كتاب الأخلاق والسير: مداواة النفوس وتهذيب الأخلاق والزهد في الرذائل
()
About this ebook
Related to كتاب الأخلاق والسير
Related ebooks
الوابل الصيب من الكلم الطيب (Annotated) Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsميزان العمل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالوابل الصيب من الكلم الطيب Rating: 5 out of 5 stars5/5بداية الهداية Rating: 5 out of 5 stars5/5مفتاح السعادة ومصباح السيادة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالأدب الكبير والأدب الصغير Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsصيد الخاطر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsملجأ التائب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتأويل جزء تبارك Rating: 5 out of 5 stars5/5الخطر اليهودي ، بروتوكولات حكماء صهيون Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsاغاثة اللهفان من مصائد الشيطان Rating: 3 out of 5 stars3/5حقيقة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم Rating: 5 out of 5 stars5/5شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsغير من أسلوب تفكيرك: النجاح في الحياة وتحقيق الأحلام هو نتاج مواصلة المجاهدة في سبيل تحقيقه Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسرار الصلاة والفرق والموازنة بين ذوق الصلاة والسماع Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتأويل القرآن العظيم: المجلد الأول Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلم الحجاب ولم الطلاق ولم أكثر من زوجة يا إسلام؟ Rating: 3 out of 5 stars3/5الإعجاز في معاملة الوساوس والوسواس والموسوسين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكل الطرق تؤدي الى المعرفة: المعرفة لا قيمة لها إلا إذا وضعتها موضع التنفيذ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالبحوث المجيدة Rating: 5 out of 5 stars5/5المشاعر في الاسلام Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsألوان السعادة - رحلة للعقل والقلب والروح Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفلسفة التميّز: البروتوكول الفكري Rating: 5 out of 5 stars5/5حرية الاختيار Rating: 3 out of 5 stars3/5سيرة عمر بن الخطاب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأولويّات الحياة السبع Rating: 4 out of 5 stars4/5بحوث في نهج البلاغة: جهاد الانسان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالاقتصاد فى الاعتقاد Rating: 4 out of 5 stars4/5زاد المعاد فى هدي خير العباد Rating: 5 out of 5 stars5/5!لستَ وحدك: دليلي للتواصل مع طفلي Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related categories
Reviews for كتاب الأخلاق والسير
0 ratings0 reviews
Book preview
كتاب الأخلاق والسير - ابن حزم الأندلسي
ملخص
مداواة النفوس وتهذيب الأخلاق والزهد في الرذائل للمفكر المسلم الشهير ابن حزم الأندلسي (994-1064)، كتاب جليل القدر عظيم النفع فهو على الرغم من صغر حجمه إلا أنه مليء بالعبر والعظات والحكم العظيمة في طرق مداواة النفس وترتيبها والأخلاق التي يجب أن يسير الإنسان عليها وتتحلى نفسه بها. وقد أودع فيه ابن حزم الأندلسي تجاربه في الحياة التي عاشها متقلباً بين نعماء وضراء، بين جاه عريق ، وأيام صعبة. ويصور المؤلف الحياة الأخلاقية على أنها أعلى مقاصد الرجل المتعلم، وتبدو أفكاره الشخصية خلاصة حياة طويلة من التعلم والنشاط السياسي. ويقدم العمل أسباباً عمليةً للرغبة في المعرفة وتطوير العقل وإظهار الحب الحقيقي في الصداقة والزواج، ويستخرج ثوابت النفس الإنسانية، وما يمكِن أن يتغيَّرَ فيها ويتبدّلَ، وما يمكن إصلاحه. ويُعرف كتاب مداواة النفوس أيضاً بالعنوان الأخلاق والسير.
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة المؤلف
رب أسألك العون
اللهم صل على محمد وآله وسلم
قال أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الفقيه الأندلسي رحمه الله :
الحمد لله على عظيم مننه ، و صلى الله على محمد عبده و خاتم أنبيائه و رسله و سلم تسليمًا كثيرا ، وأبرأ إليه تعالى من الحول والقوة ، وأستعينه على كل ما يعصم في الدنيا من جميع المخاوف والمكاره ، و يخلص في الأخرى من كل هول و ضيق .
أما بعد فإني جمعت في كتابي هذا معاني كثيرة أفادنيها واهب التمييز تعالى بمرور الأيام و تعاقب الأحوال بما منحني عز و جل من التهمم بتصاريف الزمان ، والإشراف على أحواله ، حتى أنفقت في ذلك أكثر عمري ، و آثرت تقييد ذلك بالمطالعة له والفكرة فيه على جميع اللذات التي تميل إليها أكثر النفوس، و على الازدياد من فضول المال .
ورقمت كل ما سبرت من ذلك بهذا الكتاب لينفع الله به من يشاء من عباده ممن يصل إليه ما أتعبت فيه نفسي، و أجهدتها فيه و أطلت فيه فكري فيأخذه عفواً ، و أهديت إليه هنيئًا، فيكون ذلك أفضل له من كنوز المال و عقد الأملاك إذا تدبره و يسره الله تعالى لاستعماله ، وأنا راجٍ في ذلك من الله تعالى ، أعظم الأجر لنيتي في نفع عباده و إصلاح ما فسد من أخلافهم ، و مداواة علل نفوسهم ، و بالله تعالى أستعين ، وحسبنا الله ونعم الوكيل .
فصل في مداواة النفوس وإصلاح الأخلاق الذميمة
لذة العاقل بتمييزه ولذة العالم بعلمه ولذة الحكيم بحكمته ولذة المجتهد لله عز وجل باجتهاده أعظم من لذة الآكل بأكله والشارب بشربه والواطيء بوطئه والكاسب بكسبه واللاعب بلعبه والآمر بأمره . وبرهان ذلك أن الحكيم العاقل والعالم والعامل واجدون لسائر اللذات التي سمينا كما يجدها المنهمك فيها ويحسونها كما يحسها المقبل عليها وقد تركوها وأعرضوا عنها وآثروا طلب الفضائل عليها وإنما يحكم في الشيئين من عرفهما لا من عرف أحدهما ولم يعرف الآخر .
إذا تعقبت الأمور كلها فسدت عليك وانتهيت في آخر فكرتك - باضمحلال جميع أحوال الدنيا-إلى أن الحقيقة إنما هي العمل للآخرة فقط لأن كل أمل ظفرت به فعقباه حزن إما بذهابه عنك وإما بذهابك عنه ولا بد من أحد هذين الشيئين إلا العمل لله عز وجل فعقباه على كل حال سرور في عاجل وآجل . أما العاجل فقلة الهم بما يهتم به الناس وإنك به معظم من الصديق والعدو وأما في الآجل فالجنة.
تطلبت غرضاً يستوي الناس كلهم في استحسانه وفي طلبه فلم أجده إلا واحداً وهو طرد الهم فلما تدبرته علمت أن الناس كلهم لم يستووا في استحسانه فقط ولا في طلبه فقط ولكن رأيتهم على اختلاف أهوائهم و مطالبهم وتباين هممهم وإراداتهم لا يتحركون حركة أصلاً إلا فيما يرجون به طرد الهم ولا ينطقون بكلمة أصلاً إلا فيما يعانون به إزاحته عن أنفسهم فمن مخطيء وجه سبيله ومن مقارب للخطأ ومن مصيب وهو الأقل من الناس في الأقل من أموره ، والله أعلم .
فطرد الهم مذهب قد اتفقت الأمم كلها مذ خلق الله تعالى العالم إلى أن يتناهى عالم الابتداء ويعاقبه عالم الحساب على أن لا يعتمدوا بسعيهم شيئاً سواه وكل غرض غيره ففي الناس من لا يستحسنه إذ في الناس من لا دين له فلا يعمل للآخرة وفي الناس من أهل الشر من لا يريد الخير ولا الأمن ولا الحق وفي الناس من يؤثر الخمول بهواه وإرادته على بعد الصيت ، وفي الناس من لا يريد المال ويؤثر عدمه على وجوده ككثير من الأنبياء عليهم السلام ومن تلاهم من الزهاد والفلاسفة. وفي الناس من يبغض اللذات بطبعه ويستنقص طالبها كمن ذكرنا من المؤثرين فقد المال على اقتنائه وفي الناس من يؤثر الجهل على العلم كأكثر من ترى من العامة ، وهذه هي أغراض الناس التي لا غرض لهم سواها. وليس في العالم مذ كان إلى أن يتناهى أحد يستحسن الهم ولا يريد طرده عن نفسه.
فلما استقر في نفسي هذا العلم الرفيع وانكشف لي هذا السر العجيب وأنار الله تعالى لفكري هذا الكنز العظيم بحثت عن سبيل موصلة على الحقيقة إلى طرد الهم الذي هو المطلوب للنفس الذي اتفق جميع أنواع الإنسان - الجاهل منهم والعالم والصالح والطالح - على السعي له فلم أجدها إلا التوجه إلى الله عز وجل بالعمل للآخرة ، وإلا فإنما طلب المال طلابه ليطردوا به هم الفقر عن أنفسهم وإنما طلب الصوت من طلبه ليطرد به عن نفسه هم الاستعلاء عليها. وإنما طلب اللذات من طلبها ليطرد بها عن نفسه هم فوتها وإنما طلب العلم من طلبه ليطرد به عن نفسه هم الجهل وإنما هش إلى سماع الأخبار ومحادثة الناس من يطلب ذلك ليطرد بها عن نفسه هم التوحد ومغيب أحوال العالم عنه. وإنما أكل من أكل وشرب من شرب ونكح من