قصص حقيقية مرعبة من الواقع الكويتي الجزء الثالث

By Ahmad Karam

عندما تختلط حبائل الخيال بحقائق الواقع يسقط العقل الإنساني بأبعاده اللامحدودة في شرك الذهول وفخ الدهشة.. ليقف عاجزاً عن إيجاد تفسير ينسجم مع قدراته لكل شيء يقف وراء سرّ ما يقال له عن عالم أثبتت الشريعة الإسلامية وجوده، وأخفت كثيراً من حقائقه، وليصبح جزءاً من علم الغيب الذي لا يتم الإيمان إلا به، شريطة ألا يشغل الإنسان نفسه في معرفة كنه هذا العالم الغيبي، وليبقى ذلك مناط رعب وخوف مزروع في النفوس، فقد جُبل الإنسان على الحذر من المجهول، وما سمّي الجنّ جنّاً إلا لأنه يجنّ عن العين أي يختفي ويغيب.
أيها القارئ الكريم.. اربط الأحزمة على قلبك، وحضّر فمك لينفتح مع كل زاوية من زوايا هذه المجموعة القصصية، ولتبدأ قراءتك بسم الله الرحمن الرحيم، لأن ما بين أيدنا شيء حدث فعلاً من حولنا في الكويت، والعهدة فيه على الرواة.

• Language: العربية
• Publisher: Ahmad Karam
• Release date: Dec 12, 2020
• ISBN: 9781005649746

Ahmad Karam

مهندس وكاتب روائي engineer and Author ?

Book preview

كتاب

قصص حقيقية مرعبة من الواقع الكويتي

الجزء الثالث

أحمد جاسم كرم

جميع حقوق الطبع محفوظة

أسم الكتـــــاب : قصص حقيقية مرعبة من الواقع الكويتي

التأليـــــف : أحمد جاسم كرم

[e-mail] : البريد الألكتروني

مقاس الكتاب : 14×24

عدد الطبعات : الطبعة الثالثة

نشر والتوزيع : أحمد جاسم كرم

سنة الطبع : 2010

الفهرس

المقدمة

البائعة المتجولة والدبوس

فيلكا وصورة الميت

الجعران

جني منطقة كبد

ساحر المعهد

سر الجناح الغاضب

شقة حولي المسكونة

إيهاب والكف

تنفس النائم

غرفة الجني

المخيم المسكون

السدرة المميتة

الخاتمة

قصص مرعبة من الواقع

مقدمة:

الحمد لله خالق الإنس والجن، والصّلاة والسلام على نبيّه محمد بن عبد الله النّبيّ الأميّ، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد؛ فقد أجمع الثّقات من أهل العلم ـ منذ الصّدر الأوّل ـ على وجود عالم الجنّ والشّياطين مستقلاً عن عالم الإنس، ولم ينكر وجودهم سوى طائفة من الفلاسفة وأصحاب بعض الفرق، من المعتزلة والجهميّة، وأفراد من الجُهّال، كما أقرّ عامّة العرب منذ عصور الجاهليّة بوجود عالم الجنّ، فشاع في لغتهم ألفاظ تدلّ على هذه المخلوقات الخفيّة، كأنواعها وأسمائها وأوصافها وقبائلها ومواضعها ودوابها وحكاية أصواتها وأشيائها، مما له حقيقة ثابتة، أو اخترعوه اختراعاً في أقاصيصهم وآدابهم، فعَلِقَ بلغتهم، وأخذ طريقه إلى معاجمهم، وقد كان كثير من ذلك قبل أن ينير الإسلام عقولهم بنور الإيمان، وينبذ من أذهانهم الخوف من تأثير العوالم الخفيّة في غير ما ثبت في الشرع المطهّر.

وجاء قدر كبير من تلك الألفاظ في القرآن الكريم والسّنة النبويّة المطهرة، وورد جمهورها في تراث العربيّة الزاخر، كمعاجم اللغة، وكتب الأدب، والشعر، والتّاريخ، والأخبار.

ومن هذه الألفاظ ما يغلب استخدامه في الجنّ، ومنها ما يستخدم للجنّ وغيرهم، ومنها ما تتعدّد معانيه فيكون استعماله للجّن واحداً من معانيه. ومنها كذلك، ما يكون لعالم الأشباح والغيبيات الذي لا نستطيع أن نراه، بل نشعر به في بعض الأحيان، ونعرفه مع بعض الناس الذين وقعوا في مواقف من هذا النوع، أو ما نراه ونسمعه من قصص تؤثر فينا وتدركها عقولنا، وعليه سأعرض هنا بعض القصص الواقعية التي مر بها بعض الأشخاص في حياتهم والتجربة الفريدة لكل واحد فيهم على حدة، والكل يعلم أن هذه القصص والروايات من صنع الإنسان، ويعلم أن عالم الجن كان موجوداً قبل وجود الإنسان في الأرض، حيث كانت لهم أماكن خاصة، وقد أعطاهم الله قدرة على الاختفاء في أماكن غير معلومة مع بداية خلق الإنسان، وتنتهي معه الحكايات والأوهام، فهناك الكثير من القصص سوف يتم عرضها عليكم كي تحكموا عليها بأنفسكم، وهي قصص واقعية لأشخاص معروفين ولهم وجود حتى يومنا هذا، ولا يوجد أي نوع من الخيال العلمي أو التخبط في السرد القصصي لكل قصة، وسوف أضع بين أيديكم أسماء لهؤلاء الأشخاص ومدى تصورهم للقصة، مما يعطيها الحس الواقعي، وتكون هناك فائدة من هذه القصص في توسيع المدارك لهذه المخلوقات وأنواعها.

البائعة المتجولة والدبوس

في أواخر الأربعينيات من القرن الماضي، كانت لطيفة الطفلة العمياء تأتي مع والدتها في كل يوم جمعة إلى زيارة إحدى العوائل الكويتية الكبيرة.

هكذا كانت عادات نساء أهل الكويت، يذهبن للزيارة والاطمئنان على بعضهن، وتتم هذه الزيارات خلال أيام الأسبوع، وتختلف مواعيدها بين عائلة وأخرى، كل حسب الاتفاق الذي يجري بينهم على مكان وموعد التجمع، آخذين بالاعتبار ظروف البيت وأهله ومراعاة ظروف الزوار.

وفي الوقت نفسه، فإن ظروف تلك الحقبة والتزاماتها بسيطة جداً، فالكل يعلم أن في ذاك الزمان لا توجد وسائل كثيرة متطورة كحاضرنا والتزامات العمل والوظيفة وغير ذلك، فكل الناس تتجمع غالب الأحيان في مواضع مختلفة كي تتسلى وتتواصل ويؤدي بعضها لبعض خدمات معينة، حيث يعود الجميع عند المساء إلى منازلهم محملين بآخر الأخبار، ومكتسبين التجارب من الاحتكاك اليومي المباشر.

دائماً ما كانت تقوم لطيفة بمساعدة والدتها مع أنها ضريرة وصغيرة في العمر، لكنها لا تتوانى عن المساعدة في أي وقت على قدر استطاعتها، فهي مثال للبنت الخدومة البارة بوالديها.

في أحد الأيام كانت بائعة متجولة تأتي ببضاعتها إلى أسر كثيرة، وتجوب مناطق الكويت تعرض ما لديها من بضاعة في كل ما يخص الناس مثل الديرم والحناء والأقمشة، بالإضافة إلى الكثير من الاحتياجات التي كانت مطلوبة في ذاك والوقت، وكان مما تأتي به أيضاً القهوة الخضراء لتبيعها.

أليس من الغريب أن تأتي هذه البائعة المتجولة التي تتنقل غالباً مشياً على قدميها بقهوة خضراء في زمن لا توجد فيه وسائل نقل متطورة كما الوقت الحاضر؟ فالسيارات قليلة ولا يمتلكها أي شخص، أما الناس فكانوا يعتمدون في تنقلهم على الحمير والبغال، وكانت الجمال تحمل كل ثقيل وتنقل البضائع من مكان لمكان، فمن أين تأتي هذه المرأة بالقهوة الخضراء إذن؟

في إحدى العوائل فتاة تدعى ليلى، طالما كانت تشك بتلك البائعة، حيث كان أمر البائعة المتجولة يدهشها دون معرفة سبب واضح، فهي تتساءل عن وصول القهوة الخضراء إلى الكويت وهي للتو مقطوفة؟

اعتمدت الكويت على استيراد البن من بلاد اليمن وعمان في تلك الفترة، ومن المعروف أن الكويت ليست بلداً زراعياً في الدرجة الأولى لينتج فيها نبات البن، فالكل يعلم طبيعة أرض الكويت وطقسها الحار جداً والمتقلب، فمن أين نستطيع أن نزرع القهوة؟

دار حوار بين ليلى ووفاء حول أن هذه المرأة ساحرة، وتتعامل مع الجن، وبعد مناقشة دامت ساعات كانت كل واحدة تحمل في داخلها مشاعر الدهشة ذاتها من تلك البائعة المتجولة، وبعد اجتماعهما أفصحت كل واحدة منهما عما بداخلهما، ولكنهما أرادتا أن تتأكدا أكثر من كونها ساحرة أم لا، فراحتا إلى والدة وفاء وسألتاها: من أين تأتي أم حمد البائعة بالقهوة وهي خضراء، وكيف تكون بهذا اللون الأخضر؟ إذ إنها تكون فقط بهذا اللون حين القطف، وخلال يومين أو أكثر بقليل على حسب كل نبتة يتغير لونها إلى البني الغامق، ونحن نعرف أن البن يأتينا من اليمن وعمان، وهذا يستغرق وقتاً طويلاً عبر القوارب والبحار حتى يصل إلينا، فمن أين تأتي هي به؟

ردت أم وفاء قائلة: أنا أشك بأن هذه المرأة تتعامل مع الجن، وللتأكد من ذلك دعونا نحيرها بأن نضع دبوساً من الحديد في طرف ملابسها، أي نشبك الدبوس بالعباءة والأرض، وذلك حين تجلس لتعرض البضاعة. وافقت ليلى ووفاء على الفكرة بكل بساطة الفتيات اللاتي هن في سن المراهقة ولا يملكن الخبرة الكافية في مثل هذه الأمور، وعندها قالت أم وفاء إن يوم الأربعاء القادم هو يوم