التوازن الاجتماعي
5/5
()
About this ebook
التوازن الاجتماعي هو كتاب يقدّم إجابات سهلة ومباشرة حول الأسلوب الأمثل للتعامل مع الآخرين، يكشف الكثير من الأسرار التي تجعل أفعال الآخرين وأقوالهم منطقية، يقدّم لنا وصفة سحريّة تجعلنا قادرين على التّنبّوء بتصرّفات الآخرين المستقبليّة.وصفات المؤلّف لكشف آسرار علاقاتاتنا مع الآخرين هي وصفاته السحرية ذاتها التي قدّم فيها كتابه "التوازنات الخمس" وكتابه "حين يكون للحياة معنى" التي تعتمد على قدرته العالية على هضم المواضيع المعقّدة، واستخدام كل العلوم التي يعلمها لتقديم حلول جديدة ومثيرة.، وعلى سبيل المثال، ففي فصل الخلاف مع الآخرين قدّم المولّف طرق جديدة كليّا للخلاف، وقدّم التراجع المطوّر للانسحاب من العلاقات السيئة، واقترح التّراجع المطوّر التي تعكس قدراته على تقديم حلول غير مسبوقة في التّعامل مع العلاقات الاجتماعية.كتاب التّوازن الاجتماعي يقدّم عدسات اجتماعية ترينا أبعاد لعلاقاتنا الاجتماعية، ويقدّم المؤلّف أدواته التي ترينا تصّرفاتنا التي يراها الآخرين، ويجعل من حياتنا الاجتماعية تنزّه في حديقة غنّاء، بينما دون فهم عميق لحياتنا الاجتماعية، قد نتوه في تفسير تصرّفات الآخرين، وحين نتعرّض لغدر غادر أو خيانة قريب، قد نتوهّم أننا في غابة ليس فيها إلّا حيوانات مفترسة، وحشرات سامّة، بينما الحياة كما يصوّرها المؤلّف هي منتزه جميل نراعي في أشواك الورود، ونتعلّم كيف نتشارك مع النّحل العسل.
A. A. Alebraheem
Alebraheem is a philosopher, journalist, and traveler. He endeavors to answer tough questions on how man exists in various spheres of life: politics, society, philosophy, science, faith, and everyday life matters. His first work, "5 Essential Dimensions", covers the topic of how we live. In his second book, "When Life Makes Sense", he gives a straightforward answer to the question of the meaning of life as well as explaining human vision and mission. He possesses a deep knowledge of the structure of the human mind, based on 35 years of personal reading and research. Alebraheem’s writing attempts to see things from alternative angles, searching for patterns and creating successful habits for life. He draws from his life experiences that range from traveling between continents to being a column writer for the well-known Kuwaiti newspaper ALQABAS and guest speaker on Kuwait TV and US radio shows.
Read more from A. A. Alebraheem
التوازنات الخمس Rating: 5 out of 5 stars5/5خبايا النوايا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحين يكون للحياة معنى Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related to التوازن الاجتماعي
Related ebooks
أولويّات الحياة السبع Rating: 4 out of 5 stars4/5حرية الاختيار Rating: 3 out of 5 stars3/5سبعة مفاتيح للحرية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرحلة هدف: خطوة نحو الإنجاز Rating: 5 out of 5 stars5/5كل الطرق تؤدي الى المعرفة: المعرفة لا قيمة لها إلا إذا وضعتها موضع التنفيذ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsدليل الأفراد مفرطي الحساسية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفن القيادة الطبعة الثالثة Rating: 4 out of 5 stars4/5غير من أسلوب تفكيرك: النجاح في الحياة وتحقيق الأحلام هو نتاج مواصلة المجاهدة في سبيل تحقيقه Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالسعادة هي المشكلة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالكارما تجنب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأن تكون حكيمًا كالحية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsصومعة روحي: بين تطوير الذات والقوانين الكونية وفوضى المشاعر Rating: 4 out of 5 stars4/5لِنحذرِ العكاز، فقد يمارس الابتزاز Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتطوير الذات Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكراكيب الحياة Rating: 3 out of 5 stars3/5كُنّا بخير لولا الآخرون Rating: 4 out of 5 stars4/5كيف تقرأ الناس وتحلل شخصيتهم Rating: 5 out of 5 stars5/5ألوان السعادة - رحلة للعقل والقلب والروح Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsهشتاج صباحي Rating: 4 out of 5 stars4/5تاملات روحية: كتاب عن الصحوة والتنوير Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحل المفقود: نظف لا وعيك من جميع القناعات السلبية التي فيه وانطلق بحياتك بدون قيود Rating: 4 out of 5 stars4/5!اِنْهَضْ: إذا نويتَ هدفاً ضمنتهُ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsما لن يصدقه أحد: قصص قصيرة Rating: 5 out of 5 stars5/5كيف تجذبين عريساً Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsوهم السعادة: اختيار الحب على الخوف Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنعيش على قيد الأمل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلون حياتك تصبح غنيا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsانضم إلى النخبة: بوابتك نحو الارتقاء والشهرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsإدارة مشاعر الغضب: التحكم في الغضب والإحباط Rating: 5 out of 5 stars5/5سيدي Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for التوازن الاجتماعي
1 rating0 reviews
Book preview
التوازن الاجتماعي - A. A. Alebraheem
عبدالله عبداللطيف الإبراهيم
2019
الفهرس
التوازن الاجتماعي
أفكار لفهم أنفسنا وفهم من حولنا 1
عبدالله عبداللطيف الإبراهيم
2019 1
إهـــداء.. 1
المــقدمة 1
كيف نقرأ هذا الكتاب؟ 4
الفصل الأوّل
الدوّامة الاجتماعية 6
) زببت وأنت حصرم» (مثل عربي« 7
محيط المهارات 8
مختبراتنا الاجتماعية 9
صندوق الواقع 9
ما التجرد؟ 11
تجاهل التّجرّد 14
لِمَ الحديث عن التّجرّد؟ 15
أهمية الحديث عن التجرد
18
هل يمكننا أن نتجرّد من مشاعرنا ودوافعنا؟ 20
ما الذي يمنعنا من فهم مجتمعنا وعلاقاتنا؟ 22
الفصل الثّاني
قراءة الآخرين 35
البيض والسود 35
المتلّونون 36
الشفّافون 37
كيف نستفيد من التعرّف على ألوان البشر؟ 38
طباع الناس انعكاس لجيناتهم الوراثية 40
هل نتعلّم طباع النّاس وندرسهم؟ 45
أعضاء مجلس إدارة قراراتنا 48
توقعاتنا تتعبنا 50
لنتعامل مع جهلنا 51
الألم والانزعاج والمرض 54
هل تعلُّم المهارات الاجتماعية كافٍ لفهم من حولنا؟ 54
هل تعلّمنا المهارات الاجتماعية وفهم مشاعر الآخرين كافيان لفهم من حولنا؟ 55
هل تعلّمنا المهارات الاجتماعية وفهم مشاعر الآخرين ودوافعهم يكفون لفهم مَنْ حولنا؟ 55
ما أفضل استخدام للمهارات الاجتماعية؟ 56
الفصل الثّالث
المهارات الاجتماعية 60
لمَ نحتاج إلى المهارات الاجتماعية؟! 60
سلامة تقييم الأبعاد الاجتماعية 61
هل كتب تعليم المهارات الاجتماعية تكفي للحصول على المهارات الاجتماعية اللازمة؟ 62
كيف نصل إلى سقف المهارات الاجتماعية الأعلى؟ 63
كيف يعمل مركز الراحة؟ 70
كيف يعوقنا مركز الرّاحة؟ 71
التشكك في جدوى المهارات الاجتماعية 71
مركز الرّاحة يعيد ترتيب الأولويات 74
التّغلّب على قيود مركز الرّاحة 75
الحالة الافتراضية للتعاملات الاجتماعية 82
الحالة الافتراضية للتعامل مع الأرحام 83
الأثافي الثلاث للحالة الافتراضية 86
الفصل الرّابع
الصداقة 95
هل نحتاج إلى الأصدقاء؟ 95
من الذي لا يحتاج إلى الصّديق؟ 96
لنختبر أصدقاءنا 97
متى نبحث عن الدّليل؟ 98
كيف نحصل على الدّليل؟ 99
موضوع الاختبار 100
ما الذي يجب ألا يكون بين الأصدقاء؟ 102
ما المتوقّع بين الأصدقاء؟ 102
الحالة الافتراضية للصداقة 103
مهارات تكوين الأصدقاء 113
مهارات الابتعاد عن الأصدقاء غير المناسبين 116
الفصل الخامس
الطّريق إلى الشّفافية 118
1 - الشّفافون يقللون من تقديرهم لذواتهم 120
الخاتمة 135
الفصل السادس
المناورات الاجتماعيّة 137
اختلاف زاوية المشاهدة 137
اختلاف المصلحة 139
اختلاف الأهمية 142
اختلاف القيمة 145
الخلاف 152
فهم الخلاف 154
المشاعر السيئة 154
الخلاف هو إعلان حرب لثلاث معارك ! 155
من أين يأتي الخلاف؟ 156
طبيعة الخلاف 161
كيف تعمل مشاعرنا في اتجاه الخلاف؟! 163
أخطاء الآخرين تعلمنا حسن الخلق 165
لنرحم من يشتمنا من الألم 167
ما المهارات التي يجب اكتسابها في حال أخطأ الآخرون؟ 169
أخلاقنا وأموالنا 172
أخلاقنا ومناصبنا 172
أثمان باهظة 173
مساحيق الأخلاق 174
التعبير عن مشاعر الانزعاج بطريقة مناسبة 175
طبيعة ردّة الفعل 178
تقييم الموقف 178
الأضرار التي تلحق بنا 180
ضياع أوقاتنا 183
تضخيم المشكلة 184
مهارات الخلاف 185
معرفة أسباب المشكلة 185
الخلافات هي خلافات على الحقوق 187
عدم التأكّد من الآخرين 188
سحر التّكرار والإصرار 189
الصّراخ لا يجدي 190
ليس كل مخطئ يُعاتَب 191
لنتوقّع الأسوأ ونتعامل بمنطقية 196
لنلعق جروحنا 196
قلّة خياراتنا تجعل الخلاف هو الحل الأوحد 198
أفكار للخلافات 200
خلافاتنا مع الأقارب 200
مراحل الخلاف 202
مرحلة بداية الخلاف 202
مرحلة الأضرار 203
الخيارات غير المنطقية للخلاف 204
كيف نعامل من أضرّ بنا؟ 206
الخيارات المنطقية 206
خلافات استثنائية 215
الزوجة والأولاد 215
الموبوءون 218
ذوو أخلاق متدنّية 223
تحليل طريقتنا في علاج ذي الأخلاق المتدنية 228
التخلّص من علاقاتنا القديمة 230
مهارات الخلافات 232
لنظهر دوافع خلافنا 232
العلاج 233
إظهار المشاعر وتبريرها 236
إخفاء المشاعر غير المبررة 239
لنلتقط الإشارات الصادقة 239
أخطاء الخلافات 242
إهانة المخطئ 242
التشدد 243
الأذكياء يسهل تشددهم 246
لنبتعد عن التشدد 247
لِمَ المتشدد يتشدد؟ 248
استخدام مركز المشاعر بالدّماغ للتعامل مع أخطاء الآخرين 248
الأمراض النفسية 250
أشكال التشدد 251
التشدد في تفسير تصرّفات الآخرين وأقوالهم 251
التشدد مع أخطاء الآخرين 252
التشدد في حال نقد الآخرين لنا 253
الفصل السابع
الاعتذار 258
فتح الجرح وتنظيفه 260
عجلة الاعتذار 262
لنعترف بأخطائنا 263
تحمّل المسؤولية 264
النّدم 266
المديح 267
لا تزرع أصبع ديناميت في اعتذارك 267
العطاء 268
كيف يتعامل الآخرون مع اعتذاراتنا؟! 269
التّعامل مع كل الاحتمالات 273
خاتمة الاعتذار 278
الفصل الثامن
مـــلاطــفة الغربــاء 279
لِمَ يجب أن نلاطف الغرباء؟ 281
الاهتمام يُقابَل بالاهتمام 281
تَصنَّعْها لتصنعها 284
الحالة الافتراضية للتّعامل مع الغرباء 285
كيف نصنع الملاطفة؟ 287
تحدّي الملاطفة 288
تقسيم الملاطفة 289
استخدام لغة الجسد مع الملاطفة 291
الفصل التاسع
كيف نتنبّأ بتصرّفات الآخرين؟ 294
أولا: التحقق من دوافع توصلنا إلى كنوز التعامل 295
لنبحث عن الدوافع 297
كيف نعرف الدّوافع؟ 300
لنجمع معلوماتنا 300
كيف نجمع المعلومات؟ 301
مهارة جمع المعلومات 302
مشاعرنا واقتناعاتنا السّابقة تعيق جمع المعلومات 304
معرفة الدّوافع تحتاج إلى كثير من الصّبر 306
ثانيا: تخيّل ومحاكاة المشهد الذي يراه الآخرون 308
الفصل العاشر
النّصيحة 311
الوقوع في حفرتنا 312
لا تنصح وتهرب 313
لنتحقق من مشاعرنا 314
اختلاف بين مركز مشاهدة 315
لنتخيّل القادم 316
لنثبت جميل نوايانا 317
النّصيحة للقلب والعقل وليست للأذن 318
معرفة خبايا النّفوس 320
مهارات حقن النّصيحة 326
لنطرق باب النّصيحة بلطف 327
خاتمة النصيحة 329
الفصل الحادي عشر
الاستثناءات 330
كن دجاجة أو قطّة! 332
تهديد الآخرين 333
الكذب 336
التلوّن 338
التلوّن التكتيكي 339
لنحفز مركز المنطق في أدمغتنا 342
الفصل الثاني عشر
متعة الحديث 344
الحوار 344
الإضافة 345
تطبيق الإضافة على حواراتنا 347
الدخول في الموضوع 350
آفات الحوار 352
عدم الإنصات 353
التكرار 354
نوعا التكرار 355
غياب المنطق 357
الحديث عن أمر لا يمكن شرحه 357
عدم مراعاة الظروف 358
لا يمكن تحويل جلسة أنس إلى درس 358
لا يمكن أن نبقى نتحدّث والآخرون مستمعين 359
مراعاة الوقت 360
الإسهاب 360
الأمراض النفسية 361
الرّوائح غير الطيبة 362
عدم استهداف إمتاع الآخرين 363
نصائح للمتحدّثين 365
كيف نتهرّب من الحديث؟ 367
لنتعلّم التّلخيص 369
الحديث مع الشخص الغاضب 370
الجميع يلاحظ 371
أسئلة وأجوبة 372
إهـــداء..
إلى أبي الذي ترجَّل عن فرسه، ومازالت فرسه تصهل، وفروسيته ماثلة أمامي…
مازلت أراه الرّجلَ الشجاع الذي لم يتراجع حتى عن صغير مبادئه،
والحكيم الذي مازالت تتقادح حكمته كلّما طرقت الأيّام فلسفته،
والعظيم الذي لم تشغله التوافه... ولم تعكّر مزاجه المعضلات.
هو السّهل المتواضع الذي يبتسم للفقير المُعدَم، كما يفعل للغني المستغني، يبتسم ابتسامة الصّادق، المحب..
أهدي هذا الكتاب إلى أمي التي قَطَعَتْ عنّي مشيمتها مرّتين،
وكان فراقها لي في المرة الثّانية ضِعفين،
فجذوري ماتت بموتها، وجزءٌ منّى دُفِن بدفنها،
وخسارتي بفقدها أضعاف خسارتها لنفسها...
غادرتني ولاتزال حساباتي معها معلّقة؛
فلي عندها كلام كان يجب أن تقوله، ولها عندي كلام كنت أود أن تسمعه، وشكوى أريد أن أبثّها، وأحداث أريدها أن تطّلع عليها، ومناسبات أريد لها أن تحضرها، وأطفال أريدها أن تراهم يكبرون...
غابت وغيّبت معها أجمل المعاني، فما عاد لمناسباتي الكبيرة صدى، فكيف لها أن تكون كبيرة، وأمي لم تحضرها؟!
وما عادت قصصي معبّرة، فكيف تعبّر ومن يجب أن تُحكَى لها القصّة غائبة؟! وكم هناك من قصّة حدثت لي لا تروى إلّا لها...
المــقدمة
قدّم خيطا وإبرة إلى شخص صحيح النظر، وانظر كم يستغرق من الوقت لإدخال الخيط في الإبرة. وقدّمهما إلى آخر ضعيف النظر، وعد إليه بعد ساعة، ستجده قد مل من المحاولة، وحين نحاول أن نعلّمه كيف يدخل الخيط في الإبرة فنحن نضيِّع وقتنا ووقته، وكان علينا أنْ نعلّمه أنْ يتوقّف عن المحاولة في هذا الاتّجاه وفحص نظره، ثمّ إحضار عدسة تريه ثقب الإبرة.
هذا الكتاب يقدّم عدسة ترينا الأبعاد الاجتماعية... وحين نتّخذ قراراتنا اليومية نعرف أين تنتهي تلك القرارات، وفي أي الأماكن تتقاطع... سيكشف لنا عن فتحة إبرة حياتنا الاجتماعية لنراها بدقّة، وقد يكشف لنا عن فتحات اجتماعية أخرى قد لا يراها أحد. إنّها المهارات التي نحتاج إليها لندير دفّة حياتنا؛ فالحياة من دون مهارات تجعلنا عرضة للكسر، وكم هم الأشخاص المكسورون حولنا كثيرون! فهذا يكلّم نفسه، وذلك يكلّم غيره، لكنّنا لا نعرف ما الذي يقول، فهو لا يحسن التعبير. وهذا لا يستطيع أن يخرج الأفكار السلبية من رأسه، وذلك قد دمّر جسده بالعقاقير، وتلك تشك فيمن حولها، ونحن مضطرّون للتعامل معهم، ولو حصلوا على بعض المهارات التي تمكّنهم من فهم واقعهم والتعامل معه لما أصبحوا مكسورين، ولو عرفنا ما بهم لأصبحنا أكثر مهارة في التعامل معهم، ولذا أقدّم لكم الأجهزة التي يجب أن نتزوّد بها لتمنعنا من التصادم، وتنبهنا عند الاقتراب من الخطر، والتي و لن ننجح في حياتنا نجاحًا حقيقيًا إن لم نحصل على ما نحتاج إليه من تلك المهارات... ولأن الحياة أصبحت أكثر تعقيدا اليوم، فالمهارات التي تقابل تعقيدها أصبحت أكثر، وحاجتنا إلى المهارات أصبحت أكبر.
إضاءات هذا الكتاب سوف تتجّه إلى الأبعاد الاجتماعية للموضوعات الاجتماعية. وحين تتقاطع الموضوعات الاجتماعية مع أبعاد مالية، أو نفسية، أو جسدية، أو دينية، سنكتفي بتسليط الحد الأدنى من الضوء على الأبعاد غير الاجتماعية، وعلى سبيل المثال، حين نختلف مع الآخرين على مبلغ من المال مثلا، فإنّ المشكلة ذاتها لها أبعاد اجتماعية، وأبعاد ماليّة... والوصول إلى حل فيها يمكن أن يكون من خلال تقديم بعض التنازلات الماليّة. وسوف نبتعد عن تفصيل المهارات الخاصّة بالمهارات المالية، وسنعود إلى إطار الكتاب ومضمونه وعنوانه؛ فتفصيل المفاوضات الماليّة هو بُعدٌ مالي سيخرجنا من موضوعنا، لكنّ إضاءتنا على أنّ الموضوع يعتمد على مهاراتنا في المفاوضات الماليّة ستكون وقودا كافيا للبحث عن هذا الموضوع والقراءة عنه أكثر.
كيف نقرأ هذا الكتاب؟
تجاوزَ عدد سكّان كوكب الأرض سبعة مليارات نسمة، أينما يممنا وجوهنا في أرجاء هذا الكوكب، وأينما ذهبنا، سنجد أحدهم في انتظارنا في أطرافه، وهذا الكتاب يقدّم لنا أفكارا يمكن لنا البدء في ممارستها، وتطوير ما يناسبنا منها مباشرة... سيجعلنا نرى تعاملات الآخرين معنا على أنّها مختبر علمي، وستصبح أفكار هذا الكتاب أدوات لفحص وتحليل وتطوير نتائج بحثنا العلمية، لا يمكننا قراءة هذا الكتاب قراءة الرّواية التي نريد أن نصل إلى منتهاها؛ فحياتنا الاجتماعية لا نهاية لها، وهي ليست قصة، بل هي قصص لا تنتهي، ولذا فعلينا التأنّي في قراءته ومراجعته، ليس علينا أن نسلّم بأن كل ما فيه صحيح، فهو إن كان صحيحا لكثير من النّاس، فإنّه ليس بالضرورة صحيحا لبعضنا.
أحد أهداف هذا الكتاب هو أن نكشف للقارئ حجم التّعقيد الموجود في تعاملاتنا الاجتماعية، ولذا فحين يقدّم الكتاب بذورا صالحة للبذر ولا تنبت فهذا لا يعني بالضّرورة أنّها ليست بذورا صالحة، بل قد تكون التربة أو المناخ غير مناسبين، وكذلك هي حياتنا الاجتماعية، نحتاج إلى أن نجري فيها كثيرا من التّجارب التي هي عبارة عن بذور، لكنّنا يجب ألا ننسى أن كثيرين منّا لا يملكون الصّبر، ولذا نحتاج إلى أن نعطي تجاربنا محاولات أكثر قبل الحكم عليها بأنّها غير مناسبة لبيئتنا الاجتماعية.
الفصل الأوّل
الدوّامة الاجتماعية
علاقاتنا مع من هم حولنا جانب اجتماعي لحياتنا، لكنّ حياتنا لها جوانب أخرى، فهناك جانب مالي يجب الحصول عليه، ومن دون القيام بأعمالنا فلن نحصل على المال، أمّا أجسادنا فهي تريد منّا العناية؛ فننام كي ترتاح، ونمارس الرّياضة لنحافظ على أجهزتها.وهناك عالمنا الدّاخلي الذي يغمرنا بالمشاعر والأفكار، وكثيرا ما يجعلنا نتوقّف عن مراقبة حياتنا الاجتماعيّة، فهذا شخص أحبطنا، شغلنا الإحباط عن عمل تحليل دقيق وسليم لتصرّفاته وأبعادها. وهذا شخص أهاننا وأزعجنا... غضبنا وانفعلنا، طُمست رؤيتنا وأصبحت نافذتنا على واقعنا ملطَّخة، وكل ما نراه سنرجع عنه بعد أن يذهب انزعاجنا، والأمثلة على تأثير عالمنا الدّاخلي فينا كثيرة. وهناك الجانب الرّوحي الذي يقدّم سبب وجودنا، ويقدّم معنى لحياتنا، والاهتمام به يجعلنا نترك كل شيء ونذهب إلى دار العبادة، ونقف بين يدي خالقنا نناجيه ونحدّثه؛ ولذا فنحن مشغولون في حياتنا عن فهم حياتنا، نجاهد للوصول إلى أهدافنا التي تشغلنا عن فهم أهدافنا، وتبقى دوّامة حياتنا دائمة ومتسارعة.
) زببت وأنت حصرم» (مثل عربي«
لنرسل طفلنا ذا السنوات التسع لتقييم منزلنا القادم الذي ننوي شراءه، ولنطلب منه تقريرًا مكتوبا، أو لنرسل طفلنا إلى جارنا الغاضب ليحل مشكلتنا معه، أو لنسأله عن رأيه في مديونياتنا وكيفية مواجهتها، أو نطلب رأيه في القيمة الغذائية لوجبة طعام. قد يملك الطفل المعلومات التي نملكها حول خلافنا مع جارنا، غير أنه - بكل تأكيد - لا يملك كل المهارات التي نملكها، فهو لا يعرف كيف يمكنه امتصاص غضب الجار، والانسحاب من النّقاش وتغيير الموضوع إن أصبح شائكا، والتراجع حين يصل إلى طريق مسدود، ومعاودة المحاولة مرة أخرى في وقت يكون الآخر حالته المزاجية أفضل، وهكذا هي الحياة، تحتاج إلى كثير من المهارات للتغلب على أحداثها، والتعامل مع الأشخاص الذين يعيشونها، وكم يوجد بيننا أشخاص بالغون لكنّهم دون الحد الأدنى من مهارات الحوار والتّعامل، وحينما يختلفون فإنهم لا يعرفون المناورة والتكتيك، وتنحصر خياراتهم بين هجوم وانسحاب، ولذا فهم يخسرون كثيرا من أوقاتهم، لأنهم لا يعرفون الطّرق المختصرة للحصول على حقوقهم من الآخرين. والنّجاح في الحياة ليس بالأمر السّهل، فحتى الأشخاص النّاضجون والعارفون قد يفشلون، فكيف يمكن لمن لم ينضج أن ينجح؟! إنّهم مثل العنب الذي لايزال برعما صغيرا لم ينضج بعد (الحصرم)، لا يمكنه أن يكون »زبيبا« ناضجا؛ لأنه جُمع من أشجاره ثم تم تجفيفه من دون مهارات.
محيط المهارات
المهارات الاجتماعية محيط من دون شطآن، لا نستطيع أن نحصر المهارات ونقيّدها بسرد أو بحصر، وهذه المهارات هي أبواب لن يراها إلّا من يتعلّمها.
بعض الأشخاص لديهم مهارة التعرّف على الغرباء، يستطيعون أن يفتحوا حوارا مع أشخاص غرباء عنهم، بينما أصدقاؤهم الذين يرافقونهم - ولا يملكون تلك المهارة - سينظرون إليهم نظرة استغراب، وقد يُفاجَأون بأنّ حوارا (اقتصاديا، أو سياسيا، أو اجتماعيا) من الممكن أن ينشأ مع شخص غريب وبكل أريحية، وهكذا هي جميع المهارات، فمن يستطيع أن يتعلّم مهارات أكثر، سيمتلك خيارات أكبر في التّعامل مع المواقف، ويرى أبوابا مخفية لا يراها الآخرون.
مختبراتنا الاجتماعية
لا يمكن لمصانع السيّارات تسويق سيّاراتهم في الأسواق الأوروبية والأمريكية قبل فحصها، وفحص السيّارات يتضمّن مجموعة من النّقاط التي تبين مدى سلامة قيادة تلك السيّارات قبل تسويقها، في أحد الاختبارات التي يقومون بها، يتم وضع السيارة على سكة لتسير بسرعة عالية، وتوضع في داخلها دمية ذات صلابة تشبه صلابة عظامنا البشرية، ثمّ تنطلق هذه السيّارة لتصطدم بحائط، من دون تخفيف السرعة، وبعدها تفحص أضرار الدميّة، ويتم التغاضي عن بعض الإصابات الخفيفة... مشكلاتنا الاجتماعية هي حادث تصادم في مختبر مهاراتنا الاجتماعية، وكما أن الأضرار في غرفة الفحص متحققة، كذلك فإن صدامنا مع الآخرين سينتهي بمجموعة من الأضرار، وحين نتعلّم من تلك الأخطاء، فنحن نصنع مختبرنا الذي نطوّر فيه مهاراتنا الاجتماعية، أمّا إذا كنا نعيش التجربة ونتأثّر بها من دون أن نتعلّم منها، فنحن نتعلّم مهارات من دون أن ندخلها المختبر ونتأكد من سلامتها.
صندوق الواقع
المهارات الاجتماعية لها جانب نظري يجب أن نتدارسه، لكنّ ملاءمة تلك المهارات لواقعنا أمر مختلف، لنتذكّر معا اللعبة التي نشتريها لأطفالنا الرضّع لتنمية قدراتهم العقلية،علينا أن نحاول إيجاد طريقة لاستخدام ما تعلّمناه في واقعنا؛ فالواقع الاجتماعي مختلف جدا عن أي شيء يمكن لنا تعلّمه عنه، وهو أقرب إلى صندوق لعبة الأطفال التي في الصورة، فعلى الرغم من أن الأشكال تبدو متشابهة فإن إدخال الشكل المناسب في الصندوق يحتاج إلى كثير من الجهد والمحاولة لعملية إدخال ناجحة.
استخدام العلوم والمهارات الاجتماعية يحتاج إلى القدر ذاته من التعلّم عن واقعنا، والقدر ذاته من المحاولات لطفل رضيع يحاول أن يدخل الشكل المناسب في فتحته بالصندوق، وعلينا أن نتحلّى بالثّقة، بأنّ أي مشكلة، لها قطعة من العلوم الاجتماعية والمهارة الاجتماعية تناسبها، وعلينا تكرار التّعلم وتكرار محاولة استخدام أكثر من مهارة اجتماعية للوصول إلى نتائج أفضل مع بعض الأشخاص.
كل ما سنتعلّمه من جميع الكتب الاجتماعية سيكون عديم الفائدة لو لم نتجرّد، التجرّد هو التخلّي عن اقتناعاتنا السّابقة عن أي موضوع قبل تعلّمه، وهو أيضا التخلّي عن مشاعرنا ودوافعنا التي تدفعنا لنضفي تجاربنا الشخصيّة على طريقتنا في التعلّم، فلو أنني شخص سريع الغضب، وقرأت عن مهارات ضبط النّفس، فيمكن لنا أن نتجاهل كل تلك المهارات لأننا أشخاص غير متجرّدين، وحينما نقرأ مقالا ينصحنا بأن نعد من واحد إلى خمسة قبل أن نتكلّم، فيمكننا ألا نتجرّد من مشاعرنا حين نتذكّر آخر شخص انفعلنا ثمّ صرخنا في وجهه، ونقول إنّه شخص وقح، ويستحق كل ما قمنا به من تصرّفات أو ألفاظ تجاهه، فلدينا الدافع كي تبقى صورتنا عن أنفسنا جميلة، أمّا حين نتخلّص من دوافعنا التي تريد أن تجعل من كل تصرّفاتنا أمرا سليما ومقبولا، فحينها سوف نرى أنّ صراخنا عليه أمر غير مقبول، وتجعلنا نرى مقال ضبط النّفس بطريقة مختلفة، ونحاول الوصول إلى استهداف تطوير أنفسنا.
عدم التجرّد هو الطريق السريع لعدم التعلّم؛ فالتجرّد هو الأمر الوحيد الذي يجعلنا نعترف بأننا أخطأنا، وحين لا نعترف بأخطائنا فنحن كاملون ومن دون أخطاء، وليس هناك أيّ أمر يمكن تحقيقه على مستوى سلوكنا أو شخصيّاتنا أو مهاراتنا.
ما التجرد؟
تصوّر أنك عالم كيمياء متخصص، وتعمل بالتّدريس في الجامعة، وبعد أن بدأت أبحاثك لتطوير بطّاريات خفيفة الوزن، يدخل ابنك فيغيّر في المواد والمقادير وأنت لاتدري، تعيد التجربة فيعاود أطفالك الدّخول وإدخال تغيير آخر على التجربة، هل تتوقّع أن تصل إلى أيّ نتائج علمية إن استمر الوضع بهذه الطريقة؟
عقولنا هي أغلى ما نملك، ومركز المنطق هو مختبرنا الذي يوصلنا إلى النتائج العلمية، بينما مركز المشاعر والرغبات في الوصول إلى نتائج بطريقة سريعة، والوصول بأقل تكلفة هي أطفالنا الذين يعبثون بنتائج مختبرنا!
التجرّد هو الابتعاد عن كل ما يؤثّر في قراراتنا، وهو التخلّص من آثار المشاعر والدّوافع عند قراءة الأحداث وتحليلها، ومن ثمّ الوصول إلى نتائج سليمة مبنية على حقائق، من دون تدخّل من مشاعرنا أو رغباتنا لتوجيه النتائج إلى ما نرغب، أو الوصول إلى نتائج في التوقيت الذي نريده.
حين نشتكي من أعراض طفح جلدي، وندخل المستشفى، ويطلب منّا الطّبيب أن نظل في المستشفى لإجراء مجموعة كبيرة من الفحوص؛ للاشتباه في مرض معدٍّ، فستكون لدينا الدّوافع لأن نخرج من عنده ونبحث عن طبيب آخر يصف لنا دواء ناجعا. هذه هي الدّوافع التي تجعلنا نختصر الوقت، ونقلل الفواتير، ونعود إلى حياتنا السّابقة، وهي ستجعلنا نشكك في تشخيصه، وعلى الرّغم من أننا لا نملك العلم ولا المعرفة اللذين يمكّناننا من تقييم أقواله، وعلى الرّغم من أنّه حريص على صحّتنا، وعلى الرّغم من أنّه يحسن ما يقوم به، فإننا نهمل كل ذلك؛ لأننا لا نريد أن ننام في المستشفى... هذا الدّافع يجعلنا نصل إلى نتائج خاطئة.
لنتصوّر حجم القرارات التي نتّخذها من دون تجرّد، قد نعتقد أن هذه اللّقمة الإضافية لا تضر،على الرّغم من أنّها تضر بالفعل، لكن الطّعم الرّائع واللذيذ يجعل نتيجة تفكيرنا خاطئة.
قد نقول لأحد الأشخاص «ملابسك مقززة»، ثمّ نقول لأنفسنا: الكلمة ليست فيها إهانة له.نحن لم نخالف الحقيقة عندما نقول له ذلك، لكن الكلمة تحمل «استهزاء» بكل ما تحمل الكلمة من معنى، لكنّ الدّافع لنعبّر عن مشاعر سلبية كبير، والدّافع لنكون أشخاصا طيبين هو دافع أكبر، ولا نريد أن تكون صورتنا صورة شخص قليل أدب.
التّجرّد يدمّر حياتنا الاجتماعيّة تدميرا كلّيا وشاملا، وكلّما قلّ التّجرّد قلت قدرتنا على الوصول إلى نتائج جيّدة مع الآخرين، سنربّي أطفالنا بطريقة خاطئة لأنّهم لا يفهمون، لدينا الدّافع الذي يمنعنا من قراءة الكتب التربوية، فوقت