اذكى عالم فى تاريخ البشرية
By حجازى سعيد and سعيد حجازى
()
About this ebook
العلمى والتكنولوجى ؛ ما سر اهتمام العلماء باستكشاف الفضاء والكون المتسع بالاف المليارات من السنوات الضوئية ؟
Read more from حجازى سعيد
بين الواقع والخيال _ مجموعة قصصية Rating: 4 out of 5 stars4/5اذكى عالم فى تاريخ البشرية _ الجزء الثانى Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related to اذكى عالم فى تاريخ البشرية
Related ebooks
درجة حرارة الجنة 49.71 درجة مئوية: فلسفة الوجود والعدم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسر وصفة النجاح Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالتشابك الكمي والعقل الباطن الجماعي. فيزياء وميتافيزيقا الكون. تفسيرات جديدة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالفيزياء البشرية Rating: 4 out of 5 stars4/5تأويل جزء تبارك Rating: 5 out of 5 stars5/5شيء لا تعرفهُ عن الله: قصة البحث عن الله وأختبار الادلة التي تدل على وجوده Rating: 3 out of 5 stars3/5Mysterious Facts series 2سلسلة حقائق غامضة/ Logic does not conflict with religion المنطق لا يتعارض مع الشرع Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsميزان العمل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكتاب الأخلاق والسير: مداواة النفوس وتهذيب الأخلاق والزهد في الرذائل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتأويل جزء عمّ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأولويّات الحياة السبع Rating: 4 out of 5 stars4/5بحوث في نهج البلاغة: جهاد الانسان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمعجزات القران والاسلام Rating: 4 out of 5 stars4/5الأدب الكبير والأدب الصغير Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكيف بدأ كل شيء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعندما يتحدث الخبير عن الطب الطاقي Rating: 4 out of 5 stars4/5كل الطرق تؤدي الى المعرفة: المعرفة لا قيمة لها إلا إذا وضعتها موضع التنفيذ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفلسفة التميّز: البروتوكول الفكري Rating: 5 out of 5 stars5/5أوهام حقيقية Rating: 5 out of 5 stars5/5الخطر اليهودي ، بروتوكولات حكماء صهيون Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفاكهة الخلفاء ومفاكهة الظرفاء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالأذكياء Rating: 3 out of 5 stars3/5ظلال العقل العربي (ج3)ء Rating: 3 out of 5 stars3/5تأويل القرآن العظيم: المجلد الأول Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالإعجاز في معاملة الوساوس والوسواس والموسوسين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsاغاثة اللهفان من مصائد الشيطان Rating: 3 out of 5 stars3/5العدم الفراغ الأكوان المتعددة Rating: 5 out of 5 stars5/5ألتَحَرُر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمن محمد الى برج خليفة: درس مكثف في ألفي عام من تاريخ الشرق الأوسط Rating: 4 out of 5 stars4/5البحوث المجيدة Rating: 5 out of 5 stars5/5
Reviews for اذكى عالم فى تاريخ البشرية
0 ratings0 reviews
Book preview
اذكى عالم فى تاريخ البشرية - حجازى سعيد
الفصل الاول
بمجرد هبوط الانسان الاول ادم وزوجه الى الارض؛؛ وهذه القصة الراوية لهبوط الانسان من الجنة الى الارض فقد سيقت مجملة ولم تساق مفصّلة ؛ بدء هو بالاعتماد على نفسه فى محاولته للبقاء حيا ؛ والبقاء صحيحا سليما ومعافى هو وزوجه ؛ فبدا فى بناء المسكن بنفسه ومعه زوجه تساعده وتعينه فقط اما هو فعليه التفكير والتخطيط واخذ رائ زوجه فى هذا وذاك ؛ وكان حديثهما باللغة العربية الفصحى التى يعود جزورها اللغوية الى الازمان السحيقة فى التاريخ الانسانى واشتقاق امهات اللغات العالمية لالفاظ بعينها موجودة اصلا فى قلب اللغة العربية الفصحى ؛ فبدا باستخدام اللغة الكلامية فى الحوار والتفاهم مع زوجه ؛ فبدا الانسان الاول فى استخدام عقله فى تطوير حياته وهو اول عضو يستخدمه الانسان الاول فى جسده ومعه زوجه حواء ؛ فبدا بالعقل معرفة وظائف اعضاء الجسم التى لم يكن قد تعرّف عليها كالقبل والدبر اللذان كانا مجهولان لهما فى الجنة ولم يكونا يعرفا لهما اى استخدام ؛ ثم بدات شهوته تتحرك تجاه زوجه التى بدات شهوتها تتحرك نحو زوجها فعرفا الشهوى الجنسية والالتحام العاطفى وبدءا فى معرفة الرومانسية والعطف والحب والحنان والسكينة ؛ وادركا انهما شخصا واحدا به نفس الهدف وعليه واجبات وله حق الحياة والبقاء وله حق السعادة والراحة واللعب واللهو والاسترخاء والنوم ؛ وله حق تحقيق الذات وراحة البال ؛ ثم انجبا الاطفال فعرفا ان عليهما واجبات اخرى وهى رعاية اطفالهما حتى يكبروا ويصيروا قادرين على انفسهم ؛ كل ذلك كان باستخدام العقل الذى هو مركز تخزين التجارب الانسانية ومن ثم استدعائها وقت اللزوم للاستفادة منها فى تجارب اخرى انسانية جديدة فتكونت لديهما تجارب تراكمية ومن ثم تكونت لهما معرفة ؛ معرفة بذاتهما ومعرفة بالطبيعة الجديدة القاسية التى هبطا عليها ؛ ومعرفة بالادوات من حولهما واستخدامها وتصنيعهما لادوات اخرى جديدة وهكذا علما ان الحياة انما هى تجارب فتجارب فمشاهدة فاستنتاج فعمل وتعب وتطوير وتفكير مستمر للحفاظ على المكتسبات ومواجهة المشكلات وحلها ؛ ولم تعد كما كانت سابقا قبل هبوطهما بدون تعب ولا نصب وكل شئ موجود ومتوفر ولا يحتاج الى تعب او اجهاد او حتى مجرد التفكير ؛ وان الحياة الجديدة طلبت منهما خلاف ذلك فطلبت منهما اول ما طلبت استخدام العقل ومن ثم استخدام الايدى والارجل والعينان وكل اعضاء الجسم فى العمل وتوفير الطعام وتامين المسكن وصناعة السلاح المناسب لمواجهة المخاطر المحدقة من حولهما
العقل اساس الوجود
فكان العقل اساس التفكير المنطقى السليم فى حل المشكلات وتطوير الحياة وذلك من خلال معايشة التجارب الانسانية فالمشاهدة فالاستنتاج فالتخزين فالاستدعاء وقت اللزوم فالمعرفة فالثقافة فالارتقاء بالقيمة والعمل هو اسمى قيمة فى الوجود لانه الضامن الوحيد لاستمرار الحياة والملاذ الاوحد من الهلاك بعد الاعتماد بالنية على الله خالق الاشياء والعقل والادوات ؛ فمثلا كان لعناصر الطبيعة نصيب الاسد فى تعليم ذلك الانسان كيفية الصيد وكيفية بناء المسكن وكيفية التامل فقد سبقت الطيور والحيوانات ومن قبلهما النبات الوجود على سطح الكوكب ؛ وكان لهذه المخلوقات تجاربها ومحاولاتها الغريزية للبقاء والتناسل والحفاظ على الحياة ؛ وقد كان للانسان الاول قاعدة بيانات فى عقله وقلبه بالمسميات والاسماء جميعها ؛ فسهّل ذلك عليه التعلّم من عناصر الطبيعة المحاكاة واستراتيجية محاكاة الطبيعة وعناصرها واستخدام ادواتها وعناصرها فى حل مشكلاته وتامين حياته وحياة ابنائهما من بعدهما
ومن ذلك ربما نستنتج مدى اهمية قاعدة بيانات ما فى مجال ما فى سرعة الوصول الى حل مشكلات ما قد تعترض طريق ذلك الانسان ؛ وما اعظم ما يعلّمه الله للانسان والانسانية من دروس وعبر وحكم فقد علّم الانسان ما لم يعلم ؛ فلا تعلّم بدون الاسماء والمسميات والمصطلحات والمرادفات والمعانى وتلك هى اهم ادوات التعلم فمعرفة اسم ما ومصطلح ما يقودنا الى اخر ؛ واخر يقودنا الى اخر وهكذا ؛؛ وفد قال الفيلسوف سابقا ان من ينكر الاسباب ينكر العقل اى ان العقل له وظيفه عظيمه وهى تتبع الاسباب حتى نصل الى المسسببات ثم النتائج ومن ثم التدوين والحفظ ومن ثم صياغة العلوم والمعارف والنظريات ومن ثم المعرفة ومن ثم العمل ومن ثم الثقافة ومن ثم القيمة الانسانية ومن ثم الوجود والبقاء والاستمرار والرقى والتقدم ؛ ومن ثم الحب المتبادل بين الشعوب والتعارف ومن ثم المشاركة والتعاون وتلك هى القيمة الانسانية التى يهدف اليها عمل العقل فى الاساس ؛ ولا ينكر دور العقل فى البحث والتنقيب الا جاهل ؛ ولا ينكر احد تنمية العقل وتنمية واصقال مهاراته الا مستهتر اولا بقيمته كانسان ميزه الخالق بالعقل ؛ ومستهتر بالقانون الالهى الاوحد وهو قانون الحب والعمل والعطاء ؛ ومستهتر بالانسانية وناكرا لفضلها عليه ؛ وانه ينتمى اليها بمنة وفضل من الخالق وانه احد افرادها او احد وحداتها ؛ ومنكرا حقها فى التطوير والبقاء والحياة الكريمة الراقية ؛ وان هذه الحياة انما هى اساس توجيه الاديان السماوية وهو ان يقدّس الانسان ذاته بتقديسه لذات غيره من بنى الانسان فيتم تبادل القداسه بين الناس وبين الشعوب فتغدوا الارض باهلها جنة اشجارها وارفة الظلال ؛ والعقل هو الكنز الحقيقى الذى يمتلكه ذلك الانسان لانه المولّد للافكار الايجابية والمولّد للمعارف المختلفة والمتنوعة وانه هو المسئول الاول عن اتخاذ القرارات فى الوقت المناسب ؛ وهو ايضا المولّد للرغبة والعزيمة والارادة وذلك باستضافته الافكار الايجابية الداعمة لمسيرة حياته والداعمة لمسيرة الحياة الانسانية التى هى كل نشاط بشرى يهدف الى حل مشاكل الناس وجلب السعادة والراحة لهم والطمانينة والامان ؛ ويبدا دور العقل فى العمل او التفكير الايجابى بمرحلة المشاهدة فيشاهد الانسان الظواهر الطبيعية ومن ثم لا يرجعها ويسندها الى الخرافات والاساطير والا فقد انكر العقل ولا يسندها الى نصوص سماوية لا يعرف احد على وجه الارض التفسير الحقيقى لها كنصوص ايات القران الكريم مثلا وكذلك نصوص الكتب المقدّسة السماوية التى سبقته ؛ وكذلك يشاهد الانسان الظواهر الانسانية والاجتماعية والتاريخية فحتاج بدورها الى تحليل ومن ثم استنتاج حقائق وقواعد تفيد الانسان فى تنمية حاضره ومستقبله ؛ وان ذلك لا يحدث الا باستخدام واعمال العقل اعمالا عظيما خاليا من اى اهداف دنيا تعطّله عن عمله فيغدو الحافز لعمل العقل هو حب المعرفة وان المعرفة قد تطلب لذاتها كما قال بذلك افلاطون ؛ ذلك الفيلسوف اليونانى العظيم وصاحب فكرة المدينة الفاضلة التى تقوم اساساتها على عمل العقل بل ان قوام هذه المدينة هو العقل بمفرده ؛ والعقل هو وظيفة من وظائف المخ التى توجد فى الانسان دون غيره من المخلوقات على كوكب الارض ؛ ولا يعقل ان يساوى الانسان نفسه بالحيوان الذى لا يملك هذه الوظيفة العظيمة وهذه الملكة التى هى كنز عظيم النفع لا ينضب نفعه ولو استمرت الحياة على الارض الى ابد الاباد
وذلك على سبيل المثل فقط ؛ فالحياة ستنتهى لا محالة لتبدا حياة اخرى لها قوانينها الخاصة بها ؛ وللعقل قدرات هائلة من حيث التخيل ومن حيث الحساب والمنطق ؛ والاول بتصل مباشرة بلابداع والثانى يتصل مباشرة بالحساب وبالنظرية المجردة ؛ وكلاهما يكمّل الاخر لتكتمل منظومة عقل الانسان فى احتوائها على وحدة التفكير الحسابى والرياضى اللازم لانتاج البيانات والجداول والمعادلات والنظريات والتدون والحفظ والاسترجاع والتفكير واتخاذ القرارات ؛ فوحدة التخيل وهى المسئولة عن البحث عن حلول لمشاكل تعترض مسيرة الحياة الانسانية وتخيل حلول لها ؛ وتخيل مقارنة العناصر ومحاكاة الطبيعة ومحاكاة الجمال ومحاكاة الابداع الطبيعى ؛ وتخيل عناصر جدبدة تدعم مسيرة الحياة وتخيل منتج ما وتخيل خدمة ما ؛ وتخيل ابداع ما يهدف الى اسعاد الناس وبهجتهم وتسليتهم وفتح افاق التفائل وبعث الامل والرجاء فى نفوسهم فيقومون الى العمل والانتاج داعمين لانفسهم داعمين لمسيرة الحياة الانسانية ؛ وما خلق الله السموات والارض والوجود بهذا الاتقان العظيم وهذا الابداع العظيم الا ليحاكى الانسان الجمال ويحاكى الابداع فى الطبيعة ولا يحدث ذلك الا باستخدام العقل وتقديسه تقديسا عظيما ومن ينكر ذلك فهو ينكر ذاته فى الاصل ولا يعترف لنفسه بقيمة او كرامة او كبرياء بل هو يحتقر نفسه احتقارا عظيما وهو اقرب الى المجنون منه الى العاقل ؛ اقرب الى الغباء منه الى الذكاء ؛ اقرب الى الكسل منه الى الجد والعمل ؛ وقال الفيلسوف كانط ناصحا كن جريئا فى استخدام عقلك ؛ اى ليكن لعقلك القيادة المطلقة على افكارك ومعتقداتك ومركز ثقافتك ومعرفتك هو عقلك ؛ واجعل لعقلك السيادة المطلقة على تصرفاتك وسلوكك ؛ وذلك لان كانط كان يعلم ان العواطف والمشاعر الانسانية والوجدان انما هى ايضا تخص العقل ؛ والذى يسمى بالقلب مجازا خاصة فى القصائد والاشعار ؛ والعقل عضو من اعضاء الجسم يتاثر بحالة الجسم او البدن ؛ وقد قيل ان العقل السليم فى الجسم السليم ؛ لان العقل وهو وظيفة من وظائف المخ الذى يحتاج فى عمله الى الطاقة والغذاء والاكسجين ؛ ويحتاج الى قلب قوى يعمل على تدفق الدم الى المخ باستمرار محملا بالغذاء والاكسجين عائدا بمخلفات الاكسدة ؛ فجسم الانسان ومنه المخ ومنه العقل منظومة كاملة يكمّل بعضها بعضا فى تناغم وتناسق وانسجام بالغ فيغدو الانسان راقيا ومثقفا وواثقا ومنتجا ؛ وسعيدا بالغ السعادة منتهاها ....
فلا تعطى العقل السيادة المطلقة دون النقل ودون العاطفة ودون الغريزة الطبيعية ؛ بل يكون للعقل نصيب الاسد فقط لانه العضو المهم وليس الاهم فالكل مهم ولكل وظيفة ؛ فلو اعطيت العقل السيادة المطلقة او الغير مقيّدة بنقل صحيح مفهوم بالعقل الذى له السيادة المقيّدة فانك قد اصابك الشطط ؛ ولو اعطيت النقل السيادة المطلقة دون المقيدة بالعقل وان كان ذلك غير جائز عمليا لاننا قد وجهنا النسبة المئوية العظمى للعقل منذ البداية ؛ لو اعطيت النقل السيادة او حتى نصيب الاسد فقد وقعت ايضا فى شطط لانك قد عطّلت الجزء الاهم الذى به نفكّر ونميّز تلك العناصر من الكون او الوجود التى تستحق دعمنا لننتظر عودتها الينا بدعم مثله او ربما اكبر واعظم وذلك لتقارب عناصر الكون من بعضها وتعرّفها على بعضها منذ النشاة الاولى وبداية الانفجار العظيم ؛ وتلك القوانيين الطبيعية ثم البيولوجية التى انطلقت مع الانطلاق العظيم للمادة المنضغطة ضغط عظيم تحت درجة حرارة عظيمة فى لحظة عظيمة هى اللحظة الاولى لعداد الزمن ....
الفصل الثانى
دعوة صريحة من الله الخالق