Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

منهاج البلغاء وسراج الأدباء
منهاج البلغاء وسراج الأدباء
منهاج البلغاء وسراج الأدباء
Ebook138 pages1 hour

منهاج البلغاء وسراج الأدباء

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

سمى حازم القرطاجني كتابه منهاج البلغاء وسراج الأدباء، وهي تسمية دقيقة مرتبطة بمنهج حازم الذي يسعى في مجمله إلى البحث في صناعة الشعر، فيتوقف عند الشعر ونظمه كما يتوقف عند المعاني والمباني والأسلوب. وقد قسم حازم أبواب كتابه إلى أربعة أقسام أطلق على كل باب منها اسم منهج، وجعل أبواب المنهج تتكون من فصول دعاها على التعاقب بمعلم أو معرف. ويمثلهذا الكتاب علامة فارقة في تاريخ البلاغة العربية بصفة عامة، وتاريخ نظرية الشعر على نحو أخص.
Languageالعربية
Release dateMar 19, 2020
ISBN9781912643608
منهاج البلغاء وسراج الأدباء

Related to منهاج البلغاء وسراج الأدباء

Related ebooks

Related categories

Reviews for منهاج البلغاء وسراج الأدباء

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    منهاج البلغاء وسراج الأدباء - حازم بن محمد القرطاجني

    مُقدِّمة

    مُؤلِّف هذا الكتاب هو أبو الحسن حازم القرطاجني (⁶⁰⁸ ـ ⁶⁸⁴ هـ)، نسبة إلى قرطاجنة التي وُلد فيها، والتي غادرها عام ⁶⁴⁰ للهجرة بعد سقوطها في أيدي القشتاليين متوجِّهًا إلى المغرب، حيث استقرَّ في مراكش لينضمَّ إلى حاشية الخليفة الموحّدي أبي محمد عبد الواحد المُلقَّب بالرشيد، لكنَّه سرعان ما غادرها إلى تونس ليعمل في بلاط السلطان أبي زكريا الحفصي الذي كان يُقدِّر العِلم والعلماء.

    سَمَّى حازم القرطاجني كتابه « منهاج البلغاء وسِراج الأدباء» ، وهي تسمية دقيقة مرتبطة بمنهج حازم الذي يسعى في مجمله إلى البحث في صناعة الشِّعر، فيتوقَّف عند الشِّعر ونَظْمه كما يتوقّف عند المعاني والمباني والأسلوب. وقد قسمّ حازم أبواب كتابه إلى أربعة أقسام أطلق على كلّ باب منها اسم منهج، وجعل أبواب المنهج تتكوّن من فصول دعاها على التعاقب بمَعْلَم أو مَعْرَف، وقد اعتاد حازم أنْ يتبعها بملاحظات بلاغيَّة، وقد عنون فِقَر المنهاج بلفظين متعاقبين هما: إضاءة وتنوير.

    يبدأ حازم كتابه بالحديث عن المعاني، لكنَّ حديثه يسعى للبحث في حقائق المعاني وأحوالها، وطرق استحضارها وانتظامها في الذهن، وأساليب عرضها وصور التعبير عنها. فبحث في المعاني بشكل مختلف عن طريق بحثها ودراستها عند البلاغيين؛ لأنّ غرضه هو الكشف عن مرتكزات صناعتَي الشِّعر والخطابة، وما يُحتاج فيهما من أساليب وأذواق مرجعهما علم البيان وعلم البديع.

    أمَّا في المنهج الثاني فيتحدّث حازم عن طرق اجتلاب المعاني وكيفية التآمها وبناء بعضها على بعض. كما يتحدّث عن أغراض الشِّعر ويُفرِّق بين مدركات الذهن وتصوراته ومدركات الحسّ، ليخلُص إلى الحديث عن طريقة انتقاء المعاني ووجه التأليف بينها، وكذا عن مصادر الإيحاء الشعري، فلا بدَّ للكتابة الشِّعريَّة من مهيّئات وأدوات وبواعث، ومردّ الجودة لدى الشُّعراء قوى ثلاث هي: القوة المائزة، والقوة الحافظة، والقوة الصانعة. وقد أوضح وهو يتحدَّث عن هذه الفصول أنَّه يرود طريقًا لم يسُلك من قبل

    فقال: « وقد سلكتُ من التكلّم في جميع ذلك مسلكًا لم يسلكه أحد قبلي من أرباب هذه الصنعة لصعوبة مرامه، وتوعّر سبيل التوصّل إليه، هذا على أنَّه روح الصنعة وعمدة البلاغة، وعلى هذا جرَّيتُ في أكثر ما تكلّمتُ به فيما عدا هذا القسم من أقسام الكتاب، فإنِّي رأيتُ الناس لم يتكلّموا إلَّا في بعض ظواهر ما اشتملتْ عليه تلك الصناعة، فتجاوزت أنا تلك الظواهر بعد التكلّم في جُمل مقنعة ممَّا تعلَّق بها، إلى التكلّم في كثير من خفايا هذه الصنعة ودقائقها...».

    في المنهج الثالث يتحدَّث حازم عن الاستدلالات وأنواعها في الشِّعر، ويذكر خصائص الشِّعر العربي مقارنًا بينه وبين الشِّعر اليوناني الذي يبلغ الذروة في فنَّي المأساة والملهاة، مُشيرًا إلى أنَّ الشِّعر العربي يفوق الشِّعر اليوناني في الوصف، فلو وجد « هذا الحكيم أرسطو في شِعر اليونانيين ما يوجد في شِعر العرب من كثرة الحِكم والأمثال والاستدلالات، واختلاف ضروب الإبداع في فنون الكلام لفظًا ومعنًى، وتبحّرهم في أصناف المعاني، وحُسن تصرفهم في وضع الألفاظ بإزائها، وفي إحكام مبانيها واقتراناتها، ولطف التفاتاتهم وتتميماتهم واستطراداتهم وحُسن مآخذهم، ومنازعهم وتلاعبهم بالأقاويل المُخيلة كيف شاؤوا؛ لزاد على ما وضع من القوانين الشِّعريَّة».

    كما يتوقّف حازم عند النظريَّات البلاغيّة وطُرق تطبيق قواعدها في صوغ الكلام على نحو ما تقتضيه أصول المعاني، مشيرًا إلى ما كتبه الجاحظ والآمدي وقدامة وابن سنان الخفاجي، لينتهي إلى تقسيم الشُّعراء إلى ثلاث فئات هي: شُعراء على الحقيقة، وشُعراء على غير الحقيقة، وطائفة متوسّطة بينهما. كما يُولي عنايته للوزن والقافية، وهو في تحليله للأوزان لا يعتمد، كما أشار الحبيب بن خوجة مُحقِّق الكتاب، على مذهب الخليل بن أحمد؛ لأنَّه يرى تمايز الدوائر واستقلالها، وإن كان ينقل عن الخليل قوله: «الشُّعراء أُمراء الكلام، يصرِّفونه أنَّى شاؤوا، ويجوز لهم ما لا يجوز لغيرهم من إطلاق المعنى وتقييده، ومن تصريف اللفظ وتعقيده، ومد المقصور وقصر الممدود، والجمع بين لغاته، والتفريق بين صفاته، واستخراج ما كلّت الأَلسن عن وصفه ونعته، والأذهان عن فهمه وإيضاحه، فيقرِّبون البعيد، ويبعِّدون القريب، ويُحتجُّ بهم ولا يُحتجُّ عليهم، ويصوِّرون الباطل فى صورة الحق، والحق فى صورة الباطل».

    ويعلِّق حازم على كلام الخليل بقوله: «فلأجل ما أشار إليه الخليل ـ رحمه الله ـ من بُعد غايات الشُّعراء وامتداد آمادهم فى معرفة الكلام، واتِّساع مجالهم فى جميع ذلك، يُحتاج أنْ يُحتال فى تخريج كلامهم على وجوه من الصحة، فإنَّه قلّ ما يخفى عليهم ما يظهر لغيرهم، فليسوا يقولون شيئاً إلَّا وله وجه، فلذلك يجب تأوّل كلامهم على الصحة، والتوقّف في تخطئتهم فيما ليس يلوح له وجه. وليس ينبغي أنْ يعترض عليهم في أقاويلهم إلَّا مَن تزاحم رتبته فى حُسن تأليف الكلام وإبداع النظام رتبتهم،

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1