Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

درجة حرارة الجنة 49.71 درجة مئوية: فلسفة الوجود والعدم
درجة حرارة الجنة 49.71 درجة مئوية: فلسفة الوجود والعدم
درجة حرارة الجنة 49.71 درجة مئوية: فلسفة الوجود والعدم
Ebook549 pages5 hours

درجة حرارة الجنة 49.71 درجة مئوية: فلسفة الوجود والعدم

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

العقل عند افلاطون ؛ واستاذه ارسطو هو ركيزة بناء المدينة الفاضلة التى تتميز عن كل مدن العالم بالفضيلة وحب الحق والخير والجمال ؛ ولكن فى زماننا الحديث والمعاصر قد تغيرت 
الحياة وتبدلت ؛ واخذت فى التقدم العظيم ؛ والنقلات النوعية العظيمة فى العلم والمعرفة والتكنولوجيا ؛ وزادت ضغوط الحياة ؛ وتطوت مطالب سوق العمل فى العالم ؛ وبات الانسان
يحلم ويحلم باحتلال مكانة رفيعة بين سكان هذا العالم الكبير ؛ وباتت كل دولة تهفو الى التطوير والتحديث ؛ وباتت المعارف اكسير الحياة ؛ جميع المعارف بلاء استثناء الا للقليل التافه
فثمة نظرية فلسفية كبيرة هى محور هذا الكتاب ؛ وثمة نظريات متفرعة منها ؛ بل ثمة معرفة جديدة ؛ ورؤية عقلانية للعالم الحديث والمعاصر ؛ كنظرية التحدث مع العقل الباطن 
واعطائه الاوردرات ؛ فيكف يمكنه التنفيذ ؟ ونظرية ومعادلة القيمة العظمى ؛ ومعانى مفردات مهمة فى الحياة ومصطلحات وتعريفات ونصوص رائعة ؛ ويختتم الكتاب بخطاب ثقافى 
متصل  فى اكثر من عشرة صفحات على ملف  بى دى اف ؛ وعدة الاف من الكلمات المتصلة والجمل المتصلة والكتاب مزود بالرسومات البيانية التوضيحية 
Languageالعربية
Release dateOct 3, 2019
ISBN9788834193266
درجة حرارة الجنة 49.71 درجة مئوية: فلسفة الوجود والعدم

Read more from حجازى سعيد

Related to درجة حرارة الجنة 49.71 درجة مئوية

Titles in the series (1)

View More

Related ebooks

Reviews for درجة حرارة الجنة 49.71 درجة مئوية

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    درجة حرارة الجنة 49.71 درجة مئوية - حجازى سعيد

    Notes

    الباب الاول _ الانسان

    الفصل الاول _ الانسان والانسانية

    المقدمة

    قد يبدو عنوان الكتاب غريبا ؛ او محاولة لمحاكاة الصحفى

    ولكنه نص ؛ ووراء كل نص حكمة ما او هدف ما ولابد من

    معرفة ما وراء النص ؛ وهذا ما تدعو اليه العقلانية الرشيدة

    ابحث فى النص ؛ و اب حث فى الخبر ؛ وما وراء النص وما

    وراء الخبر ؛ فقد يستهدفك النص او الخبر فيوجهك وجهة ما

    فيهديك الى طريق النجاح والتفوّق ؛ او يضللك الى طريق

    الوقوع فى براثن المستغلين والمتاجرين بقضية ما فتجد نفسك

    فى ظلمات السجون ومعاناتها الفظيعة ؛ وقد يقودك الى النار

    او تقع تحت طائلة عذاب الله ام حسب الذين يعملون السيئات

    ان يسبقونا ساء ما يحكمون ؛ او يهديك الى الرضا والنعيم

    صالحا فلنحيينه حياة طيبة ؛ واعلم

    ان الجنة حالة قبل ان تكن مكانا وزمانا ؛ واعلم ان النار

    حالة قبل ان تكن مكان وزمان ؛ ويعجبنى جدا حديث الشاب

    الممثل فى فيلم بالالوان الطبيعية وهو يحكى ذلك فى امتحانه

    وعرض لوحته الفنية على لجنة تحكيم كلية الفنون الجميلة

    واعلم ان كل شئ ممكن وجائز بل واقع فعلى لا محالة عندما

    تتلقى فكرة ما وتستضيفها فى عقلك ؛ فانت صاحب الفكرة

    وهى مستقبلك لا محالة

    الانسان هو مجموعة من المشاعر والاحاسيس المعقدة المركبة تتفاعل هذه المشاعر والاحاسيس بعد المرور بالتجارب الانسانية الحياتية منذ اللحظة الاولى للميلاد ؛ وليس هذا فحسب بل ان الانسان ذلك المخلوق المرتقى جدا على السلم البيولوجى للكائنات الحية على كوكب الارض وهو ما يعرف بالفسيولوجيا ؛ فهو يتميز بالعقل ذلك الجهاز المعجزة المعقد شديد التعقيد والمكونات المادية والغير مادية على السواء والذى يتميز بخصائص التفكير والتخيل والحفظ والاسترجاع وتخزين المعلومات والتجارب الانسانية والحياتية والعامة داخل العقل الباطن ؛ حيث ان العقل والعقلانية من وظائف المخ لانه عقلان احدهما هو العقل الواعى المختص بالتفكير والاختيار واتخاذ

    القرارات والتصرفات المختلفة ؛ ثم العقل الباطن المختص بحفظ التجارب الانسانية لحظة بلحظة اولا باول وذلك منذ لحظة الميلاد الاولى فسبحان الخالق العظيم القدير ؛ وملكات العقل البشرى متعددة كملكة التفكير واتخاذ القرارات وملكة المهارات العقلية كالسابق ذكرها بالاضافة الى ملكة الحفظ والذاكرة والاسترجاع السريعة للمعلومات والتجارب الحياتية العادية والعلاقات الاجتماعية وادارة العواطف والمشاعر الانسانية ؛ والانسان كما سبق يمتلك مشاعر واحاسيس معقدة بخلاف الحيوان الذى لا يملك سوى مشاعر واحاسيس بسيطة غير معقدة وكذلك لا يملك ذاكرة كالانسان ؛ فذاكرة الحيوان لا تسجل الا التجارب البسيطة التى سيحتاجها فى حياته البسيطة ؛ فقط تسيير حياته ولا يبنى عليها خططا لتحسين مستقبله فهوهو وكما هو منذ ان خلقه الله الا من التطور البيولوجى الذى لا تدخل له فيه على الاطلاق ولا اختيار ولا يتميز الحيوان الا بما يسمى بالغريزة الطبيعية وهى فى رايى عقل محدود للغاية ؛ ونعود لاصل الموضوع والانسان ذلك الكائن العاقل الذكى الذى يمتلك الذاكرة ويمتلك المهارات والقدرات العقلية وحفظ التجارب الحياتية العادية ؛ وحفظ وفهم ما يتعلمه واسترجاعه وقت اللزوم ؛ وهذا الكلام السابق والمعلومات هو من البديهيات والمسلمات والنظريات فى ذلك الوقت من عمر الانسانية وبعد الابحاث والتجارب والدراسات والتدوينات من جانب العلماء والفلاسفة والمفكرين كعلماء البيولوجى وعلماء النفس ؛ بالاضافة الى الفلاسفة والباحثين عن الحكمة وجوهر الاشياء ومكنونها وعلاقاتها والروابط فيما بينها وفيما بينها وبين الانسان كعلماء العمران البشرى مثل ابن خلدون وعلماء الاجتماع كاميل دور كايم وعلماء النفس وعلماء الطبيعة ؛ بالاضافة الى علماء الديانات السماوية الثلاث ؛ وما دمنا قد تحدثنا عن البديهيات فمن الاولى ذكر دور الانسان فى الحياة وهو استخدام العقل وهذه القدرات فى خدمته كانسان مخلوق هو الاعلى على السلم البيولوجى لجميع الكائنات الحية على كوكب الارض وربما فى ذلك الكون الرحب الفسيح الممتد الى مسافات فلكية من ملايين بل مليارات السنيين الضوئية او بالاحرى

    صورة الفضاء

    الاف المليارات من السنين الضوئية وهى المسافة التى يقطعها الضوء فى عام كامل بسرعة ثلاثمائة الف كيلو متر فى الثانية الواحدة ؛ اى يقطع مثافة مليون كيلو متر فى ثلاث ثوانى وكام جزء من الثانية ؛ فالانسان وظيفته فى الحياه هى العلم والتعلم والتدوين والحفظ والاسترجاع وقت اللزوم لتطوير حياته وخدمة نفسه اولا وخدمة المجتمع والوطن والعالم بل وخدمة الانسانية التى ينتمى اليها وينتسب لها ويرتبط بها ولا يملك ان ينفك عنها لحظة واحدة من لحظات الزمن ؛ والانسانية هى بكل بساطة مجموع الوحدات والافراد من الناس ؛ وكما ان لكل انسان فرد عقل وتذكر فان للانسانية كذلك تمتلك عقلا جمعيا وتعارفا جمعيا واعراف واحكام وتصورات وستذكر دوما ولا تنسى ابدا من يدعمها ويدعم مسيرتها فى الحياة وكدها من اجل استشراف

    المستقبل واكتشافه بل وصناعته ؛ وكذلك بالمثل فالانسانية لن تنسى من يهينها ويهدد مسيرتها فى الحياة ويعمل على احباط كدها وجهدها المضنى لاكتشاف المستقبل وصناعة مستقبل افضل لها وللانسانية التى ستولد من رحمها وبجهدها وعنايتها ورعايتها تنفيذا لحكم الله الخالق القدير والذى تنفذه عن حب شديد ؛ لن تنسى الانسانية اى فرد من افرادها يشط عن طريقها ومشوارها نحو المستقبل الواعد لها على مر الزمان والتاريخ ؛ فالانسانية تبغى صناعة الحضارة ومن يدعمها فى مسعاها هذا فسوف تكرمه تكريما عظيما ؛ وسيكرمه الله تكريما اجل واعظم ؛ ويمتلك الانسان الارادة والعزيمة ؛ الا ان ارادته وعزيمته وطموحه بالكاد مرهون بالعلم ؛ واقصد بالعلم هنا هو المشاهدة والاستنتاج اى مشاهدة تجارب الاخرين ومعرفة تاريخهم وكدهم وجهدهم المضنى نحو اكتشاف الذات وذلك على مستوى الافراد والمجتمعات الانسانية او الحضارات والامم التى انتقلت من عصور التخلف والفقر والهوان الى عصور الرقى والتحضر والازدهار ؛ وعلى مستوى الافراد حيث ان تاريخ كل امة من الامم ممتلئ بقصص وحكايات ابنائها البررة المجتهدين المتفوقين العارفين بحقيقة ذاتهم العليا المنتسبة اصلا الى الله تعالى فاحتلوا اماكن ودرجات مرتفعة وعظيمة وسط زحام البشر وتكدساتهم واختلافاتهم ؛ ولم يمنعهم الزحام والتكدس من الصعود والصمود والاستمرار على ادراك المعنى _ معنى الانسان والانسانية _ وهذه الروح التى تنتسب الى الله تعالى ؛ ومنهم علماء الطبيعة والكون ومنهم علماء العمران البشرى كابن خلدون وعلماء الاجتماع كدور كايم ؛ وعلوم النفس وكافة العلوم الانسانية مما سبق ذكره وعلم الاجتماع السياسى مثلا وعلم النفس الاجتماعى وعلم النفس للاطفال ؛

    والفلسفة والمنطق وعلوم الموسيقى والشعر والغناء والفنون فهى معارف ولا ننسى الرياضة لاهميتها فى بناء الانسان ؛ وهذه لها بابها الخاص وفصولها المتعددة ؛

    ومنهم من جمع بين علوم الطبيعة والعلوم الانسانية كامانويل كانط والبرت اينشتاين ؛ وهذان العالمان لهما اقوالا عظيمة جدا فى الفلسفة والحكمة والعقلانية وسوف نتعرض لها ولغيرها من درر وجواهر العقلاء فى هذا الكتاب لنبين ونوضح ونثبت بالدليل القاطع ان الانسانية لا تفتقر لتقدما ورقيها الا الى الحكمة والعقل والعقلانية وشذب وانكار ما كان دون العقلانية ودحر الغوغائية والعشوائية والهوان والانصياع الاعمى للغير _ الجاهل اصلا _ ودعم الثقة بالنفس وفى القدرات والمهارات العقلية التى حبى بها الخالق العظيم البشرية ؛ والحكمة من دراسة الامم ودراسة تاريخ الافراد هى شحن

    الهمم وشحن وتحفيز العقل على التصور الصحيح للمستقبل ؛ وكذلك تحفيز وانعاش الارادة والعزيمة واثارة الشغف الى الحصول على المثل والامثل من المنافع على مستوى الفرد وعلى مستوى الاوطان فلا يوجد مستحيل وكل شئ ممكن ولكن فقط اذا توفرت الارادة الصادقة والعزيمة التى لا تلين ابدا ؛ بل ان المصاعب والعقبات فغالبا ما ستواجهنا على المستويين ولكن ليكن ذلك محفزا لنا لاستجماع قوتنا للتغلب على معوقات تقدمنا ورقينا وازدهارنا وادراك حقيقتنا الجميلة الرائعة التى هى اجل نعمة من الله ؛ وسنعلم ذلك ونتعارف عليه من خلال استشراف دور الفلاسفة العظام لاسيما فى اوروبا وما قبل العصور الوسطى كذلك ؛ ومرورا بها حتى الوصول الى عصر الثورة الصناعية الرابعة فهذا العمل الذى بين ايديكم الان هو من فوائد هذه النقلة النوعية العظيمة فى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ؛ ولم يكن ذلك ليحدث لولا الجهد العظيم المضنى لفلاسفة التنوير ومن هؤلاء جان جاك روسو وسنعلم عنه الكثير من العجائب والمعوقات التى يمكن ان تواجه باحثا عن الحقيقة ؛ وكذلك ايمانويل كانط وديكارت وهيجل وارسطو وافلاطون الذى اسمينا هذا الكتاب اشتقاقا من كتابه الشهير

    المسمى بالجمهورية وباروخ اسبينوزا وكارل يونج والعالم العربى ابن رشد والفارابى

    ومن فلاسفة العصر الحديث جدا مثل ميشيل فوكو وفلاسفة الثورة الفرنسية وكثير من هؤلاء الذين اضنوا انفسهم وقتلوها بحثا عن الحقيقة بخلاف هؤلاء الذين اوقفوا عقولهم عن التفكير وحرموا التفكير والخيال وحتى حرموا الاحلام فتوهم الفرق ! ستجده عظيم فليس الاله ظالما ليدخل هؤلاء الداعمين لمسيرة الحياة والباحثين عن الحقيقة النار ويدخل العبثيين الجاهلين الفاقدين للوعى والادراك وحقيقة الاشياء وانفسهم الجنة مثلا ؛ بالكاد فى الامر حلقة مفقودة ؛ وان استطاع احد تخمين شيئا فهو فى النهاية مجرد تخمين او استنتاج ما ولكن العلم النهائى عند الله ويهبه لمن يشاء من عباده . . . .

    وعودة الى الفلاسفة فسوف نستشرف بعضا من دررهم وتنويرهم فى الفصل التالى من هذا الباب وكذلك فى الابواب والفصول التالية وعلى حسب نوع الموضع وطبيعة الفقرة . . .

    واخرون اصحاب نظريات فلسفية رائعة فى فهم الانسان وفهم الحياة ؛ وليس هذا العمل اعادة لما سبق وتذكير فقط رغم اهمية ذلك فى حد ذاته ولكن سيكون لنا حكما وعلما ومعرفة خاصة وتنويرا حقيقيا يستمد بعضا من مدده وزيته من هذه المعارف ومن همس العقل والعقلانية . . . . بالاضافة الى نظريتنا الفلسفية الجديدة عن بناء الانسان المثالى العصرى ح وهى نظرية متعددة الابعاد وكبيرة جدا خاصة فى مجال تطبيقها

    كما قلنا ان الاله ليس ظالما ولا عبثيا ولا لاعبا او لاهيا فتعالى الله علوا عظيما عن ذلك ولكنهم العبثيين الجاهلين المنادين بتحقيق وبناء دولة الخلافة المزعومة هم من يكفرون هذا وذاك واشتقاقا من نصوص قرانية لا يعلموا لها تفسيرا صحيحا على الاطلاق ؛ فالقران النهاية كلام الله وهو كلام ثقيل او قولا ثقيلا وليس شعرا لامرئ القيس حتى يجتهدوا فى تاويله وفهمه على حسب اهوائهم ونزواتهم بل وكفرهم به اصلا ! ؛ فهل من العقلانية ان يذهب الله بكل الباحثين والعلماء والفلاسفة الغربيين الذين قتلوا انفسهم بحثا عن الحقيقة الى النار ثم يذهب بالعبثيين الجاهلين الكسالى الى الجنة ؟ ؟ !!

    فهذا عين العبث ؛ بل انهم قد انزلوا الله تعالى تلك المنزلة المتدنية للغاية من العبث والفوضى وانعدام الحكمة وانعدام الرشد ولا حول ولا قوة الا بالله ؛ وهو الرشيد وهو العليم الحكيم وهو الحكم العدل اللطيف الخبير ؛ والمقصود ان الله تعالى انزل قرانا عربيا على رسوله صلى الله عليه وسلم وانزل السنة النبوية المطهرة ثم هو تعالى يوفق بعضا من اوليائه لازالة الابهام واظهار المعنى للمفردات القرانية وتفسيرا متواضعا له لانه كما اسلفنا قولا ثقيلا ؛ ليكون ذلك رحمة لهم من اضناء انفسهم بحثا عن المعنى وليس تاويلا نهائيا للقران لان القران لا يعلم تاويله الا الله _ وفى القران الكريم وما يعلم تاويله الا الله .....

    فلو كان هؤلاء الجهلاء اصحاب الشعارات الجوفاء ودولة الخلافة المزعومة لو كانوا اعملوا عقولهم فى القران جملة واحدة ! ! ما سقطوا تلك السقطة الفظيعة التى ستوردهم مورد الهلاك ولا مناص لهم ؛ وما كانوا تجراؤوا على كتاب الله وتاويله . .

    ولو اعملت ذهنك فى مفردات القران جملة واحدة لعلمت ان لله الاسماء الحسنى والتى يجب على الناس التحلى بها ؛ فهل من يقتل نفسا بسبب فتوى جاهلة يؤمن بالله الرحمن الرحيم ؟ ! محال بل من رابع المستحيلات ؛ ان هم الا متاجرون بالدين . .

    وسوف تستنتج انها مسيرة حياة انسانية وطوبى وحظ عظيم للبنائين وهلاك وهلاك للمخربين الهادمين ؛ وهذه هى المعادلة الاساسية لمراد الله تعالى !

    بل اكاد اجزم ان هناك حلقة مفقودة ؛ ولكن العبثيين الجهلاء اصحاب الشعارات ودولة الخلافة المزعومة والاسلام السياسى لا يعلمون شيئا على الاطلاق !!

    الفصل الثانى . .

    الانسان فى الفهم الفلسفى

    الانسان فى علم الفلسفة والبحث عن الحقيقة والبحث عن جوهر الاشياء والعلاقات بينها ؛ او بالاحرى العلاقات النسبية فيما بينها هو محور البحث والاهتمام لانه الاهم والفاعل فى المنظومة الكونية ؛ الفاعل باختياره اما للخير او الشر او السكون محلك سر لا فاعل ولا مفعول ؛ ولكن فى الحقيقة لا يوجد شئ اسمه السكون لانه سيكون مفعول به ومن ثم سيتلقى قدره من المؤثرات الخارجية ان لم يكن هو الفاعل المحدد والمقرر لمصيره والراسم لمستقبله ؛ فلا ينبغى عليه ان يخضع للظروف او الاسطورة والخرافة واللامعقول ويبنى على ذلك حياته فذلك سينزل به الى منزلة الحيوانات التى لا تقوم بتطوير حياتها ؛ اذن الانسان فى الفهم الفلسفى هو عبارة عن عقل وجسد ومشاعر واحاسيس وادراك ووعى ؛ وكل ذلك هو اشبه ما يكون بفرقة موسيقية عظيمة يقودها المايسترو وهو العقل ؛ فلو كان المايسترو جادا خبيرا وعالما بعمله وخبيرا به فستخرج سيمفونية العمل فى اروع ما تكون ؛ والعكس صحيح فلو فسد المايسترو لاى سبب فسوف تفسد سيمفونية العمل والاداء وبالتالى السلوك ولا تورث بعدها الا الفوضى وعدم الانضباط والسئ المقيت البغيض ولن تورث شيئا حسنا ؛ فاهتمت الفلاسفة منذ عصر فيثاغورس باهمية العقل واهمية الفكر واهمية البحث العلمى والبحث العقلانى والعقلانية وذلك منذ القرن الخامس قبل الميلاد ؛ وكلام فيثاغورس عن مركزية الكون _ وهو يقصد الكون المرئى للعيان فقط انذاك _ لان للكون المنظور معنى نسبى الان سنتحدث عنه لاحقا ؛ وان الشمس مركز الكون وان الارض تابعا للشمس وليس العكس ولكن هذه النظرية لم تلق رواجا حينذاك بل رفضت لعدم اهتمام الناس بالعلم والبحث العلمى وعدم درايتهم بالتفكير العلمى ؛ ثم جاء كوبرنيكوس ليقول نفس النظرية ولكن تم اعدامه من جانب الكنيسة فى اوروبا انذاك التى كانت تروج لفكرة ان الانسان هو السيد على سطح كوكب الارض الذى هو بدوره مركز الكون ؛ وان الانسان هو الذى يملك الحقيقة المطلقة ! ؛ والحقيقة ان مشوار الفلاسفة بعد ذلك فى العصور الوسطى وبداية من القرن الرابع عشر الميلادى وبعد ان انهكت الحروب العرقية والدينية اوروبا انهاكا عظيما قد بدا بقوة عظيمة وذلك اعتراضا على هيمنة الكنيسة وهيمنة الاسطورة والخرافة وامتهان العقل والتفكير العلمى والبحث العلمى بل تحريمه وتجريمه ؛ وهى كانت مخطئة بالتاكيد فلم يدعو المسيح ولا احد من الانبياء السابقين الى ايقاف عمل العقل ؛ ولكنها كانت الاطماع الشخصية والفئوية الخاصة المنعزلة عن المجتمع واحتياجاته الحقيقة ورغبته فى الحياة واحقيته بها ؛ وسنذكر فقط بعضا من معاناة الفلاسفة مع الكنيسة فى اوروبا فى اوائل العصور الوسطى . . .

    الفصل الثالث . . .

    حصول التطور لاوروبا بفعل التنوير وتحرير العقل . .

    . لم يتطور العلم والهندسة والطب فى العصور الوسطى لسيطرة رجال الكنيسة على الحياة الفكرية والعلمية واقتصار النشاط الفكرى خاصة داخل الكنيسة وفى خارجها ايضا على الدين فقط وعدم البحث والتنقيب عن الموجودات وعناصر الطبيعة والانسان نفسه ! ؛ لانهم كانوا يعتقدون ويتبنون فكرة ( فكرة ) ان الانسان مطلق وليس نسبى لانه ابن الرب كما اعتقادهم وانه يعلم الحقيقة المطلقة اى انه ابن السيد كما اعتقادهم كان جاريا ؛ وهو المالك للحقيقة المطلقة على الارض وان الارض مركز هذا الكون والحاملة بدورها للانسان ابن الرب كما اعتقادهم ؛ وكان لابن رشد حركة فلسفية تنويرية فى القرن الثانى عشر حيث قال ان الذى ينكر الاسباب فهو ينكر العقل وهو يدعو الى البحث والدراسة والتفكير واعمال العقل فى الموجودات وفى الانسان نفسه وهذه كان لها اثرها الكبير فى استلهام فلاسفة العصور الوسطى لفكرة تحرير العقل وعدم التقيد بالكنيسة ورجال الدين وعدم التقيد بالمطلق ؛ بل ان كل شئ نسبى وقابل للتغير فى الزمان والمكان حتى الواحد ؛ وقد ابلى الفيلسوف ( جان جاك رسو ) بلاءا عظيما مع مطران باريس لتبنيه فكرة تحرير العقل ثم هرب الى الجبال ومنها اخرج كتابه الشهير رسائل من الجبل وقد حارب فى كتابه الاصولية المسيحية ؛ ولكن ليس هذا الكتاب تاريخا واعادة قص حكايات الفلاسفة بل هو فقط الاستدلال والبرهان ببعض قصصهم وجهدهم المضنى لتحرير العقل ومحاربة الاصولية الدينية ومحاربة الخرافة والاسطورة وبالتالى محاربة الجهل ؛ ثم جاء ارسطو وهو اول من اطلق لفظ حرة على الفنون او libral ؛ وان المعرفة تطلب لذاتها وحب الاستطلاع ؛ ثم جاء تلميذه النجيب المخلص ( افلاطون ) من بعده ليطلق عليها الفاظ ومفردات مختلفة فاطلق على العلوم الانسانية مثل الادب وعلم النفس وعلوم الاجتماع وعلوم الادارة والموسيقى والغناء وكافة الفنون اطلق عليها لفظ ( التربية الحقة ) وهو مفرد يدل على ان كل العلوم الانسانية بما فيها الموسيقى والغناء والشعر هى جميعها تربية وتهذيب للعقل الذى هو الهدف الاسمى عنده وعند استاذه ارسطو وفى الحقيقة عند جميع فلاسفة التنوير ؛ وان العقل عند افلاطون هو حجر الزاوية وهو الركيزة الاساسية فى بناء الانسان المهذب صاحب النفس المهذبة المستقيمة وان هذا الانسان هو الملك الفيلسوف للمدينة الفاضلة ؛ وقد برع فى شرح ذلك فى كتابه الشهير ( الجمهورية ) ونظريته تقوم على اساس التربية الحقة وتهذيب العقل وبالتالى تهذيب النفس وبالتالى الحصول على الحق والخير والجمال ؛ وان الفضيلة عند افلاطون هى عنوان ذلك الانسان فى المدينة الفاضلة التى تخيلها ؛ وان لا شئ افضل من الفضيلة على الاطلاق وانها الضامن الوحيد لبقاء المدينة الفاضلة ( التى فى خياله ) الى الابد _ لو شاء الله _ والحقيقة ان افلاطون يقصد ان الانسان المهذب العاقل الحكيم لو قدر له حكم مدينة فلا تنتظر الا رقى وتحضر وتقدم واستقامة وتهذيب وتربية حقة فسوف يحول ابنائها ان يكونوا شبها له فى علمه وحكمته وسيرعى الفضيلة ومسبباتها السابق ذكرها من تربية حقة والتى تلبى احتياجات النفس البشرية للاستقامة ومعرفة حقيقة ذاتها التى تنتسب الى الله تعالى مصدر الخير والحق ومصدر الجمال ؛ وقد اطلق افلاطون مفردا اخر اكثر دقة ربما من سابقه وهو لفظ ( الدوائر المتداخلة ) ولتقف كثيرا امام ذلك المفرد العظيم ؛ الدوائر المتداخله وهو يقول ان هذه العلوم والمعارف الانسانية جميعها لا تنفصل عن بعضها على الاطلاق بل كل واحدة منها كدائرة وجميع هذه الدوائر تداخل بصورة طبيعية فى عضها وذلك لان الله تعالى هو الذى فعل ذلك ؛ ولانه تعالى مصدر الخير والحق ومصدر الجمال الاوحد ؛ وذلك فى العصر الاغريقى وبمعنى اوضح عمل افلاطون على ان الطب والهندسة والفلسفة والفنون والموسيقى وكافة المعارف الانسانية والتى يحتاجها الانسان لفهم الكون من حوله وفهم عناصر الطبيعة وفهم العلاقات النسبية بينها كلها وجميعها تعمل على بناء الانسان وبناء الشخصية وبناء الوعى من خلال بناء العقل وبالتالى انتاج المالك الفيلسوف او الملك الحكيم للمدينة الفاضلة ؛ ومن المعرف ان الفلسفة تعنى الحكمة وهى البحث عن جوهر الاشياء ومكنونها وعدم الوقوف على الظواهر دون تفسير ودون البحث عن تفسيرا منطقيا علميا لها يشفى لهيب التسائل وشغف الانسان وطوقانه الى المعرفة . . .

    وكان العصر السادس عشر الميلادى هو عصر النهضة الاوروبية وعصر الثورة الصناعية الاولى وصارت الجامعات نوافذ مفتوحة تهب منها رياح العلم والحكمة والفلسفة ؛ وهبت منها رياح التغيير والتطوير والتحديث والحداثة وهبت منها رياح النهضة والرقى والتقدم ؛ ورياح الحرية وهذه الاهم الاشمل والاعم ؛ ورياح التنوير ؛ حتى ان العصر الثامن عشر الميلادى سمى بعصر الانوار ؛ والعصر السادس عشر بعصر النهضة وكذلك العصر السابع عشر الميلادى . .

    . نريد ان نذكر بمفردات افلاطون وهى التربية الحقة وهو لفظ عظيم ورائع تجد فيه التركيز الشديد على المعنى والمقصود والهدف فى ان واحد ؛ ونذكر ايضا ان كافة العلوم الانسانية والطبيعية والموسيقى والشعر والغناء وكافة انواع الفنون كالرقص والرسم والتلوين والنحت جميعها تربية حقة الهدف منها جميعها تهذيب العقل الذى هو ركيزة بناء المدينة الفاضلة كما سبق ؛ ونذكر كذلك بالمفرد الاخر الذى لا يقل عظمة وابداعا عن سابقه وهو لفظ الدوائر المتداخلة وهو لفظ تجد فيه ايضا التركيز الشديد على المعنى والمضمون وعلى الهدف وان هذه المعارف السابق ذكرها هى عبارة عن دوائر ولكنها ليست مستقله بل متداخلة ببعضها وجميعها ولا تنفك دائرة منها عن باقى الدوائر لان الله تعالى خلقها كذلك وهو الذى خلق النفس البشرية وهو الذى خلق الطبيعة بما فيها من ابداع عظيم وهو تعالى مصدر الحق والخير وهو مصدر الجمال الاوحد وهو الذى خلق وهو الذى جعل الاسباب والمسببات للنتائج والمخرجات وقفا ؛

    وفلاسفة العصور الوسطى كثيرون ولهم جهدهم المضنى لتحرير العقل والهروب من التبعية للغير خاصة رجال الدين ومنهم ايمانويل كانط صاحب مقولته الشهيرة كن جريئا عندما تفكر او كن جريئا فى استخدام عقلك فى تعبير اخر له ومنهم هيجل صاحب نظرية التجربة الجمالية الشهيرة وان الانسان ابتكر الفنون لان نفسه وروحه تتوق شوقا الى الله ربها وخالقها الذى هو سبحانه مصدر الجمال فالنفس عند هيجل ابتكرت الفنون لتتعرف الى الله تعالى ولانها منه وتريد شوقا العودة اليه تعالى ؛ وقام كانط بوضع تفسير للدين والحياة والاخلاق وديكارت صاحب صيحته الشهيرة انا اعترض اذا انا موجود وهو يقصد نقض المعوقات التى تهدد مسيرة الحياة الانسانية ...

    وبلغ التقدم والتنوير فى اوروبا ذروته فى القرن الثامن عشر حيث بدا الانسان يتجرا ويعمل على ايجاد تفسيرات علمية ونظريات وجودية حقيقية تمنحه تفسيرات علمية جوهرية للوجود على الارض وكيف يحقق لنفسه السعادة واخذ فى تطوير وصياغة النظريات الفلسفية كما سبق ذكر بعضها وكذلك الكونية والاجتماعية ؛ وفى القرن التاسع عشر الميلادى زاد الطلب من رجال الصناعة على الايدى العاملة فعملت جامعة لندن على ازدواجية التعليم فى المدارس والجامعات وفصل العلوم الانسانية عن العلوم الطبيعية المستخدة تطبيقاتها فى الصناعة بصورة مباشرة وذلك لتلبية متطلبات الصناعة المتنامى انذاك على الايدى العاملة ؛ الا ان الكاردينال ( نيومان ) نادى بالعودة الى دور الجامعة فى تهذيب الشخصية والنفس والعودة بالتالى الى توحيد العلوم والمعارف وبالتالى بناء الانسان من جديد وبناء قدراته ؛ ثم عملت جامعة هارفارد على تطبيق النظرية الفلسفية وانتاج الانسان المثقف المتعلم . . .

    فى القرن التاسع عشر تفجرت الثورة الصناعية الثانية باختراع واكتشاف الكهرباء والالات الكهربائية . . .

    وفى القرن العشرين تم اختراع الحاسوب او الكمبيوتر ومن ثم قامت الثورة الصناعية الثالثة وهى ثورة رقمية او بداية الثورة الرقمية فى الحقيقة وهى تستخدم الحاسوب وبرامجه فى خدمة الصناعة . . .

    فى القرن الواحد والعشرين تم اختراع شبكة الانترنت وشبكة الاتصالات الاليكترونية وتحديث الوسائط الالكترونية واختراع وسائط اكثر حداثة وتقدم مثل التليفونات المحمولة والهواتف الذكية والاجهزة اللوحية الذكية ؛ والانسان الالى والذكاء الصناعى ومن هذا الاخير تفجرت الثورة الصناعية الرابعة وتعد نقلة نوعية كبيرة جدا مقارنة بسابقتها ؛ لدرجة ان النقلات النوعية داخل المجال الواحد كالصناعة اصبحت كبيرة جدا ومتقاربة زمنيا للغاية وفى الزراعة والتجارة والتجارة الاليكترونية والوسائط الاليكترونية والبرمجيات وفى الكفاءة والاستخدام والتخزين والارشفة والتدوين وتبادل الملفات والمعلومات بسرعات مزهلة . . .

    معنى الفلسفة ؛ يرى الفلاسفة مثل افلاطون وارسطو وابن رشد والفارابى وباقى الفلاسفة ان الفلسفة هى العلم بالموجودات وهى علم مجرد اى لا يخضع للتجريب ولا تستخدم فيه اله او مقياس مادى لقياسه ؛ ولكنه خاص بملكات العقل والتفكير وهو يعتمد على البحث والنقد للاراء والاقوال العلمية والاسطورية واللاهوتية والدينية واشد هذه المفردات صعوبة هى مفردات الدين واللاهوت ثم الاسطورة والخرافة ثم المشاهد العلمية او الظواهر الطبيعية وكذلك الانسان والعقل وقدراته . . .

    معنى العقلانية ؛ هى النظر الى العالم بالعقل ثم بالتسامح والديمقراطية والحرية والحوار بين التيارات المختلفة وكذلك هى تعنى فصل السياسة عن الدين وهذه الاخيرة ارى انها عين العقل وهى فى ذات الوقت عين الدين ! فالسياسة ما هى الا تسيير لحياة الناس وادارة مصالحهم فى الداخل والخارج ؛ والدين يامر الناس ان يكون كل واحد منهم قائكما على واجباته نحو نفسه واهله وبلده ومجتمعه وكل الناس من دينه ومن غير دينه كل على السواء دون تمييز ؛ اذن فصل السياسة عن الدين هو نفسه مبدا دينى بحت لان فى ذلك مصلحة عامة للناس واينما كانت المصالح العامة قثم شرع الله ؛ ولا يحتاج الموضوع الى فلسفة وافهام وشرح ؛ ان هى الا تجارة بالدين واقصد هؤلاء الذين اخذتهم العزة بالاثم وحاربوا الله ورسوله بالخضوع لتعليمات تافهة لا جديد فيها ولا ابداع ولا اضافة من رجل مستهتر بالدين الاسلامى اسمه حسن البنا وان تعاليمه ما هى الا مبادئ ماسونية ومبادئ حكماء صهيون ؛ نعم هى مشتقة من حكماء صهيون عندما اجتمعوا ووضعوا مبادئ للسيطرة والاحتلال والعدوان وتنفيذا لمخطط دينى وهمى ومسالة شعب الرب وشعب الله المختار وغيره من افكارهم ومبادئ اتفق عليها حكمائهم ثم وظفوا المدعو حسن البنا وهذا الذى لا تتعدى قدراته العقلية مدرس الابتدائية فى العشرينيات ( مع تقديرنا لمدرسين الابتدائية خاصة فى الدول المتقدمة الان وفى اوائل القرن الواحد والعشرين ) ؛ هذا الشخص ليس له قدرات عقلية وممتلكات ثقافية ومعرفية تؤهله للقيادة وتؤهله لفهم الرسول صلى الله عليه ؛ فهل جن جنون هؤلاء العبثيين حتى يتبعوا ذلك المستهتر العميل للصهيونية العالمية والماسونية ؛ ثم ينعتوه بما لا يستحقه وبما ليس له باذن

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1