Boost Your IQ Arabic

By Ron Prisi

في عالم يهتم بالتوعية الصحية والتوجهات الصحية الجديدة، يظل العديد من الناس يتجاهلون العنصر الأهم، وهو العقل. فالتدريبات الذهنية هي أسلوب طبيعي وفعال وشيق في الوقت ذاته لتحسين النشاط العقلي والعمليات الإدراكية. لذلك تأتي هذه المؤلفات الخمسة -وللمرة الأولى باللغة العربية- لتحسين قدراتكم الإدراكية وتدريب أدمغتكم للارتقاء بلياقتكم الذهنية.

• Language: العربية
• Publisher: Hamad Bin Khalifa University Press
• Release date: May 4, 2020
• ISBN: 9789927141188

Book preview

عرفت

مقدِّمة

منذ الطفولة المبكرة، يُوضع نموُّنا العقليُّ تحت المنظار للتأكُّد من أنَّنا نُحرز تقدُّمًا طبيعيًّا. أثناء سنوات الدراسة، ربما كانت اختبارات نسبة الذكاء (IQ) تُستخدم كمقياس للتنسيق والالتحاق بالمؤسَّسات التعليمية لضمان سرعة تعليمنا أو استحقاقنا لوسائل خاصَّة في التعليم وتحديد مدى احتياجنا لمزيد من الدراسة. أمَّا في العمل، فقد يكون تقييم نسبة الذكاء جزءًا من عمليَّات الترشُّح للمناصب والترقيات في الوظائف. كذلك تُستخدم نسبة الذكاء في تشخيص أمراضٍ كالخرف العقلي أو قياس تأثير إصابات المخِّ وملاحظة التعافي منها؛ بل إنَّها تُستخدم حتَّى لتحديد ما إذا كان الشخص يصلح للسجن أم لا.

حتَّى وإن كنت لم تُختبر من قبل منذ البلوغ، ستظلُّ قواك العقلية، واستخداماتك لها على وجه الخصوص، تؤثِّر في العديد من مجالات حياتك. فهي تؤثِّر في العمل الذي تؤدِّيه (ومدى كفاءتك في أدائه)، وتؤثِّر في قدرة استيعابك لما يدور حولك في عصر السرعة الذي نعيش فيه، ومدى قدرتك على التفاعل بكفاءة مع تعقيداته، كما أنَّها ترسم، بشكل صحيح أو خاطئ، صورتك في أذهان الآخرين وطريقة استجابتهم لك.

كما سيتَّضح لنا في الفصل الأوَّل، يمكن تعريف الذكاء بطرق عديدة ومختلفة، ولكن كيف خرجت إلى النور «نسبة الذكاء» (IQ) كوسيلة للقياس؟

نشأة «نسبة الذكاء» وتطوُّرها

نشأت فكرة «نسبة الذكاء» على يد الفرنسي «ألفريد بينيه» في مطلع القرن العشرين، وكان الهدف منها التعرُّف على مدى الدعم التعليمي الإضافي الذي قد يحتاج إليه الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصَّة. كانت فكرة ناجحة، وازداد التوسُّع في استخدامها بغرض تقييم أشياء مثل التقدُّم في التعليم وتعيين الأشخاص المناسبين لأنواع معيَّنة من الوظائف.

تمَّ ابتكار معادلة خاصَّة بالأطفال:

غير أنَّ هذه المعادلة لم تقبل التطبيق على البالغين، ولكن استُخدم بدلًا منها نظام حساب المتوسِّطات.

وعلى مدار قرن كامل، تطوَّر مفهوم نسبة الذكاء حتَّى تعدَّى النهج القياسي النفسي المحدود لـ «بينيه». وطُرحت فكرة عامل الذكاء العام، أو «g»، واستغرقت الوقت الذي استغرقه تقييم «بينيه». ورغم أنَّ العامل العامَّ راعى حقيقة أنَّ الذكاء يتكوَّن من عوامل متنوِّعة من بينها الوراثة، فقد أهمل عوامل أخرى لا تقلُّ أهمِّية مثل المؤثِّرات الاجتماعية والثقافية. واشتمل أحد تطوُّرات العامل العام على تصنيف الذكاء في صورة نسبة الذكاء السائل والمتبلور. فنسبة الذكاء السائل هي قدرة فطرية على التعلُّم والاستدلال وحلِّ المشكلات، بينما تكون نسبة الذكاء المتبلور هي تخزين معارف محدَّدة نكتسبها بالتعلُّم والتجربة.

ثمَّة صورتان أخريان للتطوُّر في تفسير ما يكوِّن الذكاء، كان لهما أثر كبير خلال الربع الأخير من القرن العشرين. فقد قام عالم النفس بجامعة هارفارد «هوارد غاردنر» في كتابه الرائد Frames of Mind: The Theory of Multiple Intelligences (أُطر التفكير: نظرية الذكاءات المتعدِّدة) (1983) بتقديم المفهوم الذي أثَّر في توسيع تعريف الذكاء من مجرَّد القدرة المستخدمة مع اللغة والمنطق، كمقياس تقليدي للتحصيل الفكري، ليشمل مظاهر أخرى للقدرات العقلية، مثل القدرات المكانية والموسيقية والحسِّية الحركية.

ثمَّ قام «دانييل غولمان» في عام 1995 بتعميم المفهوم القائل إنّ النضج العاطفي هو صورة من صور الذكاء، وحقَّق ذلك التعميم نجاحًا مبهرًا لدرجة أدَّت إلى ظهور فرع جديد لعلم النفس المهني. الذكاء العاطفي هو أمر حيوي لتطوير العمق في الفهم ومنح سياقٍ للقوى العقلية، كما سيتَّضح في الفصل السادس.

آفاق جديدة

تقابل جهودَ «غاردنر» و«غولمان» وغيرهما في مجال إعادة تقييم مفهوم الذكاء صورٌ أخرى للتقدُّم التقني مثل التصوير المغناطيسي، ما ساعد المتخصِّصين في علم النفس العصبي على رؤية النشاط الجاري في المخِّ بشكل فوري، بما يزيد من معرفتنا لكيفية التفكير.

ما زال فهمنا لأجزاء المخِّ الدقيقة والعلاقة بين المخِّ والعقل في مهد الدراسة، ولكنَّ الاكتشافات الجديدة تعيد صياغة الدفاتر القديمة. وقد كشف اتجاه متزايد لفهم طبيعة الذاكرة عن إمكانية تحسين نسبة الذكاء بمرحلة البلوغ حتَّى ثُبِّتَ نموذج لنسبة الذكاء في السنوات الأخيرة ليُستخدم أثناء تخرُّجنا من المدارس. بل هناك دليل أحدث من ذلك على أنَّ عقل الشخص البالغ قادر على أداء ما كان يُعتقد أنَّه مستحيل، ألا وهو إعادة تكوين خلايا المخِّ في عملية تسمَّى تكوين الخلايا العصبية.

توسيع مدارك العقل بصورة كلِّية

إذا دخلت مكتبة أو متجرًا لبيع الكتب، فستجد الأرفف ممتلئةً بكتب الأحجيات والألغاز والألعاب التفاعلية لاختبار قدراتك المنطقية والحسابية واللفظية والمكانية. وبالمثل عندما تبحث على الإنترنت عن «اختبار نسبة الذكاء»، ستجد أمامك آلاف الروابط، منها ما يغريك لتجربته إن كنت مهتمًّا باختبار قدراتك الذهنية بالشغف نفسه الذي يدفعك لقراءة هذه السطور. وكما هو موضح في الجزء الأوَّل من هذا الكتاب، تُعدُّ هذه العوامل الموسِّعة لمدارك العقل وسيلة جيِّدة لصقل مهاراتك التي تُعينك على الاختبار وتحسين استجاباتك، ولكنَّها لا تؤثِّر كثيرًا في مسألة تقدير الأساليب التي تعتمد عليها المهارات الفكرية الراقية في إثراء حياتك.

بعيدًا عن التعريف المختزل لاختبارات نسبة الذكاء، من الممكن تطبيق القدرات الفكرية المختلفة، بحيث نعمِّم نهجًا ذكيًّا في كلِّ نواحي حياتنا. وبمساعدة التوجيهات والأفكار التي يتضمَّنها هذا الكتاب، يكون بإمكانك تحقيق العديد من الفوائد:

• تسريع مهارات معالجة الأفكار.

• زيادة إمكانية الاحتفاظ بالمعلومات في عقلك والاستفادة منها.

• توسيع قاعدة معارف يمكن تطبيقها في العمل أو الدراسة أو الترفيه.

• تحسين إدارة المعلومات لتتمكَّن من تمييز الغثِّ من السمين.

• زيادة مستوى التكيُّف مع التغيير والتأقلم معه.

• زيادة القدرة على التفكير بأسلوب استراتيجي.

• تحسين القدرة على حلِّ المشكلات.

• التمكُّن من رؤية الصورة الكاملة، والأمر برمَّته، وليس فقط أطرافه.

• القدرة على رؤية الأمر من عدَّة زوايا.

• تحسين القدرة على الإنصات إلى صوتك الداخلي وتمييز الوقت المناسب للثقة في حدسك.

قليلون من لديهم القدرة على استغلال الموارد الممكنة لعقولهم على النحو الأمثل. سيقود هذا الكتاب خطاك في رحلة فهم إمكانات عقلك وتهذيبها وتحسينها بما يعينك على استغلال معرفتك الفريدة، ورؤيتك العميقة على أكمل وجه.

1

استكشاف

نسبة الذكاء

كثيرون خاضوا اختبارات نسبة الذكاء، إمَّا في مراحل الدراسة أو ربَّما بعدها. ولكن، إلامَ تشير درجات نسبة الذكاء تحديدًا؟ وهل لها معنى واستخدام فعليٌّ في حياة البالغين؟

يتناول هذا الفصل طبيعة اختبارات نسبة الذكاء، وكيفية التوصُّل إلى قيمة نسبة الذكاء، والاختبارات التي تقيسها والتي لا تقيسها، وكيفية صقل المهارات اللازمة للاختبارات. وفي نهاية الفصل، استبيان يوضح مدى إدراكك لمفهوم نسبة الذكاء، وبيان لأثر ضبط تعريف نسبة الذكاء في إيجاد رؤية أكثر وضوحًا للذكاء.

ما تعنيه نسبة الذكاء وما لا تعنيه

نسبة الذكاء (IQ) هي مقياس للمهارات العقلية التي يعتبرها الأخصَّائيون النفسانيون مكوِّنات للذكاء، وتتمثَّل بشكل رئيسي في المنطق والاستدلال وسرعة التفكير والمعرفة. اختبار هذه المهارات يُتيح إمكانية مقارنة مستوى الذكاء بين الأشخاص. فهل هذا الاختبار مباشر في أسلوبه؟ بالطبع لا.

هل نسبة الذكاء تعادل الذكاء؟

قد تبدو نسبة الذكاء وحدة ثابتة؛ نظرًا لأنَّه يمكن اختبارها وتخصيص قيمة لها. ولكن ما الذي يتمُّ اختباره فعليًّا، وما الذي تقترحه النتيجة حيال قدرتنا العامَّة على التفكير والاستدلال؟

حتَّى علماء النفس يجب أن يُجمعوا على العناصر المكوِّنة لنسبة التفكير وكيفية قياسها بدقَّة. فالحدود الفاصلة بين الموهبة الفطرية والمهارات المكتسبة ليست مرئية طوال الوقت. تُبتكر بصفة مستمرّة أساليبُ لقياس الخصائص الدقيقة للقدرة الذهنية، وتوضع اختبارات بحيث تزيل الانحياز الثقافي والتناقض في التفسير قدر الإمكان، ولكن تظلُّ الصعوبات موجودة في مجالات مثل المعرفة العامَّة والمفردات. وقد كثر الجدل أيضًا حول مصداقية نسبة الذكاء؛ نظرًا لتداعيات تحجيم التنوُّع الكبير الموجود داخل العقل البشري وترجمته إلى مجرَّد رقم.

نسبة الذكاء كمقياس للإنجاز

توفِّر الإحصائيات بعض التعميمات بشأن العلاقة بين نسبة الذكاء والإنجاز، وعلى نحوٍ أكثر سلبًا بين نسبة الذكاء والمشكلات الاجتماعية. فعادةً ما تنعكس نسبة الذكاء المرتفعة على النجاح في المدرسة والجامعة والعمل، كما أنَّ الأشخاص الذين تتجاوز درجة نسبة الذكاء لديهم 95 بالمائة هم الأقرب لربح الدخل الأعلى.

وفي المقابل، نجد أنَّ الأشخاص