Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

نزهة المشتاق في اختراق الآفاق
نزهة المشتاق في اختراق الآفاق
نزهة المشتاق في اختراق الآفاق
Ebook242 pages1 hour

نزهة المشتاق في اختراق الآفاق

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

مقتطفات من كتاب نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، للشريف الإدريسي. وكان الإدريسي قد رحل رحلة طويلة زار خلالها الأندلس وشمال إفريقيا ومصر وبلاد الشام وكذلك آسيا الصغرى والشرق، وأجزاء من أوربا الغربية وبخاصة سواحل إنجلترا وفرنسا وإيطاليا، ثم عاد إلى سبتة. ليستقر بعدها في جزيرة صقلية، تلبية لدعوة ملكها روجار الثاني (533ه-113م)، الذي دعاه ليضع له صورة للأرض للوقوف على حقيقة العالم. وقد استغرق الإدريسي لإنجاز هذه المهمة خمس عشرة سنة (548ه)، استفاد خلالها من كتابات الجغرافيين اليونانيين والعرب الأوائل، وقام بتقسيم العالم إلى سبعة أقاليم، معتمدًا فيها على خريطة بطليموس بعد تصحيحها.
Languageالعربية
Release dateMar 19, 2020
ISBN9781912643615
نزهة المشتاق في اختراق الآفاق

Related to نزهة المشتاق في اختراق الآفاق

Related ebooks

Reviews for نزهة المشتاق في اختراق الآفاق

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    نزهة المشتاق في اختراق الآفاق - أبو عبد الله محمد بن محمد الإدريسي

    www.tcaabudhabi.ae

    المقدمة

    هذه مقتطفات من كتاب نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، للشريف الإدريسي. اعتمدنا فيها على النسخة التي شارك في تحقيقها: ر. روبيناتشي وآخرون، ونشرتها مكتبة الثقافة الدينية في القاهرة عام ²⁰⁰². وكانت قد صدرت أول وأقدم طبعة عربية من الكتاب في مطبعة ميديشتي بروما عام ¹⁵⁹² م باسم: نزهة المشتاق في ذكر الأمصار والأقطار والبلدان والجزر والمدائن والآفاق، وهي طبعة نادرة الوجود.

    والإدريسي (493_560ه =1100_1165م) هو أبو عبد الله، محمد بن محمد بن عبد الله بن إدريس الحمودي الصقلي القرطبي الحسني الطالبي، المعروف بالشريف الإدريسي، فهو من أدارسة المغرب الأقصى. وهو مؤرخ ورائد من رواد علماء المسلمين في الجغرافيا، من علماء القرن السادس الهجري. ولد في سبتة، ونشأ في قرطبة محبًّا للعلم والمعرفة.

    ولم يكن الإدريسي جغرافيًّا خرائطيًّا فقط، وإنما كان مع ذلك عالمًا متعدد المعارف والمهارات، تذكر له مشاركة في كثير من فروع العلم الأخرى، كالصيدلة، والطب، والنباتات، كما كان أديبًا جيد الأدب وشاعرًا. ويبدو أنه ترك في كلّ مجال مؤلفات متعددة، ومن مؤلفاته: الجامع لصفات أشتات النبات، استفاد منه ابن البيطار، وله روض الأنس ونزهة النفس، ويعرف بالممالك والمسالك، وله كذلك: أنس المهج وروض الفرج. قال عنه الصفدي: كان أديبًا ظريفًا شاعرًا.

    وكان الإدريسي قد رحل رحلة طويلة زار خلالها الأندلس وشمال إفريقيا ومصر وبلاد الشام وكذلك آسيا الصغرى والشرق، وأجزاء من أوربا الغربية وبخاصة سواحل إنجلترا وفرنسا وإيطاليا، ثم عاد إلى سبتة. ليستقر بعدها في جزيرة صقلية، تلبية لدعوة ملكها روجار الثاني (533ه_1138م)، الذي دعاه ليضع له صورة للأرض للوقوف على حقيقة العالم.

    إذ كان روجار حريصًا على معرفة الحدود البرية والبحرية للبلدان الخاضعة له سياسيًّا، وتحديد موقعها بالنسبة لإقليمه وبالنسبة للأقاليم الأخرى وموقعها من الكرة الأرضية، و دراسة البحار والخلجان في العالم مع معرفة غيرها من البلدان الأخرى أيضًا، فضلًا عن تغطية الجانب البشري من خلال معرفة أوضاع السكان الاقتصادية والاجتماعية ومستوى التحضر لديهم عن طريق دراسة الأحوال العمرانية والسياسية. لذلك لم يهدف للوصول لهذه المعرفة من المصادر المكتوبة فقط، وإنما أراد تأكيد ذلك بالمشاهدة سواء من قبل الإدريسي شخصيًّا أم عن طريق الرحّالة والمستكشفين.

    وقد خرجت إلى النور موسوعة جغرافية للعالم ولبلدانه في ق¹²م، سميت قديمًا بـ كتاب روجار، من قبيل شهرة الكتب بأسماء الملوك التي ألفت لها، توجت بخرائطه وبمؤلفه الذي ضمنه كل ما عرفه الأقدمون من معلومات صحيحة، وأضاف إليه ما اكتسبه هو وما رآه ورصده في رحلاته واختباراته. وامتازت بأنها تحمل تصورًا عامًّا للكرة الأرضية كلها مبنيًّا على المشاهدة والقياس والمقارنة والربط بين الأجزاء مع مراعاة النسب فيما بينها. وقد مر عمله بأربع مراحل: إعداد أدوات الرسم، إعداد الأطلس، صنع الكرة الفضية، تأليف الكتاب. وقد كانت الخريطة الكروية الشاملة للعالم هي الأصل والكتاب شارحًا لها.

    وقد استغرق الإدريسي لإنجاز هذه المهمة خمس عشرة سنة ( ⁵⁴⁸ه)، استفاد خلالها من كتابات الجغرافيين اليونانيين والعرب الأوائل، وقام بتقسيم العالم إلى سبعة أقاليم، معتمدًا فيها على خريطة بطليموس بعد تصحيحها، مقسمًا محيط الكرة الأرضية طولًا إلى عشرة أجزاء متساوية، بخطوط تبدأ من قطب الكرة الأعلى، وتنتهي عند قطبها الأسفل، جاعلًا الخط الرئيس فيها هو الخط المار بالجزائر الخالدات في بحر الظلمات، أي المحيط الأطلنطي، ثم عمد إلى تقسيمها إلى سبعة أحزمة عرضية فوق خط الاستواء (تنقسم في داخلها إلى تسعين قسما أو درجة، منحصرة فيما بين خط الاستواء والقطب الشمالي).

    وبذلك انقسمت خريطته إلى سبعين جزءاً، نقلها إلى مستطيلات، عمد إلى شرحها والتعريف بها طبيعيًّا وبشريًّا في النزهة، مقسمًا كتابه إلى مقدمة مقتضبة، أتبعت بسبعة أبواب، ضمت في داخلها سبعين فصلًا، وهي الطريقة التي قام بها أيضًا الخوارزمي وتبعه الفرغاني والبيروني. وبالطبع فكل هذه التقسيمات وهمية كما ذكر الإدريسي.

    وأما كيفية تقسيم الأقاليم بحسب درجات العرض فقد جاءت متساوية تقريبًا باستثناء الإقليم الأول، فقد جعل الأول يضم ²³ درجة من درجات العرض، ثم يشتمل كل من الأقاليم الستة على ست درجات. وقد كان موضع الأقاليم السبعة كالتالي: الإقليم الأول (⁰ ـ ²³ درجة)، الإقليم الثاني (²⁴ ـ ²⁹ درجة)، الإقليم الثالث (³⁰ ـ ³⁵ درجة)، الإقليم الرابع (³⁶ ـ ⁴¹ درجة)، الإقليم الخامس (⁴² ـ ⁴⁷ درجة)، الإقليم السادس (⁴⁸ ـ ⁵³ درجة)، الإقليم السابع ( ⁵⁴ ـ ⁵⁹ درجة)، ثم أضاف إلى الإقليم السابع ⁵ درجات فأصبح مجموع الدرجات شمال خط الاستواء ⁶⁴ درجة.

    وهكذا جعل الإدريسي الإقليم الأول بين صفر ـ ²³ شمالًا، بينما يمتد كل من الأقاليم الخمسة التالية عبر ست درجات عرضية، أما الإقليم السابع فيمتد من دائرة عرض ⁵⁴ شمالًا إلى ⁶³ شمالًا، وأما ما بعد هذه الأقسام فكان جزءًا صغيرًا من الأرض يقع جنوب دائرة الاستواء ويمتد مسافة ¹⁶ عرضية، وذكر أنه خلاء لشدة الحر، واعتقد أن جنوب ذلك بحر الظلمات حيث لا عالم بعده.

    وبالإضافة إلى السبعين خريطة للعالم الملحقة في الكتاب، فإنه توجد خريطتان، إحداهما تمثل الشمال الخالي والأخرى تمثل الجنوب الخالي أيضًا، لكن معظم المراجع لا تذكرها، وقد يكون مرد ذلك إما لفقدان مخطوطاتها أو لعدم قيمتهما بسبب عدم احتوائها للمظاهر الطبيعية والبشرية، ثم إنهما خارج التقسيمات السبعينية التي بموجبها رسم الإدريسي خرائطه.

    ويمثل الإدريسي بخرائطه للعالم في عصره القمة التي وصل إليها في الخرائط في العصر الوسيط، كما تعد خرائطه نقطة تحول في تطور علم الخرائط، وبدأ الاهتمام بتقسيم خط نصف النهار وخط الاستواء وضبط درجات الطول والعرض للمدن والبلدان بدقة كما في الخرائط الحديثة؛ لذا فهو همزة الوصل بين الشرق والغرب، وسبيل لانتقال الفن الخرائطي من الشرق الإسلامي إلى الغرب الأوربي.

    ومما هو جدير بالذكر أن الإدريسي استخدم الألوان في خريطته؛ إذ ظهرت البحار باللون الأزرق والجبال باللون الأحمر والبني الأرجواني، والأنهار باللون الأخضر والمدن بدوائر مذهبة. وقد امتازت خريطة الإدريسي أيضًا بأنها احتوت على بعض أسماء البلدان الصغيرة في جنوب إنجلترا، وأعطت أحسن الأبعاد لشمال غرب أوربا حيث ظهرت الدانمرك على خريطته بوضوح، كما يلاحظ أنها خريطة رسمت مقلوبة، وهذا مما يميزها عن جميع الخرائط الأخرى. وقد أورد الحريري أن هذه الخريطة اشتملت على ²⁰⁶⁴ اسمًا منها ³⁶⁵ في إفريقيا، ⁷²⁰ في أوربا، ⁹⁵⁹ في آسيا، وإن كانت أسماء الظاهرات الطبوغرافية قد تغير بعضها حاليًّا إلا أن البقية ما زالت تحمل الاسم نفسه أو تقاربه.

    ويمثل الإدريسي مرحلة جديدة في تطور علم الخرائط يمكن أن يعبر عنه بمرحلة النماذج؛ لأنه صنع نموذجًا للكرة الأرضية. وقد ترجمت كتبه إلى اللاتينية والإنكليزية والألمانية والفرنسية والإسبانية والروسية والفنلندية والإيطالية والنمساوية، وقد طبعت أوروبا كتاب الإدريسي في كل من: باريس سنة ¹⁶¹⁹ م، ومدريد سنة ¹⁷⁹⁹ م، ولبسك سنة ¹⁸²⁸ م، وليون سنة ¹⁸⁶⁴ م، ومدريد سنة ¹⁸⁸¹ م، وروما سنة ¹⁸⁸⁵ م.

    وكان للمستشرقين السبق في إظهار هذا الكتاب وطبعه باللغة العربية، وبعضهم اختص بطباعة أقسام منه تخص دولة أو مجموعة دول. وقد اعتمدت أوروبا وجامعاتها وعلماؤها على مؤلفه كمرجع في الجغرافيا لمدة تزيد عن أربعة قرون. وكان ظهور الجغرافيين الأوروبيين في ق ¹⁶م وعلى رأسهم مركاتو الألماني استنادًا إلى مؤلفات الإدريسي بشكل أساسي، برغم أنهم اعتبروا أن كوبرنيكس هو صاحب الفضل في اكتشاف كروية الأرض، مع أنهم نقلوا نصوص الجغرافيين العرب حرفيًّا.

    وقد ضمَّن الإدريسي في مؤلفه هذا خلاصة الكتب الجغرافية قبله؛ وهي: كتاب العجائب للمسعودي، وكتاب أبي نصر سعيد الجيهاني، وكتاب أبي القاسم عبيد الله بن خرداذبة، وكتاب أبي القاسم محمد الحوقلي البغدادي، وكتاب خاناخ بن خاقان الكيماكي، وكتاب أحمد بن عمر العذري، وكتاب موسى بن قاسم القردي، وكتاب أحمد بن يعقوب المعروف باليعقوبي، وكتاب إسحاق بن الحسن المنجم، وكتاب قدامة البصري، وكتاب بطلميوس الأقلودي، وكتاب أرسيوس الأنطاكي.

    وقد أطلق على الأدريسي لقب استرابون العرب، وجاء في دائرة المعارف الفرنسية أن كتابه نزهة المشتاق هو أوفى كتاب جغرافي تركه لنا العرب، وأن ما يحتويه من تحديد للمسافات والوصف الدقيق يجعله أعظم وثيقة علمية جغرافية. وذكر كراتشكوفسكي أنه أفضل رسالة في الجغرافيا وصلتنا عن العصور الوسطى سواء من الشرق أو الغرب. ويقول المستشرق الإسباني بالنثيا أن الكتاب حافل بالمعلومات الصحيحة في الغالب، ومادته وافرة عن البلاد الأوربية التي تسكنها شعوب نصرانية. ويقول عنه الباحث الهندي نفيس أحمد: والكتاب بالتأكيد هو أكبر نموذج بارز لانصهار المعلومات الجغرافية القديمة مع المعلومات المتجددة. وتقول دائرة المعارف الفرنسية: إن كتاب الإدريسي في الجغرافيا هو أعظم وثيقة علمية جغرافية في القرون الوسطى.

    وقد حرصت على أن أطوف بكم على الإنجازات الجغرافية للإدريسي ولعلماء المسلمين قبل الشروع في قراءة هذه المقتطفات، وبهدف التبسيط وضعنا عناوين إضافية، وقسمنا الكتاب بشكل أكثر سهولة ويسرًا، للاطلاع على هذه النفيسة من نفائس تراثنا العلمي العربي.

    الأرض

    إن في بعض ما خلق لعبرة لأولي الأبصار، وذكرى لذوي الخواطر الصقيلة والأفكار، فمن آياته

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1