Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

السعادة هي المشكلة
السعادة هي المشكلة
السعادة هي المشكلة
Ebook429 pages2 hours

السعادة هي المشكلة

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

ليس للحياة معنى للحياة للحياة المعنى الذي تسبغه عليها فقط سُوّقَ لنا أنّ معنى حياتنا ووجودنا أن نكون سعداء في حين أنّ هذا ليس هو الحال; السعادة إحدى تبعات الحياة, كما هو الحزن لا يمكنك التعرف إلى السعادة دون معرفة التعاسة, تمامًا مثلما لن تتمكن من تمييز البرد دون معرفة الدفء تكمن المشكلة في إنّ كلمات مثل السعادة أو الحبّ تُستخدم في هذا الزمان بطريقة مبتذلة وفارغة تجعلنا نفقد بصيرتنا في كثير من الأحيان, كما تتسبب بضعف القيم في مجتمعنا المعاصر; فيختفي الصدق والمبادئ بسبب هذا السعي قصير الأمد خلف المتعة وانعدام المعنى في حياة كثير من الناس. (السعادة هي المشكلة) كتاب معبأ برسائل وأدوات لتدريب الإدارة العاطفية, كما يحاول شرح طريقة عمل عقل أكثر الكائنات تعقيدًا: الإنسان.
Languageالعربية
Release dateAug 9, 2022
ISBN9781545755501
السعادة هي المشكلة

Related to السعادة هي المشكلة

Related ebooks

Reviews for السعادة هي المشكلة

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    السعادة هي المشكلة - المؤلف بيدرو فيفار

    الفصل الأول

    الحياة هديّة

    انظر حولك. أقترح عليك أن تسأل نفسك إذا كنت قد لاحظت أنّه في الوقت الراهن ليس لدينا أيّ مشكلة في أن نبقى على قيد الحياة.

    أنا متأكد من أنّك بينما تقرأ هذا الكتاب، تعيش بين أربعة جدران وسقف، لديك صنبور مياه جارية صالحة للشرب في حال شعرت بالعطش، وعلى الأرجح سخانًا لغليه إن احتجت للاغتسال أو الاستحمام، وإن لم يكن ذلك كافيًا، أودّ أن أجرؤ على القول بأنّ لديك مخزنًا يحتوي على طعام الطازج اخترته بنفسك لهذا اليوم، أو للأيام القليلة القادمة. كما أنّ الأحذية، والملابس التي ترتديها قد تكون من علامات تجارية معروفة أم لا، ولكنّك اخترت كل هذه الأشياء الخاصة بك بناءً على معايير الموضة الخاصة بك وذوقك الشخصي، وأنّك كنت تعدلها باستمرار وفقًا لرغباتك أو احتياجاتك الخاصة.

    ربّما إذا قمنا بالمغامرة أكثر، فمن المحتمل جدًا أنّك متصل بشبكة الكهرباء، ولديك إنترنت للترفيه عن نفسك أو التواصل مع أحبائك وأفراد عائلتك بشكلٍ مباشر. كلّما شعرت بالحاجة لذلك.

    أمّا هذا الكم الهائل من المعلومات فيمكنك الحصول عليها دون أن تكون عرّافًا يمتلك طاقاتٍ سحرية، ولكنّك ببساطة تنظر إلى الأشخاص من حولك، ومن خلال الشاشة الصغيرة لهاتفك الذكي.

    علاوة على ذلك، فإنّ بيانات الأشخاص المشار إليهم في هذا الكتاب تخبرنا بمعلوماتٍ أخرى، عمّا إذا كان لديهم وظيفة مستقرة أم لا. وإن كان لديهم ما يكفي من المال للذهاب إلى أيّ مطعم وأن يطلبوا من شخص آخر أن يحضّر لهم الطعام الذي يرغبون به، وبدوره سيقوم شخص آخر متخصص في المطبخ بالطهي طوعًا أثناء انتظارهم بصبر وسط محادثة مع أصدقائهم .

    إذن، لم حالات الاكتئاب والاستياء في تصاعد؟

    هل إنّهم يهرمون؟

    كما ذكرنا في بداية الكتاب، البقاء ليس هو المشكلة. ستعيش حتى وإن كنت لا ترغب بذلك. حتى وإن قررت اتباع عادات غير صحيّة (التدخين يوميًا، وتناول نظام غذائي يعتمد على المشروبات الغازية والوجبات السريعة)، فلا يزال لديك وسائل لإبقائك على قيد الحياة، مع اليقين بأنّك في أيّ فترة أخرى من التاريخ ستموت حتمًا بسبب نقص الوسائل الطبية لإطالة العمر.

    اللحظات السعيدة موجودة

    لأنّنا عرفنا الشدّة.

    الاكتئاب، وباء القرن الحادي والعشرين

    350 مليون شخصًا يعانون منه. وتحذر منظمة الصحة العالمية من تنامي أعداد المصابين، وتصفها بأنّها أزمة صحية عامة في تزايد مطّرد، وتحذر من أنّه إذا لم يتّخذ إجراء حيالها، فقد تصل الخسائر الاقتصادية في العالم وفق تقديراتها إلى تريليون دولار سنويًا.

    الجدول 1

    معدلات الاكتئاب المزمن لدى السكان الإسبان

    يمكن للاكتئاب أن يتحول إلى مشكلة صحية خطيرة للغاية، خاصة عندما يكون مزمنًا. في أسوأ الحالات، يمكن أن يؤدي إلى الانتحار، وهو ثاني أكبر سبب للوفاة بين الفئة العمرية من 15 إلى 29 سنة.

    لا يوجد سبب واحد يُطلقه؛ فالاكتئاب نتيجة لعدد من العوامل الاجتماعية والنفسية والبيولوجية. التعرض لضائقةٍ كالبطالة والانهيار العاطفي أو وفاة قريب يزيد من فرص المعاناة من الاكتئاب. كما أنّ هناك أيضًا صلة وثيقة بين هذا المرض والصحة الجسدية.

    يقال أنّه من المهم معرفة القصة حتى لا تتكرر نفس الأخطاء التي حدثت خلالها. ويخبرنا العلم، من ناحية أخرى، أنّ الكثير منّا تتطور مجمل شخصياتنا بين السن 0 إلى 6 سنوات، وأنّه خلال هذه السنوات سيُرسَم عقلنا الباطن. وعلى الرغم من أنّه من المؤكد أنّ لدينا جميعًا احتياجات ودوافع محددة بناءً على المتعة والألم اللذين عانينا منهما خلال تلك الفترة، فإنّ إيقاظ وعيك والنظر إلى المكان الذي أتيت منه وفهم وقبول تلك الدوافع هو ما سيجعلك تتساءل عمّا إذا كنت تريد الاستمرار في هذا الطريق أم لا.

    طوال حياتنا نتأثر بجميع أنواع الناس. في الواقع، في حالتي الشخصية، يمكنني أن أخبرك أنّني كنت شخصًا حساسًا وقابلًا للتلاعب به. ومع ذلك، فإنّ لنا الظروف التي نعيش فيها تتيح لنا التعلم من كل تجربة على حدة وهذه هو نوع التجارب التي أقدمها لك.

    إذن، لماذا نحن مكتئبون؟

    تعتقد أنّك تفتش عن السعادة، بينما يكون ما تبحث عنه هو هدف: معنًى يوضح لك ما خلقت من أجل أن تقوم به على هذه الأرض. السعادة ليست قدرًا، بل هي نتيجة قرار (المعنى الحقيقي للحياة، الفصل 8).

    من المهم الإشارة إلى أنّه منذ وقت ليس ببعيد، كان البشر حيوانات دون ضمير. ولا يزال هناك أناس لم يوقظوا ضميرهم بعد، لكن الأوقات التي نعيش فيها تساعدنا على القيام بذلك.

    الشعور بالسوء أو الضيق أمر لا مفر منه. ولكن يمكنك التحكم والسيطرة على هذه المشاعر عوضًا عن تركها تسيطر عليك.

    لا تدع إنستغرام يخدعك

    ففيه أشخاص يحصلون على ما بين 3 - 9 «إعجاب» لكلّ صورة ولديهم من الأصدقاء والأشخاص الذين يثقون بهم أكثر من آخرين يجمعون ما يربو على 100 «لايك» ولا تحبّهم حتى أمهاتهم.

    وهناك أزواج يبدون رائعين وسعداء معًا، ولكنّهم في الواقع أكثر بؤسًا من الشيطان ذاته.

    كما أنّ هناك أشخاص لا ينشرون أيّ صور لمن يحبون، إلّا أنّ لديهم علاقات ثمينة.

    هناك أناس يجب أن يخضعوا لاختبار قبل السماح لهم باستخدام الإنترنت.

    وهناك أشخاص غارقون إلى ذقونهم في العمل ولكنّهم يتظاهرون بعيش حياةٍ فخمة على إنستغرام.

    أخيرًا، تذكّر أنّ هذا ليس العالم الحقيقي، إنّها شبكة اجتماعية من المظاهر. هم مجرد مظاهر. هناك أناس يكسبون قوتهم من هذه الشبكة الاجتماعية، في الواقع، يدفع الكثير من الأشخاص للشركات لزيادة عدد متابعيهم وعدد «اللايكات» على كلّ صورة لجعلهم أكثر جاذبية ممّا هم عليه بالفعل. وبالتالي، عندما نقارن أنفسنا بهم، قد نبدو أقلّ شأنا أو أقلّ إثارة للاهتمام، بينما في الحقيقة نحن لسنا كذلك.

    أسوأ ما في هذه التأثيرات أنّها تخلق ثنائية، غالبًا ما تكون بلا معنى؛ فمن ناحية لديك أشخاص مُلهِمون ويرغبون في مشاركة تجربتهم وعلمهم، ومن ناحية أخرى لديك أشخاص يشعرون بعدم الأهمية مقارنة بالآخرين. يعتقد هؤلاء الأشخاص أنّهم أقلّ قيمة من الذين يتابعونهم، بسبب أنّهم لا «يمتلكون» نفس عدد المتابعين.

    إنّها ما يسمى بـ «متلازمة المُنتحل»(5) التي اكتشفتها بفضل منشور لصديقي ألبرتو. يخبرنا هذا المفهوم بشيء من هذا القبيل: في لحظة ما من حياتنا، ينتابنا شعور المحتال، حيث سنرغب في الامتناع عن مشاركة شيء ما خوفًا من عدم الالتزام بمعايير معينة كصياغة الفكرة بصورة جيدة، أو لأنّنا فقط قد قرأنا تلك الأفكار في مكان ما أو مؤلَّفٍ ما أو عند أحد المؤثرين وقادنا ذلك إلى الاعتقاد بأنّها ليست أصلية وغير ذات قيمة.

    ربّما لا تعرف ذلك، ولكن هذا حدث للجميع في مرحلة ما. وهو ليس سببًا كافيًا لإعاقتك. هذا الخوف الذي تشعر به أمرٌ طبيعي. من المسلم به التفكير أنّ ما ستقوله ليس جديدًا، لكن تحسين حفظه / الامتناع عن نشره أسوأ بكثير. لا تصمت؛ قد تكون كلماتك وطريقتك في التعبير عن نفسك قناة للمحتوى الذي يحتاجه متابعوك من أجل نهضتهم ويوظّفونه لنهضة سواهم.

    تذكّر: القائد هو الشخص الذي يجعلك تؤمن أنّك أنت أيضًا يمكنك أن تكون قائدًا.

    وضع نيكولاس كوبرنيكوس مخططاته لنظرية حركة الأجرام السماوية وهو الكاهن في كاتدرائية فراونبورغ؛ مخططات تسببت له بمشاكل كبيرة مع الكنيسة.

    درس غاليليو الطب، لكنّه انغمس بأبحاث أخرى مثل موقع مركز الجاذبية لعديد من الأجسام الصلبة.

    أجرى إسحاق نيوتن التجارب السابقة لتخرجه في جامعة كامبريدج، وعندما أغلقت الجامعة بسبب تفشي الطاعون، كان يتلاعب بنظرية الجاذبية في ساحتها.

    عمل لوران لافوازييه، مؤسس الكيمياء الحديثة، في وزارة المالية في فرنسا ما قبل الثورة، لكنّه استمتع بإجراء التجارب أكثر من ذلك بكثير.

    كان جريجور مندل رجل دين ووضعت دراساته أساس علم الوراثة من خلال البستنة.

    كتب أينشتاين أهمّ مقالاته أثناء عمله في مكتب براءات الاختراع السويسري.

    لم يشعر هؤلاء المنتحلون بالعجز؛ بسبب تفكيرهم أنّهم لم يكونوا شخصيات معترف بها أو علماء مهمّين، ولم يقوموا بما قاموا به إلّا لأنّهم ببساطةٍ كانوا يفعلون ما يحبون. (حالة الانسياب الفصل 3).

    ليس هناك شكّ في أنّ المواطن العادي لا يمكنه أن يساهم بقدر كبير في إنجازات من النوع الذي يعتمد على مليارات الأسلاك فائقة التوصيل أو تشغيل مطياف الرنين المغناطيسي النووي، لكنّ هذه ليست مجالات العلوم الوحيدة الموجودة. لا تدع الرأي العام يقيّدك. إنّ تكلفة هدر فرصة بعدم القيام بأيّ شيء خوفًا من «كونك منتحلًا» مرتفعة للغاية بحيث لا يمكن الركون إليها.

    لا تحاول أن تكون مثاليًا، فلا يوجد شخص مثالي (بغض النظر عمّا قد يبدو عليه). وقبل كلّ شيء، يلزمك ارتكاب الكثير من الأخطاء الصغيرة على طول الطريق حتى تكون جيدًا بما فيه الكفاية. لكن لا تفعل ذلك لنفسك فقط. كن كريمًا. قدّم ما تستطيع، وبأي طريقة ممكنة، وكن صادقًا حيال ذلك، فلو علمت فوائد العطاء، فسوف تقوم به بدافعٍ من الأنانية المحضة.

    أنشئ هذا المحتوى وشاركه؛ فالعالم يحتاجه. لن تعرف أبدًا ما يمكن أن يوقد الشعلة التي يحتاجها شخصٌ آخر ليتصرّف. لعل الكلام قد قيل قبلك بالفعل، ولكن ليس بكلماتك أنت.

    لا يتظاهر الجميع على الشبكة الاجتماعية، لا تُسئ فهمي؛ فهناك أناس صادقون حقًا كما هم في الواقع. أنا فقط أذكّرك ألّا تكون ساذجًا. عش حياتك، وطارد أحلامك وأهدافك الخاصة، ولا تدع الآخرين يحيدون بك عن مسارك أو يجعلونك تحتاج أو تريد أي شيء لا ترغب به حقًا.

    إذا كنت أحد هؤلاء الأشخاص الذين يعتقدون أنّك لست مهمًا لأنّه ليس لديك الكثير من المتابعين؛ فمن واجبي أن أخبرك أنّك في الحقيقة كذلك؛ لأنّ لديك هذا المفهوم عن نفسك، وهذا الانطباع هو ما تمرّره للآخرين. من ناحية أخرى، يمكنك أن تكون شخصًا يتمتع بمتابعة ضخمة أو حتى صغيرة ولا يزال يعرف كيف يتعرف على تأثيره وتأثيره على الآخرين، بغض النظر عن مقدار الإعجابات التي قد تتراكم عليها الصورة.

    على المستوى الشخصي والمهني، أعرف أشخاصًا لديهم الملايين من المتابعين، بصفتهم مؤثرين ذوي انتشار دولي، وهم أشخاص مثلي ومثلك: يعانون مشاكل شخصية ومهنية ولديهم تجارب لا نهاية لها، قد لا تودُّ أو لا ترغب تجربتها. الفارق الرئيس بين الناس هو تأثير بيئتهم بهم من حيث السماح لهم بما يريدون فعله.

    عندما تبلغ من العمر 20 عامًا،

    ستقلق بخصوص فكرة الناس كلهم عنك.

    عندما تبلغ من العمر 40 عامًا،

    ستتوقف عن القلق بشأن ما يعتقده الجميع عنك.

    عندما تبلغ من العمر 60 عامًا،

    ستكتشف أنّ الشخص الوحيد الذي يفكر فيك

    هو نفسك.

    لا تفقدْ شيئًا

    نمتلكه جميعًا،

    رغم عدم وعينا به:

    الأصالة.

    لا تتصرف بطريقة مغايرةٍ

    عمّا لو كان لا أحد يراقبك.

    هل تعرف هذه القصة؟

    في عام 1983، طُرد عازف الغيتار الشاب الموهوب من فرقته بأسوأ طريقة ممكنة. بعدما أبرمت الفرقة عقدًا مهمًّا مع شركة موسيقية وكانوا على وشك تسجيل ألبومهم الأول.

    خلال رحلته من نيويورك إلى لوس أنجلوس ظلّ عازف الغيتار يسأل نفسه: كيف حدث ذلك؟ أيّ خطأ ارتكبت؟ عقود تسجيلات الألبومات لا تنزل من السماء، خاصة بالنسبة لفرق الميتال السريع الناشئة.

    وما إن بلغت الحافلة مدينة لوس أنجلوس، كان عازف الجيتار قد تجاوز شفقته على نفسه وتعهد بإنشاء فرقة جديدة. عاقدًا العزم على أن تكون هذه الفرقة الجديدة من النجاح بمكان يرغم أنوف رفاقه الخونة ويغرقهم في دموع الندم.

    عمل ديف موستين كما لو كان يتملّكه شيطان موسيقي. أمضى شهورًا في البحث عن أفضل الموسيقيين الذين يمكنه العثور عليه مدفوعًا برغبة الانتقام التي غدت مصدر إلهامه.

    الفرقة الجديدة التي شكلها كانت فرقة الميتال الأسطورية Megadeth التي ستبيع أكثر من 25 مليون ألبوم.

    ولسوء حظه، فإنّ الفرقة التي طرد منها Metallica باعت أكثر من 180 مليون ألبوم في جميع أنحاء العالم.

    لهذا السبب، وفي مقابلة نادرة وحميمة في عام 2003، اعترف موستين بأنّه لا يزال يعدّ نفسه فاشلًا على الرغم من كل ما أنجزه، فقد شغلت ذهنه دائمًا فكرة أنه الرجل الذي طُرد من Metallica.

    عقد المقارنات قد يلهمك أو ينكّد عليك

    الأسلوب هو كلّ شيء. ماذا لو كنت بدلًا من النظر إلى المساوئ التي تعرض لك على أنّها أشياء سيئة، عددتها تجارب تشكّل شخصيتك ودروسًا تهديك إيّاها الحياة؟

    هل تأمّلت يومًا كيف دفعتك كل الأشياء السيئة التي حدثت لك بالفعل لإخراج أفضل ما لديك؟

    ● ذاك الانفصال الذي سحق قلبك.

    ● ذاك الرئيس / المعلّم الذي اضطهدك ودفعك للقيام بأعمال أكثر من أيّ شخص آخر.

    ● ذاك المدرب الذي كان يصرخ عليك ويقطع أنفاسك.

    هناك قول مأثور في الكتاب المقدس: «نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَسأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ»(6). الأمر بهذه السهولة. الحياة مترددة في منح الثروة والمسؤولية لأولئك الذين يهدرون أوقاتهم.

    مقدمة عن التوتر الصحي

    حوالي 80 ٪ من استشارات الأطباء العموميين في الولايات المتحدة وأوروبا لها صلة واضحة بالتوتر. أظهرت دراسات مكثفة، وفقًا لجامعة هارفارد في بوسطن، أنّ الشكل الضار من الإجهاد، الذي يسمى الكرب، ينجم عن ضعف مهارات الإدارة العاطفية. يتجلى هذا العجز بشكل خاص في النزاعات بين الأشخاص، والتي تولد مستويات عالية جدًا من الإحباط والاستياء والغضب، مما يؤدي إلى العزلة. ونحن، كبشر، عندما نشعر بالعزلة بشكل متكرر تتضاعف خمس مراتٍ احتمالات إصابتنا بالأمراض.

    من ناحية أخرى، فإنّنا حين نتحدث عن الإجهاد، فإنّنا ننسى عنصرًا لا يقل أهمية عن التوتر وله تأثير معاكس.

    الإجهاد يُساعد. الكرب يسحق!

    تعرف هذه الحالة بـ «الإجهاد الصحي»(7) وهي تساهم في زيادة تركيزنا وقدرتنا على إدارة المواقف من منظور آخر، ما يعزز التعلم بينما يحسّن أيضًا الوظائف الإدراكية الأخرى.

    ومع ذلك، لا يتعلق الأمر بزيادة مستويات التوتر الصحي لدينا أو القضاء تمامًا على محنتنا، بل بزيادة عبء الإجهاد النفسي والمشاكل في حياتك حتى لو لم يكن في ذلك الوقت منطقيًا تمامًا. نحن نتحدث عن الإنهاض.

    لا يتعلق الأمر بالخروج من منطقة الراحة،

    بل بتوسعتها.

    ما الإنهاض؟

    في علم السموم، يعدُّ الإنهاض ظاهرة تربط استجابة الجسم لجرعةٍ محددة من مادة ما. بحيث تكون هناك استجابة معينة لجرعة منخفضة ( يطلق عليها «الحد الأدنى للجرعة الفعالة» MEV إن كنا نعني حجم التدريبات على سبيل المثال) وجرعة معينة تكون فيها الاستجابة بالفعل أعلى («أقصى جرعة قابلة للاسترداد» MRV بالحديث أيضًا عن حجم التدريبات).

    هل تعرف قصة الملك ميثريداتس

    وخوفه الموت مسمومًا؟

    كان هذا الملك مصدر إزعاج مستمر للجمهورية الرومانية. في الواقع، نسب إليه مؤرخو ذاك الزمان شتى أنواع الفظائع البربرية. وتبعًا لذلك وُضع ثمن على رأسه، فقضى ميثريداتس معظم حياته مهووسًا باحتمال تعرضه لهجوم، فكان دائمًا على حذر. إلّا أنّ ما كان مهووسًا به بحقّ هو فكرة التعرض للتسمم، منذ أن مات والده بتلك الطريقة، فكرّس نفسه لدراسة جميع أسرار علم السموم، وتجربة السموم وجرعاتها على المحبوسين في سجونه. تقول الأسطورة، استنادًا إلى قصص بلينيوس الأصغر وكاسيوس ديو، إنه عثر أخيرًا على ما كان يبحث عنه: ترياق شامل يتناوله بجرعات صغيرة وبشكل دوري لتحصينه ضدّ أيّ سمّ.

    هذه الجرعة الأولى هي الحد الأدنى الضروري للتحسن. أعني، إذا أردت أن تتحسن قليلًا مرة بعد أخرى على مدىً طويل، فلا بأس بذلك. ولكن إذا رغبت أن تكون بأفضل حال في أقرب وقت ممكن (مثل رياضي محترف أو رائد أعمالٍ تهتدي به)، فمن الأفضل أن تخرج من منطقة راحتك قدر الإمكان.

    كما يقول باراسيلسوس «الجرعة هي التي تصنع السمّ».

    الشخص الذي يحمي نفسه دائمُا من الرياح، ويُبقي أقدامه دافئة باستمرار وغرفته معزولة عن البرد، سيكون في خطر عند مواجهة أدنى نسيم. كلّ التجاوزات ضارة، لكن لا شيء أسوأ من الراحة المفرطة، فهي تؤثر على الدماغ. وتجعل الناس يغيبون عن الواقع، ويصبح الفارق بين الصواب والخطأ غير واضح.

    .Seneca سينيكا الفيلسوف -

    غيّر من نفسك،

    قبل أن تَقدِمَ الظروف

    وتجبرك على التغيير رغمًا عنك.

    ليست الأشياء الجيدة جيدة بحقّ،

    ولا الأشياء السيئة سيئة بحق

    الاستخدام مقابل إساءة الاستخدام...

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1