Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

ثمرات الأوراق
ثمرات الأوراق
ثمرات الأوراق
Ebook192 pages58 minutes

ثمرات الأوراق

Rating: 1 out of 5 stars

1/5

()

Read preview

About this ebook

كتاب ثمرات الأوراق كما يكشف عنه عنوانه، كتاب مختارات، ينتقي فيه ابن حجة الحموي نوادر وقصص وحكايات وأخبارا ورسائل وأشعار. وهي تجيء على غير ترتيب ما، حيث يتنقل من كتاب إلى آخر، ومن موضوعة إلى أخرى، فتراه يتوقف عند النحاة أو الفقهاء أو إحدى الفرق الكلامية، ليتحدث بعدها عن أحد الملوك، والحق أن ما يقدمه ممتع ومبهج للنفس ومريح للخاطر.
Languageالعربية
Release dateMar 19, 2020
ISBN9781912643561
ثمرات الأوراق

Related to ثمرات الأوراق

Related ebooks

Reviews for ثمرات الأوراق

Rating: 1 out of 5 stars
1/5

1 rating0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    ثمرات الأوراق - تقي الدين أبو بكر بن علي ابن حجة الحموي

    مُقدِّمَة

    يُعدُّ ابن حِجَّة الحَمْوي (837 هـ) واحدًا من أعيان القرن التاسع الهجري، وهو شاعر وأديب وناقد وُلد في حماة وتوفي فيها، تلقَّى العِلم على كثير من شيوخ عصره، فحذق القرآن وتفاسيره وعلم الحديث واللغة والأصول والفقه وتميز بالإنشاء والنَّظْم. وقد عاش في دمشق والقاهرة، وشغل منصب رئيس ديوان الإنشاء فيها، ثُمَّ عاد إلى بلدته حماة وتوفي فيها وكان يتحدَّث عنها بقوله:

    يَلذُّ عناق الفَقر لي بفنائها

    وفي غيرها لم أرضَ بالمُلك والرّهط

    كتاب ثمرات الأوراق كما يكشف عنه عنوانه، كتاب مختارات، ينتقي فيه ابن حِجَّة الحَمَوي نوادر وقصص وحكايات وأخبارًا ورسائل وأشعار. وهي تجيء على غير ترتيب ما، حيث يتنقل من كتاب إلى آخر، ومن موضوعة إلى أخرى، فتراه يتوقَّف عند النحاة أو الفقهاء أو إحدى الفِرق الكلاميّة، ليتحدَّث بعدها عن أحد الملوك، والحقّ أنّ ما يقدّمه ممتع ومبهج للنفس ومريح للخاطر.

    يقدِّم ابن حِجَّة الحَمَوي مختاراته في ثمرات الأوراق دونما تحليل أو تعليق، لكنَّ منهجه في الاختيار يكشف عنه عنوان كتابه ثمرات الأوراق فيما طاب من نوادر الأدب أو راق، وهو عنوان يُبيِّن اعتماده على الذائقة، وهذا ما يَتجلَّى في كتبه الأُخرى مثل خزانة الأدب التي أراد فيها، كما بيَّن بعض الدارسين، مجاراة المشهورين في عرض ما يحملونه من ضُروب الأدب وفنونه، لِمَا يزخر به صدره من ثقافة واسعة ومعارف متنوّعة ومخزون ثقافي وأدبي، الأمر الذي دفعه إلى الإكثار من الشواهد والاستفاضة في الشَّرح لا سيَّما في عصر غلبَ على التأليف فيه التصنيف والتأليف، والتسابق في وضع الشروح.

    إنّ كتب ابن حِجَّة الحَمَوي في مُجملها تكشف - ولا شكَّ - عن اطّلاع واسع ومعرفة شاملة، وقد جعلت هذه المعرفة من كتبه زادًا ثقافيًّا ينتمي إلى كتب المختارات المهمّة في التراث العربي. وقد سبق للدكتور عيد محمد أنْ أوضح في بحث له عنوانه ذوق ابن حِجَّة الأدبي ممثَّلًا في إبداعه الشِّعري والنثري أنّ شِعر ابن حِجَّة يقف على النقيض من مختاراته، ففي حين كانت كتبه تُمثّل الأدب في عصره أفضل تمثيل، لأنّ ذوق العصر واتجاهه النقدي كان لا يعدّ الأديب أديبًا إلَّا إذا أكثر من التأليف نثرًا ونَظْمًا، فقد جاب ابن حِجَّة في تأليفه آفاق الدنيا، وألمَّ بكلِّ لون من ألوان الثقافة، سواء أكان في الأدب أم التاريخ أم السيرة أم النقد، أم الشِّعر، أم البلدان أم الحيوان أم النبات أم الجماد، لكنَّ شِعره ظلَّ يُمثِّل روح العصر المُسرِف في التورية والمُحسّنات البديعيَّة وحُسْن التخلّص والإسراف في الشَّكْلِيَّات، وهي مسألة طبيعيَّة لأنَّ الإبداع يظلّ يكشف عن روح العصر في نهاية المطاف.

    لكنّ ما يُلفتْ النظر في ثمرات الأوراق، هو حرص المؤلِّف على روح النكتة، فهو يرويها مُدرِكًا لمَا تنطوي عليه من مفارقة، حيث يروي عن ابن الحسين الجزار البيتين التاليين اللذين قالهما في رجل عجوز أصيب بالجَرَب بصبغ نفسِه بالكبريت:

    أيُّها السيد الأديب دعاءً

    من محبّ خالٍ عن التنكيت

    أنتَ شيخٌ وقد قربت من النا

    ر فكيف ادّهنتَ بالكبريت؟

    إنّه كتاب جميل حقّا بروحه وما فيه من دعابات.

    دواءُ الخُمار

    رُوي: أنَّ حامِدَ بن العباس سأَلَ عليَّ بن عيسى في ديوان الوَزَارة: ما دواءُ الخُمارِ¹؟ وكان قد عَلِقَ به، فأَعْرض عن كلامه: وقال: ما أنا وهذه المسألة! فخَجِلَ حامَدٌ منه، والتفتَ إلى قاضي القُضاةِ أبي عمر²، فسأله عن ذلك، فتَنَحْنَحَ لإصْلاح صَوْته ثُمَّ قال: قال الله تعالى: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7]، وقال النبي ﷺ: اسْتَعِينُوا على كُلِّ صَنْعَةٍ بصَالحِ أهْلِها، والأعشى وهو المشهورُ بهذه الصِّنِاعة في الجاهليَّة حيث قال:

    وكأسٍ شَرْبِتُ على لَذَّةٍ

    وأُخْرَى تَدَاوَيْتُ منها بِهَا

    ثُمَّ تلاه أبِو نواس في الإسلام، فقال:

    دَعْ عنكَ لَوْمِي فإنَّ الَّلومَ إغراءُ

    وَدَاوِني بالتَّي كانَتْ هي الدَّاءُ

    فأسْفَر³ حينئذٍ وَجْهُ حامد، وقال لعليّ بن عيسى، ما ضرَّكَ يا بارِدُ أنْ تُجيِبَ ببعضِ ما أجاب به مَولانا قاضي القُضاة، وقد اسْتَظْهر في جوابِ المسألة بقول الله تعالى أوَّلًا، ثُمَّ بقول النبي ﷺ ثانيًا وأدَّى المعنى وخَرَج من العُهْدَة! فكان خَجَلُ ابن عيسى أكْثَر من خَجَلِ حامِد لمّا ابْتَدأه بالمسألة.

    سماحة عبيد الله بن

    الحسن القاضي

    ويضارع هذه الحكاية في لِين بعض القُضاة المتقشفِّين وإذْعانهم - مع الزُّهد والتقشُّف - للمُسْتَفْتِينَ، ما نَقَلْتُهُ من دُرِّة الغَوَّاصِ للحريريّ أيضًا، قال:

    اجتمَع قومٌ على شَراب فَتَغنَّى مُغَنِّيهم بشِّعر حسّان:

    إنَّ التي ناوَلْتَنِي فردَدْتُها

    قُتِلَتْ - قُتِلْتَ فهاتِها لم تُقتَلِ

    كِلتاهما حَلَبُ العَصيرِ فَعاطِني

    بزُجاجةٍ أَرْخَاهُما للمِفْصَلِ

    فقال بعضُهم: امرأتي طالَقٌ، إنْ لم أسألِ الليلةَ عبيد الله⁴ بن الحسن القاضي عن عِلَّةِ هذا الشِّعر، لِمَ قال: إنَّ التي فوَحَّد، ثُمَّ قال: كلتاهما فثَنَّى؟ فأشْفَقوا على صاحِبهم، وتركوا ما كانوا عليه، ومَضَوْا يتَخَبَّطون القبائل إلى بني شَقِرَة⁵، فوجدوا عبيد الله بن الحسن يصلّي، فلمَّا فَرَغَ من صلاته قالوا له: قد جِئناك في أمر دَعَتْنَا إليه الضرورة؛ وشَرحوا له الخبر، وسألوه الجواب.

    فقال مع زُهْدِه وتَقَشْفِه: إنَّ التي ناوَلْتَني فرَدَدْتُها عَنى بها الخمرةَ الممزوجةَ بالماءِ، ثُمَّ قال: كلتاهما حَلَبُ العصير يريدُ الخمرةَ المتحلِّبةَ من العِنَب، والماءَ المتحلِّبَ من السَّحاب المُكنَّى عنه بالمُعْصِرات في قوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا} [النبأ: 14]

    قال الحريري: وقد بَقِيَ في الشِّعْر ما يُحتاجُ إلى تفسيره؛ أمَّا قوله: إنَّ التي ناولتني فرددتها قُتِلَتْ قُتِلْتَ؛ فإنَّه

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1