Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

رحلة هدف: خطوة نحو الإنجاز
رحلة هدف: خطوة نحو الإنجاز
رحلة هدف: خطوة نحو الإنجاز
Ebook472 pages4 hours

رحلة هدف: خطوة نحو الإنجاز

Rating: 4.5 out of 5 stars

4.5/5

()

Read preview

About this ebook

الهدف رحلةٌ ينطلق فيها صاحبها حال جاهزيته لها، ورحلتنا في هذا الكتاب تهدف إلى تنفيذ الأفكار وإنجاز الأعمال واستغلال الأوقات واستثمار الخبرات؛ فالأفكار الجيدة وسيلة الإنسان لإنجاز عمل يحقق له طموحه والرضا لذاته، ويترجم من خلاله علمه وخبرته. وهذا الكتاب يحمل في مضمونه خطوة "لترك الأثر" وخطة لاستمرارية العمل والعطاء وإن اختلفت الوجهات. تحتوي موضوعاته على الفكر الاجتماعي والإبداعي، والفكر الإداري والقيادي؛ فيه نماذج وحلول تفيد الراغب في التطوير وتمكّن العالق في الطريق على التغيير والتجديد والتركيز، ونساند بها الحالم بمستقبل المشاريع والإنجازات لتنفيذ أجندة المستقبل وإنجاح خططها له.
Languageالعربية
Release dateAug 31, 2020
ISBN9789948343363
رحلة هدف: خطوة نحو الإنجاز
Author

منال البسّام

منال عبد الرؤوف عبد المحسن البسّام: حاصلة على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من كلية (ماستريخت) لإدارة الأعمال، وعلى دبلوم المعاملات المصرفية والتأمين الإسلامي من معهد(IIBI – لندن)؛ وشهادة البكالوريوس تخصص إدارة أعمال من جامعة الكويت، وعلى شهادة دار القرآن الكريم من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - الكويت. التحقت بالعديد من البرامج التدريبية والدورات العلمية ذات الشهادات التخصصية. عملت في القطاع المصرفي؛ واستكملت دراستها العليا ثم اتجهت نحو الكتابة والنشر. فمن صحبة الكتب وانتقاء المعرفة وتدوين الملاحظات وعمل الملخصات لتسهيل المذاكرة والمراجعة، بدأت الخطوة نحو الكتابة؛ وكان لها إصدار سابق بعنوان: (علامات على الخير).

Related to رحلة هدف

Related ebooks

Reviews for رحلة هدف

Rating: 4.5 out of 5 stars
4.5/5

2 ratings1 review

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

  • Rating: 5 out of 5 stars
    5/5
    o❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️ كثير كثيرا شكرا لك جزاك الله خير لقد استفدت كثيرا

Book preview

رحلة هدف - منال البسّام

رحلة هدف: خطوة نحو الإنجاز

Manal Albassam

Austin Macauley Publishers

رحلة هدف: خطوة نحو الإنجاز

رحلة هدف: خطوة نحو الإنجاز

حقوق النشر©

شكر وتقدير

فهرس

المقدمة

الفصل الأولخطوات تمهيدية لرحلة هدف

الهدف لحياة هادفة

العقل والتفكير:

رسالتنا:

سر النفس العظيم

اعرف نفسك بدايةً:

الهِبات العليّة والمَلكَات الخفية

جوهر النفس وسرها:

العُمر مجرد رقم

الهدف يحدد الوجهة

دافع الإنجاز والحاجة للإنجاز:

الرضا ودافع الإنجاز:

العزيمة وصدق الرغبة

المراقبة والسعي على طريق الإنجاز

الفصل الثانيالإدارة الذاتية في مراتب الإنجاز

2.1كُنْ صانع الفارق في حياتك

الإبداع إشراقة فكرة:

مفاهيم حول الإبداع الشخصي:

2.2 الفرد الصحي

2.3 التوازن استراتيجية الحياة

2.4 التميّز بالعمل والإنتاج

دوافع العمل الشخصية:

المركز والقوة والسلطة:

عمل نافع يحقق النجاح:

القلق:

التقدم في الإدارة:

السعادة :

العطاء:

2.5 قاعدة 80/20

ركِّز على الأولويات: القلة الفعالة تصنع النجاح:

2.6 الوقت

أوقات لها أثمان:

2.7 الأولويات الذاتية

الشغف والحماس:

الاستعداد الذاتي مسار يومي:

الجودة الشخصية:

الفصل الثالثالقيادة الذاتية للإبداع الفردي

3.1 الإنسان كيان مؤسسي

3.2 ابدأ القيادة واصنع شيئاً

أصول القيادة الذاتية:

3.3 القيادة والإدارة

الرحلة في القيادة:

الكفاءة في القيادة:

أسس القيادة:

الفرق بين القائد والمدير:

تأثير القائدِ وفاعليته:

ماذا يحتاج القادة؟

3.4 العقل والقلب معاً

3.5 الأهداف فلسفة حياة

أولاً: تحديد الهدف:

كتابة الأهداف:

الأهداف والدوافع:

الإخفاق خبرة تعليمية:

أسرار التوفيق

فائدة

كيفية تحقيق الهدف:

ثانياً: اختيار الوسيلة أو الطريقة

ثالثاً: وضع خطة استراتيجية

الإدارة الاستراتيجية للذات:

الخطوات الأولية للإدارة الاستراتيجية:

تقييم الوضع الحالي للذات:

- مسح البيئة الداخلية للذات:

- مسح البيئة الخارجية للذات:

فائدة

- تنفيذ الاستراتيجية للذات:

فائدة

- تقييم الذات :

الرقابة والضبط في الذات:

فائدة

3.6 القـــــــرار

صانع القرار

استراتيجية تسهيل اتخاذ القرارات الصعبة

الأولى: تطوير صفات متخذ القرار وتنمية مهارة الحسم لديه

الثانية: إعداد متخذ القرار للعمل

الثالثة: توسيع وتضييق الخيارات والبدائل

الرابعة: اتخاذ القرار النهائي

الخامسة: الثقة بالقرار المتخذ والتمسك به

قرارك بيدك:

إعداد الخيارات والبدائل:

الفصل الرابعالتركيز.. التغيير والإبداع

4.1 التجديد والتغيير سمة الحياة

ضع لنفسك جزءاً:

اعرف ماذا تريد:

بماذا تفكر؟

ماذا علمتك الحياة؟

احسبها صح واصنع الفرق:

كن مبدعاً:

الدعم والمساندة:

نفسي نفسي:

4.2 كُن من السبَّاقين وابدأ التغيير

دائرة التأثير ودائرة الاهتمام:

البوصلة الداخلية

4.3 قيادة التغيير الذاتية

لحظة التغيير:

عملية قيادة التغيير الذاتية:

4.4 الإبداع عطاء

مفهوم الرؤية:

التوافق الداخلي:

4.5 التركيز والرغبة المُلحّة

الإنسان والغاية:

الفصل الخامسفي مضمار الإنجاز

5.1 الارتقاء الذاتي

أفكار نحو الأداء الفعّال:

5.2 الإنجاز الشخصي

التهيئة الشخصية للإنجاز:

مهامنا الشخصية تجاه النفس:

5.3 على مسار الرحلة

ابحث عن آينشتاين الذي بداخلك:

امتلك هواية واستبدل الأفكار:

التحدي نقطة نجاح:

لحظة الفوز والتفوّق والفرح:

5.4 عينك على الهدف

أدرك ذاتك في رحلتك:

5.5 إدارة الرحلة الذاتية

تقاسم المعلومات:

العلامة الفارقة:

خُذ لنفسك مكاناً:

ابحث عن تذكرة قطارك:

خيار المستقبل:

انتبه لإنجازات الآخرين:

5.6 التحسين المستمر

دورة التطوير الذاتية:

مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة:

5.7 النتائج بخواتيمها

الخاتِمَة

المراجع

منــال البسّــــــام

______________________________________________________

رحلة هدف

خطوة نحو الإنجاز

حقوق النشر ©

منــال البسّــــــام (2020)

تمتلك منــال البسّــــــام الحق كمؤلف لهذا العمل، وفقاً للقانون الاتحادي رقم (7) لدولة الإمارات العربية المتحدة، لسنة 2002 م، في شأن حقوق المؤلف والحقوق المجاورة.

جميع الحقوق محفوظة.

لا يحق إعادة إنتاج أي جزء من هذا الكتاب، أو تخزينه، أو نقله، أو نسخه بأية وسيلة ممكنة؛ سواء كانت إلكترونية، أو ميكانيكية، أو نسخة تصويرية، أو تسجيلية، أو غير ذلك دون الحصول على إذن مسبق من الناشرين.

أي شخص يرتكب أي فعل غير مصرح به في سياق المذكور أعلاه، قد يكون عرضة للمقاضاة القانونية والمطالبات المدنية بالتعويض عن الأضرار.

الرقم الدولي الموحد للكتاب 9789948343356 (غلاف ورقي)

الرقم الدولي الموحد للكتاب 9789948343363 (كتاب إلكتروني)

رقم الطلب:

التصنيف العمري:

تم تصنيف وتحديد الفئة العمرية التي تلائم محتوى الكتب وفقا لنظام التصنيف العمري الصادر عن المجلس الوطني للإعلام.

الطبعة الأولى (2020)

أوستن ماكولي للنشر م. م. ح

مدينة الشارقة للنشر

صندوق بريد [519201]

الشارقة، الإمارات العربية المتحدة

www.austinmacauley.ae

202 95 655 971+

شكر وتقدير

الشكر لله تعالى على جزيل نعمه، ولما وفقني إليه في هذا الكتاب؛

ثم الشكر لأخواتي العزيزات، إذ تشرفت بحسن قراءتهن وتقديم الملاحظات وتشجيعهن لي موضوع نشره.

كما أتوجه بالشكر والتقدير إلى فريق العمل في دار النشر التي تعاقدت معها

" أوستن ماكولي للنشر"

لدعمهم المعنوي، وقبولهم نشر الكتاب بنسختيه الورقية والإلكترونية.

لقد أفادوني كثيراً في موضوع التدقيق اللغوي والمراجعة النصية، وفي تقديم الملاحظات والنصائح حول بعض الفقرات؛

ولقد استفدت كثيراً من ملاحظاتهم وخبرتهم الأدبية في النشر؛ وقد تشرفت بأن أكون جزءاً منهم.

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ وبعد:

السعادة، البهجة، تحقيق الأحلام والطموحات؛ أمور عدة نرغب بها ونبحث عنها ونسعى إلى تحقيقها. فنحن نأمل أن نجد حلولاً سريعة وطرقاً ممهدة وعروضاً مجزية تُرضينا وتجعل لخطواتنا مغزى، ولنشاطنا هدفاً لا ينتهي إلا بتحقق الإنجاز وبلوغ النتائج ذات الأثر.

الأفعال أبلغ من الأقوال، والأفكار الجيدة وسيلة الإنسان لإنجاز عمل لم يسبقه إليه أحد، أو عطاء لم يتوقعه منه الآخرون؛ فمع تزايد اهتمام الإنسان بنفسه وسعيه في تنميتها وحسن الاختيار لها، تظهر ملامح حكمته في قيادتها وإدارتها؛ لاسيما وإن اقترنت تلك القيادة بالعلم أو بالخبرة والحكمة، لتتفق تلك الأفعال مع أقواله فقد يُصبح بها الشخص الأكثر تأثيراً فيمن حوله والأوثق في الاعتماد عليه.

من هذا المنطلق كانت الرغبة في كتابة هذا الكتاب: "رحلة هدف – خطوة نحو الإنجاز"، كتاب سنطوف به في رحلة نعبُر بها محطات متنوعة من خمسة فصول؛ أُعِدَّت كي يستفيد منها الإنسان، وينتفع بها صاحب الإرادة والهمة، ويتجول بها العابر والمتنقل في مشوار حياته.

هذا الكتاب يحمل في مضمونه خطة لترك الأثر، فالحياة مشروع جاد. كما هو كتاب تنمية وتحفيز؛ كي يعمل الإنسان على ذاته ويستغل قدراته وإمكانياته ومواهبه فيوظفها؛ فيكون بأدائه مترجماً للمعارف والخبرات والمهارات التي تعلمها أو اكتسبها في حياته بما يعود عليه بالنفع وبما يحقق له ما يريد.

تتناول فصول الكتاب موضوعات مُرادنا فيها تعزيز إرادة العمل وعلو الهمّة في ذات الإنسان؛ لتحقيق أداء يوافق نيّة الإنسان الكريم ذو الروح العالية والنفس الثابتة الطموحة ليحملها وينتقل بها من منطقة الراحة إلى الاجتهاد، ومن حالة السكون إلى الحركة، ومن دائرة الاهتمام إلى دائرة التأثير في حياته وينهض بها نحو التغيير والتجديد والتركيز.

كما يحتوي في مضمونه على شواهد مما أتى في كتب السابقين وكتب أهل العلم والمختصين بالعلوم الإدارية والاجتماعية والإنسانية، وتضمين لبعض الرؤى المعاصرة لأهل الفكر والتجربة ومن الخبراء في علوم اليوم.

يشمل أيضاً تجارب واقتباسات نقلناها عنهم؛ فقد يجد القارئ من بينها ما يرفع همَّته، أو ما يجعل له حافزاً نحو الانطلاق والسعي من مجرد كلمة أو قصة أو فكرة يلتقطها عقله بلمحة، فيعمل عليها فتكون له بمثابة بداية لإنجاز لاحق بمبادرة فورية.

خطتنا في هذا الكتاب تكمن بدايةً في تقديم خطوات تمهيدية وأساسات حيوية لجوانب عدة، نعرض فيها أفكاراً متنوعة لتُضيف إلى مسار رحلتنا علماً وفكراً وكشفاً يميزها، أفكار ذات علاقة بالإنسان، وبالنفس الإنسانية وعلاقتها الروحية مع الله، ومنها نُكمل مسيرتنا نحو محطتنا التالية؛ وفيها موضوعات تحمل الحسَّ الإداري والقيادي بمسمى الإدارة الذاتية والقيادة الذاتية؛ تضم في محتواها بعض الأفكار والآراء الخاصة بهما، يلحقهما موضوعات تتعلق بالتركيز والتغيير الذاتي والإبداع؛ فالرحلة ستقف في محطات العهود السابقة والأزمنة الجميلة؛ لتنقل لنا صورة عمَّا كان يدور فيها من أحداث أثرت على من فيها، آملين أن نستفيد منها أيضاً فتهيئنا لقبول التحدي في مضمار الإنجاز وبلوغ الأهداف في الحياة؛ بعد ذلك تأتي خاتمة الكتاب؛ فالنتائج بخواتيمها.

تمنياتي لكم برحلة مريحة مع فصول الكتاب وجولة نافعة بين صفحاته.

وبالله نستعين..

فهرس

حقوق النشر ©

شكر وتقدير

المقدمة

الفصل الأول خطوات تمهيدية لرحلة هدف

الفصل الأول

خطوات تمهيدية لرحلة هدف

1.1 الهدف لحياة هادفة

1.2 سر النفس العظيم

1.3 العمر مجرد رقم

1.4 الهدف يحدد الوجهة

1.5 العزيمة وصدق الرغبة

1.6 المراقبة والسعي على طريق الإنجاز

1.1 الهدف لحياة هادفة

سُئِل (ألبرت آينشتاينAlbert Einstein ) ذات مرة عن الفرق بينه وبين الشخص العادي، فقال: إذا طلبت من الشخص العادي أن يحاول العثور على إبرة في كومة قش، فسوف يتوقف ذلك الشخص عن البحث بمجرد أن يعثر على الإبرة، أمّا أنا فسوف أقفز على كومة القش بحثاً عن الإبر المحتملة.

نعم وبلا شك؛ هذا هو المحترف والباحث والمفكر الحق، الهادف من حياته أن تكون حياة هادفة، فهو في حالة مستمرة من الأمل بالعثور على شيء جديد، ويملك روحاً متقدةً، وحماساً عظيماً يساعده على قضاء عمله مهما كانت الصعاب، فطريقه يبدأ بحب المعرفة والبحث، وينتهي بالتفاني في البحث والاكتشاف بلا حدود.

آينشتاين كان جزءاً فاعلاً في منظومة الحياة القدرية وأنت أيضاً مثله، لك جزء فيها. وبقدر إخلاصك يكون لذاتك قيمة خاصة ودور في تحسين مستوى القيمة الكلية للكيان العام وما يحيط الإنسان في المنظومة؛ فها هي إحدى عاملات النظافة في وكالة ناسا الفضائية ترى قيمتها من خلال عملها فتقول بفخر: أنا أعمل بجد، وأساعد على وضع رجل على سطح القمر.¹ فعملها البسيط جزء من هدف ناسا الكلي وهي عضو فاعل في منظومة العمل بالوكالة؛ فالهدف يُحيي الروح ويرفع الأداء.

نحن أيضاً نعمل ونجتهد، وأحياناً لا ندري إن كنا على المسار الصحيح لنا في منظومة الحياة القدرية أم علينا تغيير الطريق واتخاذ مسار آخر؛ لكن ما نعلمه أننا لا نتوقف ولن نتوقف، وإن توقفنا فللبحث أو التقييم؛ حتى نصل لما يجعل لنا قيمة أو رضا وقبولاً واستحساناً لما نعمل. فها هو المستشار في التنمية البشرية، الكاتب والمدرب العالمي (برايان تريسي(Brian Tracy يعلق قائلاً عن نفسه: كل مرة تحضرني فكرة جديدة؛ أكتبها وأقرأ كثيراً عنها وأبحث فيها، ثم أدون ملاحظات، ثم أصمم البرنامج المتعلق بها وأقوم بتدريبه. لقد اختار مهمته فأخلص في عمله؛ فكل مهمة تحتاج جهداً يقوم به الباحث حتى يصل لنهاية البحث وتقديم العرض. لا شك أنها خطوات موزونة ونموذجية، فالفكرة هي البداية لكل ما يليها من أفعال؛ فهي تعكس مهارات صاحبها وخبراته واهتماماته؛ وكما يقول رجل الأعمال والمتحدث التحفيزي (نيدو كوبين Nido R. Qubein) رئيس جامعة هاي بوينت: قد تكون لديك أسمى الأهداف، وأرقى الأفكار، وأنبل الأحلام، ولكن تذكر أنه لن يتحقق أي منها مالم تعمل على تحقيقه.

في عالم اليوم، قد لا تكون الأصول المادية ذات قيمة بقدر القيمة التي تنتج من الأفكار وما ينتج من التفكير والخيال البشري؛ فتكون لها بذلك حقوق ملكية فكرية (كما في مجال التكنولوجيا المتقدمة)، وتصبح ثروة تجارية قيّمة فتفوق بقيمتها تلك الأصول المادية.

وأياً كانت الأفكار؛ فإن أي فكرة اليوم لن تبقى طويلاً في المستقبل، ففي عالم رقمي واسع يتسارع فيه معدل التغير التكنولوجي، وتتزايد فيه المنافسة العالمية، وتقصر فيه دورات حياة المنتجات بصورة حادة؛ سيستمر عمر أي فكرة جديدة في التضاؤل مهما كانت روعة الفكرة، فإنها ستبلى وتفنى أسرع من أي وقت مضى. وحيث الأمر كذلك؛ فإن الاستجابة السريعة لمتغيرات العالم تصبح أمراً مُلحَّاً، ويبقى إشغال العقل بإنتاج المزيد من الأفكار مهمة حيوية عند أصحاب الأفكار والخيال والاكتشاف.

العقل والتفكير:

العلم نور، والعقل المفكّر هبة من الله تعالى، وقوة الذاكرة نعمة كبرى يُنعِم بها الله على من يشاء من عباده. فالذاكرة تختزن العلوم والمعارف والخبرات وغيرها؛ فالعقل بلا ذاكرة كحاسوب بلا برامج مساعدة وكهاتف بلا خدمات أو سيارة بلا وقود؛ ولكن كل ذلك يحتاج إلى اهتمام واستخدام، وإلى توظيف واستثمار للمحافظة عليه.

ولكي يحافظ هذا المجتهد على ما وصل إليه من مخزون معرفي وعلمي؛ فهو يحتاج إلى إشغال عقله به والانصراف إليه وخلق علاقة متوازنة مع الذاكرة؛ فالعقل متى ما أُشغل بشيء ما، دارت عجلته طلباً للمزيد منه، حتى يصبح كما المغناطيس؛ جاذباً لمعادن المعلومات العابرة والمتعلقة بذلك الطلب.

والعلم كلما استقرت أصوله حول بابٍ ما، لانَت فروعه، وكلما كثُر سهُلَ حفظه. وقد نُقل عن أبي بكر ابن الأصم قوله: ما رأيت شيئاً إلا وقليله أخف من كثيره إلا العلم، فإنه كلما كثُر خف حمله...²

وقد تميز العرب الأوائل في الإسلام بقوة الحفظ والفهم والإتقان، حتى أضحى الواحد منهم إماماً فقيهاً وعالماً جليلاً؛ يُهتدى بعلمه ويُنتفع من صحبته في أمر الدين والدنيا.

وفي هذا الصدد نذكر ما جاء في تاريخنا الإسلامي عن قصة أبي حنيفة النعمان والأعمش برواية أبي عبد الله الصيمري (رحمه الله)، وهو فقيه وقاض وراوي حديث من العصر العباسي؛ يقول: إنّ الأعمش سئل عن مسائل، فقال لأبي حنيفة ما تقول فيها؟ قال: كذا وكذا،فقال: من أين لك هذا؟ – يقصد عن مستنده في إجاباته – فيقول أبو حنيفة: أنت حدثتنا عن أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول الله بكذا، وحدثتنا عن فلان عن فلان الصحابي عن رسول الله بكذا، وسرد عدة أحاديث على هذا النمط، فقال الأعمش: حسبك ما حدثتك به في مائة يوم تحدثني به في ساعة واحدة، ما علمت أنك تعمل بهذه الأحاديث، يا معشر الفقهاء أنتم الأطباء ونحن الصيادلة، وأنت أيها الرجل أخذت بكلا الطرفين³؛ لقد فهموا العلوم واختبروها بأنفسهم قبل أن يحفظوها لمجرد الحفظ.

فقد يشترك بعض الناس في علم ما، ويتعادلون في مقداره، لكنهم يفترقون افتراقاً كبيراً في استثماره وتوظيفه عند الحاجة إليه.

إن ملكة استحضار المعارف الكامنة في الصدر واستثمار النصوص هو ما يُحدث الفرق ويميز العلماء من الناس؛ كما هو الحال مع شيخ الإسلام ابن تيمية (رحمه الله)؛ الذي علق على استحضاره للنصوص القرآنية الإمام الذهبي فقال عنه: وله في استحضار الآيات من القرآن وقت إقامة الدليل بها على المسألة قوة عجيبة؛ وأما العلامة أبو الفتح ابن دقيق العيد لما اجتمع به يوماً فسُئل كيف رأيته؟ فرد قائلاً: رأيت رجلاً سائر العلوم بين عينيه، يأخذ ما شاء منها ويترك ما شاء.

إن كثرة الممارسة وتقليب المادة في الذهن على وجوه مختلفة، له أثره البين في سرعة استحضار الشواهد؛ فقطوف الاستحضار تزداد نضجاً وقرباً عند الدارسين بكثرة الممارسة وتفعيل مهارة التفكير في العقل. كما أن ملكة استحضار العلوم تزداد قوة وثباتاً بالمناقشة والمباحثة مع الآخرين؛ وسبب ذلك هو تسخير أطراف النقاش ومن يتدارسون العلم جميع طاقاتهم وحواسهم للاستذكار أو للمراجعة والبحث؛ فهذا الخليفة عمر بن عبد العزيز (رحمه الله) قال: ما رأيت أحدا لاحى الرجال إلا أخذ بجوامع الكلم قال يحيى بن مزين: يريد بالملاحاة ها هنا المخاوضة والمراجعة على وجه التعليم والتفهم والمذاكرة والمدارسة⁵؛ فالعلم يحضر ويغيب بطبعه، ولابد من إعمال الذهن وإشغاله فيه؛ تحصيلاً وتنمية لملكة الاستحضار.

وعلى نحو آخر ومن مجتمع مختلف؛ يأتي أفلاطون معرَّفاً التفكير بأنه حديث الروح مع نفسها؛ إذ أن حديث الإنسان مع نفسه هو تفكير وتقليب والتقاء بين إمكانياته الذهنية مع حصيلته المعلوماتية، وتعاطٍ بين الحاضر والغائب، كما هو وسيلة لمعارضة التشاؤم الذي يعرض خلال الحوار، ووسيلة لخلق عادة التفكير التفاؤلي عند ذلك الإنسان. أما الكاتب والدكتور في علم النفس ناثانيال براندين Nathaniel Branden في كتابه ((الأركان الستة لتقدير الذات)) فقد تحدث عن أهمية التفكير وضرورة أن يشغل المساحة الأكبر والأهم في حياتنا باعتباره ثلثي الإنجاز، كما نصح بأن نخلق مساحة في اليوم للتفكير والتأمل وحوار النفس؛ حتى نصل بتفكيرنا إلى مرحلة التفكير الإبداعي، وذلك من خلال طرح سؤالين على أنفسنا كل صباح؛ الأول: ما هو الشيء الجيد في حياتي؟

والثاني: ماذا بقي لأفعل؟

إذاً، افتح حواراً مع نفسك وتبادل معها الأفكار، واخلق معها مجالاً للتأمل والتفكّر؛ اِقبل لها الأشياء عن تقبّل ذاتي ورضا شخصي لا عن برمجة ذاتية للإقناع؛ فإن تقليب الأفكار والخبرات ذهنياً يساعد الإنسان على تحسين مهارة التفكير عنده، وإيجاد منافذ علمية لما هو بصدده من إنجاز.

ولابن القيم (رحمه الله) كلام جميل في ذلك حيث يقول: كلما قوي الشعور بالمحبوب؛ اشتد سفر القلب إليه، وكلما اشتغل الفكر به؛ ازداد الشعور به والبصيرة فيه والتذكر له. وأما الإمام الحسن البصري (رحمه الله) – وهو من زهَّاد صدر الإسلام المشهورين – فيقول: أفضل الأعمال كلها الفكر والورع⁶، وعنه أيضاً: إن أهل العقل لم يزالوا يعودون بالذكر على الفكر، وبالفكر على الذكر حتى استنطقوا قلوبهم فنطقت بالحكمة⁷.

أياً كان نمط التفكير واختلاف العقليات وتباين المفكرين من كل الجهات واللغات؛ فالتفكير يبقى عالماً واسعاً لا ينقضي ولا تنضب أسراره ولا طرق استثماره أو استحضاره. وعلى ذلك، فإن من الأجدى نفعاً أن يُغني الإنسان الحياة بكل نتاج عقلي يعود نفعه على الإنسان نفسه والحيوان والبيئة من حوله عامةً؛ فيكون بعمله متعدي النفع، متجاوزاً الصلاح إلى الإصلاح، متعاوناً ومحققاً التكامل وداعماً له في

Enjoying the preview?
Page 1 of 1