Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

الْقَرِين الرَّفِيق الدَّائِم
الْقَرِين الرَّفِيق الدَّائِم
الْقَرِين الرَّفِيق الدَّائِم
Ebook160 pages2 hours

الْقَرِين الرَّفِيق الدَّائِم

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

الْقَرِين
الشَّيطان الذي لا يُفارِق الإنسان.
سواء كان صالحًا أو فاسِدًا.
هو خَصمِه.
لا همَّ له إلا.
إعاقته عن الخَير..... ودَّفعه إلى الشرِّ.
وهو قرين مُلازمٌ له في كلِّ حالٍ لا يُفارِقه أبدًا.
فأيُّ جاهِل أحمَق يَستجيب لما يأمُره به عدوُّه.
ويتَّبع مَن يَقودُه إلى هلاكِه في الدُّنيا، والآخِرة.
يَأْس وَقُنُوط.. حَقَد وَحُسَّد.. طَّيْش وغَضِب.. جَشِع وتَفَاخَر.. شَراهَة وشَهْوَة.
مَدَاخِلِ الشَّيْطَانِ... إلَى قَلْبِ الْإِنْسَانِ.
الْخَطَايَا السَّبْع

Languageالعربية
PublisherTarek Shawki
Release dateSep 26, 2019
ISBN9780359940493
الْقَرِين الرَّفِيق الدَّائِم
Author

Tarek Shawki

Tarek Shawki Gaafar - born 1964 Cairo / Egypt. Graduate of Civil Engineering Department - Cairo University. Writer and novelist

Read more from Tarek Shawki

Related to الْقَرِين الرَّفِيق الدَّائِم

Related ebooks

Reviews for الْقَرِين الرَّفِيق الدَّائِم

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    الْقَرِين الرَّفِيق الدَّائِم - Tarek Shawki

    النَّفْس

    وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا

    التأمل.. التفكر.. التدبر.. الفهم.. الوعي.. الإدراك.. ألفاظا تتعلق ببعضها البعض.. ولكننا لو توقفنا قليلا لنعي معاني الألفاظ.. نجد أنفسنا مجبرين أن ننجرف لاستفسارات كثيرة.. تفرض نفسها علينا.. والسؤال الأهم.. ما هو الإنسان.

    الإنسان هو نفس.. مجرد نفس ليس أكثر ولا أقل.. هكذا خلقنا الله.. كما يقول في كتبه السماوية.. وآخرها القرآن.

    النّفس.. هي ما يتولّد عن اتصال الجسد بالرُّوح.. فإذا دخل الروح في الجسد تكوّنت النفس.. التي تموت بخروج الرُّوح من الجسد.. وهذا رأى الجمهور من العلماء.

    النَّفس..هي التي تذوق الموت..وتحسّ وتشتهي.

    قد تطلق النَّفس على الرُّوح..كما فيسورة الزّمر..لكن ليس المقصود بها النفس.

    غذاء النفس يختلف عن غذاء الرُّوح..باختلاف تركيب كل واحدة..فالرُّوح جسم نوراني كثيف..لذا فغذاء الرُّوح ذكرُ الله وقراءةُ القرآن والتفكرُ في أسمائه وصفاته ومحبةُ الله..فالروح لا تطلب الطعام أو الغذاء أو الجنس..لأنهاّ نور..أمّا غذاء النفس فهو غذاء الجسد نفسه..لأنّ النفس مراد الإنسان وشهواته..فإذا كانت النفس أمّارةً بالسوء فإنّ هواها وغذاءها الشهوات الدَّنيّة والأمور المنكرة..لأنهاّ نفس فاسدة..فإذا ارتفعت النفس وصارت مطمئنّة فإنّ هوى النفس يصبح وفق ما يرضي الله..والهوى هو مراد النفس..فإذا تهذّبت النفس صارت خيرة.

    حين يموت الإنسان تخرج روحه..فالروح لا تموت..بل تدخل وتخرج..أمّا الذي يموت فهي النفس..والروح تقبض..أي.تؤخذلكن لا تموت.

    سبب الحياة ليس النفس..بل الروح..فدخول الروح هو الذي شكّل النفس..فالنفس هي التي بها الانسان يشعر ويحسّ.

    الفرق بين الموت والوفاة..هو أنّ الموت يقع مرة واحدة للكائن الحيّ..سواء كان إنساناً أو حيواناً أو نباتاً..والموت هو خروج الرُّوح من البدن دون عودة..والوفاة هي توقّف عمل مفهوم الروح والنفس في الإنسان..وكفّ الملائكة الحفظة عن كتابة سجلّه..والوفاة نوعان..وفاة مؤقتة صغرى وهي(النوم)..حيث تخرج الروح من الجسد إلى أجل مسمّى..فإن كتبت لها العودة عادت..وإلاّ فارقت جسدها ورحلت عنها..بالوفاة الكبرى(الموت).

    عندما يموت الإنسان تخرج روحه من جسده..وبخروج روحه تموت نفسه..فالموت للنفس وللجسد..أمّا الروح فلا تموت بل تخرج.

    يمكن أن تفسَّر النفس..بأنهاّ طبيعة الشخص..أو أنها المكوّنات الطبيعية للجسم البشريّ..فلكلّ إنسان طبائع مطبوعة في روحه..وسمّي الطبعُ طبعاً..لأنّه مطبوع على روحه لا يخرج من الإنسان إلاّ بخروج روحه..لذلك عند دخول الرُّوح في الجسد..تتكوّن طبائع النفس وفق الموروثات المكتسبة بالوراثة..فتنطبع النفس بها.

    الفرق بين النفس والرُّوح..أنّ الرُّوح ذات طبيعة معنوية لطيفة غير ملموسة كثيفة..قام بها البدن واستحقّ بها اسم الحياة..وبالروح ثبت العقل..وبالروح قامت الحجّة..وبخروجها تحصل الوفاة..أمّا النفس فهي التي تحصل بدخول الروح إلى البدن..الروح لها ماهية وكيان..أمّا النفس فليس لها ماهية أو كيان..بل هي عبارة عن وصف لمسات الإنسان وطبائعه وغرائزه..فعند الموت تخرج الروح..وحين خروجها لا تبقى للنفس تسمية..لأنها تسمية خاصّة بالحياة..أي خاصّة بوجود الروح في الجسد..فلا يقال بعد الموت..نفس فلان..بل روحه.

    النفس ترتبط بالسلبيات والمفاهيم الرديئة وقد تمرض وتسقم..فيقال هو صاحب نفس مريضة وللنفس آفات..منها.. الحسد..والتكبّر..والهوى..وغيرها..والعقل ينصح للنفس..أمّا الإرادة..فهي التي تسيطر..والإرادة هي إرادة النفس..وذلك بحسب طبيعة النفس.

    أمّا الروح..فلا ترتبط بالمفاهيم السلبية..بل ترتبط بالأنوار السامية..فما تكاد تذكر الروح..إلاّ ويتبادر إلى الذهنالنور الإلهي..فالروح إذاً سرٌ عجيبٌ مقترن بالنور والفيوضات الإلهية والكرم الإلهي..فالروح تنزع إلى الخلاص من الجسد لتتحرّك وتعود إلى العالم العلوي..لأنهاّ شريفة..فالروح لا تمرض أو تسقم..بل تعطش وتظمأ..وتروى بذكر الله وطاعته..وتسعد بقرب الله.

    الذي يحدث للنفس دائما هو حالة استقطاب.. إما انجذاب وهبوط إلى حمأة الواقع وطين الغرائز والشهوات.. وهذا هو ما يحدث للنفس الأمارة بالسوء حينما تشاكل الطين وتجانس التراب في كثافته.. وإما انجذاب وصعود إلى سماوات المثل والقيم والأخلاق الربانية.. وهو ما يحدث للنفس المطمئنة حينما تشاكل الروح وتجانسها في لطفها وشفافيتها.. والنفس طوال الحياة في حركة وتذبذب واستقطاب.. بين القطب الروحي وبين القطب الجسدي.. مرة تطغى عليها ناريتها وطينتها.. ومرة تغلبها شفافيتها وطهارتها.

    ومن هنا نفهم أن حقيقة الإنسان هي نفسه.. والذي يولد ويبعث ويحاسب هو نفسه.. والذي يمتحن ويبتلى هو نفسه.. وما يجري عليه من الأحوال والأحزان والأشواق.. هي نفسه.

    توصف النفس بأوصاف مختلفة بحسب اختلاف أحوالها:

    فإذا سكنت تحت الأمر وزايلها الاضطراب..بسبب معارضة الشهوات..سميتالنفس المطمئنة.

    وإذا لم يتم سكونها..ولكنها صارت مدافعة للنفس الشهوانية ومعترضة عليها..سميتالنفس اللوامة..لأنها تلوم صاحبها عند تقصيره في عبادة مولاه.

    وإن تركت الاعتراض..وأذعنت وأطاعت لمقتضى الشهوات ودواعي الشيطان..سميت النفسالأمارة بالسوء.

    يَأْس وَقُنُوط

    لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ

    انتصف الليل.. وأطبق الصمت.. دارت عيناها في أرجاء الغرفة.. استقرت على ركن فيها.. كأنما ترقب شيء ما.. غير ان الصمت كان اقوى.. عادت تجول بنظرها انحاء الغرفة.. اثارتها البراءة التي تعلو وجه زوجها.. النائم بجوارها.. تمنت لو كانت تستطيع النوم بهدوء مثله.. شعرت بغضة.. عاودت النظر الى ذلك الركن.. تركت المكان.. وقصدت الردهة.. راحت تجوبها بخطى رتيبة.. أخذت نفسا عميقا.. تغيرت معالم وجها.. توقفت.. وغرقت في دوامة من الأفكار المتلاطمة.. نصيب أم حظ.. حسد أم غيرة.. قضاء أم قدر.. كتب لها دون غيرها.. تساؤلات عديدة.. وافتراضات كثيرة.. كل هذا يدور في خلدها.. هموم وأحزان.. يأس قاتل.

    لقد مضى أكثر من سنتين على زواج.. خيرية و أدهم.. ولم تنجب له طفلاً.. تشعر بألم.. حينما ترى غيرها من النساء الحوامل.. أو من يحملن أطفالهن بحب.. مليئة بعاطفة الأمومة.. تشعر بغضة في حلقها.. عندما ترى زوجها يحتضن أبناء أخيه.. خصوصا من كان في عامة الأول.. ومن كان يستطيع القول بضع كلمات قصيرة.. تتألم بشدة.. حينما ترى غيرها من المتزوجات أنجبن.. وهي لم تنجب بعد.. احترقت حينما تزوج سلطان.. شقيق زوجها الأصغر.. تزوج بعدهم بعام.. وزوجته ها هي الآن بحضنها طفلة رضيعة.

    كانت تحدق في الوجوه من حولها.. تتابع انفعالاتهم.. التغيرات التي تطرأ عليهم.. افزعتها الاعين التي كانت تجحظ بها.. وانطلقت نحوها كالسهام.. من خلفها أصابع تشير.. وافواه تنطق.. بأشياء لا تفهمها.. تلاحقها أصابع الاتهام.. تطاولها أعين الشفقة والرحمة.. لم تعد تحتمل أكثر.. الوضع مخيف.. خصوصا وإنها تسمع من بعيد.. بأن زوجها سيتزوج بأخرى.. كي تنجب له.. سأمت.. ضجرت.. فشلت.. في النهاية الأمر كما هو عليه.. لم يتغير شيء قط.

    همست لها إحدى صديقاتها.. بأن تجرب الذهاب إلى طبيب شعبي.. يداوي الناس بالكي.. والحرق.. والأعشاب والبخور.. نتائج فعالة.. أمل كبير.. وحلم أكبر.. تلك أنجبت توأم.. وأخرى أربعة.. وثانية

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1