Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

مراهقة غير عادية
مراهقة غير عادية
مراهقة غير عادية
Ebook88 pages1 hour

مراهقة غير عادية

Rating: 4.5 out of 5 stars

4.5/5

()

Read preview

About this ebook

يضم هذا الكتاب بين دفتيه كل ما هو واقعي و خصوصي و فريد لحياة شاب ترعرع في قرية تنتمي الى ما يسمى بالمغرب غير النافع ليبحث فيها عن نفسه و ينقل لنا أطوارحياته فيها و ما تكتنزه من أسرار
Languageالعربية
Release dateSep 26, 2014
ISBN9786050324037
مراهقة غير عادية

Related to مراهقة غير عادية

Related ebooks

Reviews for مراهقة غير عادية

Rating: 4.571428571428571 out of 5 stars
4.5/5

14 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    مراهقة غير عادية - رضوان شعيبي

    رضوان شعيبي

    مراهقة غير عادية

    UUID: 9f64f60c-4654-11e4-bb84-9b5d8de4baaf

    This ebook was created with BackTypo (http://backtypo.com)

    by Simplicissimus Book Farm

    Table of contents

    تمهيد 

    في كل مرة أخالط فيها الناس في قريتي الصغيرة ابزو, أجد نكهة خاصة و طابعا خاصا لا يوجد في أي مكان, و بالتالي فمن الطبيعي أن تكون لهذه الخصوصية سرا و لهذه النكهة مذاقا فريدا تجدونه بين السطور

    و في عمر الزهور, عندما كنت أتردد على الثانوية بنوع من التذمر, لما تفرضه من نضام ميكانيكي يخلو من العواطف, كنت أهرب ما استطعت إلى الحب و أضيع مع بنات شفاه المعمرين في الحقول

    رضوان شعيبي.

                      مراهقة غيرعادية     

    فصول حياة..ورسالة

    با مولود

    الحب و الجاذبية

    حانوت عبد العالي

    التل الأحمر

    رجوع إلى الوراء

    با المعطي

    أيام قاتمة

    سيد الصغير بن المنيار

    نور لم يكتمل

    رحلة إلى الساحل

    أيام قاسية

    ما بعد البكالوريا.

    با مولود

    كنت شغوفا جدا بمجالسته و التحدث إليه، وتروقني تعابير وجهه حين أراها تجسد المعاني و تبعث فيها الروح، فتأخذني في رحلة عبر الزمن، أخترق فيها الحجب لأجد نفسي في واقع كنت أخاله فيلما تاريخيا صورت مشاهده على أرض ورززات 

    حكا لي ذات مرة أنه لعب دور البطولة في مشهد احتوت أبعاده شخصيات بارزة، حيث كان جالسا في بيته منتظرا صعود رغوة الشاي لتنذره بانبعاث يوم جديد، فإذا ببابه يطرق بيد من حديد، حتى كاد يفتح من تلقاء نفسه، هم مسرعا نحوه، تاركا حبوب الشاي تحترق فوق نار هادئة، أطفأها خلفه فيضان الماء الحار، المتدفق من فوهة الإبريق

    اقترب فسمع صوتا يهمس بلغة الجنرال قملة، فبدأ يتلمس فاتحة الباب في ظلمة العتبة التي لا تقشعها الشمس، و يداه ترتعشان من هول ما قد يراه خلف بضعة خشيبات متراصة، تقيه شر كل عابر سبيل. فتح الباب ذو الضجيج المألوف, لينكشف جزء صغير من مدخل بيته الذي رصع ب قلل الماء و الذي بمجرد أن تلج اليه تلفحك نسمة باردة من الرطوبة المنعشة, التي تجدها منتشرة حول القلل. نظر في دهشة زالت خلالها الرطوبة التي حملها على وجهه لحظة رأيته لأشخاص بزي عسكري, بعضهم و كأنه يعرفهم بحكم اللون و الشكل و آخرون غرباء, استوردوا ملامحهم من ما وراء المتوسط. سحبوه إليهم، ثم بسطوا أجنحتهم و حلقوا به إلى مكان يعرفه، 

    و بعد دقائق معدودات، وجد نفسه واقفا أمام القائد الذي لا طالما حلم أن يرى جثته يوما تتهافت عليها الكلاب، لتنثر أشلاءها في كل مكان. كان القائد من فصيلة الكواسر، الذين يحلقون بأجنحة كتبت عليها عبارة، صنع في فرنسا، لكنه يختلف عنهم قليلا، لكونه ينتقي من اللحوم أشدها مرارة، و من أصحابها فرسان، شجعان، تربوا على الصدق و الأمانة و حب الوطن، و أبوا إلا أن يموتوا دفاعا عنه دون هوادة.

    اختار من هؤلاء هذا الرجل الفقير، الذي لا يكاد يملك  قوت يومه، و الذي يعاني من توقف صرف راتبه البسيط، بعدما أصيب حقله الصغير الذي يزرعه قزبرا و نعناعا بموجة جفاف.  اختلى به في اجتماع مغلق، ثم سلمه برقية من نوع خاص، تضمنت فقرتها الوحيدة، ربطة نعناع من العبد الذليل بدائرة ابزو، إلى عامل  إقليم أزيلال، من أجل شاي منعنع تفوح منه رائحة الولاء و الطاعة .

    كان با مولود يحكي لي ببساطة وكأن الأمر جد عادي، وأن هناك ما هو أشد و أبقى.لا أدري ما الذي قاله في ما بعد، أتذكر فقط أنه كان يحرك شفتاه ببطء شديد، و يمسك بعصا صغيرة، يحركها يمينا و شمالا و نحن جلوس، نفترش الأرض تحت شجرة زيتون وارفة الظل، عظيمة الساق، بعروش خضراء وأخر يابسات.لا بد أنها سمعت ما قاله بل وحسب ما أعلم أنها تستطيع قراءة الأفكار و تخزينها مثل كل ذوات الأغصان، و لا محال أنها تعرفه مذ كان طفلا حين يتسلل مع أقرانه لجمع بعض ثمارها التي تسقطها الرياح. كنت قد دخلت في عالم خاص أعلم كل تفاصيله، وأتفرج عليه من بعيد

    أرى القائد جالسا في مكتبه الباذخ مستأنسا بمذياع و هائما بهيام أم كلثوم و هي تغني إنت عمري، في

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1