لوحة قيادة الذات

By خالد جاسم المالود

الحياة عبارة عن رحلة في طريق، أو سفر في مسار قد تم اختياره، بدأت تلك الرحلة منذ ولادتك، أحدهم قدم لك مركبة وبدأت بقيادتها، وستنتهي الرحلة لحظة وفاتك، حينها ستخرج عن الطريق وترتجل وتسلم المركبة لآخرَ ليكمل الرحلة كما استلمتها أنت ممن كان قبلك، فكلنا نسير في ذات الرحلة، ولكل منا طريق أو مسار، ولكل منا فترة زمنية محددة تقل أو تزيد لا يهم، ولكن المهم هو مدى إدراكك لنفسك ووعيك بذاتك وللمركبة التي تقودها لتستفيد منها بأقصى ما يمكن، والأهم هو الوجهة التي تسير إليها والطريق الذي ستسلكه، فلست وحدك في هذه الرحلة، ولست المتفرد بذلك الطريق، وأعلم أن هنالك من لم ينطلق إلى الآن رغم امتلاكه المركبة، وهنالك من توقف في منتصف الرحلة وآثر الركون لمقهى على جادة الطريق، وهنالك من عُطبت مركبته وهنالك من فقد البوصلة وأضاع الوجهة، وفي الوقت ذاته هنالك من قطع مشوار الرحلة واستمتع بمناظر الطريق واستفاد من امتيازات المركبة لصالحه ولتحقيق مراده، إذا هم قد قرروا واختاروا بالقدر الذي أدركوا فيه أنفسهم وحقيقتهم، وبالوعي الذي وسعهم في ذلك الحين. وأنت هل فحصت مركبتك؟ هل تأكدت من جاهزيتها للانطلاق؟ هل تحققت من زيت المحرك وبطارية الكهرباء وماء (الرادييتر) وصلاحية الإطارات؟ هل قررت؟ هل اخترت؟ هل أدركت ووعيت ما هي وجهتك وأي الطريق ستسلك وبسرعةِ كم ستسير ومتى موعد وصولك؟ أم ستكتفي بالتفرج على مركبات الآخرين وهي تمر أمام عينيك وأنت جالس على قارعة الطريق. تذكَّر دائماً أن المركبة متوفرة في كل حين، والطريق ملك للجميع، وما زال هنالك متسع من الوقت لتدارك ما فات ما دمت تتنفس الهواء، فقط كن متأهباً واستفد من المعارف والمهارات التي في هذا الكتاب قبل نفاذه، فأنت تستحق أن تكون واعياً وأن تعيش الحياة الطيبة وتدرك المسار الناجح.

• Language: العربية
• Publisher: Austin Macauley Publishers
• Release date: Feb 28, 2022
• ISBN: 9789948825432

خالد جاسم المالود

خالد جاسم المالود: محاضر ومدرب في التنمية الذاتية والتطوير الإداري. مواليد 1976 المحرَّق – مملكة البحرين. أب لأربعة أبناء وثلاث بنات. بكالوريوس إدارة أعمال – جامعة العلوم التطبيقية. دبلوم خاص في طرق التدريس – جامعة البحرين. دبلوم إعداد القيادات الإدارية بمنظمات المجتمع المدني – الأكاديمية الدولية للمسؤولية الاجتماعية. BITA مدرب معتمد في التدريب من المجلس الأمريكي للمدربين المعتمدين دولياً. BITA عضو معتمد في التنمية الذاتية بالمجلس الأمريكي للمدربين المعتمدين دولياً. مدرب معتمد في الألعاب التدريبية من المركز الأمريكي للتدريب الاحترافي. ممارس معتمد في البرمجة اللغوية العصبية من المركز الكندي. ممارس معتمد في الطاقة البشرية من المركز الكندي. كوتش قيادي من أكاديمية الرؤية - بريطانيا. رئيس المسابقات القرآنية الدولية 2010م. عضو مجلس النواب البحريني 2011 - 2014. رئيس الأنشطة والبرامج 2015 -2016. رئيس شؤون الحج والعمرة حالياً. أمين عام بعثة مملكة البحرين للحج حالياً. مؤسس NYB للاستشارات الإدارية والمالية والتدريب. مؤسس فريق طاقات لتنمية القدرات وبناء المهارات.

Book preview

لوحة قيادة الذات

خالد جاسم المالود

Austin Macauley Publishers

لوحة قيادة الذات

خالد جاسم المالود

الإهداء

حقوق النشر©

فكرة الكتاب

المقدمة

الحصول على شيء ما مقترن بمحبته

مَن أحبَّ شيئاً بادر إليه

الحكيم أبو عبد الله

حديث على الطريق(قوة النية.. والاستعداد الداخلي)

جاهزية المركبة(قوة الفعل.. و الاستعداد الخارجي)

خيارات ناقل الحركة( تحديد الخيار وتقرير المصير)

التحكم بمقود السيارة(الانتقال بين مسارات الحياة)

تطبيق المواقع Navigation (التحقُّقُ من الوجهة – الهدف)

محطات على الطريق

زجاج المركبة الأمامي(الوعي الخارجي)

مؤشرات لوحة القيادة(الوعي الداخلي)

مؤشر الوقود (الطاقة)

مؤشِّر المُحرِّك (العمليات العقلية - التفكير)

مؤشر عدد لفات المحرك في الدقيقةRPM (قوة العزم والتحمل - الصبر)

مؤشِّر الحرارة (التحكُّم بالمشاعر)

مؤشر السرعة (المهارات)

مؤشر الانعطاف (اتخاذ القرار)

مؤشر مانع الانزلاق TCS (الحذر مِن السلبية الخفية)

مؤشر زيت المحرك (المرونة والتغيير)

مصباح الإضاءة(النور - الرؤية والوضوح)

مؤشِّرُ الفرامل(السيطرة على الأفكار والمشاعر)

مؤشر المستشعر sensor (تفعيل الحدس)

الإكسسوارات (الشخصية/ صناعةالعلامة التجارية خاصتك)

إشارات على الطريق(الرسائل الإلهية)

الرؤية مِن خلال المرايا الجانبية والخلفية(لستَ وحدك)

الاستمتاع بالطريق(عِش لحظات حياتك)

Self-Dashboard لوحة قيادة الذاتطريقك نحو الوعي وإدراك مسارات النجاحوالحياة لطيبة

خالد جاسم المالود

محاضر ومدرب في التنمية الذاتية والتطوير الإداري.

مواليد 1976 المحرَّق – مملكة البحرين.

أب لأربعة أبناء وثلاث بنات.

بكالوريوس إدارة أعمال – جامعة العلوم التطبيقية.

دبلوم خاص في طرق التدريس – جامعة البحرين.

دبلوم إعداد القيادات الإدارية بمنظمات المجتمع المدني – الأكاديمية الدولية للمسؤولية الاجتماعية.

BITA مدرب معتمد في التدريب من المجلس الأمريكي للمدربين المعتمدين دولياً.

BITA عضو معتمد في التنمية الذاتية بالمجلس الأمريكي للمدربين المعتمدين دولياً.

مدرب معتمد في الألعاب التدريبية من المركز الأمريكي للتدريب الاحترافي.

ممارس معتمد في البرمجة اللغوية العصبية من المركز الكندي.

ممارس معتمد في الطاقة البشرية من المركز الكندي.

كوتش قيادي من أكاديمية الرؤية - بريطانيا.

رئيس المسابقات القرآنية الدولية 2010م.

عضو مجلس النواب البحريني 2011 - 2014.

رئيس الأنشطة والبرامج 2015 -2016.

رئيس شؤون الحج والعمرة حالياً.

أمين عام بعثة مملكة البحرين للحج حالياً.

مؤسس NYB للاستشارات الإدارية والمالية والتدريب.

مؤسس فريق طاقات لتنمية القدرات وبناء المهارات.

الإهداء

إلى والدي ووالدتي العزيزَين.. لا يسعني إلا قول: ربِّ ارحمهما كما ربياني صغيراً.

والدتي حليمة التي غذَّتني من رُوحِها وعطفِها، تعلَّمت منها الصبر وحب الجميع القريب والبعيد، علَّمَتني العطاء رغم فقرها، علَّمَتني الكتابة على السطر دون اعوجاج رغم تدنِّي مستواها التعليمي.

كانت ترى في نجاحي وتفوقي نجاحاً لها، كانت مدْرَسَتِي في الإيثار وتحمُّل المسؤولية والتسامح والصفح، بيتُنا لا يُعرَف إلا باسمها لجمال شخصيتها وحلاوة روحها، بل ونحن صغارٌ كنَّا لا نُعْرَف إلَّا بِها لِقوَّة علاقتها بمن حولها، ما سَكَنتْ في حَيّ إلا وبَكَتْ نسِاؤُه عند رحيلها عنهن.

حليمة التي أحبَّها الجميع، ما احترتُ في شيء إلا وقد دفعَتْني لتحدِّيه ومواجهته.. رحمكِ الله.

والدي جاسم الكبير في بساطته وعفويته، الذي أبهرني بفصاحته العربية وتمكُّنه من اللغة الإنجليزية، هو من جيل مَن قام بالتدريس وهو يحمل شهادة السادس الابتدائي.. كم عجبت لاعتماده الكبير على نفسه في كثير من الأمور عندما يلبس ثيابه وَيَنْسِفْ غترته، يهوي إلى الأرض ليرتدي حذاءه.. عجبي عندما يتعطَّر ويخرج للتسوق منذ الصباح الباكر وأحياناً قبل شروق الشمس مستقلاً حافلة النقل العام ذهاباً وإياباً، وأحياناً يستقلُّ سيارة أجرة، يَغْلِي لنفسه الحليب ويجهِّز طعامه، وأحياناً يطبخ بدلاً عن والدتي ويساعدها في غسل الأواني.. يهتم بطيورِه بنفسه.

كان يجلس الساعات الطوال ذاكراً مستغفراً مختلياً بنفسه وربِّه، ليس العجب في أن يقوم بكل ذلك، ولكن العجيب أن يقوم به وهو مصابٌ بشلل نِصْفيٍّ وإحدى يديه عضباء (لا يحركها)، وكان يقوم بذلك وهو في عمر الستين عاماً.

كان ملهمي الأول في الاعتماد على النفس.. علَّمني حب الحياة من خلال سعيه لتحقيق أمنياته رغم الحوادث المتتالية التي أقعدَته مراراً، في عام 1986 اشترى سيارة بيوك موديل 1981، ولَم يكن لديه رخصة قيادة، ولا يعرف أن يقود البتة، إلا إنَّه كان يعرف كيف يحقق أمنياته ويعيش لحظاته ويُسْعِدُ نَفسه، فكان كلَّ يوم يجلس فيها، ويدير المحرك، ويضع يداً على المقود والأخرى على ناقل الحركة، ويسترخي ويتنفس أحلامه، ويستمع لصوت المركبة، ويستشعر اهتزازها.

تعلَّمت منه حب الطبيعة.. حب الطيور.. تربية الحيوانات الأليفة... كيف لا أتعلَّم منه وقد كانت الطيور تتعلم النطق والتغريد على يديه؟! رحمكَ الله.

أسأل الله أن يجعلني وما أعمله من خير وما أنشره من علم في موازين حسناتهما.. اللهم آمين.

حقوق النشر©

خالد جاسم المالود 2022

يمتلك خالد جاسم المالود الحق كمؤلف لهذا العمل، وفقاً للقانون الاتحادي رقم (7) لدولة الإمارات العربية المتحدة، لسنة 2002 م، في شأن حقوق المؤلف والحقوق المجاورة.

جميع الحقوق محفوظة

لا يحق إعادة إنتاج أي جزء من هذا الكتاب، أو تخزينه، أو نقله، أو نسخه بأي وسيلة ممكنة؛ سواء كانت إلكترونية، أو ميكانيكية، أو نسخة تصويرية، أو تسجيلية، أو غير ذلك دون الحصول على إذن مسبق من الناشرين.

أي شخص يرتكب أي فعل غير مصرح به في سياق المذكور أعلاه، قد يكون عرضة للمقاضاة القانونية والمطالبات المدنية بالتعويض عن الأضرار.

الرقم الدولي الموحد للكتاب 9789948825425 (غلاف ورقي)

الرقم الدولي الموحد للكتاب 9789948825432 (كتاب إلكتروني)

رقم الطلب:MC-10-01-8232057

التصنيف العمري:E

تم تصنيف وتحديد الفئة العمرية التي تلائم محتوى الكتب وفقاً لنظام التصنيف العمري الصادر عن المجلس الوطني للإعلام.

الطبعة الأولى 2022

أوستن ماكولي للنشر م. م. ح

مدينة الشارقة للنشر

صندوق بريد [519201]

الشارقة، الإمارات العربية المتحدة

www.austinmacauley.ae

202 95 655 971+

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ

فكرة الكتاب

انشغلتُ في الخمسة عشر عاماً الأخيرة من عمري بالتنمية البشرية والإدارية والتطوير الذاتي بين قراءة لكتب وحضور للمحاضرات العامة والدورات والبرامج التدريبية في مراكز متخصِّصة كانت انطلاقتها الأولى عام 2004م عندما حضرت أول دورة لي مع الدكتور إبراهيم الفقي – رحمه الله تعالى – بعنوان قوة الطاقة البشرية والتي أقيمت في مملكة البحرين بتنظيم من المركز الكندي للتنمية البشرية، بعدها اهتممت بالعلوم الإنسانية جنباً إلى جنب مع العلوم الشرعية التي كنت شغوفاً بها.

وقبل سَنة من كتابة الكتاب في عام 2019م جلست مختلياً بنفسي متأمِّلاً في كَثْرَة المعارف التي تعلَّمتُها والمهارات الحياتية التي اكتسبتها والتطبيقات العملية التي جربتها.. كيف لي أن أجمعها وأن أستفيد منها مستقبَلاً وأسخِّرها لنجاحي وأفيد بها الآخرين، ولا سيَّما زهرة حياتي أبنائي وبناتي إفادة تكون لافتة للأنظار، محرِّكة للعقول والأفهام، عميقة في النفس، تحقِّق الأحلام بعيدة عن الأوهام، فكنت أحدِّث نفسي أنه من الضروري أن أضع مادة ممتعة سهلة المنال ومرتبطة بشيء حركي حتَّى تستجيب الحواس ويعمل العقل والقلب على الاستيعاب من خلال التشبيه، فكنتُ أراجِع نفسي حول هذه الفكرة بين الحين والآخر حتى قَفَلتُ عائداً إلى أرض الوطن بعد ثلاثة أشهر قضيتها في ربوع طبيعة البافاريا جنوب ميونخ الألمانية، حيث الطبيعة الغنَّاء والأصالة الألمانية العريقة.

ومن ضمن الأمور التي شدَّت انتباهي هنالك مدى اهتمام الألمان بصناعة السيارات، حتَّى إنَّ بعض الموديلات توجد عندنا في منطقة الخليج، ولكن ينقصها العديد مِن الميزات الموجودة في السيارات الألمانية، كاعتماد الديزل بدلاً من البنزين، والجودة العالية جداً في عوادم السيارات، فلا ترى دخاناً ولا تشمُّ رائحة.. وكذلك توقُّف محرك المركبة وإعادة تشغيله ذاتياً عند الوقوف المؤقَّت عند الإشارات الضوئية ونحوها، ممَّا يحافظ على صرف الوقود ويقلل تلوث البيئة.

كما اهتمَّ الألمان بلوحة القيادة، فأغلب اللوحات كانت ذكية وتصمَّم بإبداع بحيث تساعد السائق على ضبط سير المركبة حال الانحراف غير المقصود، وتنبِّهه على اكتشاف مستجدَّات الطريق كالتحويلات وإغلاق الطرق ونحوها مِن الميزات التي لَم أرَها في بلادنا.

ذات مرة وأنا أقود سيارتي التاهو شيفروليه دخلتُ في نوبة من السرحان، فتخيَّلتُ أنَّ الطريق هو الحياة، وأنَّ بغفلة صغيرة من الممكن أن أخسر كل شيء بما في ذلك حياتي، فما الواجب عليَّ وأنا أقود سيارتي؟ عندها تلاقَتِ الروابط العصبية في عقلي، وتلاقحَتِ الأفكار، واندمجَت الرؤى في مخيلتي بين الخوف من الخسارة وبين الطموح لبلوغ النجاح والجدارة في قيادة هذه الحياة، فأضيءَ في عقلي بهذه اللحظة مصباح تعجب! فالاهتمام بحياتي أهمُّ وأكبر وأولَى بكثير من الاهتمام بسيارتي وبخطِّ رحلتي القصير من منطقة الجفير حيث مقرُّ عملي إلى الرفاع مقرِّ سكني، فتخيَّلت المؤشِّرات التي في لوحة قيادة المركبة وكأنَّها مؤشِّرات خاصَّة بي تريني مدى قوتي وضعفي، وتقيس جرأتي، وتنبِّهني على أخطائي، وتصحِّح لي المسار وكأنَّها سيارة مِن وحي المستقبل والتي آمل أن تكون حقيقية في القريب العاجل، سيارة أتحدَّث معها وتحدِّثني، وتستشعر نبضاتي وأحاسيسي، وتدرس أفكاري، وترسم هي لي أفكاراً جديدة، بل حتَّى مسارات الطريق رأيتُها وكأنَّها مسارات الحياة وتشعُّباتها.. وصدفة كان الطريق تلك اللحظة سالكاً خالياً، فكنتُ أتنقل بين المسارات وأتخيلها مسارات مختلفة من مسارات حياتي بمواقفها وصورها وأحداثها، ومِن هنا جاءت الفكرة، وفوراً وقفتُ على جانب الطريق، ودوَّنتُ الأفكار في مفكرة الهاتف النقال، وقد أخذ تدوين هذه الأفكار واسترجاعها منِّي قرابة عشر دقائق، نعم عشر دقائق لكتابة تفاصيل رؤية دارت في مخيلتي لَم تتجاوز في حينها دقيقة واحدة.

إنَّ اعتماد نموذج مؤشِّرات لوحة قيادة السيارة في هذا الكتاب وإسقاطَه على واقع الحياة آتى ثماره اليانعة في تقريب الموضوعات، وفَهم المسائل، وتبسيط الكلام، ووضوح الأهمية، هذا مِن جهة، ومِن جهة أخرى لأنَّ قيادة السيارة هي الحالة الأكثر شيوعاً بين الناس في عملية تبادل القيادة والإدارة بين العقلين الواعي واللا واعي، وكذلك بين الانتباه والملاحظة من جهة وبين الغفلة والسرحان من جهة أخرى، وفي تبادل القيادتين بين العقلين يكمن نجاح الرحلة وبلوغ الهدف، ومن جهة ثالثة لأنَّ هذا النموذج هو الأقرب لحديث النبي محمد بن عبد الله – صلى الله عليه وسلم – بقوله: ما لي وللدنيا؟ ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظلَّ تحت شجرة، ثم راح وتركها.¹ (فالمركبة) هي الدابة التي يركبها الراكب، و(الدنيا) هي الطريق الذي أتى منه الراكب وهو الولادة، و(الشجرة) هي الحياة، و(فترة الاستظلال) هي العمر، و(راح) أي هو في طريقه إلى الموت، و(تركها) أي لَم يخرج بشيء منها.

يا ألله ما أروع التشبيه وما أعظم المُشبِّه عليه الصلاة والسلام! ومِن هنا نعي المعنى العميق لقول القائل: "كن في الحياة كعابر سبيل، واترك وراءَك