ابو النواس
()
About this ebook
Read more from العقاد عباس محمود
التفكير فريضة اسلامية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأثر العرب في الحضارة الاوروبية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsابليس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsابن سينا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعبقري الإصلاح والتعليم: الإمام محمد عبده: عباس محمود العقاد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأبو العلاء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsإبراهيم أبو الأنبياء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsهذه الشجرة: عباس محمود العقاد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأعاصير مغرب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمجمَع الأحياء: عباس محمود العقاد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسارة Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related to ابو النواس
Related ebooks
فَضَّةُ الصَّرْخَةِ ـ الجحيم نظرة عن كثب Rating: 5 out of 5 stars5/5المقامات الزينية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالتقريب والتيسير لمعرفة سنن البشير النذير Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحادي الأرواح إلى بلاد الأفراح Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعمل اليوم والليلة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتذكرة الأريب في تفسير الغريب Rating: 1 out of 5 stars1/5روائع ابن قيم الجوزية: الجزء الأول Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفاكهة الخلفاء ومفاكهة الظرفاء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكتاب المعارف Rating: 4 out of 5 stars4/5مجمع الأمثال Rating: 5 out of 5 stars5/5رواية المضطرب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتأويل سورة الهمزة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمصباح Rating: 1 out of 5 stars1/5#إرهاصات_وردية_الليل Rating: 4 out of 5 stars4/5صفحات من المجد الخالد Rating: 5 out of 5 stars5/5زيارة الرسول صلى الله عليه وسلم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالتُهمه عربي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالبحوث المجيدة Rating: 5 out of 5 stars5/5سيرة عمر بن الخطاب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعربي الهوى: و اختصار كل شيئ هو أنا نحب Rating: 4 out of 5 stars4/5الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي: الداء والدواء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsاغاثة اللهفان من مصائد الشيطان Rating: 3 out of 5 stars3/5ألتَحَرُر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأرض جوش: قلادة العهد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsهل السعادة حلم لا يتحقق؟ Rating: 4 out of 5 stars4/5مذكرات هراسيوس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمسك الختام في الصلاة والسلام على خير الأنام Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأمل الحسدة حقيقة نيك: سلسلة أمل الحسدة, #2 Rating: 1 out of 5 stars1/5
Related categories
Reviews for ابو النواس
0 ratings0 reviews
Book preview
ابو النواس - العقاد عباس محمود
أبو نواس عند العامة
شهرة أبي نواس
اشتهر في الأدب العربي عشرات من الشعراء والأدباء، يعرفهم قراء الأدب ورواته، ولا تصل أسماؤهم — فضلًا عن أخبارهم — إلى الأميين وأشباه الأميين من جهلاء العامة، ما عدا شاعرًا واحدًا اشتهر من بين هؤلاء الشعراء والأدباء في بابه فسمع به الأميون وأشباه الأميين، واتخذوا من اسمه علمًا على كل من يشبهه في صورته عندهم، وصحفوا ذلك الاسم تصحيفًا يدل على مصادره الأمية، فعرفوه باسم « أبي النواس » بتشديد الواو وزيادة الألف واللام للتعريف على الدوام .
ولم يكن شذوذ هذا الشاعر عن هذه القاعدة لسهولة شعره، فإن الأميين الذين يتناقلون أخباره ونوادره لا ينقلون بيتًا واحدًا من شعره، ولا يروونه مصحفًا أو بغير تصحيف، وإنما يعرفون الشاعر « شخصية » ذات أخبار، ولا يعرفونه قائلًا ينظم الأشعار .
ولم تكن هذه الشهرة أيضًا لقرب عهده وقصر الزمن بينه وبين رواته المتأخرين، فإن النواسي عاش في القرن الثاني للهجرة، وهؤلاء الأميون الذين يتناقلون أخباره المزعومة قد يجهلون أسماء الشعراء والأدباء في عصرهم، أو يجهلون على التحقيق أسماء الشعراء والأدباء بعد القرن الثاني للهجرة بلا استثناء، ما عدا هذا الاستثناء .
ولكن هذا الاستثناء لم يكن على أية حال مصادفة لغير سبب، كما سنرى في موضع البيان عن أسباب هذه الشهرة عند نشأتها الأولى، ومتى وجدت الشهرة فهي قابلة بعد ذلك للإضافة والزيادة، ولو من غير القبيل الذي نشأت من أجله في مرحلتها الأولى .
وإذا كان هذا شأن الأميين في التحدث بأخبار الشاعر المجدود، فلا عجب أن يتحدث به أشباه الأميين وهم أقرب إلى الأدب المقروء في الكتب، والقدرة على فهم القليل منه، إن فاتهم فهم أكثره وأصحه .
ونعني بأشباه الأميين أولئك الذين يقرءون ولا يقدرون على تصحيح نسبة الكلام واستقصاء وجوه التصحيح، فإذا سمعوا كلامًا لشاعر مشهور غيره، جاز عندهم أن يكون لهذا أو لذلك، وإن كان الفارق بينهما واضحًا لنقاد الأدب ورواته المتثبتين .
هؤلاء القراء أشباه الأميين يعرفون النواسي كإخوانهم الأميين؛ أي يعرفونه لأنه شخصية ذات أخبار، وقلما يعنيهم منه ذلك الشعر الذي ينسبونه إليه سواء صحت نسبته إليه أو إلى غيره، أو كان مختلقًا ملفقًا لا تصح نسبته إلى أحد من الشعراء المشهورين .
والغالب على هذه الشخصية أنها شخصية النديم اللاهي — « الحاذق » — ونكاد نكتبها « الحدق » بالدال، وعلى غير صيغة اسم الفاعل؛ لأن « الحداقة » كما يفهمها العامة هي أم الصفات التي تتغلب على « النواسي » في روايات أشباه الأميين، ومنها سرعة الجواب والفهم بالإشارة، أو الفهم الذي يوشك أن يكون اطلاعًا على الغيب، مع اللباقة في اللعب بالكلام أو اللعب بالأفهام على حسب المقام، ولا سيما اللهو ونبذ الحياء والملام .
وليس أشهر من الأدب المنسوب إلى أبي نواس في الكتب التي تروج بين أشباه الأميين، ومنها ألف ليلة، وأعلام الناس فيما جرى للبرامكة مع بني العباس، وقليله يغني عن الكثير .
قيل : « إن أمير المؤمنين هارون الرشيد أرِق ذات ليلة، فقام يتمشى في قصره بين المقاصير، فرأى جارية من جواريه نائمة فأعجبته فداس على رجلها، فانتبهت فرأته، فاستحيت منه، وقالت : يا أمين الله ما هذا الخبر؟
فأجابها يقول :
قلت : ضيفٌ طارقٌ في أرضكمهل « تضيفوه » إلى وقت السحر
فأجابت بسرورٍ سيديأخدم الضيف بسمعي والبصر
فبات عندها إلى الصباح، فلما كان الصباح سأل : من بالباب من الشعراء؟ قيل له : أبو نواس، فأمر به فدخل عليه، فقال : هات ما عندك على وزن : يا أمين الله ما هذا الخبر ! فأنشد يقول :
طال ليلي وتولاني السَّهرفتفكرتُ فأحسنت الفكَر
إلى أن يقول :
فإذا وجه جميل مشرقزانه الرحمن يزري بالقمر
فلمست الرِّجل منها موطئًافدنت مني ومدت بالبصر
وأشارت لي بقول مفصحٍيا أمين الله ما هذا الخبر؟
قلت : ضيفٌ طارقٌ في أرضكمهل « تضيفوه » إلى وقت السحر
إلى آخر البيتين . فتعجب أمير المؤمنين وأمر له بصلة .»
« وذكر الخطيب في بعض مصنفاته أن الرشيد دخل يومًا وقت الظهر إلى مقصورة جارية تسمى الخيزران على غفلة منها، فوجدها تغتسل فلما رأته تجللت بشعرها حتى لم ير من جسدها شيئًا، فأعجبه منها ذلك الفعل واستحسنه، ثم عاد إلى مجلسه وقال : من بالباب من الشعراء؟ قالوا : بشار وأبو نواس، فأمر بهما فحضرا وقال : ليقل كل منكما أبياتًا توافق ما في نفسي، فأنشأ بشار يقول :
تحببتكم والقلب صار إليكمبنفسي ذاك المنزل المتحبب
إلى أن يقول :
وقالوا: تجنبنا ولا قربَ بينناوكيف وأنتم حاجتي أتجنب
على أنهم أحلى من الشهد عندناوأعذب من ماء الحياة وأطيب
فقال الخليفة : أحسنت، ولكن ما أصبت ما في نفسي، فقل أنت يا أبا نواس، فجعل يقول :
نضت عنها القميص لصبِّ ماءٍفورَّد خدها فرط الحياء
وقابلتِ الهواء وقد تعرتبمعتدل أرق من الهواء
ومدت راحةً كالماء منهاإلى ماء معد في إناء
فلما أن قضت وطرًا وهمتفأسبلت الظلام على الضياء
وغاب الصبح منها تحت ليلٍفظل الماء يجري فوق ماء
فسبحان الإله وقد براهاكأحسن ما تكون من النساء
فقال الرشيد : سيفًا ونطعًا يا غلام ! قال أبو نواس : ولم يا أمير المؤمنين؟ قال : أمعنا كنت؟ قال : لا والله، ولكن شيئًا خطر ببالي . فأمر بأربعة آلاف درهم !»
وأمثال هذه الحكايات كثير، حد « الحذاقة » فيها — أو « الحداقة » — هو حدها عند أشباه الأميين، وهو شرطهم في أرباب الفن إلى هذه الأيام .
أخباره عند الأدباء
وغني عن القول : أن أخبار النواسي ليست مقصورة على الأميين وأشباه الأميين، ولكن اهتمام الأميين وأشباه الأميين بها هو وجه الغرابة في هذا الباب من الأدب، وأما العارفون بأدب الفصحى فلا وجه للغرابة في اهتمامهم به وبأمثاله من موضوعات الأدب والفنون .
على أن الأمر في هذه الناحية لا يخلو من غرابته التي تخص أخبار أبي نواس بخاصة، ولم يشاركه فيها أعلام الشعر والثقافة الفنية، فإن رواة الأدب الصحيح لا يهتمون بأبي نواس وأنداده من الأعلام على نحو واحد، بل يلوح عليهم أنهم يودون لو يشركونه بسهم في سيرة كل أديب . ويحبون إذا نسب الخبر إليه أو إلى غيره أن يؤثروه به لو استطاعوا، وأن يجعلوه من مروياته ومأثوراته دون المرويات والمأثورات عن سواه .
فصاحب العقد الفريد — ابن عبد ربه — من أعلم الرواة بأخبار الشعراء، ولكنه يروي عن أبي نواس بعض الأخبار التي نقلناها فيما تقدم عن الأميين وأشباه الأميين، ويضيف إليه أخبارًا مشهورة عن ذي الرُّمة وصاحبته مية، وتغني بها تلك الأخبار التي تدور حول البيتين المنسوبين إليه وهما :
على وجه مي مسحة من ملاحةٍوتحت الثياب العزُّ لو كان باديا
ألم تر أن الماء يخبث طعمهولو كان لون الماء في العين صافيا
وقد سئل ذو الرمة عنهما فأنكرهما وقال : وكيف أقول هذا وقد قطعت دهري وأفنيت شبابي أشبب بها !
فيأتي صاحب العقد الفريد، ولا يبالي كذب الرواية من أصلها، ويحتفظ بها ليسندها إلى أبي نواس بلسان أبي بكر الوراق، وهذا مقام من المقامات الفنية التي يؤلفها خاصة الأدباء تأليفًا؛ ليذكروا فيها ملحةً أو طرفة عن ذلك الشاعر المجدود .
روي عن أبي بكر الوراق عن الحسن بن هانئ أنه قال : « حججت مع الفضل بين الربيع حتى إذا كنا ببلاد فزارة، وذلك إبان الربيع، نزلنا منزلًا بإزاء ماء لبني تميم ذا روض أريض ونبت غريض، تخضع لبهجته الزرابي المبثوثة والنمارق المصفوفة، فقرت بنضرتها العيون وارتاحت إلى حسنها القلوب، وانفجرت لبهائها الصدور، فلم نلبث أن أقبلت السماء فانشق غمامها، وتدانى من الأرض ركامها، حتى إذا كانت كما قال أوس بن حجر حيث يقول :
دانٍ مسفٍ فوق الأرض هيدبهيكادُ يدفَعه من قامَ بالراح
همت برذاذ ثم بِطَشٍّ ثم بوابل، ثم أقلعت وغادرت الغدران مترعة تتدفق، والقيعان تتألق، رياض مونقة ونوافح من ريحها عبقة، فسرحت طرفي منها في أحسن منظر، ونشقت من رباها أطيب من المسك الأذفر، فلما انتهينا إلى أوائلها إذا نحن بخباء على بابه جارية مشرقة، ترنو بطرف مريض الجفون، وسنان النظر، أشعرت حماليقه فترة وملئت سحرًا، فقلت لزميلي : استنطقها . قال : وكيف السبيل إلى ذلك؟ قلت : استسقها ! فاستسقاها، فقالت : نعم ونعما عين، وإن نزلتم فعلى الرحب والسعة، ثم مضت تتهادى كأنها خوط بان أو قضيب خيزران، فراعني ما رأيت منها، ثم أتت بماء فشربت منه وصببت باقيه على يدي، ثم قلت : وصاحبي أيضًا عطشان ! فأخذت الإناء فذهبت فقلت لصاحبي : من الذي يقول