Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

النوادر السلطانية و المحاسن اليوسفية: سيرة صلاح الدين الأيوبي
النوادر السلطانية و المحاسن اليوسفية: سيرة صلاح الدين الأيوبي
النوادر السلطانية و المحاسن اليوسفية: سيرة صلاح الدين الأيوبي
Ebook121 pages1 hour

النوادر السلطانية و المحاسن اليوسفية: سيرة صلاح الدين الأيوبي

Rating: 5 out of 5 stars

5/5

()

Read preview

About this ebook

يعد هذا الكتاب من أهم المصادر التاريخيّة التي سَعَتْ لرسم صورة دقيقة لشخصيّة صلاح الدين. ويتألف من قسمين، قسْم يتحدَّث فيه المؤلف عن مَولد صلاح الدين الأيوبي ومنشئِه وخصائصه وأوصافه وأخلاقه وشمائله. وقِسْم يتحدَّث فيه عن تقلّبات الأحوال به ووقائعه وفتوحه وتواريخ ذلك إلى آخر حياته. وتكمن أهميّة هذه السيرة في أنها لا تقتصر على حياة صلاح الدين الأيوبي فحسب، فإنّ فيها الكثير ممَّا يُمثّل طبيعة عصره وعاداته وتقاليده.
Languageالعربية
Release dateSep 10, 2019
ISBN9781912643196
النوادر السلطانية و المحاسن اليوسفية: سيرة صلاح الدين الأيوبي

Related to النوادر السلطانية و المحاسن اليوسفية

Related ebooks

Related categories

Reviews for النوادر السلطانية و المحاسن اليوسفية

Rating: 5 out of 5 stars
5/5

1 rating0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    النوادر السلطانية و المحاسن اليوسفية - بهاء الدين ابن شداد

    مقدِّمَة

    مُؤلِّف هذا الكتاب الذي يتحدّث عن سيرة صلاح الدين الأيوبي (532 - 589 هـ)، هو القاضي والمؤرِّخ بهاء الدين بن شدّاد (539 - 632 هـ) الذي عاصر حقبة صلاح الدين، وأَرّخ لها في هذا الكتاب الذي ينتمي إلى ما يُعرف بالسيرة الغَيْريَّة.

    ومن الجدير بالذِّكر أنّ هناك ثلاثة من الكُتاب قرّبهم صلاح الدين إليه هم القاضي الفاضل (529 - 596هـ) والعماد الأصفهاني (519 - 597 هـ) وبهاء الدين بن شدَّاد. الذي عَرَف صلاح الدين فَضَله وعِلمه، فقرَّبه إليه، وتمّ ذلك في السنوات الأربع الأخيرة من حياة صلاح الدين التي كانت زاخرة بالأحداث.

    يُعدّ هذا الكتاب مِن أهمّ المصادر التاريخيّة التي سَعَتْ لرسم صورة دقيقة لشخصيّة صلاح الدين، لذلك أَدرك مكانة الكتاب مؤرخو العرب والغرب، من أمثال ابن خِلّكان وأبي شامة المقدسي صاحب الكتاب الشهير كتاب الروضتين في أخبار الدولتين، وابن واصل الحموي الذي كتب بضع مؤلَّفات عن دولة بني أيوب. كما أَدرك الغربيون ذلك أيضاً، فعنوا بالكتاب، وطبعوه، وترجموه إلى لغاتهم منذ القرن الثامن عشر، عندما قام المستشرق الهولندي ألبرت شولتنس سنة 1732م بنشره مع ترجمة لاتينية له، ثمّ أُعيد نشر هذه الطبعة بعد وفاة صاحبها ثانيةً عام 1755م، ثمّ صدر الكتاب في ألمانيا عام 1790م، ثمّ أعاد دي سلان الفرنسي تحقيق الكتاب ليتلافى أخطاء الطبعات السابقة، كما ترجمه أيضاً كلود كوندر إلى الإنجليزيَّة.

    وتَجدُر الإشارة إلى أنّ ثمَّة مؤرِّخًا آخر يُدعى عز الدين بن شدَّاد، ويبدو أنّ تشابه كنيتي الرجلين بهاء الدين وعز الدين، واشتراكهما في الإقامة بحَلب، والتأريخ، والخدمة السلطانية، والوفاة في قرن واحد، هو السابع الهجري؛ جعل بعض الباحثين يَخلِط بينهما.

    أوضح ابن شداد أنّ غايته من تأليف الكتاب تتمثَّل في إفهام ذوي الأفهام أنّ كلّ حال لا بدَّ أنْ تنقضي، فلا يغترّ صاحب الحال الحَسن ولا ييأس صاحب الحال السَّقيم. ثمّ انتقل إلى تبيان هدفه الخاص، وهو أنّه عندما رأى انتصارات صلاح الدين وجنده صَدَّق ما وصل إلينا من انتصارات الأجداد في اليرموك والقادسيّة، وأنّ ما رأتْ العين من صبره وصبر جُنده على المكاره في سبيل الله قد قوّى الإيمان لدى الناس.

    قسّم ابن شداد سِيرة صلاح الدين إلى قسمين:

    قِسْم يتحدَّث فيه ابن شداد عن مَولده ومنشئِه وخصائصه وأوصافه وأخلاقه وشمائله، وهو الجزء الأصغر من الكتاب. وقِسْم يتحدَّث فيه عن تقلّبات الأحوال به ووقائعه وفتوحه وتواريخ ذلك إلى آخر حياته، وهو القسم الأكبر من الكتاب.

    ذكر ابن شدَّاد في القِسم الأوَّل من كتابه أنَّ صلاح الدين وُلد في قلعة تكريت يوم كان والده أيوب بن شاذي واليًا عليها، ثمَّ انتقل والده بصحبة ابنه وابن أخيه أَسد الدين شيركوه إلى الموصل، ثمَّ إنّ نور الدين زنكي قرَّبه وتوسَّم فيه أمارات النَّجابة، فأرسله بصحبة عمِّه إلى مصر. وقد توقَّف ابن شدَّاد في هذا القِسم عند عقيدة صلاح الدين الدينيّة السليمة التي أخذها عن العلماء بالدليل، وبيَّن كيف كان صلاح الدين مُعظِّماً لشعائر الإسلام، كما ذَكَر شيئًا من حِلمه وعفوه ومروءته.

    أمَّا الجزء الثاني فجمع فيه ابن شدّاد وقائع صلاح الدين وفتوحاته بحسب تسلسلها التاريخي، بدأها بذهاب صلاح الدين إلى مصر نصرة للوزير الفاطمي شاور، ثمّ قضاء صلاح الدين على الدولة الفاطميَّة في مصر وردّها إلى الدولة العباسيّة عام 576 هجريّة، وتعاونه مع نور الدين زنكي في ردّ حَمْلات الفرنجة عنها بعد أنْ كادت تسقط في أيديهم.

    ثمّ توقَّف عند وفاة نور الدين زنكي وعجز ابنه الصغير عن القيام بأعباء الحُكم، واستيلاء صلاح الدين على الحُكم وتوحيده مصر والشام، واهتمامه بفتح المدارس ونشر التعليم وتقوية الجيوش من أجل مواجهة الغزو الصليبي، هذه المواجهة التي وقعت في معركة حطين عام 583 هـ، وقلبتْ أبعاد الصراع رأْسًا على عَقْب. وقد وصف ابن شدّاد فروسيّة صلاح الدين في المعركة وكيفيّة تعامله مع جيوش الفرنجة.

    كما أوضح ابن شدّاد أنّ هذا الانتصار لم يُصِبْ صلاح الدين بالغرور، فلم يؤثِر الراحة، بلْ إنَّ هذا النصر شَكَّل له حافزًا لتحرير كلّ من: طبريا وعكا وعسقلان وبيروت، مُمهِّدًا بذلك لتحرير القدس التي دخلها صُلحًا في السابع والعشرين من رجب عام 583 هـ.

    كما يتتبع ابن شدَّاد في تلك الأثناء اعتلال صِحَّة صلاح الدين الذي عاد إلى دمشق بعد أربع سنوات، ليتوفّاه

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1