Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار: المعروف بالخطط المقريزية
المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار: المعروف بالخطط المقريزية
المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار: المعروف بالخطط المقريزية
Ebook162 pages58 minutes

المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار: المعروف بالخطط المقريزية

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

سمى المقريزي كتابه هذا باسم المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، وإن كان الكتاب قد عرف باسم الخطط المقريزيّة، إشارة إلى كلمة خطة التي تعني المكان الذي يسكنه الإنسان. ويؤرخ المقريزي في خططه لمصر خلال الفترة الممتدة من سنة عشرين للهجرة النبوية الشريفة وحتى سنة ست وتسعمئة، مبينا ما للنيل من أثر في حياة مصر، متعرضا لمناخها وطقسها، مؤرخا للكيفية التي تم بها إنشاء كل من مصر والقاهرة. وقد تنوعت مصادر المقريزي، فجمعت بين المشاهدة والوثيقة والمصادر التاريخية السابقة، وكتب الأدب والفقه والتصوف والفلسفة والطب والصيدلة وكتب النبات والفلاحة والأنساب والتاريخ والجغرافيا. إن هذا الكتاب يمثل نمط الكتابة التاريخية ذات الطابع الموسوعي، الذي يكشف عن جهد كبير، وتتبع واسع وثقافة متنوعة. وقد اقتصرنا على اختيار شيء من التاريخ المعماري والإجتماعي لمدينة القاهرة كما تتجلى في الكتاب.
Languageالعربية
Release dateMar 19, 2020
ISBN9781912643509
المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار: المعروف بالخطط المقريزية

Related to المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار

Related ebooks

Related categories

Reviews for المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار - أحمد بن علي المقريزي

    مُقدِّمة

    تَرَكَ تقي الدين المقريزي (ـ 845 هجريَّة) مؤلَّفات عديدة؛ في التاريخ والأنساب والعقائد والفقه والأدب والعلوم، لكنَّه لم يصل إلينا منها سوى النَّزْر اليسير. وقد عُرف الرَّجل بهذا اللَّقب نسبة إلى حارة في بعلبك تُعرف بحارة المقارزة، لكنّه وُلد ونشأ في مصر وظلّ مُتفرِّغًا للعِلم وللكتابة التاريخيَّة.

    كانت الكتابة التاريخيَّة يومها من أبرز العلوم، وهو العصر الذي تميَّز بعصر الموسوعات القائمة على الجَمْع والنقل والترتيب في ضَوء فكرة بعينها. وقد بَرَزَ في الكتابة التاريخيَّة آنذاك:

    السيرة المفردة والترجمات المجموعة لأعلام القرن، ومعاجم الترجمات المرتَّبة على حروف الهجاء، أو كُتب الطبقات أو الحوليات.

    سَمَّى المقريزي كتابه هذا باسم المواعِظ والاعتبار بذِكْر الخِطَط والآثار، وإنْ كان الكتاب قد عُرف باسم الخِطَط المقريزيَّة، إشارةً إلى كلمة خِطَّة التي تعني المكان الذي يسكنه الإنسان. وقد بيَّن المقريزي دوافعه لتأليف كتابه الموسوعي فقال:

    "وكانت مصر هي مسقط رأسي، وملعب أترابي ومجمع ناسي، ومغنى عشيرتي وحاميتي، وموطن خاصتي وعامتي، الذي رُبّى جناحي في وَكْره، وعُشّ مأربي فلا تهوى الأنفس غير ذِكْرِه، لا زلتُ مذ شدوتُ العِلم، وآتاني ربِّي الفطانة والفهم، أرغب في معرفة أخبارها، وأُحِبُّ الإشراف على الاغتراف من آبارها، وأهوى مساءلة الركبان عن سكان ديارها. فقيَّدتُ بخطّي في الأعوام الكثيرة، وجمعتُ من ذلك فوائد قَلَّ ما يجمعها كتاب، أو يحويها لعزَّتها وغرابتها إهاب. إلَّا أنَّها ليست بمرتَّبة على مثال، ولا مُهذَّبة بطريقة ما نُسج على منوال، فأردتُ أنْ ألخص منها أنباء ما بديار مصر من الآثار الباقية، عن الأمم الماضية والقرون الخالية، وما بقي بفسطاط مصر من المعاهد غير ما كاد يفنيه البِلى والقِدَم، ولم يبقَ إلَّا أنْ يمحو رَسْمها الفناء والعدم.

    وأذكر ما بمدينة القاهرة من آثار القصور الزاهرة، وما اشتملت عليه من الخطط والأصقاع، وحوته من المباني البديعة الأوضاع، مع التعريف بحال من أَسَّس ذلك من أعيان الأماثل، والتنويه بذِكْر الذي شادها من سراة الأعاظم والأفاضل. وأنثر خلال ذلك نكتًا لطيفة، وحِكَمًا بديعة شريفة، من غير إطالة ولا إكثار، ولا إجحاف مُخلٍّ بالغرض ولا اختصار، بل وسط بين الطرفين، وطريق بين بين".

    يُؤرِّخ المقريزي في خِططه لمصر خلال الفترة الممتدَّة من سنة عشرين للهجرة النبويَّة الشريفة وحتَّى سنة ستٍ وتسعمئة، مُبيِّنًا ما للنِّيْلِ من أثر في حياة مصر، مُتعرِّضًا لمناخها وطقسها، مُؤرِّخًا للكيفيَّة التي تمّ بها إنشاء كلّ من مصر والقاهرة، التي اختطَّ أساسها القائد جوهر من الطوب النيء، مُبتدئًا بحارات القاهرة وظواهرها معدّدا سبعًا وثلاثين حارة، مُبيِّنًا كيفية بنائها ومَن قام على هذا البناء، مُنطلقًا إلى ما لا يطلق عليه اسم حارة أو درب بل يُسمّى خطًّا، وهي كثيرة تتغيَّر أسماؤها من حين لآخر، وقد أورد ما تيسّر له منها فكانت ثلاثين خَطَّا، مُبيِّنًا ما كان عليه كلّ خَطّ وما آل إليه ومَن أمر بإنشائه، ومَن قام به وأسبابه. مُنتقلًا إلى ذِكْر الدروب والأزقَّة مُبيِّنًا أسماءها التي كانت، وماذا أصبحتْ وإلى مَن تُنسب من الأشخاص وما فيها من مًحالٍ ودكاكين، وكان عددها خمسةً وستين دربًا وثمانية أزقة. ثمَّ يُعدِّد الخوخ، والخوخة نافذة في باب كبير وعددها أربع عشرة خوخة. ثمَّ ينتقل إلى الرحاب، والرحبة تعني الموضع الواسع، والرحاب كثيرة لا تتغيّر إلَّا بأنْ يُبنى فيها، وقد ذكر تسعًا وأربعين رحبة، ثمَّ ينتقل إلى ذِكْرِ الدور الهامَّة وعددها ست وخمسون دارًا مُسمّيًا إيَّاها بأسماء أصحابها. ثمَّ ينتقل إلى ذِكْر الحمامات والفنادق والخانات، مُترجِمًا لها وللأمراء والسلاطين الذين عملوا على بنائها، ثمَّ ينتقل إلى الخلجان والقناطر والبرك والجسور التي تمّ بناؤها لجرّ مياه النيل إلى الحارات. كما يؤرِّخ للملوك والسلاطين الذين تعاقبوا عليها منذ بناء قلعة الجبل مُبتدئًا بالقائد أبي الحسن جوهر الصقلي الذي قَدِم إلى إفريقيا بعساكر مولاه المُعزّ لدين الله أبي تميم معدّ، مُنتهيًا بالمَلِك الأشرف قانصوه سنة ستٍ وتسعمئة، مُترجمًا لحياتهم وكيفيَّة وصولهم إلى السلطة وفتوحاتهم وغزواتهم، وما بنوا وما هدموا وكان عددهم ستًّا وخمسين سلطانًا ومَلِكًا.

    ثمَّ انتقل إلى الجوامع ذاكِرًا بنائها والكيفيَّة التي تمّ عليها البناء وعددها ثمانٍ وثمانون جامعًا. ثمَّ انتقل إلى ذِكْر المدارس ومَن قام على بنائها والأوقاف الموقوفة عليها، وما حلّ بها من تبدّل وتغيّر وعددها ثلاث وسبعون مدرسة. ثمَّ انتقل إلى ذِكْر المساجد والمستشفيات والخوانك والربط والزوايا والمشاهد والمقابر والقرافات ومساجد القرافات والجواسق والمصليّات والمعابد.

    ثمَّ انتقل إلى ذِكْر المِلَل غير الإسلاميَّة الموجودة في مصر والقاهرة وهم اليهود والنصارى وذكر أحوالهم وكنائسهم ودياراتهم.

    وقد تنوَّعتْ مصادر المقريزي، فجمعتْ بين المشاهدة والوثيقة والمصادر التاريخيَّة السابقة، وكتب الأدب والفقه والتصوّف والفلسفة والطبّ والصيدلة وكُتب النبات والفلاحة والأنساب والتاريخ والجغرافيا.

    إنّ هذا الكتاب يُمثِّل نمط الكتابة التاريخيَّة ذات الطابع الموسوعي، الذي يكشف عن جهد كبير، وتتبّع واسع وثقافة متنوِّعة. وقد اقتصرنا على اختيار شيءٍ من التاريخ المعماري والاجتماعي لمدينة القاهرة كما تتجلَّى في الكتاب.

    مُقدِّمة المُؤلِّف

    إنَّ عِلم التاريخ من أَجَلِّ العلوم قَدْرًا، وأشرفها عند العقلاء مكانةً وخطرًا، لمَا يحويه من المواعظ والإنذار، بالرحيل إلى الآخرة عن هذه الدار، والاطِّلاع على مكارم الأخلاق ليُقتدى بها، واستعلام مذامّ الفِعال ليرغبَ عنها أولو النُّهَى¹. لا جَرَم² أن كانت الأَنفُس الفاضلة به وامقة³، والهمم العالية إليه مائلة وله عاشقة. وقد صنَّف فيه الأئمة كثيرًا، وضَمَّنَ الأجلّةُ كتبهم منه شيئًا كبيرًا.

    وكانت مصر هي مسقط رأسي، وملعب أترابي ومجمع ناسي، ومغنى عشيرتي وحاميتي، وموطن خاصتي وعامتي، وجؤجؤي الذي رُبّى جناحي في وَكْره، وعشّ

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1