فجر الفلسفة : فلاسفة اليونان قبل سقراط
By Sabry Fattah
()
About this ebook
منذ اكثر من 2500 عام ، وضع فلاسفة اليونان ، قبل سقراط وافلاطون وارسطو، اسس الفلسفة والعلوم كما نعرفها اليوم. قام فلاسفة الإغريق بمحاربة الجهل والخرافات والاساطير، وبنوا منهجا للتفكير فى الانسان والكون والأخلاق والسياسة. ذلك كان الاساس الذى قامت عليه حضارتنا المعاصرة بكل مافيها من علم وتكنولوجيا. كانت أفكارهم هي الجذور التى نمت منها شجرة المعرفة التى ظللت العالم فى الشرق والغرب.
فى هذا الكتاب نستعرض كل هؤلاء الفلاسفة الذين جاءوا قبل سقراط، كما نعرض لافكار سقراط وأفلاطون فى إيجاز. نحكى كيف بزغ فجر الفلسفة من أساطير الإغريق كما رواها هوميروس وهزيود فى الإلياذة والأوديسة، ثم نستعرض حياة وأفكار كل فيلسوف فى تلك الفترة ، وإساهمه للمعرفة الإنسانية ، وعلاقة أفكاره بما نعرفه الآن.
هذا الكتاب لكل قارئ يعشق المعرفة والفلسفة والتاريخ ، ولكل من يريد أن يعرف فضل الإغريق على الحضارة الغربية، وكيف إقتبست منها الحضارة العربية الإسلامية ، فى ذروة أوجها، حين نقلت الترجمة اسس الفلسفة والعلوم الإغريقية للعلماء والمفكرين العرب.
Greek philosophy gave the first answers in Western thought to basic questions about the universe and man. The origin and nature of the visible universe concerned the earliest philosophers, the pre-Socratics, from Thales in the 6th-century b.c. to Democritus in the 5th. This book (in Arabic) discusses the influence of pre-Socratic philosophers on Western thought and their contribution to our understanding of the universe. It ends with a brief review of Socratic and Platonic views.
Sabry Fattah
د. صبري عبد الفتاح يعمل استشاري للطب النفسي في انجلترا . تدرب ومارس الطب النفسي بإنجلترا منذ عام1990 وحصل على زمالة الكلية الملكية البريطانية للأطباء النفسيين ودرس بجامعة لندن وأجري ونشرأبحاث بجامعة ادنبره باسكتلندا وهو حاليا مقيم بالمملكة المتحدة.
Read more from Sabry Fattah
في النحو العربي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكيف تقرأ الناس وتحلل شخصيتهم Rating: 5 out of 5 stars5/5العلاج النفسي و الجماعات العلاجية Rating: 4 out of 5 stars4/5مشاكل القلق وطرق علاجها Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالفصام: من الجنون الى التعافي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالاكتئاب: أنواعه وأسبابه وعلاجه Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبارانويا: الإضطهاد والعدوان عند الفرد والمجتمع Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبارانويا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالزهايمر وخرف الشيخوخة Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related to فجر الفلسفة
Related ebooks
درجة حرارة الجنة 49.71 درجة مئوية: فلسفة الوجود والعدم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsKnowledge: Is Knowledge Power? Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsاذكى عالم فى تاريخ البشرية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفلسفة المواطنة والتنوير Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالتصوف والمتصوِّفة: عبد الله حسين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsشفاء النفس: يوسف مراد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحداثة والأخلاق Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsجدلية الدين والتنوير: من دروس فلسفة الدين لهيجل Rating: 5 out of 5 stars5/5العلم والدين Rating: 4 out of 5 stars4/5تكوينية الوعي الإنساني والديني: من دروس فلسفة الدين لهيجل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفجر الفلسفة: فلاسفة اليونان قبل سقراط Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsThe Sociology of Religion Arabic Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبين حلم وأمنية: أكثر من 200 حكمة، و قصيدة، ورسمة تجسد مواضيعا مختلفة Rating: 0 out of 5 stars0 ratings#إرهاصات_وردية_الليل Rating: 4 out of 5 stars4/5محك النظر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsدروب الالهة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقرصانة الحب Rating: 5 out of 5 stars5/5أوهام حقيقية Rating: 5 out of 5 stars5/5رواية المضطرب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالتوازنات الخمس Rating: 5 out of 5 stars5/5طائفة أصحاب اليمين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأثيري Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالأساطير والحقائق: Epilepsy Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالاتجاه شرقاً Rating: 1 out of 5 stars1/5قصتي مع النشر الرقمي الأدبي: بانوراما سيرية تفاعلية (من بدايات النحت الأولى إلى كورونا) Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبحوث في نهج البلاغة: جهاد الانسان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمعرفة المعرفة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفَضَّةُ الصَّرْخَةِ ـ الجحيم نظرة عن كثب Rating: 5 out of 5 stars5/5الألم والأمل: جرعة الأمل Rating: 1 out of 5 stars1/5ظلال العقل العربي (ج2)ء Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for فجر الفلسفة
0 ratings0 reviews
Book preview
فجر الفلسفة - Sabry Fattah
المحتويات
ماهي الفلسفة؟
ميلاد الفلسفة
هيزيود وهوميروس
الفلسفة قبل سقراط
طاليس
أناكسيماندر
أناكسيمينيس
زينوفانيس
هيراقليطس
فيثاغوراس
بارمينيدس
زينو
فيلولاوس
ميليسس
إمبيدوكليسEmpedocles
أناكساجوراس
ديموقريتس
السفسطائيون
بروتجوراس
جورجياس
هيبياس
أنتيفون
سقراط
أفلاطون
ماهي الفلسفة؟
الحكمة هي المعرفة والقدرة على فهم الواقع، والحكم على الأمور بشكل صائب. وقد بحث الأنسان عن الحكمة منذ وجد على ظهر الأرض. ومع السنوات تتراكم المعرفة والخبرة، والقدرة على التمييز بين التصور الانفعالي والوهم والخيال من ناحية، وبين الواقع والحقيقة من ناحية أخرى. لذا اتخذ كبار السن مقعد الحكماء في المجتمعات البدائية. وتذخر كتب القدماء بالحكم والمواعظ، وكذلك الكتب السماوية بالنصح والموعظة الحسن. إلا أن الفلسفة ليست هي الحكمة، بل يقال إن الفلسفة هي محبة الحكمة. الفلسفة هي البحث عن الحكمة والمعرفة والإجابة على الأسئلة الكبيرة. هناك أسئلة تواجه الأنسان في حياته اليومية يجيب عليها من خلال ما قاله الآخرين، أو العرف السائد، أو ميراث الأجداد، أو ما تعلمه. وقد يحاول الإجابة عليها من تجربته في الحياة. تلك الأسئلة من قبيل: كيف تزرع كذا؟ أو كيف تصنع كذا؟ أو كيف تدير شئون حياتك اليومية؟ وكيف يمكن أن تصنع الخبز مثلاً؟ كيف تعامل المراءة والأطفال والكبار والرؤساء؟ أما الأسئلة الكبيرة فهي تأتيه حينما يخلو الى نفسه: لماذا يموت الأحبة؟ ما الذي يحدث بعد الموت؟ لماذا وجدنا والى أين نذهب؟ لماذا يوجد القتل والسرقة والظلم؟ لماذا نرى الجمال في أشياء، والقبح في أشياء أخرى؟
من المؤكد أن تلك الأسئلة قد عاودت البشر، منذ أن أكتسب الأنسان وعيا بذاته وحياته وبمن حوله. وآثار القدماء وكتاباتهم تشمل محاولات الإجابة على تلك الأسئلة. ومن ذلك الدين والعقائد، سواء الديانات التوحيدية أو غيرها. إلا أن اليونان القديم شهدت أول محاولات البحث في تلك الأسئلة الكبيرة بشكل منظم منهجي. كان المنهج قائم على تقديم الأدلة العقلية ونقدها، وليس فقط مجرد الانطباعات الذهنية أو التصورات الأسطورية.
الفرق بين الفلسفة والدين هو الفرق بين الأيمان والاعتقاد القائم على الاقتناع دون البحث عن الأدلة العقلية. يتم الاعتماد على التثبت الوجداني وحده في العقائد الدينية، وتلتزم الفلسفة المنهج العقلي والعلمي في وضع الأسئلة ونقد الإجابات بالاعتماد على المنطق. الفلسفة اشتملت في البداية على كل الأسئلة التي تتعلق بالطبيعة والكون، ومن رحمها خرج البحث العلمي. منها نمت واستقلت العلوم الرياضية والفيزياء، وعلوم الحيوان وعلم النفس، والسياسة والاجتماع، وغيرها. ولم يبقى للفلسفة سوى الأسئلة التي لا يستطيع العلم الإجابة عليها. أسئلة عن الأخلاق والمعرفة وحقيقة الوجود ووضع الأنسان في الكون.
يرى برتراند رسل أن الفلسفة حالة وسط بين العلم والدين. فهي مثل الدين تبحث في مسائل لا يمكن التأكد من صحة المعرفة فيها، ولكنها مثل العلم في منهج بحثها القائم على العقل وليس السلطة الروحية، وسلطة الموروثات الاجتماعية. فكل المعرفة الأكيدة ترجع للعلم، وكل المعرفة القائمة على الاعتقاد الثابت دون دليل (الدوجما) ترجع للدين، وبين هذه وتلك تقع الأرض الوسط التي تتمدد فيها الفلسفة، فتلقى الهجوم من الطرفين: من العلم والدين.
ولكن ماهي أهمية الفلسفة، ولماذا العناء في البحث عن إجابة لأسئلة لا يمكن التأكد منها؟ ماهي الضرورة في الاشتغال بالفلسفة؟
القرارات التي نتخذها في حياتنا تقوم على تصوراتنا عن العالم وعن أنفسنا، فلكل منا نظريات متعددة عن الحياة والمجتمع تتحكم في سلوكه. لكن عند أغلب البشر لا تقوم تلك التصورات والنظريات على بحث عقلي، بل على الموروث الثقافي والاجتماعي، والعرف السائد، والتفسير المتعارف عليه في المجتمع. فلسفتنا الشخصية قد لا تتعدي فهمنا للنص الديني السائد في المجتمع في زمن ما. لذا فأن الفلسفة تصنع الأنسان والظرف الاجتماعي، مثلما يصنع الظرف الاجتماعي فلسفة الشخص. فالفلسفة الشخصية لا تنشأ في فراغ بل في إطار اجتماعي يحدد جذورها. ورغم ذلك فأنها تغيّر الواقع الاجتماعي وتتخطاه. أغلب الفلاسفة هم نتاج واقعهم الاجتماعي والتاريخي، ولكنهم أيضا غيروا من واقع الأنسان وتاريخه والظرف الاجتماعي الذي يعيشه. وعلينا أن نتذكر كيف غيرت الفلسفة التاريخ من خلال الثورة الفرنسية والروسية، وكيف مهدت لما نتعارف عليه الآن بحقوق الأنسان. الفلسفة تعلم الأنسان قبول الغموض وعدم التأكد من الإجابة على كل الأسئلة اللامحدودة التي يتيحها العقل، وتدفع الأنسان للبحث والتعلم والتواضع أمام الكون. بينما يقدم الدين إجابات جاهزة تعطى وهم بالثقة في تلك الإجابات دون دليل. وتضفي العقائد لامبالاة أمام الكون، وإحساس بالغرور والثقة بالمعرفة التي تخفي جهلا. الفلسفة تعلم الأنسان تحمل الخوف والألم وعدم الوثوق بالنتائج، دون أن يعوق ذلك الأمل والشجاعة في مواجهة الحياة، وتعلمه اتخاذ القرارات اللازمة، والبحث عن حلول لمشاكل الحياة، وتلهمه الإحساس بالتوحد مع البشر والكون.
العلاقة بين الفلسفة والدين خلال التاريخ علاقة تصارعيه، حيث تزدهر الفلسفة ويتراجع الدين، ثم يعود الدين ليسود في عصور تضمحل فيها الفلسفة والعلوم الطبيعية. بدأت الفلسفة في القرن السادس قبل الميلاد في بلاد اليونان، ثم تراجعت مع صعود المسيحية عقب سقوط روما، ثم عادت للظهور فترة قصيرة خلال القرن الحادي عشر الى الرابع عشر تحت راية الكنيسة الكاثوليكية حتى عصر الإصلاح الديني، ثم عادت للازدهار من القرن السابع عشر حتى القرن العشرين، مما دفع الكنيسة للتوافق مع العصر الجديد بالانشغال بالفلسفة الدينية، ومحاولة استخدام المنهج الفلسفي في إثبات الأصول الدينية.
ميلاد الفلسفة
ولدت الفلسفة عام 585 قبل الميلاد في بلاد اليونان على يد فيلسوف يدعى طاليس. في مدن اليونان القديم كانت الفلسفة والعلوم كيانا واحدا. ولدت الرياضيات العقلية عند الأغريق رغم أنها بدأت في مصر وبلاد الرافدين، كحلول عملية وقواعد جاهزة. استطاع المصريين القدماء بناء معابد وأهرامات قائمة على حسابات عملية دقيقة، لكنهم لم يكتشفوا النظريات الرياضية التي تفسر تلك الحسابات. كذلك برع البابليون في حضارة الرافدين في علوم الفلك، لكنهم لم يبحثوا كثيراً في نظريات الكون ونشأة الأرض والكواكب والنجوم. الأغريق هم من أدخلوا مفهوم المقدمات والنتائج، والاستنتاج الرياضي، وبحثوا في الأسئلة الكبيرة عن نشأة وتكوين الكون والأفلاك والنجوم
أسهم فلاسفة اليونان منذ القرن السادس قبل