أسرار الصلاة والفرق والموازنة بين ذوق الصلاة والسماع
()
About this ebook
Read more from ابن قيم الجوزية
كتاب الروح: الروح في الكلام على أرواح الأموات والأحياء بالدلائل من الكتاب والسنة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsجلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام Rating: 5 out of 5 stars5/5زاد المعاد فى هدي خير العباد Rating: 5 out of 5 stars5/5اغاثة اللهفان من مصائد الشيطان Rating: 3 out of 5 stars3/5الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي: الداء والدواء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحادي الأرواح إلى بلاد الأفراح Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsروضة المحبين ونزهة المشتاقين Rating: 5 out of 5 stars5/5الفوائد المشوق إلى علوم القرآن وعلم البيان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsاعلام الموقعين عن رب العالمين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبدائع الفوائد Rating: 5 out of 5 stars5/5الوابل الصيب من الكلم الطيب Rating: 5 out of 5 stars5/5شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعدة الصابرين وذخيرة الشاكرين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالتبيان في أقسام القرآن Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsزاد المعاد في هدي خير العباد: الجزء الخامس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsروائع ابن قيم الجوزية: الجزء الأول Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsهداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsزاد المعاد في هدي خير العباد: الجزء الأول Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالطرق الحكمية في السياسة الشرعية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالتفسير القيم لابن القيم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsزاد المعاد في هدي خير العباد: الجزء الرابع Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمنار المنيف في الصحيح والضعيف: نقد المنقول والمحك المميز بين المردود والمقبول Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالرسالة التبوكية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالصلاة وأحكام تاركها Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsزاد المعاد في هدي خير العباد:الجزء الثاني Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsزاد المعاد في هدي خير العباد: الجزء الثالث Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related to أسرار الصلاة والفرق والموازنة بين ذوق الصلاة والسماع
Related ebooks
شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالبحوث المجيدة Rating: 5 out of 5 stars5/5الداء والدواء الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي (Annotated) Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبداية الهداية Rating: 5 out of 5 stars5/5الوابل الصيب من الكلم الطيب (Annotated) Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعدة الصابرين وذخيرة الشاكرين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكتاب الأخلاق والسير: مداواة النفوس وتهذيب الأخلاق والزهد في الرذائل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتأويل الأمين للقرآن العظيم Rating: 4 out of 5 stars4/5تأويل القرآن العظيم: المجلد الأول Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتأويل جزء عمّ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالصلاة Rating: 4 out of 5 stars4/5طوق الحمامة في الألفة والألاف Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsزاد المعاد في هدي خير العباد: الجزء الأول Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمجموعة رسائل الغزالي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsملجأ التائب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsزمرة المتكبرون Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتأويل القرآن العظيم: المجلد الثالث Rating: 4 out of 5 stars4/5إتحاف أُولي الحسب بتحقيق بعض المسائل في أصول علم النسب المسمى ( العقيق في أصول التحقيق) Rating: 4 out of 5 stars4/5تأويل القرآن العظيم: المجلد السادس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالوابل الصيب من الكلم الطيب Rating: 5 out of 5 stars5/5روضة المحبين ونزهة المشتاقين Rating: 5 out of 5 stars5/5التفسير القيم لابن القيم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتأويل جزء تبارك Rating: 5 out of 5 stars5/5الإعجاز في معاملة الوساوس والوسواس والموسوسين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنقطة: حيث الهدوء وأشياء أخرى Rating: 2 out of 5 stars2/5بدائع الفوائد Rating: 5 out of 5 stars5/5الصلاة وأحكام تاركها Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأحكام القرآن Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسيكولوجية الشيخ عبد القادر الكيلاني شخصيته, طريقته, تربيته ,علومه Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related categories
Reviews for أسرار الصلاة والفرق والموازنة بين ذوق الصلاة والسماع
0 ratings0 reviews
Book preview
أسرار الصلاة والفرق والموازنة بين ذوق الصلاة والسماع - ابن قيم الجوزية
فصل
في الموازنة بين ذوق السَّماع وذوق الصلاة والقرآن، وبيان أنَّ أحد الذوقين مباين للآخر من كل وجه، وأنه كلَّما قوي ذوق أحدهما وسلطانه ضعف ذوق الآخر وسلطانه.
الصلاة قرة عيون المحبين وهدية الله للمؤمنين
فاعلم أنه لا ريب أن الصلاة قرة عُيون المحبين، ولذة أرواح الموحدين، وبستان العابدين ولذة نفوس الخاشعين، ومحك أحوال الصادقين، وميزان أحوال السالكين، وهي رحمةُ الله المهداة إلى عباده المؤمنين.
هداهم إليها، وعرَّفهم بها، وأهداها إليهم على يد رسوله الصادق الأمين، رحمة بهم، وإكراما لهم، لينالوا بها شرف كرامته، والفوز بقربه لا لحاجة منه إليهم، بل منَّة منه، وتفضَّلا عليهم، وتعبَّد بها قلوبهم وجوارحهم جميعا، وجعل حظ القلب العارف منها أكمل الحظين وأعظمهما ؛ وهو إقباله على ربِّه سبحانه، وفرحه وتلذذه بقربه، وتنعمه بحبه، وابتهاجه بالقيام بين يديه، وانصرافه حال القيام له بالعبودية عن الالتفات إلى غير معبوده، وتكميله حقوق عبوديته ظاهرا وباطنا حتى تقع على الوجه الذي يرضاه ربه سبحانه.
ولما امتحن الله سبحانه عبده بالشهوة وأشباهها من داخل فيه وخارج عنه، اقتضت تمام رحمته به وإحسانه إليه أن هيأ له مأدبة قد جمعت من جميع الألوان والتحف والخلع والعطايا، ودعاه إليها كل يوم خمس مرَّات، وجعل في كل لون من ألوان تلك المأدبة، لذة ومنفعة ومصلحة ووقار لهذا العبد، الذي قد دعاه إلى تلك المأدبة ليست في اللون الآخر، لتكمل لذة عبده في كل من ألوان العبودية ويُكرمه بكلِّ صنفٍ من أصناف الكرامة، ويكون كل فعل من أفعال تلك العبودية مُكفّرا لمذموم كان يكرهه بإزائه، ويثيبه عليه نورا خاصا، فإن الصلاة نور وقوة في قلبه وجوارحه وسعة في رزقه، ومحبة في العباد له، وإن الملائكة لتفرح وكذلك بقاع الأرض، وجبالها وأشجارها، وأنهارها تكون له نورا وثوابا خاصا يوم لقائه.
فيصدر المدعو من هذه المأدبة وقد أشبعه وقد أشبعه وأرواه، وخلع عليه بخلع القبول، وأغناه، وذلك أن قلبه كان قبل أن يأتي هذه المأدبة، قد ناله من الجوع والقحط والجذب والظمأ والعري والسقم ما ناله، فصدر من عنده وقد أغناه وأعطاه من الطعام والشراب واللباس والتحف ما يغنيه.
تشبيه القلب بالأرض
ولما كانت الجدُوب متتابعة على القلوب، وقحطُ النفوس متواليا عليها، جدّد له الدعوة آلة هذه المأدبة وقتا بعد وقت رحمة منه به، فلا يزال مُستسقيا، طالبا إلى من بيده غيثُ القلوب، وسَقيُها مستمطرا سحائب رحمته لئلا يَيبس ما أنبتته له تلك الرحمة من نبات الإيمان، وكلأ الإحسان وعُشبه وثماره، ولئلا تنقطع مادة النبات من الروح والقلب، فلا يزال القلب في استسقاء واستمطار هكذا دائما، يشكو إلى ربه جدبه، وقحطه، وضرورته إلى سُقيا رحمته، وغيث برِّه، فهذا دأب العبد أيام حياته.
فالقحط الذي ينزل بالقلب هو الغفلة، فالغفلة هي قحط القلوب وجدبها، وما دام العبد في ذكر الله والإقبال عليه فغيث الرحمة ينزل عليه كالمطر المتدارك، فإذا غفل ناله من القحط بحسب غفلته قلة وكثرة، فإذا تمكَّنت الغفلة منه، واستحكمت صارت أرضه خرابا ميتة، وسنته جرداء يابسة، وحريق الشهوات يعمل فيها من كل جانب كالسَّمائم.
فتصير أرضه بورا بعد أن كانت مخصبة بأنواع النبات، والثمار وغيرها، وإذا تدارك عليه غيث الرحمة اهتزت أرض إيمانه وأعماله وربت، وأنبتت من كلِّ زوج بهيج، فإذا