Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

انقلاب: الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا
انقلاب: الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا
انقلاب: الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا
Ebook197 pages1 hour

انقلاب: الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

قصة تدور حول تقلبات الدنيا التي تقلب كياننا وتخرجنا عن طبيعتنا؛ فالحياة ليست إلا محاولة خلاص مستميتة، وسعي دءوب للم شمل الصور المتناقضة المقلوبة فينا. وفي ظل حرب التناقضات التي نعيشها، ننشد السلام على أرض المعركة، وننشد الاستقامة على أرض معوجة، ونبحر نحو المثالية بمركب إبليسي. نُبعث للحياة من تغر الألم، ونولد من رحم الموت ثم نخشاه، علينا أن نخشى موت الوعي وليس موت الجسد، فنحن نحتاج أكثر من عمر لمعرفة ذواتنا وإحياء أنفسنا؛ فالوقت يداهمنا، فلا حاجة لنا بقلب المقلوب.
Languageالعربية
Release dateMay 31, 2019
ISBN9789948374473
انقلاب: الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا

Related to انقلاب

Related ebooks

Reviews for انقلاب

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    انقلاب - أروى الطيب

    السلام

    الإهــــــــــــــــــــــــــداء

    أُهدي هذا الكتاب؛ إلى باب السلام الحقيقي، وشمس المعرفة الربَّانية، الفيلسوف الإسماعيلي العظيم، الشيخ:

    } مختار المزنعي {

    و إلى كافة أبناء السلام، من يسعى للتحرر من القيود، ويحاول كسر قشرة الجمود، بإشعال فتيل السلام الداخلي؛ حتى تشرق من ذاته شمس الوعي والمحبة...

    حقوق النشر © أروى الطيب (2019)

    تمتلك أروى الطيب الحق كمؤلفة لهذا العمل، وفقاً للقانون الاتحادي رقم (7) لدولة الإمارات العربية المتحدة، لسنة 2002 م، في شأن حقوق المؤلف والحقوق المجاورة.

    جميع الحقوق محفوظة.

    لا يحق إعادة إنتاج أي جزء من هذا الكتاب، أو تخزينه، أو نقله، أو نسخه بأية وسيلة ممكنة؛ سواء كانت إلكترونية، أو ميكانيكية، أو نسخة تصويرية، أو تسجيلية، أو غير ذلك دون الحصول على إذن مسبق من الناشرين.

    أي شخص يرتكب أي فعل غير مصرح به في سياق المذكور أعلاه، قد يكون عرضة للمقاضاة القانونية والمطالبات المدنية بالتعويض عن الأضرار.

    الرقم الدولي الموحد للكتاب 978-9948-37-448-0 (غلاف ورقي)

    الرقم الدولي الموحد للكتاب 978-9948-37-447-3 (كتاب إلكتروني)

    رقم الطلب: MC-02-01-5514586

    التصنيف العمري:21+

    تم تصنيف وتحديد الفئة العمرية التي تلائم محتوى الكتب وفقا لنظام التصنيف العمري الصادر عن المجلس الوطني للإعلام.

    اسم المطبعة:

    مسار للطباعة والنشر (ش.ذ.م.م)

    عنوان المطبعة:

    دبي، الإمارات العربية المتحدة

    الطبعة الأولى (2019)

    أوستن ماكولي للنشر م. م. ح

    مدينة الشارقة للنشر

    صندوق بريد [519201]

    الشارقة، الإمارات العربية المتحدة

    www.austinmacauley.ae

    +971 655 95 202

    الحياة، هي محاولة خلاص مستميتة، وسعي للمِّ شمل جميع الصور المتصارعة فينا. نبحر نحو المثالية بمركب إبليسي، ولكن هناك خطأ في سعينا الحثيث، بل أخطاء تستحق الاستغفار الدائم؛ والذي يجب أن نفهمه ونمارسه، ليس بلغة الذنوب، بل كما ينبغي أن نفهم الاستغفار دون تعقيدات وعقد نفسيه، حتى نراه سلّماً نتخطى به أنفسنا، ونرتقي به إلى عتبات الخلاص. وذلك بمراجعة حساباتنا مع ذواتنا، معنا نحن القليل فينا والكثير، الواحد فينا والمتعدد، فنحن عباقرة في الكلام، ولكن بُلداء في الحساب؛ فالرياضات العقلية، والترويضات الجسدية ليست من اهتماماتنا؛ لذلك لا نحسن السعي الجاد لربط العالي بالداني، والوعي بالجسد، نحن نحسن السعي وراء الأحلام، نلهث خلف السراب. أصبح نسج الأحلام هو لعبتنا وفلسفتنا، فليس لنا محاولات جادة ومستقيمة ومدركة، تحاول رفع الأدنى المنحط فينا للأعلى، إلى عين الوعي، بل لطالما جعلنا العصمة بيد الجسد؛ فنذكِّر المؤنَّث (الجسد)، ونؤنِّث المذكَّر (الروح)؛ لذلك نحن لسنا إلا صورة شاذة تسعى لعقد قران الجسد على الروح في عرس سماوي أسطوري، ملَكي وملائكي، من شدة بريقه وبياضه وبهجته؛ يخيل للحضور بأنه مقامٌ بين الكواكب، يتبارك شهوده بقرب الشمس وغناء القمر وعزف النجوم، لكن لا أحد ينجح في الوصول إلى ذلك العرس الرفيع المستوى؛ ما لم يُصب بحريق الخيبة المفتعل من قبل الدخلاء فينا، وما تحدثه التصورات الشاذة من جحيم. لا أحد ينجو منه إلا بالسقوط رأسياً إلى الأرض، والارتطام بقاعدة الواقع الثابتة، وتذوق طعم كبريت المرارة، عند الانغماس في وحل الدم البشري الموبوء بفقر الرحمة، وفيروس الطمع والغطرسة، والسعي لنزع سلاح الوعي الكامل، فنبقى في حرب مستمرة؛ تتجاذبنا القوى الغريبة فيها، ما بين العالي والداني، ما بين الطامع والطامح.

    مهما حاولنا أن نلمَّ الشتات، ونقبض على فتات ما بقي من كياننا، وتعديل الصور المقلوبة فينا، يبقى لنا صور خارجنا أشد انقلاباً علينا حتى تصبح مصدر الإلهاء، ففي أثناء المحاولة لا بُدّ أن يقفز منَّا كائنٌ متمرد؛ جراء خطأ ارتكبناه بقصد أو بدون قصد، حيث أجبرنا الآخرون ومحيطنا أن يصبح الواحد منا متعدد، يصبح قبيلة كاملة في جسد واحد، فأجسادنا ليست إلا بيتاً بداخلهِ الكثير منّا، وهؤلاء الكثير ليسوا على وفاق دائم، كما هي كتلة الجسد التي تبدو متماسكة، حيث كل كثيف يتكاتف أكثر، أما الخفيف فيهرب بسهولة أكبر، وقد يتمرد متأثراً بحركة التمرد الخارجية الساذجة، ويبقينا في محاولة الخلاص والسعي البائس لعقد قران سلمي بين أجسادنا وقلوبنا، وجمع الروح والجسد تحت حشمة عقلية غير ناجحة، ففي الوقت الذي يعلن فيه العقل أنه ربُّ السمو فينا، مازال الجسد يخوض معاركه مع ربٍّ من نوع آخر، ربٌّ بربري يعشق الجماجم، ويبني له عظَمةً ومجداً من هياكل عظْمية تتعبد إليه بسلخ لحومها، والانسلاخ من جلدتها، والروح تُحيك من بقاياه كفناً؛ لكي تعيد إلى ذلك المجد نوعاً من جماله الإنسي.

    وخارج تلك المعارك التي تبرز فجأة في المحيط، هناك معارك دائمة لا تعقد فيها هدنة أبداً؛ وهي معاركنا مع كياننا، ومع ذلك نخشى أي هجوم خارجي، ونجيش له كل أعداء الداخل لقتل ذلك المعتدي. قليل منّا كيانه سلام، حتى ولو كان، فلا بُدّ من شظايا نيران صديقة تجعل أخضره يابساً.

    قد ينشد البعض بطريق الخطأ سلاماً في قاع الجحيم؛ وهذا لا يستقيم، عندما تخرج إلى الدنيا، فأنت تخرج من السلام إلى ميدان المعركة، بل المعارك. لحظة الولادة يقال لك أهلاً وسهلاً بك بطلاً جديداً في ساحة القتال، نأمل منك أن تصبح البطل المغوار (عنتر بن شداد)، (الزير سالم)، (سوبر مان)، (الرجل الوطواط)، وقد تنبغ في الفنون القتالية وتبرع في استخدام جميع أنواع أسلحة الدفاع والهجوم في (الكونغ فو) و(النينجا)، وقد تنتقل من معاركك الذاتية بعد أن تنتصر فيها؛ فتحصل على ترقية للمعارف الخارجية، فإذا برعت في الخداع والقتل والتهجم هنا بالأسفل؛ فنعدك نحن سكان الأرض أن نرقيك؛ لتصبح رائداً من رواد حرب الفضاء، ولهذا السبب تخرج من رحم أُمِّك باكياً؛ لأن كوننا يهمس في أُذنك قائلاً: مرحباً بك مجنداً جديداً في عالم القتال، فتصرخ خوفاً وهلعاً. يا إلهي! أي حربٍ وأنا قادمٌ أعزل؟! فيقول المستقبلون لك: لا تخف، لدينا أسلحة متنوعة، نحن ندربك ونمدك بكل ما تحتاج، لا تخف، لدنيا الكثير والكثير؛ فنحن كبارٌ وذوو خبرة، وقد برعنا في الفنون القتالية؛ فلدينا كثيرٌ من الأساليب المتطورة، فلا تهلع، فأنت بأيدٍ أمينة. وأول الحروب التي يجب أن تتعلمها منذ سن المناغاة هي حرب التنابز؛ وهي أسلحة كلامية مناسبة لسن المناغاة؛ فيتم تعليمك نطق أسلحة خفية تهيج الحالة النفسية، وتشب فيها حريقاً غير مرئيٍ؛ لأنها ليست ناراً، إنما هي ماء النار، سائل كاوٍ: تعال يا ملعون، وين راح اليهودي، وين سويِّد (لأنه أسمر البشرة)، وين جريِّب (لأنه نحيف)، وين عريج (لأنه أعرج)... إلخ. افهم يا غبي، لا تبكِ مثل الحريم، أنت ولد لا تلعب مع البنات، رافضي، ناصبي إلخ... حياتنا كلها ما بين رفض وقبول، افتعال حرب، ثم سعي للسلام.

    هذا التأسيس الذي نحظى به منذ نعومة أظفارنا، من تدريبٍ على الأسلحة الثقيلة والخفيفة، من أسلحة العنصرية والتنابز، والإيحاءات بالنقص والحمق والغباء والتفرقة، لكن قبل ذلك عندما تكون بحجْرِ السّلام حجْرِ حواء، فأنت في سلامٍ إلى أن تبدأ المشي والكلام، ويبزغ فجر البياض في فمك، وبعد ولادة الأسنان تتعلم التطبيق العملي للطحن، وكيفية سحق الآخرين، وتتعلم عملياً طريقة المناورات بين الهجوم والانسحاب من بين الموائد، ومسابقة الآخرين على الفوز بالغنائم، والمزاحمة لانتشال اللقمة، ثم تتعلم طريقة التراشق الجوي الخطير بالكلام، وقد تطور الآن مع برامج (السوشال ميديا) وأصبح فناً قتالياً لا ينافسه حتى السلاح النووي، وقد انطلقت فكرة السلاح (البيولوجي) من علم الكلام، وانتقاله وقوة تأثيره، فهو بكتيريا تخرج من الفم وتصيب القلوب والعقول؛ لذا فهو يعدُّ من أهم وأنجح فنون القتال؛ لأنه مثل دسِّ السمِّ في العسل، يقتل بلا أثر، ويصيب في العمق من الداخل، ويخدِّر الوعي، ويشلُّ العقل. وقد اخترعوا من بكتيريا الكلام بكتيريا مماثلة، هي الجمرة الخبيثة، مرض السارس، جنون البقر، السرطان، ومع تطور علم الكلام، بحيث لم يعد الإنسان يسمعه من إنسان، بل من خلال يده؛ فذلك الجهاز الذكي المسمى جوال أو (موبايل) كثيراً ما نحوِّله إلى الجمرة الخبيثة، التي تنقل كثير من البكتيريا إلى المسامع، فيصاب الناس بحمَّى الضفادع؛ فالضفدع لا يسير بل يقفز وكلما قفز بال.

    يقال في دراسة تحذيرية، وبالطبع هي دراسة أجنبية، فنحن العرب لا نحبُّ عمل الدراسات؛ لأننا ننشغل فقط بتحليلها، أو بالأحرى التعليق عليها، لكي ننسبها للآباء والأجداد، حيث يقال في تلك الدراسة، أن الضفادع سوف تنقرض...! نعم، هذه حقيقة؛ لأنها انتقلت إلى أدمغة البشر، فهناك بيئة رطبة وشبه مستنقعية تلائم الضفادع، فلدينا الكثير من ضفادع الفكر.

    نتحدث عن السلام، ونحن لا نعرف السلام حتى مع أنفسنا؛ وهل يعرف الوحش السلام!؟ فالإنسان ليس إلا وحشاً أنيقاً وجميلاً، وهنا الخدعة؛ فهذا الجمال يجعله الأخطر بين الوحوش؛ لأنه الكائن الذي يلعب بذكاء، فهو يمتلك أخطر لعبة، وهي لعبة الكلام؛ بحيث يبدأ ملاحقة الفريسة بذكر الله، وبعد افتراس الفريسة يحمد الله، وإذا كثرت فرائسه شكر الله. وعندما يولد الوحش الأنيق يؤذن مستقبلوه في أُذنه قائلين: أهلاً وسهلاً بك محارباً جديداً. والمستقبلون له كلهم كاذبون، كل البشر كاذبون، يستقبلونك بالكذب؛ فلا أحداً منهم يخبرك بأنك قادمٌ من أرض السلام إلى أرض المعركة، بل وعندما تستلم من الله حاسة السمع، ثم بعد أن تنضج تلك الحاسة، أول كذبة تسمعها هي: السلام عليكم. وما من سلام.. لن تجده إلا في أفواه الناس، مجرد كلمة تكتب وتنطق، سوف تبقى تفتش عنها عمرك كلَّه، وأعدك أنك لن تجدها، إلا إذا انتصرت في معركتك الذاتية،

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1