خزانة الشعر السنسكريتي
()
About this ebook
Related to خزانة الشعر السنسكريتي
Related ebooks
الإينيادة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكتاب الروض العاطر في نزهة الخاطر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمذكرات هراسيوس Rating: 0 out of 5 stars0 ratings1 مراتع الغزلان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبنيات اللهب يليه الأوهام: قصص وأشعار Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالميتة العاشقة وقصص فنطازية أخرى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsMawsuat Al-Turath Al-‘Arabii: Al-Kitab Al-Awal: vol 1 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsوصايا الملوك Rating: 5 out of 5 stars5/5كتاب الشهاب وكتاب دستور معالم الحكم Rating: 5 out of 5 stars5/5أبجد العلوم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسيرة أحمد بن طولون Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتذكرة الأريب في تفسير الغريب Rating: 1 out of 5 stars1/5سر وصفة النجاح Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالتقريب والتيسير لمعرفة سنن البشير النذير Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحبّ المحرّم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsدليل الأدوية العشبية للممارس الصحي: دليل الأدوية العشبية للممارس الصحي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعربي الهوى: و اختصار كل شيئ هو أنا نحب Rating: 4 out of 5 stars4/5أرض جوش: قلادة العهد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأمل الحسدة حقيقة نيك: سلسلة أمل الحسدة, #2 Rating: 1 out of 5 stars1/5انتهاء عصر الذل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقرصانة الحب Rating: 5 out of 5 stars5/5قوانين الوزارة وسياسة الملك Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتأويل القرآن العظيم: المجلد الثالث Rating: 4 out of 5 stars4/5هرقليون: قلادة العهد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsزيارة الرسول صلى الله عليه وسلم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعمل اليوم والليلة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأحكام القرآن Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsليلة اغتيال المنصور Rating: 5 out of 5 stars5/5
Related categories
Reviews for خزانة الشعر السنسكريتي
0 ratings0 reviews
Book preview
خزانة الشعر السنسكريتي - أ. ن. د. هاكسار
تصدير
بتقليد tradition متواصل لثلاثة قرون على أقلّ تقدير، يشكّل الأدب السّنسكريتيّ الضّخم جزءاً مهمّاً من إرث الهند الثّقافيّ. ولقد ظهرت ترجماتٌ من الكلاسيكيّات السّنسكريتيّة، كـ «الشّاكونتالا»، بين أوائل مطبوعات المجلس الهنديّ للعلاقات الثّقافيّة.
ومنذ بضع سنين خلت، قدّم المجلس «لمحات من الأدب السّنسكريتيّ»، وهو مسح واسع وزاخر بالمعلومات عن هذا الأدب الرّفيع أنجزه علماء أجلّاء، والذي كان متناغماً مع الاهتمام العموميّ في الهند وخارجها على حدّ سواء. ضمّ الكتاب نماذج ترجماتٍ من أعمال سنسكريتيّة مرموقة يمكن لها أن تمنح القرّاء نكهة العبقريّة الأدبيّة للّغة.
ولقد شجّعت الاستجابة المادحة لتلك المطبوعة، في الهند وخارجها، المجلسَ على مواصلة ما بدأه بالمجلّد الحالي. فهذه أنثولوجيا شاملة للشّعر السّنسكريتيّ في أفضل التّرجمات الإنجليزيّة المتوافرة. إنّها الأولى من نوعها، فهي تجمع بين دفّتيها مقتطفات من مجموعة كاملة من الأعمال الأصليّة ترجمتها كوكبة من علماء وكتّاب مرموقين: هنود وأجانب، أمثال سري أوروبيندو وسوامي فيفيكاناندا، والشّاعرين الحائزين جائزة نوبل، أكتافيو باث ووليام بتلر ييتس.
تقدّم هذه المجموعة، التي تنهل من الأدب المقدّس والدّنيويّ، الكلاسيكيّ والفلكلوريّ، طائفةً واسعة من الشّعر بالتّرجمة. وقد قام بجمعها السّفير الهنديّ السّابق أ. ن. د. هاكسار، وهو مترجم معروف من «السّنسكريتيّة» إلى «الإنجليزيّة»، وسبق له أن حرّر المجلّد الأسبق للمجلس. وإنّه لمن دواعي سرور المجلس، تعبيراً عن امتنانه العميق لجهوده، أن يقدّم ثمرتها إلى الجماهير التي نرحّب بملاحظاتها كما نفعل دوماً.
م. ك. لوكيش
المدير العام بالنيابة
مقدمة
تسعى هذه الأنثولوجيا إلى تقديم مختارات ممثّلة للشّعر السّنسكريتي في أفضل التّرجمات «الإنجليزيّة» المتوافرة. إنّ هدفها هو جعل بعض الثّروة الشّعريّة لهذه اللّغة القديمة متاحة، بهذه الطّريقة، لدائرة أوسع من القرّاء المعاصرين أكثر من ذي قبل. كما سعت أيضاً إلى تزويدهم بمنظور واسع لهذا الجانب الأقلّ ذيوعاً من الأدب السّنسكريتي، على نحو نسبيّ: ليس بالخطاب المعرفيّ، وإنّما بجعل الشّعر ينطق بلسان حاله. وأخيراً، ومثل أيّ أنثولوجيا، فإنّ الغاية منها، في المقام الأوّل، هي تحقيق متعة القراءة لدى أولئك الذين قد يقرأون صفحاتها.
للتّرجمات من «السّنسكريتيّة» إلى «الإنجليزيّة» تاريخ يمتدّ لأكثر من قرنين. وكان أوّل ما نشر منها، هي ترجمة الـ «بهاغافادغيتا Bhagavadgita»، التي أنجزها العلّامة تشارلز ولكنز، الذي كان يعمل لشركة شرق الهند البريطانيّة، سنة 1784. أمّا أوّل هنديّ ترجم من «السّنسكريتيّة» إلى «الإنجليزيّة»، فهو الرّاجا رام موهان روي، الذي ظهرت ترجمته لـ «إيشا أوبانيشاد Isa Upanishad» في عام 1816. وتستحقّ ترجمتان مبكّرتان الإشارة إليهما لتأثيرهما اللّاحق. حيث كانت التّرجمة التي أنجزها السّير وليامز جونز، في عام 1789، لمسرحيّة كاليداسا Kalidasa الشّهيرة «شاكونتالا Sakuntala» بين الأعمال الأولى التي حفّزت الاهتمام الغربيّ بالدّراسات السّنسكريتيّة. ولقد لعبت ترجمة المجلّدات الخمسين من «أسفار الشّرق المقدّسة Sacred Books of East» (1875-1904)، التي حرّرها ماكس مولر، دوراً كبيراً في تحديد وجهة تلك التّرجمات وتعيين مسارها. أمّا التّرجمات الأخرى فهي بالغة الضّخامة بقدر يكفي لملء ببليوغرافيا جديرة بالاعتبار، فثمّة ميزة عظيمة للعديد من تلك التّرجمات، لكنّها مالت إلى التّركيز على مناطق محدّدة من الاهتمام الأكاديميّ.
أمّا الدّراسات السّنسكريتيّة الحديثة، التي أخذت تتشكّل تدريجيّاً بدءاً من القرن التّاسع عشر صعوداً، فقد تمركزت— على نحو خاصّ— في التّاريخ وعلم اللّغة والدّين والفلسفة. سعت المعرفة الكولونياليّة إلى تعلّم المزيد عن ماضي الهند عبر لغتها القديمة: حول جذور الحضارة الهنديّة وارتقائها، تطوّرِ مؤسّساتها، وتبصُّراتها insights الدّينيّة والفلسفيّة، على نحو متزايد. قدّم العلماء الهنود، الضّالعون بطرائق البراعة الفنيّة techniques الغربيّة، إسهاماتهم الخاصّة في تطوّر ما بات يعرف بعلم الهنديّات Indology. ولم يكن الاهتمام الذي أولاه هذا الفرع من المعرفة للدّراسات الفيديّة Vedic، والنّصوصِ المعرفيّة المتأخّرة، مجرّد اهتمام أدبيّ محض، بل هو اهتمام وثيق الصّلة بها. نتيجة لذلك، وفي مقابل أعمال كالـ «أوبانيشادات» والـ «بهاغافادغيتا»، فإنّ التّرجمات الإنجليزيّة لم تنطو، نسبيّاً، إلاّ على نزر يسير من الأدب الشّعريّ الخالص للسّنسكريتيّة. تشتهر السّنسكريتيّة، في الوعي الشّعبيّ المعاصر، بوصفها لغة الدّين والفلسفة. وفيما تضمّ كتاباتها المقدّسة شعراً رفيعاً، فإنّ جمال عروس شعر السّنسكريتيّة لا يزال محتجباً إلاّ على الجماهير المتخصّصة.
إنّ التّرجمة الملائمة هي أفضل الطّرق— إن لم تكن الوحيدة— لجعل الغِنَى الشّعريّ لأيّ لغة متاحاً إلى أولئك الذين لا يعرفونها. وتمت إضافة [معيار] الكفاءة للتّفريق بين التّرجمة الحرفيّة والأدبيّة. فالأولى تنقل المعلومات حول الأفكار والشّكل اللّغويّ الذي يظهرها: إنّ اهتمامها هو الإخلاص إلى النّص الأصليّ، حتّى وإن أدّى ذلك إلى إضعاف مقروئيّة التّرجمة. وتحتاج الثّانية إلى نقل نكهة الأصل وإحساسه، بعيداً عن كونها دقيقة وقابلة للقراءة. لا بُدّ أن تكون جديرة بأن تكون أدباً في حدّ ذاتها. يتطلّب الشّعر، على نحو بيّن، ترجمات من النّوع الثّاني.
هل يمكن التّرجمة من السّنسكريتيّة إلى لغة مغايرة لها تماماً كالإنجليزيّة؟ تتضاعف الصّعوبات العبر-ثقافيّة بالاختلافات في البناء اللّغويّ والعُرف الأدبيّ. كان العلماء الأوائل، مثل آرثر بيريديل، مقتنعين بأن الشّعر السّنسكريتيّ غير قابل للتّرجمة أساساً. لقد أكّد أنّ «الجهود الإنجليزيّة في التّرجمة نظماً تصنّف، بشكل ثابت، دون مستوى الجودة المتوسّطة التي يمكن قبولها، حيث يتعارض فتورها المطنب، بصورة مؤلمة، مع التّكثيف الأسلوبيّ المبهر وأناقة الأوزان وموائمة الصّوت لمعنى النّصوص الأصليّة»¹. وإذ ارتبط هذا النّقد بالشّكل، على نحو رئيس، فقد أشار العلّامة سري أوروبيندو إلى ملاحظة مماثلة تتّصل بالمضون. لقد ألمح إلى أنّ «ترجمة الفيدا Veda تشبه ضرباً من ضروب اجتراح المستحيل، فحين تُعَدّ التّرجمة الإنجليزيّة الحرفيّة للتّرانيم العتيقة تزييفاً لفحواها وروحها، فإنّ الترّجمة التي تهدف إلى تقديم الفكر الحقيقيّ ستكون تأويلاً أكثر من كونها ترجمة»².
إنّ تعليقَيّ كيث وأروبيندو يلقيان الضّوء على ما وصفه آرثر رايدر، الأميركيّ المتخصّص في الدّراسات السّنسكريتيّة، بِـ «اللّاملائمة الوحشيّة cruel للتّرجمة الشّعريّة»³. ومع ذلك، فإنّ بعض ترجمات أوروبيندو ورايدر للشّعر السّنسكريتي توضّح أنّ العقبات التي يتوجّب تخطّيها ليست عصيّة على ذلك تماماً. ما يهمّ هو الحاصل النهائيّ. ينبغي لترجمة الشّعر أن تكون، في آخر الأمر، جديرة بذاتها لإرضاء القارئ أو إثارة اهتمامه. إنّ نجاح عدّة ترجمات من السّنسكريتيّة إلى الإنجليزيّة في تحقيق ذلك واضحٌ في شهادة عدد من المتابعين ذوي الصّيت.
وكانت المقالة الثّاقبة للشّاعر والنّاقد المكسيكيّ أوكتافيو باث عن جماليّات الشّعر السّنسكريتيّ قد بُنيت، في جزء منها، على قراءاته للعديد من التّرجمات. لقد كتب إنّه قد «قرأ ترجمات رائعة لكاليداسا بالإنجليزيّة»⁴، واستشهد ببعض قصائد حبّ بيلهانا Bilhana. أمّا عالم الهنديّات البريطانيّ أ. ل. باشام فقد رصد، في الببليوغرافيا السّنسكريتيّة التي أعدّها، أكثر من دزينة أعمال بوصفها «حفنة من أفضل التّرجمات الأدبيّة الإنجليزيّة، ليس إلاّ»⁵. كما كتب الفيلسوف الصّينيّ لين يوتانغ Yutang عن ترجمات روميش دوت Dutt الشّعريّة التي أنجزها في القرن التّاسع عشر: «إنّ حبّي وتقديري الحقيقيّ للهند قد ولدا حين قرأت، لأوّل مرّة، الملحمتين الهنديّتين، الرّامايانا Ramayana والمهابهاراتا Mahabharata، بالترّجمتين الحديثتين» اللّتين كانتا «تحفتين رائعتين»⁶.
وقبل ذلك بقرن من الزّمان، عبّر الشّاعر الأوروبيّ العظيم ج. و. فون غوته عن بالغ ثنائه على الشّاكونتالا حين قرأها بترجمة ألمانيّة مأخوذة عن ترجمة السّير وليام جونز. ولعلّ الإبيغرام الشّهير الذي كتبه غوته يبقى التّعليق الأفضل على قابليّة الشّعر السّنسكريتيّ للترجمة من عدمها:
إن شئت أن تحظى بعنفوان الشّباب وثمار سنوات العمر الأخيرة،
إن رغبت بما يفتنُ، ويحقّق المتعة، ويشدّ عضدك،
إن رغبت في أن تحتوى السّماء والأرض في اسم واحدٍ—
فإنّني أقول شاكونتالا ولا مزيد لقولٍ بعد ذلك⁷.
وعلى الرّغم من ذلك، فإنّ الحصول على ترجمات أدبيّة جيّدة للشّعر السّنسكريتيّ برمّته يبدو أمراً يصعب التوافر عليه، وثمّة حاجة إلى تشجيع المزيد منها لجعل غناه وتنوّعه معروفان أكثر. تحتوي الأنثولوجيا الحاليّة على مقتطفات من ترجمات لأكثر من أربعين كاتباً. من بين أولئك، فضلاً عن بعض العلماء والشّعراء المعروفين، كاتبان حائزان جائزة نوبل في الأدب، وشخصيّتان تمتدّ رفعة مقامهما الوطنيّ أبعد من إنجازهما الأدبيّ. وإن لم يتمّ تضمين ترجمات أنجزها كتّاب آخرون، فإمّا لأنها أخذت من نصوص بلا مضمون شعريّ، أو لصعوبة التثبّت من مصدرها؛ أو لأنّ ترجمات أخرى للمقطوعة ذاتها قد اختيرت سلفاً. قد تكون بعض التّرجمات قد سقطت سهواً، أو لنقص في المعلومات، وهو أمر لا يسع المُصنِّف إلاّ أن يشعر بالأسف إزاءه.
وجدير بالذّكر أنّه رغم ترجمة قليل من الأعمال الشّعرية— كالتي كتبها كاليداسا على سبيل المثال— من قبل عدّة مترجمين، لم تحظ نصوص أخرى باهتمام مماثل، ولم يترجَم عديدها البتّة. تضمّ الطّائفة الأخيرة، لشديد الأسف، معظم الشّعر الهجائيّ satire والهَزْليّ comic المنظوم بالسّنسكريتيّة، وكثيراً من الشّعر الإبيغراميّ epigrammatic المجموع في الأنثولوجيّات. ويمكننا الإضافة أيضاً أنّه من بين عديد الأنثولوجيّات الرّائعة التي ما زالت متوافرة للشّعر السّنسكريتيّ، والتي جمعت بين القرنين العاشر والسّادس عشر، فإنّ واحدةً⁸ فقط قد تمت ترجمتها كاملة إلى «الإنجليزيّة» حتّى الآن.
يتمدّ الشّعر المقدّم، هنا، إلى فترة زمنيّة تربو على 3000 عام أو يزيد، اعتماداً على تأريخ كتابة النّصوص الفيديّة، الذي لا يزال غير مؤكّد. مشتملة على أدب الشّروتيّ sruti وملحمتين شهيرتين، فإنّ المقتطفات المترجمة في هذه المجموعة مأخوذة من ⁶³ عملاً مختلفاً وخمس أنثولوجيّات شعريّة⁹ سنسكريتيّة وبراكريتيّة، وثلاثة نقوش موجودة على التّوالي في الهند وإندونيسيا ونيبال. تضمّ المجموعة ⁵⁹ شاعراً معروفاً ترجع أصولهم، وفق ما هو شائع، إلى أماكن تمتدّ من كيرلا إلى كشمير، ومن غوجارات إلى البنغال. والعديد من النّصوص مجهول قائلها، في حين أنّ أعمال بعضهم ليست معروفة إلاّ من خلال الأنثولوجيّات. ولم يتمّ تمثيل بعض الأعمال الشّعريّة الأحدث زمنيّاً، من القرن السّابع عشر فصاعداً— كتلك التي لفينكاتادهافاريان Venkatadhvarin وباراماناندا Paramananda وغاناشياما Ghanasyam— لعدم توافر ترجمة لها حتّى الآن.
ولقد تمّ اختيار المقتطفات وفقاً لاعتبارات عامّة ثلاثة: المحتوى الشّعري، وتوافر الترجمة الملائمة، والحاجة إلى تغطية مدى زمنيّ كافٍ. وتمّ استبعاد بعض النّصوص المشهورة بناء على الاعتبارين الأوّلين. أمّا في ما يتعلّق بملاءمة التّرجمات حين توافرها، فقد تمّ تجاهل التّرجمات الحرفيّة والنّثريّة لصالح التّرجمات التي صيغت شعراً، فيما عدا حالات قليلة لتمثيل كتّاب مهمّشين، على نحو رئيس.
سيجد القارئ تنوّعاً غنيّاً من الشّعر في هذه التّرجمات. إنّها تتضمّن ترانيم عن الطّبيعة وتعابير صوفيّة ذات بعد تأمّليّ عميق، حوارات وسرديات ملحميّة ذات توصيفات مثيرة، أغنيات وتأمّلات، قصائد غنائيّة حول أبعاد عديدة للحبّ؛ قصائد بطوليّة وتراجيديّة، وأخرى إيروتيكيّة وهجائيّة، شعراً تعبّديّاً وفلسفيّاً، تعابير راقية [من الأشعار التي قيلت] في البلاطات الملكيّة، وقصائد بسيطة من الرّيف. وتمّ تقديم القصائد السّرديّة والوصفيّة في مقتطفات أكثر طولاً لنقل معناها، والإحساس بها، على نحو أعمق. وتمّ تقديم طباق counterpoint طبيعيّ بقصائد السّوبهاشيتا Subhashita الإبيغراميّة أو المقطوعات المفردة «المُحكَمة» التي تعبّر عن سلسلة كاملة من المشاعر المكثّفة أو الفكر، وهي سمة من سمات الشّعر السّنسكريتيّ الكلاسيكيّ.
كما تحتوي الأنثولوجيا أيضاً على مقتطفات من [لغات] البراكريت Prakrit، و[لغة] الأبابهرامشا Apabhramsa [غير المعياريّة]. وفيما يبقى تطوّر تلك اللّغات وتسلسلها الزّمني— في ضوء علاقتها بالسّنسكريتيّة— موضوعاً للبحث، فإنّ ترابطها جوهريّ وجزء من التّقليد الشّعريّ ذاته. وكثيراً ما تظهر القصائد السّنسكريتيّة والبراكريتيّة في الأعمال ذاتها، ويتمّ الاستشهاد بها في التّعقيبات الكلاسيكيّة ذاتها عن الأدب. وما حضور القصائد البراكريتيّة والأبابهرامشيّة مترجمة هنا إلاّ مجاراة لهذا التّقليد، لكنّنا ميّزنا بين كلّ منها في ثبت المحتويات.
ولتمكينها من الظّهور بوصفها شعراً ليس إلاّ، فقد تمّ تقديم التّرجمات هنا دون تعليقات إضافيّة، عدا بعض المعلومات التّوضيحيّة في حالات معدودة في الهوامش الختاميّة. أمّا ترتيب النّصوص فيتبع، عموماً، تسلسلاً زمنيّاً متّفقاً عليه. كما تمّت الإشارة إلى مصدر النّص الأصليّ في كلّ حالة، إضافة إلى اسم المترجم. وتمّت المحافظة على العناوين التي وضعها المترجمون كما هي في معظم الحالات، أمّا النّصوص التي بلا عناوين فقد استنبط المُصنِّف عناوينها؛ لأجل الإحالة إليها