Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

سيرة أحمد بن طولون
سيرة أحمد بن طولون
سيرة أحمد بن طولون
Ebook144 pages53 minutes

سيرة أحمد بن طولون

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

يقول البلوي أنَّه كتب سيرة أحمد بن طولون ردًّا على كتاب أحمد بن يوسف الذي سبق له أنْ وضع كتابًا عن ابن طولون، لكنَّ البلوي رأى أنه غير كافٍ بالغرض، وأنَّ الامر يتطلّب تأليف كتاب يكون أكثر شرحًا وأكمل وصفًا. وتجيء أهمية هذا الكتاب كونه يرصد شخصيَّة أحمد بن طولون، ويتحدَّث عن مناقب شخصيَّته وتميّزها في الحقبة التاريخية التي عاصرها.
Languageالعربية
Release dateSep 10, 2019
ISBN9781912643202
سيرة أحمد بن طولون

Related to سيرة أحمد بن طولون

Related ebooks

Related categories

Reviews for سيرة أحمد بن طولون

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    سيرة أحمد بن طولون - عبد الله بن محمد البلوي

    مُقدِّمة

    لا يُعرف الكثير عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن المديني البلوي مُؤلِّف «سيرة أحمد بن طولون»، سوى أنَّه من بَلِيّ، وهي فرع من قضاعة هاجرتْ إلى مصر زمن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب.

    وتجيء أهميَّة هذا الكِتاب كون أحداثه تتزامن مع سيطرة الأتراك على مقاليد الحُكم في بغداد، وانفصال الإمارات المتباعدة عن قبضة الخلافة العباسيَّة، فقد استقلَّتْ كلٌّ من مراكش وتونس، ثمَّ مصر على يد ابن طولون. لكنَّ البلوي لم يعرض بشكل تاريخي لأيٍّ من تلك الأحداث؛ لأنَّه مُوقنٌ أنَّه لا يسعى للتأريخ لحقبة بعينها، بقَدْر ما يريد أنْ يرصد شخصيَّة أحمد بن طولون، ويتحدَّث عن مناقب تلك الشخصيَّة وتميّزها.

    ذكر البلوي أنَّه كتب كتابه هذا ردًّا على كتاب «أحمد بن يوسف» الذي سبق له أنْ وضع كتابًا عن ابن طولون، لكنَّ البلوي رأى الكتاب غير كافٍ بالغرض، وأنَّ الامر يتطلّب تأليف كتاب يكون «أكثر شرحًا وأكمل وصفًا»؛ لأنَّ ابن يوسف كان «يمرُّ في شرح قصّة، ثمَّ يرجع إلى ما قبلها، وأنَّه كان يخلط في أخباره، وأنَّه لم يأتِ بجميع أخباره».

    والجدير بالذِّكْر أنّ ابن طولون تُوفِّي عام ²⁷⁰ للهجرة، أمَّا كتاب البلوي فقد تمَّ تأليفه كما يذكر العلَّامة محمد كرد علي، مُحقِّق الكتاب، بعد وفاة ابن طولون وزوال الدولة الطولونيَّة عام ²⁹² للهجرة، بل بعد عام ³¹²؛ لأنَّ الكتاب يشير إلى الوزير علي بن عيسى الجراح الذي وافى مصر في ذلك العام.

    يُعدُّ أحمد بن طولون واحدًا من القُوَّاد الأتراك الذين استطاعوا، نظرًا لمَا امتازوا به من شجاعة ودهاء، الاستيلاء على حُكم مصر، ومَدّ نفوذهم إلى بلاد الشام وجزء من إفريقيا.

    ومن الملاحظ أنّ كتاب البلوي لا يتدرَّج زمنيًّا في بناء شخصيَّة ابن طولون، بقَدْر ما يُقدِّم مجموعةً كبيرةً من الحكايات المشوّقة التي تُظهر ما يتمتَّع به ابن طولون من مآثر: كالكرم والذكاء والفراسة والحِكمة. ويمكن لنا أنْ نرسم ملامح شخصيَّة ابن طولون كما رسمها:

    صورة ابن طولون في الكِتاب صورة مُشرِقة وذات أبعاد إيجابيَّة، فهي تجمع بين الفِطنة وقوَّة الملاحظة والعدل والرحمة.

    يُكرِّر البلوي جملة «ومن إقبال»، ويتحدَّث في مواطن أُخرى عن الحظّ الحسن لابن طولون. وقد نبَّه الأستاذ كرد علي إلى أنّ ثَمَّة مجموعة من العوامل كانت وراء هذا النجاح، كتربيته الراقية التي جعلته ينشأ كالجندي الشريف، كما أنَّه حفظ القرآن منذ نعومة أظفاره وفصّح لسانه بالعربيَّة، وأخذ طَرفًا لا بأس به من العِلم، وكان له صوت جميل، وقد حذق الموسيقى، فالمعوَّل في هذا النجاح على الذكاء والتنشئة.

    أقام ابن طولون في طَرَسوس وكانت يومها عامرة بأهل الصلاح والعِلم والزّهد، لكنّ نبوغه تجلَّى عندما تولَّى ولاية مصر، حيث استطاع أنْ يُعيد النِّظام إلى مصر، فأصلح نظام الرّيِّ، وبنى السدود والجسور والتُّرَع والطُّرق، وأسقط العديد من الضرائب، واكتفى بالخَراج والمُكوس، إضافةً إلى نشره العدل بين الناس، بصرف النَّظر عن ديانتهم.

    كان لابن طولون نزعة استقلاليَّة عن الدولة العباسيّة، ولهذا فقد أسَّس جيشًا قويًّا، وكان يعتمد على الولاء الشخصي له، إضافةً إلى نظام الجاسوسيّة الذي توقَّف البلوي عنده مطوَّلًا في حكاياته.

    لكنّ هذه السِّيرة التي تقوم على قصص وحكايات مشوّقة، بطلها أو الباعث إليها هو ابن طولون، تُروى بعربيّة واضحة وبسيطة. وإذا كانت هذه الحكايات تتشابه مع الكثير من النوادر التي تُنسب للحُكَّام الآخرين من أمثال هارون الرشيد وغيره من الحُكَّام، فقد ظلّ البلوي يسعى لتبيئتها كي يسهل نسبتها لابن طولون. ومع ذلك فإنَّ قارىء الكِتاب يجد اتِّساقًا بينها، يُفضي إلى رسم معالِم شخصيّة ابن طولون، وما تحلَّت به من أبعاد مميّزة في نَظَرِ البلوي.

    سبب التأليف

    فهمتُ ما ذكرتَ، جعلني الله فداكَ، في سيرة آل طولون، وأنَّك قرأتَ كتاب أحمد بن يوسف في ذلك، فلم يكن موقعه منك الغرضَ الذي إليه ذهبتَ، ولا المعنى الذي له نحوتَ، وأنَّك تريد ما هو أكبر منه شرحًا، وأكمل وصفًا، وأنَّ أحمد بن يوسف¹ كان يَمُرُّ في شرح قصة ثُمَّ يرجع إلى ما هو قبلها، وأنَّه كان يَخْلِط أخباره، فيأتي بقصة من قصصه التي تدلُّ على ذكاءِ عقله وفطنته، ولطيف حسه، ثُمَّ يأتي بضدها، وأنه لم يأت بجميع أخباره، ولا أخبار أبي الجيش ابنه، وما كان من جميل أفعاله، وحسن آثاره، ولا أخبار سائر إخوته بعده.

    طريقة المؤلف في تأليفه

    وقلتُ: ما هكذا أَرَّخ الناس الأخبار، ولا عليه نَظَمَ العلماء الآثار، وأردتُ أنْ يكون ذلك مُستقصى جميعه، وعلى ترتيب في شرحه، ولا يذكر آخرًا قبل أول، ولا يقدم سالفًا على آنف، وقد امتثلتُ أمركَ فيما أردتَ، وسلكتُ فيه الذي اخترتَ. ولم أدَعْ من أخبار جماعتهم شيئًا مثله يؤرّخ وبه يُتَأدب وله يُستحسن إلَّا ذكرتُه، وجعلتُ ذلك أبوابًا، ولم أذكر في الباب ما ليس من شكله، ولا خلطتُ به ما خرج عن أصله، وإنَّ ابن آدم لا يخلو من نقص وتقصير، ولم يَعْرَ من ذلك العلماء الواصفون لشرائط الدين، والمبلِّغون سنن المرسلين،

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1