Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

كتاب الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية
كتاب الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية
كتاب الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية
Ebook137 pages48 minutes

كتاب الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

يؤرخ أبو شامة في كتابه هذا لحقبة تبلغ نصف قرن، تمتد من عام 540 ه إلى عام 589 هـ، وهذه الحقبة تشمل الدولتين: النورية التي قادها نور الدين زنكي (511-569 هـ)، والدولة الصلاحية التي وضع صلاح الدين قواعدها حتى وفاته عام 589 هـ. يتتبع أبو شامة في الكتاب إنجازات كل من نور الدين وصلاح الدين، فيتحدث عن موضوعات شتى تتعلق بالدولة والحروب مثل: تنقلات الجيوش، وأوصاف الأسلحة، ووصف المعارك والحصون والسفن الحربية، كما يتحدث عن المجابهات التي دارت بين الفريقين، مستعينا بالوثائق الرسمية وبالقصائد الشعرية التي تحدثت عن المعارك، والتي يعد كتابه مصدرا من مصادرها، نظرا لجمعه لها وحرصه على تبويبها. إن قيمة هذا الكتاب تتمثل في طبيعة التأليف التاريخي في تلك الحقبة القائمة على النقل والجمع، فكتاب الروضتين ينقل نصوصا كثيرة من كتب ابن عساكر، والعماد الأصفهاني، ابن الأثير، وابن شداد، ورسائل القاضي الفاضل، لكنه يحسن التنسيق والربط والترتيب.
Languageالعربية
Release dateMar 19, 2020
ISBN9781912643356
كتاب الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية

Related to كتاب الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية

Related ebooks

Related categories

Reviews for كتاب الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    كتاب الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية - عبد الرحمن بن إسماعيل أبو شامة المقدسي

    مُقدِّمة

    مُؤلِّف كتاب ((الروضتين في أخبار الدولتين النوريَّة والصَّلاحيَّة)) هو شهاب الدين أبو القاسم، المقدسي الأصل، الدمشقي الدار، المعروف بأبي شامة (599-665 هـ)، وهو تلميذ لعلَمَيْن بارزيْن من أعلام عصره هما: عَلَم الدين السَّخاوي، وقد درس عليه القراءات والتفسير وعلوم العربية؛ وعز الدين بن عبد السلام الذي غادر دمشق إلى مصر عام 639 هـ. وهذا يعني أنّ أبا شامة، شأنه شأن العديد من مؤرِّخي المدرسة الشاميَّة، قد جاؤوا إلى التاريخ من خلفيَّة فقهيَّة.

    يُؤرِّخ أبو شامة في كتابه هذا لحقبة تبلغ نصف قرن، تَمتدُّ من 540 إلى عام 589 هـ، وهذه الحقبة تشمل الدولتين: النوريَّة التي قادها نور الدين زنكي (511-569 هـ)، والتي أرسى والده عماد الدين زنكي قواعدها، والدولة الصَّلاحيَّة التي وضع صلاح الدين قواعدها حتى وفاته عام 589 هـ.

    لا يقتصر حديث أبي شامة على شخصية نور الدين، بل تراه يتوسَّع فيتحدَّث عن أصل بيت نور الدين ونشأته، فيُفْرِد له ثلاثة فصول قصار، فيتحدَّث فيها عن والده عماد الدين وجهاده الذي امتدَّ قرابة عشرين عاماً، وانتهى باستشهاده عند قلعة جبير. لكنَّ أبا شامة يُسلِّط الكثير من الأضواء على شخصيّة نور الدين، لإبراز مزاياه وإنجازاته الكبرى وقدرته على حشد الأمة، لمواجهة خطر الفرنجة، فلم تكن تلك المواجهة في نهاية المطاف إلَّا مواجهة حضارية شاملة.

    ومن الجدير بالذِّكر أنّ إعجاب أبي شامة بهذين القائدين لا يقتصر على جهادهما لتحرير البلاد العربية من خطر الغزو الداهم، بل يعود ذلك إلى سببين آخرين:

    الأول يتمثَّل في اهتمامهما بالتعليم وبناء المدارس والروابط والزوايا ورعاية العلماء، ويبدو أنّ هذا مرتبط عند القائدين بتلك المواجهة مع الغزو الخارجي، التي تحتاج إلى مجتمع مُتعلِّم عارف بأخطار تلك المواجهة وخطورتها.

    وأمَّا الثاني فيتمثَّل في الحرص على العدالة بين الناس، وهو حرص يسعى في النهاية إلى بناء جبهة داخليَّة مُوحَّدة في مواجهة ذلك الخطر الذي يتهدَّد بقاء الحضارة العربيَّة الإسلامية.

    يَتَتَبَّعُ أبو شامة في الكِتاب إنجازات كلّ مِن نور الدين وصلاح الدين، فيتحدَّث عن موضوعات شتَّى تتعلَّق بالدولة والحروب مثل: تنقُّلات الجيوش، وأوصاف الأسلحة، ووصف المعارك والحصون والسفن الحربيَّة، كما يتحدَّث عن المجابهات التي دارت بين الفريقين، مُستعينًا بالوثائق الرسميَّة وبالقصائد الشعريَّة التي تحدَّثت عن المعارك، والتي يُعدّ كتابه مصدرًا من مصادرها، نظرًا لجمعه لها وحرصه على تبويبها.

    أوضح أبو شامة الحوافز التي دفعته إلى تأليف كتابه هذا، فبيَّن ((أنّ الجاهلَ بعِلْم التاريخ راكبٌ عمياءَ، خابطٌ خَبْطَ عَشواء؛ يَنْسِبُ إلى مَنْ تقدَّم أخبارَ من تأخَّر، ويعكس ذلك ولا يتدَبَّر، وإنْ رُدَّ عليه وَهْمُه لا يَتأثر، وإنْ ذُكِّر فلجهله لا يتذكَّر)).

    يتوقَّف كتاب الروضتين عند شخصيَّة نور الدين زنكي والصفات التي جعلتْ منه حاكمًا محبوبًا، ومنها: عدله ورحمته وشجاعته وجهاده وحزمه. وحديث الروضتين عن نور الدين مَشوبٌ بقَدْرٍ لا يخفى من الإعجاب والتقدير، لهذا فإنَّه لا يخلو من نبرة وجدانيَّة.

    ولا يكاد حديثه عن صلاح الدين يختلف، فتراه يعقد فصلًا يتحدَّث فيه عن مناقبه التي وضعته في مصاف المجاهدين الكبار، فيتوقَّف عند سيرته وعزيمته ونُبْل مقاصده.

    إنَّ قيمة هذا الكتاب تتمثّل في طبيعة التأليف التاريخي في تلك الحقبة القائمة على النقل والجمع، فكتاب الروضتين ينقل نصوصًا كثيرة من كُتب ابن عساكر، والعماد الأصفهاني، ابن الأثير، وابن شداد، ورسائل القاضي الفاضل، لكنَّه يُحسنُ التنسيق والربط والترتيب.

    يَتوخَّى أبو شامة الدقَّة في النقل، ولا يكاد يفعل غير ذلك إلَّا عندما ينقل عن كتب العماد الأصفهاني التي يصفها بالتطويل الباعث على المَلَل، كما أنَّه يسير على نظام الحوليات، وإنْ ظلّ يرتِّب الوقائع في كتابه طبقًا لتقديره الخاص لأهميَّتها، دون أنْ يتقيَّد بالأصل التاريخي الذي ينقل عنه.

    أمَّا طريقته في سَرْد أحداث كلّ حولية فليستْ على نَسَقٍ واحدٍ، فتارة يَذْكُر الحادث التاريخي ثُمَّ يبدأ في ذِكر تفصيله والروايات فيه، وتارة يَذْكر جملة الأحداث التي كانت تحتويها هذه الحوليَّة، ثُمَّ يعود إلى تفصيل بعضها.

    أمَّا أسلوب الكتابة التاريخيَّة عند أبي شامة فإنَّه يتخلَّى عن مسألة الإسناد في الخبر التاريخي في مُؤلَّفه، ويكتفي بتوثيق المادة من خلال إيراده لمصادر الخبر التاريخي أو الحادثة التاريخية، أمَّا بخصوص لغة الكتابة فجاءت سهلة ليست بالمسجوعة ولا المصطنعة، كما أنَّها تخلو من الألفاظ التي تُشْكِل على القارئ.

    مُقدِّمة المُؤلِّف

    أَمَّا بعدُ، فإنَّه بعدَ أنْ صرفتُ جُلَّ عُمري ومُعظم فكري في اقتباس الفوائد الشرعيَّة، واقتناص الفرائد الأدبيَّة، عَنَّ لي أنْ أصرفَ إلى عِلم التاريخ بعضَه، فأحوز بذلك سُنَّةَ العِلْم وفرضَه؛ اقتداءً بسيرة مَنْ

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1