنتحر هكذا وأمامها مستقبل زاهر وجميل.
ترددت هناء ثم قالت: يمكنها ذلك عندما تصبح حياتها جحيماً بدون حب ولذلك بدون معنى.
لكنكِ متزوّجة من رجلٍ يحبّك ويدللكِ وقد سمعته يتحدث عنك بكلّ خير.
نعم، هذا للإستهلاك الخارجي يا دكتور. هذه طريقة معروفة لدى الأغنياء من الرجال. الناس يعتقدون أنه إذا كانت الزوجة تتزيّن بالمجوهرات في منزلٍ عامر أمامه مرسيديس وداخله الخدَم فهي قد بلغت قمّة السعادة! وإذا لم تبلغها واشتكت فهي السبب وتعتبر في نظر المجتمع جاحدةٌ للجميل.
يا هناء، أقترح عليك أن تستشيري إختصاصيّة في علم النفس لأنني لا أريدك بأي حال من الأحوال أن تكرري هذه المحاولة الإنتحاريّة.
قلْ لن يصيبنا إلاّ ما كتب الله لنا ... طبعاً أنت لا تؤمن بهذه الآية بعد العيش الطويل في أوروبا.
حتّى إذا كان هناك قضاءٌ وقدر، فهذا لا يعني أننا لا نتحمّل مسؤولية إتخاذ القرار في أمورٍ تؤثّر على مستقبلنا وعلى حياتنا. ألم يقل الرسول للإعرابي الّذي عزم السفر وخاف أن يترك ناقته بدون من يرعاها، ألم يقل لهُ أعقلها وتوكَل.
يبدو لي أنّكَ تناقض نفسك.
لا أبداً. إذا سافرتِ في طائرة وتحطّمت بكِ فهذا هو القدر أو الحظّ أو دور الإحصائيّات، ولكن إذا تعاطيتِ دواءً بغرض الإنتحار فالذنب ذنبك. قد تكون هناك دوافع لذلك ولكن القرار كان قراركِ أنتِ. والإحصائيات تبرهن أن الّذين لا ينجحون في قتل أنفسهم في المحاولة الأولى، كثيراً ما يعيدون الكرّه.
لستُ ذكيّةً مثلك يا دكتور، ولكنّ السبب في إعادة الكرّة هو أن المشكلة الأساسيّة ما زالت قائمة.
نعم! بالضبط! إذاً حدّثيني عن مشكلتك – إذا كنتِ تثقين بي.
طبعاً أثقُ بك. لقد راقبتك منذ سنين. منذ أن كنّا مراهقَين ولعبنا معاً في الحارة، أمام بيتنا وبيتكم. كنتُ أغبطّكَ ذكاءَك وحتّى وسامتك ... عندما بدأت في التفكير في الصبيان كما تفعل بقيّة البنات المراهقات. كانت أحلامي وأمنيتي أن تكون أنت الفارس الّذي يتزوّجتني.
لا أكاد أصدّق هذا الخيال الخصب!
ضحك فاروق ثمّ استأنف والحقيقة هي أنني أحببتك أيضاً، ولكنّي إفترضتُ طوال كلّ هذه السنين أنّكِ كنتِ تعشقين إبنَ عمّنا الأكبر، جهاد! وها نحن ثلاثتنا أولاد عم. هل تعلمين أنّ في الغرب هم لا يتزوجون بنات العم أو الخال ويعتبرون ذلك ما يقارب السّفاح.
على هذا الأساس فأكثر الزواج عندنا هنا، وبقيّة العالم العربي، يعتبر سفاحاً؟
نعم. ولكنّ التقاليد والأعراف تختلف بين شعبٍ وآخر. تختلف حتى بين صنعاء والحجريّة وحضرموت.
ليت كانت لي الفرصة لكي أعبّر عن رغبتي وشعوري قبل أن يزوّجوني من جهاد، الّذي كان عندئذٍ في ضِعف عمري، أثناء دراستك في بريطانيا. كنت سأصبح أسعد إمرأة في البلاد. ليتني ولدتُ بريطانيّة فأختارُ الزوج الّذي أقضي بقيّة حياتي معه. كنّا عشنا سعداء جدّا، أنا وأنت. ألا توافقني؟
لا جدوى من هذه الأفكار يا هناء. أنت إمرأةٌ ذكيّة وحسّاسة وجميلة – بل خارقة في الجمال – ولكنّ الشاعر قال ’تأتي الرّياحُ بما لا تشتهي السّفُنُ.
لماذا لم تعد إلى صنعاء فتحملني معك إلى بريطانيا فنبقى سعداء طوال الحياة؟
"الغربة تأتي بتغييرات مهمّة في كلّ شيئ. خاصّةً لأنني نأيتُ عن العادات العربيّة والإسلاميّة متعمّداً الغوص والإنتماء إلى ذلك المجتمع الحضاري الجديد. ورغم ذلك، أجدني أتذكّر بشغفٍ أسرتنا الكبيرة المتماسكة وصداقاتنا الحميمة ومساهماتنا في