Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

كتاب المعارف
كتاب المعارف
كتاب المعارف
Ebook149 pages50 minutes

كتاب المعارف

Rating: 3.5 out of 5 stars

3.5/5

()

Read preview

About this ebook

إن مضمون كتاب (المعارف) يشير إلى ألوان الثقافة التي ينبغي على المثقف آنذاك أن يلم بها، والتي يمكن لنا أن نلخصها في: معرفة قدر معقول من التاريخ والأنساب، ومعرفة المشاهير من الأدباء والشعراء والعلماء، كما ينبغي أن يلم المثقف بأخبار تكون بمثابة النوادر والطرائف، وأن يلم بأخبار الأمم الأخرى.
Languageالعربية
Release dateMar 19, 2020
ISBN9781912643493
كتاب المعارف

Related to كتاب المعارف

Related ebooks

Related categories

Reviews for كتاب المعارف

Rating: 3.6666666666666665 out of 5 stars
3.5/5

3 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    كتاب المعارف - عبد الله بن مسلم ابن قتيبة

    www.tcaabudhabi.ae

    المقدمة

    تعود نسبة هذا الكِتاب إلى أبي محمَّد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدِّينورِي (276-213 هـ) وهو عالِم وفقيه وناقد وأديب ولغوي. وقبل الحديث عن الكِتاب، يحسن أنْ نشير إلى عنوانه وإلى عنوان كتابه (أدب الكاتب)، لنوضِّح أنّ ابن قتيبة استخدم مصطلح الأدب والمعرفة في وقتٍ مبكرٍ. ويبدو للمتأمل أنَّه يستخدم المصطلحين بمعنى متقارب، فأدب الكاتب يشير إلى مجموع المعارف التي ينبغي أنْ يلمَّ بها الكاتب، ولا يكاد يخرج هذا الكتاب عن ذلك المعنى المشار إليه، وإنْ كان ابن قتيبة يشير هنا حصرًا إلى مجموع المعارف التاريخية. والحقّ أنّ اهتمام ابن قتيبة بالمعرفة لم يكن بدعًا في عصر شهد تطوّرًا معرفيًّا كبيرًا في مختلف مجالات المعرفة.

    شرع الخلفاء العبّاسيون يؤسّسون لحياة علميّة خصبة في بغداد التي شهدت ألوانًا شتّى من التأليف وأصبحتْ مَهدًا للحضارة، ومركزًا للفنون والآداب، وزَخرتْ بالشُّعراء، والكتَّاب، والعلماء، والحكماء، والنّحاة، والفقهاء، والمحدّثين، والمؤرّخين، وعلماء الكلام، والفلاسفة، وواضعي المعاجم، والمشتغلين بالترجمة، والمشتغلين بالموسيقى والغناء.

    وقد توافد إلى بغداد بعد أنْ شرع أبو جعفر المنصور عام (145 هـ) ببنائها أشتات مختلفون من الناس تختلف مشاربهم ومعتقداتهم، فقامتْ الحياة في بغداد على التنوّع والتعدّد وإنْ ظلّ هذا التنوع في إطار الوحدة، لهذا كان من الطبيعي أنْ تزدهر الترجمة عن اللغات الأخرى. فالعصر الذي وَضَع فيه ابن قتيبة كتابه هو عصر تنوّعٍ واختلافٍ في وجهات النَّظر. وقد أخذ ابن قتيبة العِلم عن شيوخ عصره، كما أخذ العلم عنه كثيرون. وتشير مؤلفاته الكثيرة والمتنوّعة إلى سعة ثقافته وتنوعها، فهناك جانبٌ يتوقّف عند القرآن الكريم، وآخرُ يتوقّف عند الحديث النبوي الشريف، وثمّة كتبٌ تنحو منحًى فقهيًّا، وأخرى تنحو منحًى لغويًّا ومعجميًّا وشعريًّا ونقديًّا.

    وقد تحدّث بعض الدارسين عن نسبة الكتاب لغير ابن قتيبة، كما تحدّث بعضهم عن تشابهات بينه وبين كتاب (المُحَبَّر) لابن حبيب (-245 هـ)، وقد ناقش ثروت عكاشة، محقق الكِتاب تلك المسائل مناقشةً ضافيةً في مقدّمة التحقيق، وبيّن مقدار تلك التّشابهات والاختلافات. وبصرف النّظر عن مؤلِّف الكتاب، فإنّ كتاب المعارف كما يقول محقّق الكِتاب بحقّ: (موسوعة تتّصف بالتّنسيق مختارة أحسن الاختيار، مبوّبة أجمل التبويب ... وقد جمعت هذه الموسوعة كلّ ما يعني الناس أنْ يعرفوه من أخبار، وما ينقل إليهم من حديثٍ. والكتاب لونٌ من ألوان الثقافات في ذلك العصر).

    إنّ مضمون كتاب (المعارف) يشير إلى ألوان الثقافة التي ينبغي على المثقف آنذاك أنْ يلمّ بها، والتي يمكن لنا أنْ نلخّصها في: معرفة قَدْرٍ معقولٍ من التاريخ والأنساب، ومعرفة المشاهير من الأدباء والشعراء والعلماء، كما ينبغي أنْ يلمّ المثقّف بأخبارٍ تكون بمثابة النوادر والطرائف، وأنْ يلمّ بأخبار الأمم الأخرى.

    وقد أوضح ابن قتيبة في مقدّمة كتابه طبيعة هذا الكتاب، فقال: (هذا كتابٌ جمعت فيه من المعارف ما يحقّ على مَن أُنعم عليه بشرف المنزلة، وأُخرج بالتأدّب عن طبقة الحشوة، وفُضِّل بالعِلم والبيان على العامة؛ أنْ يأخذ نفسه بتعليمه، ويروّضها على تحفُّظه؛ إذْ كان لا يُستغني عنه في مجالس الملوك إنْ جالسهم، ومحافل الأشراف إنْ عاشرهم، وحَلْق أهل العلم إنْ ذاكرهم. فإنّه قلّ مجلس عُقد على خيرٍ، أو أُسّس لرشدٍ، أو سُلك فيه سبيل المروءة إلّا وقد يجري فيه سببٌ من أسباب المعارف).

    ثمّ يضيف ابن قتيبة ما يفيد أنّه وضع ما يشبه المعجم لهذه الثقافات، فأضاف مُوضِحًا أنَّ تلك المعارف لا تعدو أن تكون: إمّا في ذِكر نبيٍّ أو ذِكر مَلِكٍ أو عالِمٍ أو نسبٍ أو سلفٍ أو زمانٍ أو يومٍ من أيام العرب، فيحتاج مَن حضر إلى أنْ يعرف عين القصة، ومحلّ القبيلة، وزمان الملك، وحال الرجل المذكور، وسبب المثل المشهور. فإنّي رأيتُ من الأشراف مَن يجهل نسبه، ومن ذوي الأحساب من لا يعرف سلفه، ومن قريش مَن لا يعلم من أين تمسه القربى برسول الله ﷺ أو الرّحم بالأعلام من صحابته، ورأيتُ من أبناء ملوك العجم من لا يعرف حال أبيه وزمانه، ورأيتُ من ينتمي إلى الفصيلة وهو لا يدري من أيّ العمائر هي، وإلى البطن وهو لا يدري من أيّ القبائل هو. ورأيتُ من رغب بنفسه عن نسب دقّ فانتهى إلى رجلٍ لم يُعْقِب، كرجلٍ رأيته ينتسب إلى أبي ذرَّ، ولا عقب لأبي ذَرَّ! وآخر ينتمي إلى حسان بن ثابت، وقد انقرض عقب حسان! وكآخر دخل على المأمون فكلّمه بكلام أعجبه، فسأله عن نسبه، فقال: من طيّئ من ولد عدي بن حاتم! فقال له المأمون: لصلبه؟ فقال نعم. فقال المأمون: هيهات أضللت! إنّ أبا طريفٍ لم يعقب! فكان سقوطه بجهله حال الرجل الذي اختاره لدعوته أقبحَ من سقوطه بالنسب الذي رغب فيه). فابن قتيبة يُصرِّح بأنَّ ما يعرضه من المعارف يدخل في باب الضرورة، ولا ينتمي إلى عالَم التَّرف.

    بدأ ابن قتيبة

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1