Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

النكت العصرية في أخبار الوزراء المصرية
النكت العصرية في أخبار الوزراء المصرية
النكت العصرية في أخبار الوزراء المصرية
Ebook117 pages37 minutes

النكت العصرية في أخبار الوزراء المصرية

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

يكاد كتاب الشاعر اليمني عمارة بن أبي الحسن بن زيدان الحكمي المذحجي ( 569 هـ)، النكت العصرية في أخبار الوزراء المصرية يشكل سيرة ذاتية له. وسيلاحظ قارئ الكتاب علاقات عمارة الوثيقة برجالات الدولة، ومقدار حرصهم على إكرامه وسعيهم لمدائحه ومدى الحفاوة به وبشعره من الوزراء الذين تعاقبوا على حكم مصر. والخلاصة أن هذا الكتاب يؤرخ لحقبة من تاريخ مصر من منظور شاعر يمني، وعلى القارئ أن يظل يتذكر ذلك وهو يقرأ الكتاب.
Languageالعربية
Release dateMar 19, 2020
ISBN9781912643523
النكت العصرية في أخبار الوزراء المصرية

Related to النكت العصرية في أخبار الوزراء المصرية

Related ebooks

Reviews for النكت العصرية في أخبار الوزراء المصرية

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    النكت العصرية في أخبار الوزراء المصرية - عمارة بن أبي الحسن الحكمي اليمني

    مُقدمة

    يكادُ كِتاب الشاعر اليمني عُمَارة بن أبي الحسن بن زيدان الحكمي المذحجي ( ⁵⁶⁹ هـ)، «النكت العصريَّة في أخبار الوزراء المصريَّة» يُشكِّل سيرة ذاتيَّة له، وعُمَارة هذا شاعر وفقيه على مذهب الإمام الشافعي، أدَّى فريضة الحج عام ⁵⁴⁹ هـ، فالتقى بأمير مكَّة قاسم بن فليتة الذي أوفده إلى مصر في سفارة، فوصلها في ربيع الأول عام ⁵⁵⁰ هـ، وألقى قصيدة بين يدي الخليفة الفاطمي الفائز ووزيره طلائع بن رُزِّيك، مطلعها:

    الحمد للعِيس بعد العزم والهِمَمِ

    حمدًا يقوم بما أَولتْ من النِّعمِ

    وقد جاء فيها:

    فهل درى البيتُ أَنّي بعد فرقته

    ما سرتُ من حَرَمٍ إلَّا إلى حَرَمِ

    حيثُ الخلافةُ مضروب سُرادِقُها

    بين النقيضينِ من عَفْوٍ ومن نَقَمِ¹

    وللإمامة أنوار مقدَّسة

    تَجلو البغيضين من ظُلمٍ ومن ظُلَمِ

    أقسمتُ بالفائز المعصوم معتقِداً

    فوزَ النجاة وأجرَ البِرِّ في القَسَمِ

    لقد حمى الدينَ والدنيا وأهلهَما

    وزيرُه الصالح الفرَّاجُ للغُمَمِ

    اللابس الفخرَ لم تَنسج غلائلَه

    إلَّا يدُ الصَّنْعَتين السيف والقَلَمِ

    وقد تلقَّت الطبقة الحاكمة هذه القصيدة بالإعجاب والاستحسان، فأعادها عدَّة مرَّات، ثُمَّ أُفِيضَ عليه من خِلع الثياب المُذهَّبة، ودُفع له ألف دينار.

    عاد عُمَارة بعد ذلك إلى مكة، ومنها إلى مسقط رأسه في اليمن، ولم تبرح خَيالَه ذكرياتُ الأيام السعيدة التي قضاها في مصر، وما قُوبل به من حفاوة وكرم، وأخذ يتحيّن الفرصة للعودة إليها مرة أخرى.

    توقَّف عُمَارة اليمني عند أُسرته في اليمن، وتحدَّث عن عمِّه عليّ، وما كان له من نفوذ واسع وثروة كُبرى في مُرْطان الواقعة في تهامة اليمن. كما تحدَّث عن توزّع الرئاسة بين جدِّه لأُمِّه المُثيب بن سليمان وبين زيدان بن أحمد جدّه لأبيه هناك.

    وفي ضوء حديث عُمَارة اليمني عن أسرته، فإنَّه ينتمي إلى أسرة نبغ فيها الكثير من العلماء، لكنَّه يعود ليثني على عمِّه عليّ ليقول على لسان أخيه عنه: «لو كان عمّك عليّ في زمن نبيّ، لكان حواريًّا، أوصدِّيقًا لفرط سؤدده».

    عاد عُمَارة إلى مصر، وعاد إلى سيرته في مدح خلفاء الدولة العبيديَّة الفاطميَّة، التي تولَّى العاضد حُكمها بعد موت الفائز في سنة ⁵⁵⁵ هـ، وتقلَّبت الأوضاع في مصر في السنوات الأخيرة من عُمر العبيديين الفاطميين، وتقلَّب معها عُمَارة، فقد كان مألوفاً أنْ يتولَّى الوزارة مَن يتمكَّن من التغلّب على خصمه أو خصومه، ومدح عُمَارة الوزراء المتغلبين، وهجاهم بعد قتلهم أو الانقلاب عليهم، لا فرق عنده في ذلك بين الصالح وابنه العادل أو ضرغام أو شاور.

    ويكاد الكِتاب يتوقَّف عند سيرة قصائده وتلقّيها في بلاطات الخليفة والأمراء والوزراء، كما يتوقَّف عند العطايا والهِبات التي كان يتلقَّاها، ومدى الحفاوة به وبشِعره من الوزراء الذين تعاقبوا على حكم مصر.

    لكنَّ مجيء صلاح الدين الأيوبي إلى مصر وقضاءَهُ على الدولة الفاطميَّة، وعودة مصر إلى المذهب السُّني، والدعاء للخليفة العباسي في خطبة الجمعة؛ جعل عُمَارة ينحاز إلى الدولة الفاطميَّة، ولم يكن انحيازه مَذهبيًّا، بقَدْر ما كان سياسيًّا ونفعيًّا. وقد تجلَّى ذلك في رثائه للدولة الفاطميَّة:

    أسفي على زمن الإمام العاضدِ

    أسفَ العقيم على فراق الواحدِ

    جالستُ من وزرائه وصحبتُ من

    أمرائه أهل الثناء الماجدِ

    لهفي على حُجُراتِ قصرك إذ خَلَتْ

    يا بن النبي من ازدحام الوافدِ

    والحقُّ أنَّ قارئ الكتاب، يلحظ علاقات عُمَارة الوثيقة برجالات الدولة، ومقدار حرصهم على إكرامه وسعيهم لمدائحه. ويبدو أنَّ قدوم صلاح الدين أفضى إلى تدمير هذا الزمن الجميل؛ لأنَّ نهاية

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1