آثار البلاد وأخبار العباد
()
About this ebook
Related to آثار البلاد وأخبار العباد
Related ebooks
النوادر السلطانية و المحاسن اليوسفية: سيرة صلاح الدين الأيوبي Rating: 5 out of 5 stars5/5فاكهة الخلفاء ومفاكهة الظرفاء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمحاضرات والمحاورات Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكتاب المعارف Rating: 4 out of 5 stars4/5مصادر مياه الينابيع في العالم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالتعريف بابن خلدون ورحلته غرباً وشرقاً Rating: 5 out of 5 stars5/5كتاب الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنزهة المشتاق في اختراق الآفاق Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمصر الإسرائيلية (الجزء الأول) ء Rating: 4 out of 5 stars4/5الهرم وسر قوى الشفاء Rating: 4 out of 5 stars4/5محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsاسطورة العهود القديمة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرحلة ابن جبير Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتارتاريا - اتلانتس: Kitap 6 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأرض جوش: قلادة العهد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالإعجاز اللساني في الوسوسة والوسواس Rating: 0 out of 5 stars0 ratings#إرهاصات_وردية_الليل Rating: 4 out of 5 stars4/5Ajwad bin Zamil, the Jabriyyah Sultanate Arabic Rating: 5 out of 5 stars5/5الإعجاز في دواء الوسواس السوداوي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحقيقة تيمورلنك العظيم- الجزء الأول Rating: 4 out of 5 stars4/5مفاتيح العلوم Rating: 4 out of 5 stars4/5ألتَحَرُر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالتحنيط السر الفرعوني Rating: 4 out of 5 stars4/5كتاب الشهاب وكتاب دستور معالم الحكم Rating: 5 out of 5 stars5/5ساحرة الرافدين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsظلال العقل العربي (ج3)ء Rating: 3 out of 5 stars3/5الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsوراء خطوط العدو محفوظ بسلاح سري الكاتب داني كليفورد الناشر وزارة القلب والروح: Arabic Rating: 5 out of 5 stars5/5صفحات من المجد الخالد Rating: 5 out of 5 stars5/5البحوث المجيدة Rating: 5 out of 5 stars5/5
Reviews for آثار البلاد وأخبار العباد
0 ratings0 reviews
Book preview
آثار البلاد وأخبار العباد - زكريا بن محمد القزوينى
www.tcaabudhabi.ae
المقدمة
هذه مقتطفات من كتاب «آثار البلاد وأخبار العباد» للقزويني، المخطوط الأصلي منه محفوظ في المكتبة البريطانية، وهناك نسخة أصلية أخرى محفوظة في المكتبة الوطنية بإيران. وقد نشرته دار صادر ببيروت في طبعة غير محققة.
ويعتبر كتاب القزويني موسوعة في التاريخ والجغرافيا، جمع فيه كل ما وقع له وعرفه وسمع به وشاهده من لطائف صنع الله تعالى وعجائب حكمته المودعة في بلاده وعباده.
والقَزْوِيني ⁶⁰⁵ - ⁶⁸²هـ = ¹²⁰⁸ - ¹²⁸³م هو أبو الفضل أبو عبد الله زكريا بن محمد بن محمود القزويني، من سلالة الصحابي أنس بن مالك الأنصاري النجاري، ويرتفع نسبه إلى الإمام مالك بن أنس عالم المدينة، وهو ابن عم الإمام أبي حاتم محمد بن الحسن القزويني.
ومحمد القزويني عالم عربي، قاض ومؤرخ وجغرافي وفلكي، من مشاهير أعلام العلوم الطبيعية المسلمين. ولد بقزوين، ورحل في شبابه إلى دمشق، ثم ذهب إلى العراق واستقر بها. تولى قضاء واسط والحلة في أيام المستعصم العباسي، واستمر في منصبه حتى سقطت بغداد في يد المغول.
كان كثير التأمل في خلق الله، موصياً بذلك، مسترشداً بالقرآن الذي حثنا على النظر في مصنوعات الله وبدائع خلقه، وليس التحديق والنظر فقط، بل التفكير في حكمتها وتصاريفها؛ ليزداد الإنسان يقينًا، ويقر بأن التأمل أساسه خبرة بالعلوم والرياضيات، بعد تهذيب الأخلاق والنفس؛ لتنفتح البصيرة ويرى الإنسان العجائب التي لا يستطيع تفسيرها.
ألف القزويني كثيرًا من الكتب في الجغرافيا والتاريخ الطبيعي؛ منها: عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات، خطط مصر، الإرشاد في أخبار قزوين، وآثار البلاد وأخبار العباد. وأعظم أعماله شأنًا نظرياته في علم الرصد الجوي، ولقد شغف كذلك بالنبات والحيوان، والطبيعة والفلك والجيولوجيا.
وصف في كتابه (عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات) السماء وما فيها من كواكب وأبراج وحركاتها، وما ينتج عن ذلك من فصول السنة، وتكلم عن الأرض وتضاريسها، والهواء وما فيه من رياح وأنواعها، والماء والبحار، والجزر، وأحيائها. وتكلم على النباتات والحيوانات التي تسكن اليابس ورتبها أبجديًّا.
غير أن القزويني اشتهر بقاموسه الجغرافي التاريخي (آثار البلاد وأخبار العباد)، الذي يدلّ على معرفته بنطاق واسع من فروع المعرفة. وهو كتاب يحتوي على ثلاث مقدمات: الأولى عن الحاجة إلى بناء المدن والقرى. والثانية عن خواص البلاد، وتأثير البيئة في الإنسان والحيوان والنبات. والثالثة عن أقاليم الأرض، وقد قسم الأرض إلى سبعة أقاليم، عرض خصائص كل منها، وذكر ما اشتملت عليه من أمم وممالك ومدن، وما بها من الأخبار الماضية وتراجم الأولياء والعلماء والسلاطين والأدباء.
وللقزويني إنجازات علمية كثيرة؛ فقد قسم الكون إلى علوي وسفلي، وقد عنى بالعلوي ما فوق سطح الأرض إلى السماء ثم إلى الكون، وقدم أبحاثًا وأفكارًا عن كوكب الزهرة والمريخ والمشتري وعطارد وزحل، وبحث في كسوف الشمس وخسوف القمر والخسوف الكلي والجزئي، وربط بين حركتي المد والجزر، وربط بين زيادة القمر ونقصانه، كما ربط بين الكثير من الظواهر والخصائص عن الإنسان والحيوان والأسماك والأشجار والفواكه، وغيرها. وتحدث عن الحركة اليومية للأزهار والأوراق، وعن الكواكب الثوابت؛ مثل مجموعتي الدب الأكبر والأصغر. وقدم أوصافًا للرعد والبرق والهالة وقوس قزح، وكذلك للبحار والمحيطات والأنهار والآبار والزلازل، وقدم أوصافًا لمئات من أنواع النباتات والحيوان والمعادن، وخاصة ما يتخذ منها عقاقير تستعمل في الطب.
وأوصى القزويني بالنظر في عجائب صنائع الله نظرًا دقيقًا هادفًا، وليس مجرد النظر بالعينين؛ قائلًا: «وليس المراد بالنظر تقليب الحدقة نحوها؛ فإن البهائم تشارك الإنسان فيه، ومن لم ير من السماء إلا زرقتها، ومن الأرض إلا غبرتها، فهو مشارك للبهائم في ذلك، وأدنى حالًا منها وأشد غفلة».
ثم يزيد توضيحًا ببيان وجهة نظره من النظر والاستدلال قائلًا: «والمراد من النظر التفكير في المعقولات، والنظر في المحسوسات، والبحث عن حكمتها وتصاريفها؛ لتظهر له حقائقها؛ فإنها سبب اللذات الدنيوية، والسعادات الأخروية. وكلما أمعن النظر فيها ازداد من الله هداية ويقينًا، ونورًا وتحقيقًا. والفكر في المعقولات لا يأتي إلا لمن له خبرة بالعلوم والرياضيات، بعد تحسين الأخلاق وتهذيب النفس، فعند ذلك تنفتح له عين البصيرة، ويرى في كل شيء من العجب ما يعجز عن إدراك ذلك.»
ثم يتحدث عن نفسه وما أفاده النظر قائلًا: «لقد حصل لي من السمع والبصر، والفكر والنظر، حكم عجيبة، وخواص غريبة، أحببت أن أقيدها لتثبت، وكرهت الذهول عنها مخافة أن تفلت».
ويوصي القارئ بأنه إذا أراد أن يكون على ثقة مما في كتابه فليشمر للتجربة: «وإياك أن تفتر أو تعتل، إذا لم تصب في مرة أو مرتين؛ فإن ذلك قد يكون لفقد شروط أو حدوث مانع، فإذا رأيت مغناطيسًا لا يجذب الحديد فلا تنكر خاصيته، واصرف عنايتك إلى البحث عن أحواله حتى يتضح لك أمره».
ثم يدلل القزويني بصور من الكون المحيط لبيان فائدة النظر فيقول: «ولننظر إلى الكواكب وكثرتها، واختلاف ألوانها، فإن بعضها يميل إلى الحمرة وبعضه يميل إلى البياض، وبعضها إلى لون الرصاص، ثم إلى سير الشمس في فلكها لمدة سنة، وطلوعها وغروبها كل يوم لاختلاف الليل والنهار ومعرفة الأوقات، وتمييز وقت المعاش عن وقت الاستراحة، ثم إلى جرم القمر وكيفية اكتسابه النور من الشمس، لينوب عنها في الليل، ثم امتلائه وانمحاقه، ثم إلى كسوف الشمس وخسوف القمر، ثم إلى ما بين السماء والأرض من الشهب والغيوم والرعود والصواعق والأمطار والثلوج والرياح المختلفة المهاب، ولنتأمل السحاب الكثيف كيف اجتمع في جو صاف لا كدورة فيه، وكيف حمل الماء وكيف تتلاعب به الرياح وتسوقه وترسله قطرات متفاصلة، لا تدرك منها قطرة قطرة ليصيب وجه الأرض؛ إذ لو صب صبًّا لفسد الزرع، ثم إلى اختلاف الرياح؛ فإن منها ما يسوق السحب، ومنها ما يعصرها، ومنها ما يقتلع الأشجار، ومنها ما يروي الزرع والثمار، ومنها ما يجففها».
وفي حديث القزويني عن المعادن والجبال يقول: «ولننظر إلى أنواع المعادن المودعة تحت الجبال، منها ما ينطبع كالذهب والفضة والنحاس والحديد والرصاص، ومنها ما لا ينطبع كالفيروز والياقوت والزبرجد، وكيفية استخراجها وتنقيتها، واتخاذ الحلي والآلات والأدوات منها، ثم إلى معادن الأرض كالنفط والكبريت، وأنواع النبات وأصناف الفواكه، ثم لننظر إلى أصناف الحيوان، وانقسامها إلى ما يطير، وما يقوم، وما يمشي. وانقسام الماشي إلى ما يمشي على بطنها وما يمشي على رجليه وما يمشي على أربع، وإلى أشكالها وأنواعها وتجميع غذائها، وادخارها القوت لوقت الشتاء، وحذقها في هندستها، وكيف صنعت هذه المسدسات المتساوية الأضلاع التي عجز عن مثلها المهندس الحاذق مع الفرجار والمسطرة».
وهكذا، ففي الوقت الذي كان الإغريق فيه يعتقدون أن الأرض قرص دائري مسطح، وكان علماء أوروبا حتى ق ¹³ م يرسمون خريطة العالم على شكل صليب، وكانت الأساطير الإغريقية القديمة تفسر الزلازل على أنها محاولة لخروج الأموات إلى السطح، أو أن الثور الذي يحمل الأرض ينقلها من قرن إلى آخر ليستريح؛ فإن علماء المسلمين قد أخضعوا العلوم الطبيعية وأخضعوا التاريخ والجغرافيا للمنهج العلمي التجريبي، ووضعوا عدة تسميات لهذا العلم؛ من أشهرها: علم المسالك، علم المسالك والممالك، علم تقويم البلدان، علم الأمصار، وعلم خواص الأقاليم.
وعرفوا الجغرافيا بأنها: «علم دراسة أحوال الأقاليم السبعة، وعروض وأطوال البلدان الواقعة فيها، وعدد الجبال والبحار والأنهار والبراري والمدن وغيرها». ووصفوه بأنه علم وصف الأرض وما عليها من مظاهر طبيعية وسكانية.
وقد كان القرآن الكريم الحافز الأول على دعوة المسلمين إلى الاهتمام بالجغرافيا؛ فقد تضمن آيات كثيرة تتحدث عن حقائق جغرافية هامة؛ منها: السياحة في الآفاق في قوله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ} [فصلت: 53]. والدعوة إلى أدب الرحلات في قوله تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا} [النمل: ⁶⁹]. والتأكيد على علم الجغرافيا البشرية في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} [الحجرات: ¹³]. والإشارة إلى حقائق عن البحار والأنهار في قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا} [الفرقان: 53].
وقد تطور علم الجغرافيا بعد أن أصبحت حدود الدولة العربية الإسلامية من حدود الصين والهند شرقًا إلى المحيط الأطلسي وشبه الجزيرة الإيبيرية غربًا، فكان ذلك دافعًا من خلال الفتوحات لتعرّف