Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

سر الفصاحة
سر الفصاحة
سر الفصاحة
Ebook110 pages2 hours

سر الفصاحة

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

رأى ابن سنان أن الناس مختلفون في مفهوم الفصاحة، لهذا كانت رغبته في إيضاح طبيعة المصطلح باعثا على تأليف الكتاب. ومن هنا اختار لكتابه عنوان سر الفصاحة؛ لأن في الفصاحة أسرارا تخفى على الناس، ومفهومها يكتنفه الغموض، وقد ألف كتابه لكشف تلك الأسرار وإزالة ذلك الغموض. إن المتأمل في موضوعات سر الفصاحة يكتشف أن ابن سنان تدرج في معالجة أبعاد الفصاحة تدرجا تعليميا واضحا، فهو يبدأ بالحديث عن الأصوات والحروف، ثم ينتقل إلى تعريف الكلام وتعريف اللغة، ليصل بالتدرج إلى الفصاحة وأبعادها.
Languageالعربية
Release dateMar 19, 2020
ISBN9781912643288
سر الفصاحة

Related to سر الفصاحة

Related ebooks

Reviews for سر الفصاحة

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    سر الفصاحة - عبد الله بن محمد الخفاجي

    مُقدِّمة

    تَنْسِبُ كُتب التراجم لابن سنان الخفاجي (466 هـ) العديد من المؤلفات، لكنَّ كتابه سِرّ الفصاحة هو ما وصل إلينا من مؤلَّفاته، إضافةً إلى ديوان شِعره.

    ولد ابن سنان في حلب عام ⁴³² هـ، وتتلمذ على أبي العلاء المعرّي (⁴⁴⁹ هـ). تُوفي ابن سنان شابًّا، ويُقالإنّ موته جاء بسبب سُمٍّ دُسَّ له. نهل ابن سنان من ينابيع الثقافة العربيَّة، فنشأ خبيرًا بأساليب اللغة، قادرًا على تمييز جَيِّد الكلام من رديئه. وكان شاعرًا وبلاغيًّا وناقدًا، يستوفي المسائل حقَّها من الدرس والتحقق، وقد ترك في سِرّ الفصاحة خلاصةً مُركَّزةً لكثيرٍ من وجوه النَّظر في العربيَّة وأُصولها وفِقْهِ لُغتها، ودراسةً مُنظَّمةً لعناصر الجمال الأدبي مع آراء سَديدة في النقد والبلاغة وفنون الأَدب تدلّ على تبحّرٍ وسعة اطّلاع ورأي مُنظَّم وتعمّقٍ في التفكير.

    كتشف مَن يقرأ سِرّ الفصاحة أنَّ ابن سنان لم يتوقَّف عند مسألة لُغوية خالصة، بقَدْر ما توقَّف عند مسألة مُتشعِّبة تتَّصل بموضوع الإعجاز القرآني، الذي صار في القرن الرابع الهجري محورًا للنقد والبلاغة، فقد قرّر عبد القاهر الجرجاني في دلائل الإعجاز أنَّ القرآن مُعجِز، وسعى لاستكشاف مواطن الإعجاز، فنفى أنْ تكون في الألفاظ؛ لأنَّ الألفاظ المفردة موجودة في الاستخدام قبل نزول القرآن، فرأى أنَّ الإعجاز لا يكون إلَّا في النَّظْم والتأليف.

    رأى ابن سنان أنَّ الناس مختلفون في مفهوم الفصاحة، لهذا كانت رغبته في إيضاح طبيعة المصطلح باعثًا على تأليف الكِتاب. ومن هنا اختار لكتابه عنوان «سِرّ الفصاحة»؛ لأنَّ في الفصاحة أسراراً تخفى على الناس، ومفهومها يكتنفه الغموض، وقد ألَّف كتابه لكشف تلك الأسرار وإزالة ذلك الغموض. ولكنْ ما الفائدة التي يجنيها المرء من معرفة الفصاحة؟ وما الغَرض الذي وُجد علم الفصاحة أصلاً للوفاء به؟ إنَّ الإجابة عن ذلك ضروريَّة في نظر ابن سنان؛ فإنَّ معرفة المتأدِّب وجه الحاجة إلى هذا العلم ممَّا يحمله على الإقبال عليه والعناية به، فكان «من الواجب أنْ نبيّن ثمرة ذلك وفائدته، لتقع الرغبة فيه».

    يبيِّن ابن سنان أنَّ الفصاحة ضروريَّة لطالِب الأدب ولدارس علوم الشريعة «أمَّا العلوم الأدبيّة، فالأمر في تأثير هذا العِلم فيها واضح، لأنَّ الزبدة منها والنكتة نَظْم الكلام على اختلاف تأليفه، ونقده ومعرفة ما يُختار منه مما يُكره. وكلا الأمرين، أيْ نَظْم الكلام ونقده، متعلّق بالفصاحة، بل هو مقصور على المعرفة بها، فلا غنى لمنتحل الأدب عمَّا نوضّحه ونشرحه في هذا الباب».

    أمَّا العلوم الشرعيَّة فهي تهتمّ بعِلم الفصاحة، لاتّصال هذا العِلم بمعجزة الإسلام ودليل نبوّة الرّسول صلى الله عليه وسلم، فهو أداة لا بدّ منها عند البحث في إعجاز القرآن، ولا يستغني المرء عن هذا العلم بصَرْف النَّظر عن رأيه في هذه المسألة، فالمرء عند ابن سنان هو أحد رجلينرجلٌ يُرجِع عجز العرب عن معارضة القرآن إلى كون فصاحته معجزة، لا سبيل إلى مجاراتها، وآخر يرى أنَّ القرآن من جنس كلام العرب وأنَّ فصاحته كانت في مقدورهم، وإنَّما عجزوا عن معارضته؛ لأنَّ الله - تعالى - صرفهم عن ذلك. والأمر ذو صلة بالفصاحة في الحالتين، والقائل بأيٍّ من الرأيين لا يستغني عن معرفة الفصاحة؛ فالأوَّل ليس له «مندوحة عن بيان ما الفصاحة التي وقع التزايد فيها موقعاً خرج عن مقدور البشر، والثاني يجري مجرى الأوّل في الحاجة إلى تحقّق الفصاحة ما هي، ليقطع على أنَّها كانت في مقدورهم، ومن جنس فصاحتهم».

    إنّ المتأمِّل في موضوعات «سِرّ الفصاحة» يكتشف أنّ ابن سنان تدرَّج في معالجة أبعاد الفصاحة تدرّجًا تعليميًّا واضحًا، فهو يبدأ بالحديث عن الأصوات والحروف، ثمَّ ينتقل إلى تعريف الكلام وتعريف اللغة، ليصل بالتدرّج إلى الفصاحة وأبعادها.

    لقد أوضح ابن سنان الخفاجي أهميّة كتابه هذا مقارنة بعلمَي النحو والعروض، وبيَّن أنَّ «منزلة هذا الكتاب لمَن لا يعرف البلاغةَ وطَلاوةَ الكلام منزلةَ العَروض لمَن لا ذوق له يميّز به بين صحيح النَّظْم وفاسده، والنحو لمَن لا يعرف طبعًا وعادة، وإنَّما يتكلّف ويتصنّع، وليس يمكن إيضاح

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1