كيف تقرأ الناس وتحلل شخصيتهم

By Sabry Fattah

هل من الممكن أن نقرأ الناس كما لو كانوا كتاب مفتوح؟ هل من الممكن أن نحلل شخصيات من نقابلهم فنعرف ماوراء الأقنعة ونتوقع كيف يتصرف الشخص فى المستقبل وكيف يتعامل معنا؟ هذه المهارة من

أهم  فنون الحياة حيث تساعدنا أن نكسب الآخرين ونتعاون معهم ونتجنب شرور البعض ونبتعد عن المتاعب معهم.
فى هذا الكتاب يقدم المؤلف - وهو أستشارى فى الطب النفسى والعلاج النفسى - من خلال خبرته التى تمتد لأكثر من أربعين عاما ، يقدم الوسائل لقراءة أبجدية الشخصية وفهم ماوراء الكلمات. يعرض الكتاب اللغة غير اللفظية ، لغة الجسد وكيف تكشف عن النفس البشرية. ثم يستعرض اسهام علماء النفس فى فهم الشخصية وجوانبها. ويقدم عرض لأنماط الشخصية المرضية التى تسبب الكثير من المتاعب لمن حولها وكذلك أنماط وألوان الشخصية السوية كما قدمها علماء النفس فى ستة عشر شخصية مختلفة وعدد من السمات التى تحدد الشخصيات المختلفة: من بينها السمات الخمسة الكبار المحددة للشخصيات البشرية. ثم يقدم فى الخاتمة نصائح ووسائل تحليل الشخصية وتصنيف البشر الى أنماط شخصية متميزة.

Is it possible to read people like an open book? Can we analyze the personality of those we meet? This would make us see what is beneath the social masks and predict how they would behave in the future and how we can deal with them. This is an important life skill to gain friends and cooperate with others. It also would help to avoid trouble and danger of evil persons. In this book, the author, an experienced psychiatrist, explores the alphabet of personality analysis. First he examines what the body tells us through non-verbal communication, then discuss various schools of personality analysis, both normal and abnormal. Finally a guidelines for personality analysis are detailed and types of personality are explained.

• Language: العربية
• Publisher: Dr Sabry Fattah
• Release date: Jan 15, 2024
• ISBN: 9798201248871

Sabry Fattah

د. صبري عبد الفتاح يعمل استشاري للطب النفسي في انجلترا . تدرب ومارس الطب النفسي بإنجلترا منذ عام1990 وحصل على زمالة الكلية الملكية البريطانية للأطباء النفسيين ودرس بجامعة لندن وأجري ونشرأبحاث بجامعة ادنبره باسكتلندا وهو حاليا مقيم بالمملكة المتحدة.

Book preview

كيف تقرأ الناس

وتحلل شخصيتهم

د.صبرى عبد الفتاح

Copyrights@2024 Dr. Sabry Fattah

كيفتقرأالناس

وتحللشخصيتهم

د.صبرىعبدالفتاح

أستشارىالطبالنفسى

مقدمة

هلبالإمكاناستكشافأعماقالبشرواكتشافالكثيرعنهمفقطمنخلالالنظرإليهمواستماعهمومراقبةحركاتهم؟

هليمكنناأننقرأالأشخاصكمالوكانواكتبًامفتوحة؟

هليحملسلوكالأفرادأبجديةمماثلةلأحرفاللغةالتييمكنناتعلمهاوفهمهابسهولة؟

هلنستطيعتطويرهذهالمهارةواكتسابها؟

الإجابةعلىهذهالأسئلةهينعم.

نعم، بالإمكان استكشاف أعماق البشر واكتشاف الكثير عنهم من خلال النظر إليهم واستماعهم ومراقبة حركاتهم. علم النفس والدراسات الإنسانية قدمت لنا معلومات قيمة حول سلوك الإنسان وصفات شخصيته. يمكننا تطوير مهاراتنا في قراءة الأشخاص وفهمهم وتحليل سلوكهم من خلال تعلم هذا التخصص واكتساب الخبرة فيه.

لكن علينا أيضًا أن نأخذ في الاعتبار أن الناس ليسوا مجرد كتب مفتوحة يمكن قراءتها بسهولة. الإنسان مخلوق معقد يمتلك أفكارًا ومشاعرًا داخلية لا يمكننا الوصول إليها بسهولة. قد يكون هناك عوامل نفسية أو تجارب حياتية تؤثر على تصرفاتهم وتشكل شخصيتهم. لذا، يجب أن نكون متواضعين في تقديراتنا وأن نفهم أن قراءة الأشخاص ليست دقيقة بنسبة 100٪.

ومع ذلك، فإن فهمنا لسلوك البشر قد يعود بالفائدة على علاقاتنا الشخصية والمهنية. قد نستطيع التعامل مع الآخرين بشكل أفضل إذا كنا قادرين على قراءة علامات الجسد وتفسير تعابير الوجه والاستماع إلى الكلام والصمت بطريقة ملائمة. يمكننا أن نكون أكثر تفهمًا للآخرين وأن نتجنب التفسيرات الخاطئة أو الإدراكات السطحية.

إذا كنت ترغب في تطوير هذه المهارة، فيمكنك قراءة الكتب والمصادر التي تتحدث عن علم النفس والدراسات الإنسانية. يعطينا العديد من الكتب رؤى قيمة عن طبيعة الإنسان والعوامل التي تؤثر على سلوكه. كما يمكنك التحدث مع أشخاص ذوي خبرة في هذا المجال، مثل الطب النفسيين أو المحللين النفسيين، الذين سيساعدونك في تعلم الأسس والمفاهيم الأساسية وتطبيقها في حياتك اليومية.

فهم سلوك البشر يعتبر مهارة مهمة للتعامل مع الآخرين بفعالية. يجب أن نكون متفهمين ومتسامحين ونتعلم أن نرى أكثر مما نسمع، وأن نستمع بتركيز ونحترم تعددية الآراء والثقافات. هذا سيساهم في بناء علاقات قوية ومتينة مع الآخرين وتحقيق التواصل الفعال.

علم النفس والدراسات الإنسانية هما مجالان مهمان قدما لنا فهمًا عميقًا لسلوك الإنسان وصفات شخصيته. إن هذه العلوم المتعلقة بالنفس والصحة النفسية توفر لنا معلومات قيمة حول سلوك البشر وأنماط شخصياتهم. ومن خلال العديد من الكتب والمصادر، يمكننا الحصول على فهم أعمق للناس وتفاعلاتهم. بشكل خاص، يلعب الأدب دورًا هامًا في تسليط الضوء على النفس البشرية وتحليل الشخصيات، ومثال على ذلك هي روايات الكاتب الروسي دوستويفسكي وغيره من الكتاب العظماء.

يحتاج الطبيب النفسي إلى تمرين وتعلم هذه المهارة عن طريق تدريبه ودراسته. عمل الطبيب النفسي يتطلب فهمًا وتحليلًا لسلوك البشر وقدرته في استنتاج ما وراء الكلام والصمت والمظهر الخارجي للأشخاص. هذه الأدوات هي التي يستخدمها الأطباء النفسيون والمحللون النفسيون في عملهم بشكل مستمر. بالفعل، يمكن للجميع تعلم بعض هذه المهارات، فهي أساسية للتعامل الناجح مع الآخرين. ويحاول هذا الكتاب استكشاف ما يقدمه الطب النفسي وعلم النفس لقراءتنا وفهمنا وتحليل شخصيات وسلوك البشر الذين يعيشون حولنا.

عندما يلتقي الطبيب النفسي بأحد المرضى، فإنه لا يستند فقط إلى ما يقوله المريض، بل يستخدم أيضًا عينيه وأذنيه ومعرفته العميقة بالنفس البشرية ودراسته لاستنتاج العديد من الحقائق حول الشخص الذي يجلس أمامه. في كثير من الأحيان، قد يكون المريض غير قادر على التعبير بوضوح عن نفسه، سواء بسبب حالته المرضية المعقدة أو خلفيته الثقافية أو قدراته الذهنية المحدودة. ومع ذلك، يستخدم الطبيب النفسي أسئلة بارعة لكشف الأبعاد الخفية التي يتطلع إلى اكتشافها.

تجمع العلوم النفسية والدراسات الإنسانية بين العديد من الأدوات والمناهج التي تمكننا من فهم البشر بطريقة أعمق. فهم سلوك الإنسان وتحليل شخصيته ليست مهمة سهلة، ولكن مع المعرفة والتطبيق السليم، يمكننا أن نصبح قادرين على فهم الآخرين والتعامل معهم بشكل أفضل.

مجالعلمالنفسوالدراساتالإنسانيةقدملناثروةمنالمعلوماتحولسلوكالإنسانوصفاتشخصيته. ويستمرعلمالنفسوالدراساتالإنسانيةفيتقديمرؤىقيمةعنطبيعةوجودالإنسانالمعقدة. فعلومالنفسوالصحةالنفسيةوالدراساتالإنسانيةقدمتلناالكثيرمنالمعلوماتحولسلوكالبشروأنماطشخصياتهم. وهناكالعديدمنالكتبوالمصادرالتيتساعدناعلىفهمالناس. ولايمكنناإغفالدورالأعمالالأدبيةالرفيعةالمستوى،بمافيذلكالرواياتالعالميةالشهيرةمثلرواياتالكاتبالروسيدوستويفسكيوغيرها،التيتسلطالضوءعلىالنفسالبشريةوتحليلالشخصيات.

الطبيبالنفسييتعلمتلكالمهارةمنخلالتدريبهودراسته. عملالطبيبالنفسييتطلبفهموتحليلسلوكالبشرومعرفةماوراءالكلاموالصمتوالمظهرالخارجيللأشخاص. هذههيالأدواتالتييستخدمهاالأطباءالنفسيونوالمحللونالنفسيونطوالالوقتفيعملهم. ويمكنناجميعًاتعلمبعضهذهالمهارات،فهيأساسيةللتعاملمعالناسبنجاح. وهذاالكتابيحاولاستكشافمايقدمهالطبالنفسيوعلمالنفسلقراءةوفهموتحليلشخصياتوسلوكالبشرمنحولنا.

عندمايلتقيالطبيبالنفسيبأحدالمرضى،فإنهلايكتفيبمايرويهالمريض،بليستخدمعينيهوأذنيهومعرفتهبالنفسالبشريةودراستهلاستنتاجالعديدمنالحقائقعنالشخصالموجودأمامه. وفيكثيرمنالأحيان،قديكونالمريضغيرقادرعلىالتعبيربوضوحولاالكشفعننفسهبسببحالتهالمرضيةالتيقدتبدوغريبةوغامضةأوبسببخلفيتهالثقافيةوقدراتهالذهنية،ولكنالطبيبالنفسييطرحعليهأحيانًاأسئلةتكشفالنقابعنجوانبغيرمرئيةيرغبالطبيبفيكشفها.

ضعفرضيةوحاولإثباتهاأوتغييرها

النفس البشرية هي أمر معقد ولا يسهل فهمها بسرعة. إن محاولة فهم شخصية شخص ما في وقت قصير قد يؤدي أحيانًا إلى الخطأ. فالانطباعات السريعة ليست دائمًا صحيحة إلا في حالة القلة من الأشخاص الذين يمتلكون خبرة طويلة في الحياة وحدس دقيق ومهارات اجتماعية مميزة.

من الضروري التعامل مع تحليل الشخصية وفهم طبيعة النفس البشرية عن طريق وضع فرضية أولية استنادًا إلى ما نلاحظه، ثم علينا التحقق من صحة تلك الفرضية من خلال الأسئلة أو متابعة الملاحظة وإعادة المقابلة مع الشخص.

لا تنطبق الأحكام العامة دائمًا على جميع الأشخاص بنفس القدر. فالشخص المترفع عن الآخرين قد لا يكون دائمًا شخصًا خجولًا يتجنب التفاعل معهم، بل قد يستمتع بوجوده مع نفسه ويكون واثقًا من نفسه تمامًا ولديه مهارات اجتماعية معقولة عند التواجد مع الآخرين. لذا يجب التأكد وعدم التسرع في الحكم على شخصية الفرد أو طبيعته من اللحظات الأولى للقاء.

هناك أشخاص يستطيعون تقدير طبيعة الأشخاص بسرعة بناءً على خبرتهم الطويلة في الحياة أو حسهم الداخلي وبصيرتهم، ولكن ليس لدى الجميع تلك القدرة. يمكن أن يؤثر الحس الداخلي هذا على طبيعة الشخص نفسه ويؤثر على أحكامه المسبقة وتحيزاته ومعتقداته، مما يدفعه للحكم على الآخرين بشكل غير صحيح. فمن يميل إلى الشك في الآخرين قد يميل إلى تبديد اهتمامه بالجوانب الإيجابية لأولئك الذين حوله. لذا، يجب على الأطباء والأخصائيين النفسيين أن يتعرفوا على جوانب شخصيتهم أنفسهم أولا قبل معالجة الآخرين، وأن يدركوا قصورهم النفسي ونقاط ضعفهم حتى لا تؤثر تلك الجوانب على أحكامهم وفهمهم لمرضاهم.

في هذه المحاولات المهمة، نجد ضرورة استخدام المعرفة العلمية المتاحة لنا من خلال علم النفس والطب النفسي. فهذه المعارف تمكننا من تقدير وفهم طبيعة وشخصية الأشخاص الذين نلتقي بهم. وفي الوقت نفسه، يتعين علينا أن نفهم أنفسنا بشكل جيد، وندرك القصور التي يمكن أن تؤثر على قراراتنا وتحكم في نظرتنا للأمور قبل أن نحاول فهم الآخرين.

على سبيل المثال، إذا كنا نميل إلى عدم الثقة في الآخرين، فسنعتقد أن الكثير مما يقال لنا هو كذب، بينما قد يكون هذا الأمر في بعض الأحيان نتيجة للسذاجة أو عدم الفهم أو قلة الخبرة أو النقص في المعلومات لدى الشخص. أو قد يكون السبب في بعض الأحيان هو مبالغة وتفاخر يقوم بها الشخص لتغطية إحساسه بالنقص أو الضعف، وليس بالضرورة أن يكون الشخص يكذب أو يخدع بنية متعمدة. ومن خلال هذا الكتاب، سنسعى إلى فهم شخصيات البشر وأيضًا فهم أنفسنا، لكي نستطيع فهم الآخرين بشكل أفضل.

هلالشخصيةثابتةلاتتغيرعبرالسنين؟

هناك وجهة نظر تقول إن الشخصية البشرية ثابتة عبر حياة الإنسان منذ سن البلوغ وحتى الممات. ومع ذلك، فإن بعض جوانب السلوك والمهارات الاجتماعية والعقلية قد تتغير عبر مراحل الحياة.

في سن المراهقة، يتميز الشاب أو الفتاة اليافعة بسلوكيات مختلفة عن الرجل الناضج أو المرأة الناضجة. فهم يميلون إلى الانفعالات القوية والاندفاع العاطفي وتذبذب المشاعر. لكن هذه الشخصية يمكن أن تتغير في منتصف العمر حيث يصبح أكثر استقرارًا في عواطفه وقد يصاب بالقلق والتردد في مرحلة معينة من العمر. وفي الشيخوخة، قد يميل الشخص إما للحزن أو للغضب الشديد بسبب أمور ثانوية.

ومع ذلك، تظل طبيعة الشخصية هي نفسها في الأساس مع بعض التعديلات الظاهرة التي لا تتعارض مع جوهرها. فالشخص القلق سيظل شخصًا قلقًا، والوسواسي سيظل وسواسيًا، والاكتئابي سيستمر في تشاؤمه.

تتغير بعض جوانب السلوك والمشاعر للشخصية عبر مراحل الحياة، مع الاعتراف بأن الشخصية الأساسية تحتفظ بجوهرها الذي يتحكم في سلوكها وشخصيتها بصورة عامة.

الشخصية هي عبارة عن تكوين يتشكل فيه الشخص من خلال عدة عوامل. تلك العوامل تشتمل على الجوانب الجسدية، وتتأثر بالجينات الوراثية والهرمونات، بالإضافة إلى الخبرات التي يكتسبها الشخص منذ لحظة ولادته. كما أن البيئة التي ينشأ فيها الشخص والأشخاص الذين يتعامل معهم، يؤثرون في تشكيل شخصيته.

لا يجب أن ننسى دور كل هذه العوامل في بناء الشخصية وتعديل التوجهات الوراثية. فعلى سبيل المثال، إن الشخص الذي يميل للقلق بناءً على توجهاته الوراثية، قد يتعلم كيفية التحكم في قلقه وعدم المبالغة في تفاعلاته من خلال الخبرات التي يكتسبها في حياته. ومع ذلك، يبقى مستوى القلق الذي يعاني منه ظاهرًا وقد يجد متنفسا في ممارسة الرياضة للتخلص من هذا القلق الزائد. أو قد يعتمد على مجموعة من الأنشطة الترفيهية والألعاب لابعاد القلق عن عقله. يمكن أيضاً أن يستخدم الشخص الطرق الروحانية مثل العبادة أو اليوجا لعلاج آثار القلق.

أننا نجد أن الشخصية هي نتيجة تفاعل بين العوامل الوراثية والبيئية والخبرات الشخصية. نحن نحمل بنيةً جسديةً محددة ونتأثر بتلك العوامل في تشكيل شخصيتنا، ولكن لدينا القدرة على تطوير أنفسنا وتغيير توجهاتنا من خلال الاستفادة من الخبرات والممارسات التي نتعرض لها في حياتنا.

مفهوم تغير الشخصيات وتحولها في الدراما والسينما هو موضوع شائع يثير الكثير من الجدل. يعتقد البعض أن الشخصيات يمكن أن تتغير فجأة وبدون سبب وجيه، فقد نشاهد شخصية تتحول من الشر والجرائم إلى النقاء والهداية تحت تأثير عقيدة دينية أو مذهب فكري. ومع ذلك، فإن هذا السيناريو ليس واقعيًا.

في الحياة الحقيقية، يجب على الشخص أن يحمل معه شخصيته القديمة في حياته الجديدة. فعلى سبيل المثال، قد يكون هناك شخص يميل للتطرف والقسوة وأحيانًا العنف، وبالرغم من اعتناقه للتدين، فإنه لا يتخلص من هذه القسوة والتطرف. بدلاً من ذلك، يحاول تبرير سلوكه العنيف بمقولات دينية أو عقائدية مشوقة.

على سبيل المثال، قد نجد شخصية إجرامية تتدين في الدراما، ولكن في الواقع، إذا تحولت شخصية إجرامية للتدين، فمن المحتمل أن تصبح جزءًا من جماعات المتطرفين، الذين يتجاوزون حدود القسوة والعنف والقتل والتعذيب والإرهاب تحت مظلة الدفاع عن المذهب الحق.

يجب أن ندرك أن تغير الشخصيات الحقيقي يحتاج إلى عمل وجهود مستمرة لتغيير السلوك والمعرفة، وليس مجرد تبديل عقيدة أو تدين دون أن يتغير الإنسان بشكل جوهري.

أليسالناسأكثرتعقيدا؟

تفهم سلوك وشخصية الناس أمر معقد وغير محدود فى تصنيفات بسيطة. فهناك العديد من العوامل التي تؤثر في سلوك الإنسان وشخصيته، وتتداخل وتتعاون معًا.

وكما أن هناك أبجدية للغة تشكل الكلمات وتعطيها معانٍ وتركيبات، هناك أيضًا أبجدية للسلوك البشري والنفس البشرية. ومثلما يتطلب فهم النصوص المكتوبة تعلمًا وتدريبًا، فإن فهم الناس يحتاج أيضًا إلى الوقت والممارسة والتجربة والخطأ. وهناك أشخاص يجدون صعوبة في قراءة الحروف طوال حياتهم، وهذا ما يعرف بالديسلكسيا، وهو عجز عن القراءة. وبالمثل، قد يجد بعضنا صعوبة في قراءة الآخرين إلا بمساعدة خبراء.

ولكن بالرغم من ذلك، يمكن للغير متخصص أن يتعرف على السمات الرئيسية للشخصية من خلال الملاحظة المباشرة، ولا يُعد من الأمور المعقدة ربط تعقيدات النفس البشرية بعدد محدد من السمات والطباع والأنماط، مثل حروف الأبجدية التي تكون منها تلك التعقيدات والتركيبات اللغوية. فإذا تعلمنا الحروف والكلمات، ثم القواعد والجمل، ستصبح القراءة أسهل بكثير. ولذا علينا جميعًا أن نتعلم القراءة النفسية.

تعود تصوراتنا الخاطئة عن صعوبة فهم النفس البشرية إلى عدة عوامل. العامل الأول هو عدم اعتقادنا بأن معظم البشر يتحركون برغبات ودوافع أساسية متشابهة، مثل حماية الذات والحفاظ على التوازن النفسي وتلبية الاحتياجات الأساسية مثل الطعام والراحة والتمتع بالجنس والتكاثر.

العامل الثاني هو عدم اعتقادنا بأن معظم البشر يتحركون بنزعات جنسية، وبالتحديد رغبة الحصول على شريك للجماع يكون أفضل أب أو أحسن أم لأبنائهم. وعندما يكون لديهم أبناء، يتحركون بالرغبة في حماية هؤلاء الأبناء وتوفير الغذاء والأمان وتأمين مستقبل أفضل لهم.

والعامل الثالث هو تجاهلنا لحقيقة أن سلوك البشر يتأثر بتكوينهم الجسدي والوراثي، والظروف التي نشأوا فيها، وتأثير الآباء والأمهات على نفسياتهم. وهناك أشخاص مهمين في حياتهم