في النحو العربي
By Sabry Fattah
()
About this ebook
يقدم المؤلف في هذا الكتاب نظرة عصرية على قواعد اللغة العربية بالرجوع الي أصول علم النحو كما شرحه النحويين و علماء اللغة الغربيين المعاصرين. والهدف هو تمكين القارئ أن يحسن فهم المعاني والمقاصد فيما يقرأ، وان يجيد القول ويحسن الكتابة دون خطأ. ويراعي المؤلف خلال الكتاب التبسيط والاهتمام بما هو أكثر شيوعا، وأعم استعمالا و أكثر فائدة. فالقصد من فهم قواعد النحو هو فهم الكلام وحسن التعبير ونقل المعنى واضحا.
معظم متحدثي العربية يعانون من تعقيد وصعوبة الإلمام بقواعد النحو العربي، حتى أصبحت دراسة قواعد اللغة العربية عبئا على كل دارس لتلك اللغة. فيحاول الكتاب أن يوضح إمكان استخلاص أصول تلك القواعد والتركيز علي الدور الوظيفي للكلمة بدلا من التركيز علي الشكل والإعراب، بما يخدم أسلوب الكتابة والتعبير الدقيق بما لا يخالف أصول اللغة.
Sabry Fattah
د. صبري عبد الفتاح يعمل استشاري للطب النفسي في انجلترا . تدرب ومارس الطب النفسي بإنجلترا منذ عام1990 وحصل على زمالة الكلية الملكية البريطانية للأطباء النفسيين ودرس بجامعة لندن وأجري ونشرأبحاث بجامعة ادنبره باسكتلندا وهو حاليا مقيم بالمملكة المتحدة.
Read more from Sabry Fattah
العلاج النفسي و الجماعات العلاجية Rating: 4 out of 5 stars4/5كيف تقرأ الناس وتحلل شخصيتهم Rating: 5 out of 5 stars5/5مشاكل القلق وطرق علاجها Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالفصام: من الجنون الى التعافي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالاكتئاب: أنواعه وأسبابه وعلاجه Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفجر الفلسفة : فلاسفة اليونان قبل سقراط Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبارانويا: الإضطهاد والعدوان عند الفرد والمجتمع Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبارانويا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالزهايمر وخرف الشيخوخة Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related to في النحو العربي
Related ebooks
في النحو العربي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسر الفصاحة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسرار البلاغة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرأي في أبي العلاء: الرجل الذي وجد نفسه: أمين الخولي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالإينيادة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsاللغة العربية وآدابها مختارات من الدراسات اللغوية والنقد الأدبي Studies in Arabic Language and Literature Rating: 4 out of 5 stars4/5The Last Breath النَّفَسُ الأَخيرُ Rating: 4 out of 5 stars4/5نزهة في مكتبة العالم: آراء قارئة شغوفة في 100 كتاب في عام واحد ) الجزء الأول) Rating: 5 out of 5 stars5/5السفينة الهالكة : تاريخ من المغامرات Rating: 0 out of 5 stars0 ratings#إرهاصات_وردية_الليل Rating: 4 out of 5 stars4/5إيْ وَرَبِّي! Rating: 5 out of 5 stars5/51 مراتع الغزلان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsصوفي ابنة الحلاج عندما تكلمت Rating: 5 out of 5 stars5/5عندما يُعشق الزيتون Rating: 5 out of 5 stars5/5طلق اللسان إلى الأبد - كيف تتعلم أي لغة بسرعة ولا تنساها أبداً ؟: طلق اللسان إلى الأبد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمعجزات القران والاسلام Rating: 4 out of 5 stars4/5Burnt Shadows Arabic Rating: 4 out of 5 stars4/5وتستمر الحياة Rating: 5 out of 5 stars5/5Novel of Hesitation Arabic Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأوهام حقيقية Rating: 5 out of 5 stars5/5كُنّا بخير لولا الآخرون Rating: 4 out of 5 stars4/5مجمع الأمثال Rating: 5 out of 5 stars5/5Brain Workout: تدريب المخ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحجامة: طب نبوي في منظوره العلمي الجديد Rating: 2 out of 5 stars2/5التُهمه عربي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsطوق الحمامة في الألفة والألاف Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالخطر اليهودي ، بروتوكولات حكماء صهيون Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفلسفة التميّز: البروتوكول الفكري Rating: 5 out of 5 stars5/5بدائع الفوائد Rating: 5 out of 5 stars5/5تفسير الزمخشري: تفسير الكشاف Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related categories
Reviews for في النحو العربي
0 ratings0 reviews
Book preview
في النحو العربي - Sabry Fattah
في النحو العربي
دليل ميسر الي قواعد اللغة العربية
د. صبري عبد الفتاح
Copyright@2022 Dr Sabry Fattah
المحتويات
مقدمة
تاريخ علم النحو العربي
تمهيد
الجملة
المبتدأ والخبر
الاسم
الضمائر
اسم الاشارة
الفعل
الحروف
اسم الفاعل
النعت
المفعول المطلق
المفعول معه
كان وأخواتها
أن وأخواتها
الاستفهام
النفي
أساليب نحوية
الإضافة
البدل
حالات الجر
اسم الشرط
المصدر
الممنوع من الصرف
العدد
الهمزة
الاسم الموصول
روابط الجمل
الخلاصة
المصادر
عن المؤلف
أعمال أخرى للمؤلف
مقدمة
تتميز اللغة العربية بثرائها اللغوي وتعدد مفرداتها وكثرة مترادفاتها. كما تتميز بالجمال في البيان ، ودقة اللفظ ، ورحابة المعنى. وتتنوع أساليب التعبير فيها ما بين التصريح والمجاز والكناية. وهي تتسم بالإيجاز ، ونقل المراد قوله بأقل عدد من الكلمات. وقد لا ترد بعد الكلمات صراحة في الكلام والكتابة ، ولكن يترك للسامع أو القارئ أن يؤولها فهما من السياق والمعنى المتضمن في العبارات. هذا الحذف وما يسمى الاضمار قد يثير الغموض عند السامع او القارئ ويؤدي لتأويلات متعددة لما يقال. وذلك هو سحر تلك اللغة وغناها كما نراه فى لغة القرآن الكريم والحديث والشعر والاقوال الماثوره وحكم القدماء .
وطبيعة البيئة التي نشأت فيها اللغة العربية جعلها تفضل ما قل ودل
من الكلام كأفضل وسائل الخطاب. ذلك لأن أهل البادية ليسوا أهل سرد واطناب ولا استفاضة وإسهاب. بل يجمع الواحد منهم ما يريد قوله في اقل عبارة من نظم أو نثر ، أو قولا حكيما يتذكره من يسمعه ، ويحكيه ويردده من بعده الآخرون. فهي ثقافة شفهية تعتمد على الذاكرة ، ولم تعتاد التسجيل على ورق أو حجر ، مما جعلها تميل للإيجاز ووضوح اللفظ.
فمن خواص العربية ما يعرف بالتقدير ، وهو تفسير وتأويل ما يقال من أجل الوصول للمعنى المقصود في الكلام والكتابة. و تحذف بعض العبارات ذلك لأنها مضمرة في قلب الكلام. فكلمة قُمْ وهي كلمة من حرفين فقط ، تقوم بنقل معنى كامل يفهم السامع أنك تقصد طلب القيام من الجلوس. وإذا قلت إسْتَقِم فهم السامع أنك تأمره بالاستقامة في السلوك أوفى الصف وهي من نفس أصل الكلمة السابقة من الفعل (قام). وهذا من محاسن اللغة العربية التي تنقل المعنى بأقل عدد من الحروف والكلمات.
الإضمار في اللغه يأتي أحيانا بحذف الفعل مثل يمينا
تقصد بها اتجه يمينا
، ويحذف الاسم ليحل محله ضمير يدل عليه سواء كان ضميرا ظاهرا او مستترا مثل أَكتُب بمعنى (أنا أكتُب)، او كَتبَ بمعني (هو كتب) ، و يحذف المضاف مثل واسأل القرية
اي أهل القرية ، وتحذف علامات الاعراب ولا تظهر على الفعل الذي ينتهي بحرف العلة (وهي الياء والالف والواو) وذلك لصعوبة نطقها مع حروف العلة. ومن الأمثلة على الإضمار والحذف والتأويل قوله تعالى آمنوا كما آمن الناس
والمقصود امنوا ايمانا مثل إيمان الناس
والمحذوف هنا هو إيمان ، وتؤول كلمة إيمان كما لو كانت موجودة.
واللغة العربية إحدى اللغات السامية التي تقوم أغلب كلماتها على الاشتقاق من الفعل الثلاثي المكون من ثلاث حروف. ويمثله كلمة (فَعَلَ) بفتح كل حروفها. مثال ذلك الجذر كَتَبَ
. ومنه تشتق الكلمات كاتب وكتاب و مكتبة ومكتوب
وغيرها. ذلك الجذر فَعَلَ
هو الميزان الذي على أساسه توزن الكلمات لمعرفة اشتقاقها و تقييم صحتها. فكلمة كاتب على وزن فاعل وهي اسم الفاعل لتدل على من قام بالفعل ، كذلك كلمة مكتوب
هي اسم مفعول به اي من وقع عليه الفعل وهي على وزن مفعول.
ارتبطت علوم النحو والصرف بتفسير القرآن والحديث حتى التزمت به كمثال أعلى ونموذج يحتذي ، ولم تتغير لعشرات القرون خوفا من ان يؤثر هذا في ابتعاد الناس عن الفهم الصحيح للقرآن. ولم يمس أحد من اللغويين الجدد ماوضعه الأقدمون من منهاج واصطلاحات نحوية وقواعد لأصول اللغة. وضع علماء اللغة العرب في القرن السابع الميلادي أسس علم النحو والصرف ولم تتغير تلك الأصول عبر اكثر من الف عام.
النحو هو علم الإعراب. و كلمة الإعراب تأتي من البيان والوضوح مثل أعرب عما في نفسه
. فهي محاولة لتأويل النص لفهم معناه ، وتوضيح العلاقة بين الكلمات في صيغه النحوية. واحيانا كثيرة لا يمكن الاستغناء عن الإعراب لتوضيح المعنى فيما هو مبهم من الكلام. وهناك فائدة أخرى في الإعراب وهي صحة النطق لأواخر الكلام. فمن الكلمات العربية ما هو مبنى أي مثل البناء الثابت لا يتغير ، فنطقه لا يختلف أينما كان موضعه في الجملة. وهناك المعرب أي الذي يختلف أواخره حسب موقعه في الجملة ، أو حسب ما يسبقه من كلمات او حروف. والإعراب قد يكون ظاهرا ظهور حركات الإعراب وهي الضمه والفتحه والكسره والسكون على أواخر الكلمة، أو مقدرا دون تغيير نطق آخر الكلمة او شكلها او رسمها. ذلك لأنها مبنية لصعوبة نطقها مع حركة الإعراب المناسبة. والكلام في اللغة العربية هو كل ما يلفظ به ويقصد به نقل معنى مفيد لا يجعل السامع يسأل عن مدلوله.
وفي هذا الكتاب ، وصاحبه عاشق للغة العربية، نلقي نظرة على علوم النحو والصرف وقواعد اللغه العربيه من أجل فهم جوهر وأصول اللغة ، وكيف يمكن للقارئ أن يحسن فهم المعاني والمقاصد فيما يقرأ ، وان يجيد القول ويحسن الكتابة دون خطأ أوتجاوز أو شذوذ. ويقوم هذا على ما اتفق عليه اغلب الدارسين لقواعد اللغه العربيه. وهدفنا هنا هو التبسيط والاهتمام بما هو أكثر شيوعا ، واعم استعمالا وفائدة ، مع ترك النادر والمهجور وما كان عليه خلاف عند النحويين. فالقصد من فهم قواعد النحو هو فهم الكلام وحسن التعبير ونقل المعنى واضحا من القائل إلى مستمع. فإذا أحسننا فيما أقدمنا عليه فخيرا وإن أخطئنا فعذرا.
وهذا الكتاب ليس هدفه شرح تفاصيل جميع قواعد النحو والصرف في اللغة العربية فهناك العديد من الكتب والمراجع في هذا المجال تفيض عن الحاجة وهي علم واسع له متخصصيه. ولكن ما دعاني لكتابته هو تعقيد وصعوبة الإلمام بتلك القواعد عند الكثير من الناس حتى أصبحت دراسة قواعد اللغة العربية عبئا على كل دارس لتلك اللغة. فما قصدته هنا هو محاولة النظر بعمق لتلك القواعد لفهم أعمق لسر جمال وبلاغة وايقاع تلك اللغة ، وسحر تأثيرها على العقل.
وفي نفس الوقت يحاول الكتاب أن يوضح امكان استخلاص أصول تلك القواعد بما يخدم أسلوب الكتابة والتعبير بدون تكلف ، وبغير تقعر ، وبترك الغريب من تلك القواعد ، وما عفي عليه الزمن و توقف اغلب الناس عن استعماله.
صعوبة قواعد اللغة العربية ترجع لأسلوب تعلمها بحفظ وترديد تلك القواعد دون التدريب عليها ، أو فهم مقاصدها والحكمة منها. وكما كان الإهتمام فى معاجم اللغة العربية بجمع كل ما نطق به العرب من ألفاظ ، مع تعدد قبائلهم و اختلاف لهجاتهم ونطق مفرداتهم ، رغم أن أغلبه هجرته الألسنة ، وأصبح وقعه غريب على الآذان ويصعب على اللسان. كذلك أصبح حفظ تلك القواعد النحوية ، التي تركز على شكل ووضع الكلمات بجوار بعضها ، هو الغاية أكثر من التعمق في معناها ومدلولها. ولعل اختلاف علماء اللغة وعدم اتفاقهم فى العديد من المسائل النحوية لدليل على أهمية قبول التنوع والتعديل في بعض تلك القواعد ، وأن هناك أكثر من وسيلة لنقل المعنى إلى المتلقي مع تجنب الغموض وسوء الفهم.
اللغة كائن حي ولغة الحياة اليومية فيجب أن تتبع التغير وتطور الحياة و اختلاف حاجات الناس ، وطباعهم وخصوصية مجتمعاتهم. واللغة أداة طيعة تنمو وتتطور مثل كل كائن حي. تضاف إليها ألفاظا وأساليب جديدة و تسقط منها ألفاظا عتيقة وقديمة ومهملة. وكل أداة يستخدمها الإنسان يمكن أن تعدل وتضاف اليها اجزاء جديدة فتصبح اكثر افادة وأعظم منفعة لمن يستخدمها.
علماء النحو وفقهاء اللغة وضعوا قواعد النحو والصرف منذ أكثر من ألف عام. ذلك أنهم حاولوا أن يحققوا هدفا في ذلك الوقت وهو مساعدة من لا يحسن العربيه على تصحيح قراءتهم للقرآن ، و فهم معانيه وإدراك إعجازه اللغوي. ومع انتشار النسخ المقروءة المُشَكَّلة من القرآن بين أيدي الناس فى يومنا هذا ، و كثرة مسابقات حفظ القرآن ، وتعدد التلاوات المقروءة والمسموعة والمسجلة منتشرة في كل مكان ، على العديد من الوسائل السمعية والبصرية الحديثة ، أصبح القرآن جزءا من نسيج الأمة المتكلمة بالعربية ، ومحور ثقافاتها وأساس فهمها للحياة، وتعاملها مع العالم من حولها.
هذا الكتاب حصيلة لدراسة عدة مصادر في النحو وقواعد اللغة العربية منها ما هو قديم وحديث ومنها ما وضعه المستشرقون في دراسة أجرومية اللغة العربية وقواعدها. وقد وجدت أن الدراسات الغربية حاولت فهم اللغة وقواعدها بمنهاج علوم اللغات الحديثة فركزت علي الدور الوظيفي للعبارات أكثر من الأهتمام بالشكل وموضع الكلمات. في البداية كانت عدة ملاحظات وضعتها في شكل موجز لاستعين بها. وقد وجدته مدخل إلى فهم أعمق لأسرار العربية ، وفهم لجمال وحكمة صياغتها. وهي لغة ثرية عميقة تحتاج العمر كله لدراستها. ثم أخذت في الأستفاضة في أصول اللغة حتي صنفت هذا الكتاب الذي بين يديك. وأتمنى أن ينتفع به القارئ ويزيل عنه تلك المخاوف التي غرست فينا حينما تلقينا علمنا بقواعد تلك اللغة عن طريق حفظها وترديدها دون فهم حكمتها.
والخطأ فى النحو مقبول طالما نتعرف عليه ونصححه ، فهو ليس خطيئة ولا ذنب. أما القرآن فالله خير حافظ له ، ومن يشرع في قراءة القرآن عليه بتعلم أصول التجويد ، ثم عليه باتباع التشكيل فى كل مصحف ، ويتدرب على القراءة القرآنية الصحيحة على يد شيخ ممن يجيدون التلاوة . أما اللغة العربية فهي ملك كل الناس ، مسلمون وغيرهم ، ممن يريدوا أن يدبرون أمور حياتهم بلغة واضحة مفهومة متطورة وحية.
تاريخ علم النحو العربي
تطورت اللغة العربية عبر القرون في شبه الجزيرة العربية في الحقبة التي سبقت ظهور الإسلام مباشرة ، حتى اكتسبت الشكل الذي تُعرف به اليوم. طور الشعراء العرب في فترة ما قبل الإسلام لغة ثرية ومرنة. كان شعرهم يُنقل ويُحفظ شفوياً فى معظم الاوقات رغم وجود بعض الكتابات النادرة كما فى المعلقات. كانت اللغة العربية آنذاك ، كما هي الآن ، قادرة بسهولة على ابتكار كلمات ومصطلحات جديدة من أجل التكيف مع مطلب تغيرات المجتمع الجديدة.
مع انتشار المسلمين في القرن السابع خارج شبه الجزيرة العربية لإنشاء إمبراطورية شاسعة ، عاصمتها دمشق أولاً ثم بغداد ، أصبحت اللغة العربية اللغة الإدارية للجزء الأكبر من العالم حول شرق وجنوب البحر الأبيض المتوسط. وقد اعتمدت اللغة العربية على المصطلحات البيزنطية والفارسية وميراثها الخاص الهائل من المفردات مع مرونتها النحوية. خلال القرنين التاسع والعاشر ، كانت هناك حركة فكرية كبيرة جارية في بغداد ، حيث تم نقل العديد من المخطوطات العلمية والفلسفية القديمة من اللغات القديمة ، وخاصة اليونانية ، إلى العربية. وتم تعزيز وأضافة الكثير من الحكمة الجديدة التي أضافها المفكرون العرب. وتم الاحتفاظ بالنصوص القديمة التي كادت تضيع لولا اللغة العربية، إلى أن استيقظت أوروبا من جديد بفعل انتشار التعلم الذي حدث في إسبانيا العربية ، وشهدت أوروبا ميلادا جديدا في عصر النهضة. هكذا أصبحت اللغة العربية بحلول القرن الحادي عشر المستودع الرئيسي للمعرفة البشرية ، بما في ذلك مستودع الحكمة المتراكمة في العصور الماضية ، لتحل محل اللغات الثقافية السابقة مثل اليونانية واللاتينية. وكانت اللغة العربية وحدها هي التي وحدت شعوبًا كثيرة في الإمبراطورية العربية والحضارة التي ازدهرت في ظلها.
ولأننا عندما نتحدث عن الحضارة العربية وإنجازاتها لا نعني بالضرورة أن كل ممثليها كانوا عربًا أو كانوا جميعًا مسلمين. كانت العبقرية الخاصة بالحضارة العربية هي التي جذبت وضمت أناساً من أعراق ومعتقدات عديدة. مواطنو الإمبراطورية العربية ، عرفوا أنفسهم بهذه الحضارة وكانت اللغة العربية بمرونتها الكبيرة هي التي جعلتهم من دعاة تلك الحضارة. بين القرنين الثامن والثاني عشر ، كانت اللغة العربية هي اللغة العالمية للثقافة ، ولغة الدبلوماسية والعلم والفلسفة، مثلما أصبحت اللغة اللاتينية في أواخر العصور الوسطى. أولئك الذين أرادوا قراءة نصوص أرسطو ، أو استخدام المصطلحات الطبية ، أو حل المشكلات الرياضية ، أو الشروع في أي منهاج فكري ، كان عليهم معرفة اللغة العربية.
تمت كتابة القواعد الأولى للغة العربية ، بما في ذلك نظريتها الشعرية ، ونحوها وصرفها وعلم الأصوات ، في العراق. هذه المهمة تمت في البصرة تحت قيادة الخليل بن أحمد الفراهيدي وفي الكوفة في عهد أبي الحسن الكسائي. خلال العصور الوسطى ، أنهى الخليل في كتابه (كتاب العين) وتلميذه سيبويه فى كتابه (الكتاب) تلك المهمة. وضع الخليل ابن أحمد أول قاموس كامل للغة العربية، وشارك أيضًا في إصلاح كتابة الحرف العربي واشتهر عمومًا بأنه مخترع الميزان الشعري في اللغة العربية.
كان الهدف المعلن لكتاب العين للخليل بن أحمد، هو ضم جميع الجذور العربية. وفي مقدمة الكتاب يقدم صورة مختصرة للتركيب الصوتي للغة العربية ، ويضم القاموس بشكل كامل مجموعة كبيرة من النصوص العربية المتاحة من خلال تضمين اقتباسات من القرآن ومن القصائد العديدة التي ترجع إلى فترة ما قبل الإسلام. بدأت المحاولة الأولى لكتابة قواعد اللغة العربية في وقت مبكر من زمن رابع الخلفاء الراشدين ، علي بن أبي طالب ، عندما كلف رجلًا اسمه أبو الأسود الدؤلي بهذه المهمة.
جاء بعد أبو الأسود الدؤلي مجموعة من النحاة نعرف معظمهم بأسمائهم وليس