قصص حقيقية مرعبة من الواقع الكويتي الجزء الخامس

By Ahmad Karam

عندما تختلط حبائل الخيال بحقائق الواقع يسقط العقل الإنساني بأبعاده اللامحدودة في شرك الذهول وفخ الدهشة.. ليقف عاجزاً عن إيجاد تفسير ينسجم مع قدراته لكل شيء يقف وراء سرّ ما يقال له عن عالم أثبتت الشريعة الإسلامية وجوده، وأخفت كثيراً من حقائقه، وليصبح جزءاً من علم الغيب الذي لا يتم الإيمان إلا به، شريطة ألا يشغل الإنسان نفسه في معرفة كنه هذا العالم الغيبي، وليبقى ذلك مناط رعب وخوف مزروع في النفوس، فقد جُبل الإنسان على الحذر من المجهول، وما سمّي الجنّ جنّاً إلا لأنه يجنّ عن العين أي يختفي ويغيب.
أيها القارئ الكريم.. اربط الأحزمة على قلبك، وحضّر فمك لينفتح مع كل زاوية من زوايا هذه المجموعة القصصية، ولتبدأ قراءتك بسم الله الرحمن الرحيم، لأن ما بين أيدنا شيء حدث فعلاً من حولنا في الكويت، والعهدة فيه على الرواة.

• Language: العربية
• Publisher: Ahmad Karam
• Release date: Dec 12, 2020
• ISBN: 9789996608445

Ahmad Karam

مهندس وكاتب روائي engineer and Author ?

Book preview

كتاب

قصص حقيقية مرعبة من الواقع الكويتي

الجزء الخامس

الكاتب والروائي

أحمد جاسم كرم

جميع حقوق الطبع محفوظة

أسم الكتـــــاب : قصص حقيقية مرعبة من الواقع الكويتي

التأليـــــف : أحمد جاسم كرم

البريد الألكتروني [e-mail]:

مقاس الكتاب : 14×21

عدد الطبعات : الطبعة الأولى

أحمد جاسم كرم الناشر والتوزيع :

سنة الطبع : 2013

ردمك : 978 – 99966 – 0 – 448 - 5

الفــهـــرس

الجنية حارقة الاطفال

التفاوض مع المرده

الشجرة الدامية

بيت مشرف الغامض ( الهلاك المحتوم )

المشرحة والظل الأسود

الطالب وعاشقته الجنية

الجنية والراعي

قصص مرعبة من الواقع

مقدمة:

الحمد لله خالق الإنس والجن، والصّلاة والسلام على نبيّه محمد بن عبد الله النّبيّ الأميّ، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد؛ فقد أجمع الثّقات من أهل العلم ـ منذ الصّدر الأوّل ـ على وجود عالم الجنّ والشّياطين مستقلاً عن عالم الإنس، ولم ينكر وجودهم سوى طائفة من الفلاسفة وأصحاب بعض الفرق، من المعتزلة والجهميّة، وأفراد من الجُهّال، كما أقرّ عامّة العرب منذ عصور الجاهليّة بوجود عالم الجنّ، فشاع في لغتهم ألفاظ تدلّ على هذه المخلوقات الخفيّة، كأنواعها وأسمائها وأوصافها وقبائلها ومواضعها ودوابها وحكاية أصواتها وأشيائها، مما له حقيقة ثابتة، أو اخترعوه اختراعاً في أقاصيصهم وآدابهم، فعَلِقَ بلغتهم، وأخذ طريقه إلى معاجمهم، وقد كان كثير من ذلك قبل أن ينير الإسلام عقولهم بنور الإيمان، وينبذ من أذهانهم الخوف من تأثير العوالم الخفيّة في غير ما ثبت في الشرع المطهّر.

وجاء قدر كبير من تلك الألفاظ في القرآن الكريم والسّنة النبويّة المطهرة، وورد جمهورها في تراث العربيّة الزاخر، كمعاجم اللغة، وكتب الأدب، والشعر، والتّاريخ، والأخبار.

ومن هذه الألفاظ ما يغلب استخدامه في الجنّ، ومنها ما يستخدم للجنّ وغيرهم، ومنها ما تتعدّد معانيه فيكون استعماله للجّن واحداً من معانيه. ومنها كذلك، ما يكون لعالم الأشباح والغيبيات الذي لا نستطيع أن نراه، بل نشعر به في بعض الأحيان، ونعرفه مع بعض الناس الذين وقعوا في مواقف من هذا النوع، أو ما نراه ونسمعه من قصص تؤثر فينا وتدركها عقولنا، وعليه سأعرض هنا بعض القصص الواقعية التي مر بها بعض الأشخاص في حياتهم والتجربة الفريدة لكل واحد فيهم على حدة، والكل يعلم أن هذه القصص والروايات من صنع الإنسان، ويعلم أن عالم الجن كان موجوداً قبل وجود الإنسان في الأرض، حيث كانت لهم أماكن خاصة، وقد أعطاهم الله قدرة على الاختفاء في أماكن غير معلومة مع بداية خلق الإنسان، وتنتهي معه الحكايات والأوهام، فهناك الكثير من القصص سوف يتم عرضها عليكم كي تحكموا عليها بأنفسكم، وهي قصص واقعية لأشخاص معروفين ولهم وجود حتى يومنا هذا، ولا يوجد أي نوع من الخيال العلمي أو التخبط في السرد القصصي لكل قصة، وسوف أضع بين أيديكم أسماء لهؤلاء الأشخاص ومدى تصورهم للقصة، مما يعطيها الحس الواقعي، وتكون هناك فائدة من هذه القصص في توسيع المدارك لهذه المخلوقات وأنواعها.

الجنية حارقة الأطفال

حين يسيطر الجن على بني آدم تأخذ جميع المصائب والأهوال مجرى مختلف تماماً، فيجعل منه دميته يلعب بها متى أراد، ولقصتنا هذه حادثة يتألم لها السمع وتخيف الجوف كما ترعب البدن.

كان جواد من النوع المقتبس لما حوله ، فهو سريع التأثير عليه، وبإمكانه أن يقلد أي شيء حتى إن كان الحدث لا يعرف عنه شيئاً، لكن في هذه الحالة سوف يكون التقليد شراً محدقاً تضرر منه أبنية الاثنين.

في أحد الأيام  سمع جواد أن هناك كتاب يمكنك من خلاله أن تحضر الجن، والكتاب كان عند صديقه إبراهيم، حين قال بعد اتصاله بجواد أنه يحمل كتاباً نادراً يختص بأمور الجن وتحضير العفاريت، قال جواد أنه قادم في الطريق لرؤيته لكن  إبراهيم رد عليه بأنه ليس في البيت الآن، وأنه سوف يأتي جواداً ليلاً. ظل جواد متلهفاً على لقاء إبراهيم ومعرفة  سر الكتاب الذي عنده، أحس جواد أن هذا الكتاب سوف يجعل الحياة أكثر تشويقاً، وأخذ يفكر كثيراً في هذا الكتاب وكانت الأفكار الشيطانية تتلاعب في عقله مما أعطاه الكثير من المغريات التي يتمناها ويشتهيها ، فبات بالأحلام والشوق حتى حل الليل وجاء موعد لقاء صديقه إبراهيم.

تخلف إبراهيم عن موعده ولم يأت في هذه الليلة، بل وغاب يومين عن جواد دون أن يبدي أي أسباب أو اعتذار ، كما أنه أغلق جهازه المحمول!، ظل بال جواد مشغولاً بصديقه ، وسبب عدم مجيئه إليه في الموعد المحدد جعله في مزاج سيء، فكان دائم التفكير في أمور قد حدثت لإبراهيم خارجة عن إرادته ، أو أن إبراهيم أراد أن يتهرب من لقاء جواد ، ومن الممكن أن يكون الكتاب هو السبب في بعد إبراهيم ونقضه الوعد!، فكان جواد في حيرة كبيرة ، وكان خبر الكتاب مصدر قلق لنفسه، وكان جواد في هذه الأيام شارد الذهن بالكتاب النادر ، وكان يتصل بإبراهيم مراراً وتكراراً لكن لم يكن يجيب أبداً، مما جعله دائم الترقب لاتصال إبراهيم في أي وقت.

في اليوم الثالث زار إبراهيم بيت جواد على غفلة ، عند وصوله استقبله جواد وراح يوبخه على ما فعل، ثم أدخله إلى الداخل وأجلسه في الصالة، وضع إبراهيم الكتاب بالقرب منه على الأريكة ، وبدأ يبتسم لجواد، فقال جواد : أرني الكتاب فأنا قمت بالسؤال عن هذا الكتاب كثيرا في الأيام الماضية وعرفت أنه كتاب خطير به الكثير من الأمور الغيبية ، أخذ إبراهيم الكتاب وراح يلوح به أمام نظر جواد وقال : هذا هو الكتاب الذي بحثت عنه ، مد جواد يده وأخذ الكتاب من إبراهيم  وراح يتصفحه وينظر إليه بتمعن، ثم قال : من أين لك هذا الكتاب؟، قال إبراهيم بأنه اشتراه من أحد المكتبات في لبنان، كما أن هناك الكثير من الكتب التي تختص بهذا الموضوع، وقال: بحثت عنه طويلا بين المكتبات ولم أجده ، فقمت بتوصية من أعرفه بأن يأتيني بهذا الكتاب  وبعد مضي أسبوع من تواجدي في لبنان أتى إلي أحد المعارف وأخذني إلى إحدى المكتبات وقال لي من الجائز أن نجد الكتاب هناك ، وعند وصولنا وجدت أن المكتبة قديمة مضى عليها عشرات السنين ، فاتضح عليها القدم، بعد أن دخلت وجدت أن هناك الكثير من الكتب القديمة جداً، وحين أنا أنظر في كل مكان خرج رجل من خلف الكتب فجأة مما أخافني، ثم بدأ الشخص الذي معي بالتحية والسلام، وكأن هناك معرفة بينهما، وحين نظرت إلى الرجل وجدته  قصيراً  ومربع الشكل، كان أبيض اللون أصهب الشعر به نمش على وجهه، كان يلبس نظارة طبية سميكة  العدسة  باللون البني، كان ألثغ اللسان وحديثه يكاد يخرج من فمه من شدة بطئه فلم أفهم الكثير مما قال ، بعد دقائق من جلوسنا أمام مكتبه بدأ ينظر الرجل من حوله بطريقة غريبة ثم وقف ودخل الى مكان خلف الحائط الذي وراء مكتبه، وأثناء ذلك قلت لزميلي : هل أنت متأكد منه؟ رد بأن لا خوف منه على الإطلاق إنه هكذا على الدوام، فقلت له عسى أن يجد الكتاب ، وعند انتهائي من الجملة دخل الرجل مسرعاً، وكان يحمل بين يديه شيئاً مغطى بقطعة قماش ، وحين  اقترب مني رمى الشيء الذي بيده عليّ