Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

الذين هبطو من السماء
الذين هبطو من السماء
الذين هبطو من السماء
Ebook347 pages2 hours

الذين هبطو من السماء

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

" فى الشهر الثالث من السنه الثانية والعشرون رأى الكاتب دائة من النار فى السماء . ليس لها صوت . ولها طول وعرض الزورق الكبير . وخاف ومعه أخرون . ذهب إلى فرعون وأجتمع فرعون وكثير من الجنود ورأو كرة النار .... وخافوا , وفى اليوم التالى تكاثرت كرات النار فى السماء ولم يفهم أحد أى شئ , واتجه رجال الدين إلى المعابد , وطلب فرعون إلى الكتبة أن يسجلوا ذلك " ." من ورقة بردى فى القسم المصرى بمتحف الفاتيكات ". " وعندما كنت أتحدث إلى أنبائى حملنى الرجلان إلى السماء . وأنزلانى فى السماء الأولى وأطلعانى على النجوم ونظمها ورأيت مائتين من الملائكة " سفر أخنوخ "
Languageالعربية
PublisherNahdet Misr
Release dateJan 1, 2012
ISBN9785999914859
الذين هبطو من السماء

Read more from أنيس منصور

Related to الذين هبطو من السماء

Related ebooks

Reviews for الذين هبطو من السماء

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    الذين هبطو من السماء - أنيس منصور

    Aness.epsname-1

    إشــراف عـــام: داليــا محمـــد إبراهيـــم

    جميـــع الحقــوق محفوظــة © لـــدار نهضـــة مصـــر للنشـــر

    يحظـــــر طـبــــــع أو نـشـــــر أو تصــويــــر أو تخـزيــــن

    أي جــزء مــن هــذا الكتــاب بأيــة وسيلــة إلكترونية أو ميكانيكية

    أو بالتصويـــر أو خــلاف ذلك إلا بإذن كتابي صريــح من الناشـــر.

    الترقيم الدولي: 3-4443-14-977

    رقـــم الإيـــــداع: 20842 / 2011

    الطبعـة الأولى: ينايـــــــــر 2012

    ArabicDNMLogo_ColourEstablished

    21 شارع أحمد عرابي - المهندسين - الجيزة

    تليفـــــــون: 33466434 - 33472864 02

    فاكـــــــــس: 33462576 02

    خدمة العملاء: 16766

    Website: www.nahdetmisr.com

    E-mail: publishing@nahdetmisr.com

    هـــذه الكلمــات الباقيـــة مــن ألـــوف السنيـــن!

    ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾..

    * * *

    ﴿وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا﴾

    * * *

    ﴿وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلاَ يَلِدُوا إِلاَّ فَاجِرًا كَفَّارًا﴾

    * * *

    ﴿وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلاَّ مَنْ قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36) وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ﴾

    * * *

    ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ (40) وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِاسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾

    ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14) فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ﴾

    * * *

    ﴿..وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (75) وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ (77) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ (78) سَلاَمٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ (79) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (80) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (81) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ﴾

    * * *

    ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالاَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15) وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ﴾

    * * *

    ﴿وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لاَ أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَأٍ بِنَبَأٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لاَ يَهْتَدُونَ﴾

    * * *

    ﴿قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38) قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ ﴾

    (قرآن كريم)

    * * *

    «فقال الله لنوح نهاية كل بشر قد أتت أمامي. لأن الأرض امتلأت ظلمًا منهم. فها أنا مهلكهم مع الأرض.. اصنع لنفسك فلكًا من خشب..فها أنا آتي بطوفان الماء على الأرض لأهلك كل جسد فيه روح حياة من تحت السماء. كل ما في الأرض يموت. ولكن أقيم عهدي معك. فتدخل الفلك أنت وبنوك وامرأتك ونساء بيتك معك. ومن كل حي من كل ذي جسد اثنين من كل تدخل إلى الفلك لاستبقائها معك.. لأني بعد سبعة أيام أمطر على الأرض أربعين يومًا وأربعين ليلة.. وأمحو عن وجه الأرض كل قائم عملته. ففعل نوح كل ما أمره به الرب».

    (سفر التكوين)

    * * *

    (وإذا بريح عظيمة جاءت من الشمال: سحابة عظيمة ونار متواصلة وحولها لمعان ومن وسطها كمنظر النحاس اللامع من وسط النار. ومن وسطها شبه أربع حيوانات وهذا منظرها: لها شبه إنسان ولكل واحدة أربعة أوجه ولكل واحدة أربعة أجنحة وأرجلها قائمة وأقدام أرجلها كقدم رجل العجل وبارقة كمنظر النحاس المصقول. وأيدي إنسان تحت أجنحتها على جوانبها الأربعة. وأجنحتها متصلة الواحد بأخيه. لم تدر عند سيرها كل واحد يسير إلى جهة وجهة. أما شبه وجوهها فوجه إنسان ووجه أسد لليمين لأربعتها ووجه ثور من الشمال لأربعتها فهذه أوجهها. أما أجنحتها فمبسوطة من فوق. لكل واحد اثنان متصلان أحدهما بأخيه واثنان يغطيان أجسامها.. أما شبه الحيوانات فمنظرها كجمر نار متقدة.. وللنار لمعان ومن النار كان يخرج برق.. ولما سارت. سارت على جوانبها الأربعة لم تدر عند سيرها.. فلما سارت سمعت صوت أجنحتها كخرير مياه كثيرة كصوت الغدير صوت كصوت جيش. ولما وقفت أرخت أجنحتها».

    (الكتاب المقدس: حزقيال)

    * * *

    «.. الماشي على أجنحة الريح. الصانع ملائكته رياحًا وخدامه نارًا ملهبة».

    (الكتاب المقدس: المزامير)

    * * *

    «جئت لألقي نارًا على الأرض.. .»

    (الكتاب المقدس: لوقا)

    * * *

    (في الشهر الثالث من السنة الثانية والعشرين رأى الكاتب دائرة من النار في السماء.. ليس لها صوت. ولها طول وعرض الزورق الكبير. وخاف ومعه آخرون. وذهب إلى فرعون. واجتمع فرعون وكثير من الجنود، ورأوا كرة النار.. وخافوا.. وفي اليوم التالي تكاثرت كرات النار في السماء.. ولم يفهم أحدٌ أي شيء.. واتجه رجال الدين إلى المعابد.. وطلب فرعون إلى الكتبة أن يسجلوا ذلك..)

    (ورقة بردي في القسم المصري بمتحف الفاتيكان)

    * * *

    «وعندما كنت أتحدث إلى أبنائي، حملني الرجلان إلى السماء. وأنزلاني في السماء الأولى. وأطلعاني على النجوم ونظمها. ورأيت مائتين من الملائكة.. ».

    (سفر أخنوخ)

    * * *

    «وقال لي: انظر وراءك إلى الأرض.. كيف تبدو لك؟ انظر إلى البحر كيف تراه؟ وكانت الأرض تشبه جبلًا والبحر كأنه بحيرة.. وطار في الهواء أربع ساعات أخرى.. ثم قال لي: انظر إلى الأرض مرة أخرى.. ثم حدثني كيف تبدو؟ ثم انظر إلى البحر وحدثني كيف يبدو؟ وبدت لي الأرض بستانًا، والبحر كأنه قناة صغيرة من الماء.. ثم ارتفع في الجو أربع ساعات أخرى وقال لي: انظر إلى الأرض.. وانظر إلى البحر..».

    (ملحمة جلجامش - اللوح السابع)

    * * *

    الإنســــان: ذلك المجهـــول جـــدًّا جـــدًّا!

    «ما أقل ما يعرفه الإنسان عن هذه الكائنات التي عاشت قبلنا على هذه الأرض.. ما أقل ما يعرفه وما أصعب الطريق الذي سوف يسلكه لكي يعرف..!»

    هذه العبارة جاءت في المحاضرة التي ألقاها العالم الكبير داروين في أواخر القرن التاسع عشر عندما عرف أن أحد العلماء الألمان قد اكتشف العمود الفقري لإحدى الزواحف واكتشف أن له أجنحة!

    ومعنى هذا الاكتشاف أن الطيور أصلها زواحف. وأن الريش قد نبت على جانبي الجسم لينقذها من قسوة البيئة التي عايشتها وقاومتها مئات الألوف من السنين!

    ولم يكن داروين ولا أي أحد يعرف هذه الحقيقة فاندهش!

    ولم يكن هذا الاكتشاف إلا تصحيحًا طفيفًا جدًّا في السلسلة التي اهتدى إليها داروين بأن السلالات الحيوانية يتوالد بعضها من بعض.

    * * *

    والذي قاله داروين يجب أن نقوله في كل وقت. فنحن لا نعرف إلا قليلًا عن أي شيء... في الأرض وفي السماء وفي أنفسنا.. في الماضي والحاضر والمستقبل.

    ولكن الإنسان بخياله وعبقريته يريد أن يعرف كيف كان الماضي. وكيف يكون المستقبل، اعتمادًا على ما لديه من معلومات حاضرة جاهزة.. إن الإنسان يحاول من ألوف السنين أن «يستحضر» ماضيه.. . وأن يستحضر مستقبله أيضًا.. .

    يريد أن يعرف الطريق الذي يجلس عند نهايته.والطريق الذي يقف عند بدايته.

    وكان من الممكن أن يعرف الإنسان الكثير جدًّا عن ماضيه لولا أن الكثير من الوثائق قد ضاعت أو قد أحرقت. ولولا أن الأحجار لم تحتفظ له إلا بالقليل.. ومن هذا القليل عليه أن يؤلف «الجمل المفيدة» من تاريخ البشرية في ألوف السنين.

    لقد مضى على الإنسان زمن طويل ينظر إلى السماء.. . ويعجب بهذا الفستان الأنيق المرصع بالترتر.. . أو يخاف من هذا الترتر الذي له شكل العيون الشيطانية والتي تتربص بالإنسان ومستقبله. ولكن أحدًا لا يدري أسرار هذه العيون إلا رجال التنجيم الذين امتلأت بهم قصور الملوك والقادة من ألوف السنين.

    فمنذ 700 سنة قبل الميلاد نجد هذه العبارة على أحد ألواح بابل «عندما تظلم عشتار - أي كوكب الزهرة - وتختفي تمامًا فسوف تكون المذابح على الأرض.. وعندما تلمع من جديد فسوف تمتلئ الأرض بالأزهار والثمار».

    وفي سنة 1602 - فقط - استطاع الفلكي الإيطالي جاليلو أن يدفعنا إلى الأمام.. . إلى عصر العقل والعلم.. . ويفتح أعيننا على أحجار لامعة ملتهبة في السماء.. . إنها هذه الكواكب والنجوم.

    وفي سنة 1543 جاء في كتاب للعالم الفلكي كوبرنيكوس الذي مات في نفس السنة: أن الشمس هي مركز «دنيانا» وليست الأرض.. فلا الأرض مركز الدنيا. ولا الإنسان سيد الأرض وسيد الكون!

    وبدأ الإنسان يصغر أمام الكون. وبدأ يتضاءل أمام المجهول. وأخذ يتشكك فيما لديه من معلومات ثابتة مؤكدة. وكان عليه أن يتواضع وأن يحني رأسه أمام الجمال والجلال الذي يجده في الأرض وفي السماء، والذي يجده في تكوينه الجسمي والنفسي.. . والذي يجده في أصغر الحشرات وفي أية خلية حية حيوانية أو نباتية.. . والذي يجده في دوران الأفلاك حول نفسها وحول بعضها البعض في دقة أبدية...!

    ولكي تعرف «شيئًا ما» عن هذا الكون الهائل لابد أن تعرف هذه المجموعة الشمسية. أي عن الشمس وما يدور حولها من الكواكب. ففي هذه المجموعة الشمسية توجد تسعة كواكب واثنان وثلاثون قمرًا. وألوف الأجسام الصغيرة. ومساحة هذه المجموعة الشمسية حوالي ثمانية آلاف مليون ميل. أي أن الضوء لكي يقطعها بسرعة 186.282ميلًا في الثانية فإنه يستغرق نصف يوم. أو بعبارة أخرى لو فرضنا أن الشمس في حجم البرتقالة فإن الكرة الأرضية تكون في حجم بذرة البرتقالة وإذا فرضنا أنها تبعد عن البرتقالة حوالي الأربعين مترًا فإن أقرب نجم آخر إلى هذه المجموعة يبعد عن البرتقالة أكثر من ألفي ميل!

    وفي هذا الكون ملايين الملايين من مثل هذه البرتقالة. ويتباعد بعضها عن بعض ملايين الملايين لا من الأميال فقط ولكن من السنين الضوئية؟

    إلى هذه الدرجة يجب أن نشعر بأن أرضنا ضئيلة في هذه المجموعة، وأن مجموعتنا ضئيلة في هذا الكون. وأننا لا نعرف إلا القليل جدًّا عن أرضنا وطبعًا عن هذه المجموعة.. وعن هذا الكون اللانهائي!

    ولكي نعرف أرضنا هذه كما تبدو من بعيد.. أي من أي كوكب آخر.. وبلغة الأجهزة الدقيقة في سفن الفضاء؛ فإن أرضنا بكل ما عليها وبكل من عليها هي هذه الأرقام الجافة الباردة: جسم ليس كامل الاستدارة أبيض في أزرق، 71% مغطى بالماء. عليها حزام من السحب تحجب الرؤية وتعترض الإشعاع الشمسي. أما جوها الغازي فهو 78% من النيتروجين و22% من الأكسجين و1% من الأرجون وثاني أكسيد الكربون وغازات أخرى وبخار ماء متنوع.

    أما الضغط الجوي فيعادل 14.7 من الرطل على البوصة المربعة. وتبعد عن الشمس 93 مليون ميل. وهي عبارة عن جسم مغناطيسي يجلب الأجسام الضالة في الكون ويحرقها قبل أن تصطدم به. وجوفها لا يزال شديد الالتهاب. ولا بد أن هذه هي صفات الأرض كما يراها أو يعرفها سكان الكواكب الأخرى.

    فهل هناك سكان في كواكب أخرى؟

    إن علم الفلك يؤكد أن هناك ملايين الملايين من الكواكب الأخرى في الكون. ولا يستبعد أن تكون بعض هذه الكواكب صالحة للحياة. وليس مستحيلًا أن يكون سكان هذه الكواكب ينتقلون من كوكب إلى كوكب.. إن الكتب الدينية تقترب من هذا المعنى..

    ولابد أن آدم وحواء قد هبطا من كوكب آخر إلى كوكب الأرض. والكتب الدينية القديمة: التوراة والفيدا والتلمود والرامايانا وغيرها تصف لنا هبوط كائنات من كواكب أخرى إلى هذه الأرض. والوصف ليس علميًّا.. ولكنه وصف بسيط يستخدم لغة العصر من ألوف السنين.

    ومعنى هذا أن الحضارة التاريخية التي حددها المؤرخون ابتداء من عصر الكتابة إلى الآن - أي في حدود العشرة الآلاف سنة - لا يمكن أن تكون هي كل التاريخ الإنساني.. أو كل التطور الفعلي على هذه الأرض. ولا يمكن أن تكون الإنسانية قد بدأت بعد طوفان نوح..

    أو بعد الطوفان.. فقد كان هناك أكثر من طوفان.. ولا يمكن أن يكون كل ما قبل ذلك حياة بدائية أقرب إلى الحيوانية.. وأن الإنسان لم يحقق قبل ذلك شيئًا له قيمة.

    وقد حدث عندما اكتشف كولمبوس أمريكا أن انتشرت روايات خرافية تصور الهنود الحمر بأنهم من ذوي الأربع و أن لهم ذيولًا..

    وأن البحار بها حيوانات تتكلم وتمشي على أرجل.. إلى آخر هذه الخرافات.

    ولكن الذي لم يعرفه كولمبوس في ذلك الوقت أن هناك حضارة إنسانية أسبق من الحضارة الغربية في القرن الخامس عشر. وأنها تقدمت على الحضارة الأوربية في القرن العشرين، فكولمبوس ومعاصروه لم يعرفوا حضارتي بيرو والمكسيك.

    وقد أدى اكتشاف حجر رشيد في مصر إلى أننا عرفنا معنى الأهرام وسر الفراعنة. وعرفنا سر كل هذه المنطقة في شمال إفريقيا. وعرفنا أيضًا سر الذين عاشوا إلى الغرب حتى شاطئ المحيط الأطلسي.. وعرفنا أسطورة أو قصة قارة أطلنطس.. وعرفنا أن هرم الجيزة هو أعظم ألغاز الحضارة القديمة وأن العقل العظيم الذي أقام ثلاثة ملايين حجر لا ينفذ منها الماء ولا الهواء لا يمكن أن يجعلها مقبرة الملك.. وإنما ليودع فيها الكثير من الأسرار التي لا تزال تحير العلماء بأجهزتهم الحديثة؟

    ولا أعرف بالضبط متى بدأ الاتجاه إلى الماضي القديم بروح عصرية.. ولكن أعرف أنه في يوم 23 سبتمبر سنة 1925 نشر الدكتور مورليه بحثًا عن اكتشاف فريد من نوعه بالقرب من مدينة فيشي بفرنسا وبالضبط عند قرية جلوزيل. هذا الاكتشاف يؤكد بوضوح أن الإنسان القديم قد استخدم الحروف الهجائية اللاتينية التي نستخدمها الآن.. وأن ذلك قبل الميلاد بمائة وخمسين قرنًا!

    أما المعارك التي دارت بين العلماء حول من الذي اكتشف هذا الأثر العظيم فدليل متكرر على سفالة الإنسان وجشعه أيضًا!

    وبعد اثني عشر عامًا اكتشف عالم أثري في قرية «ليساك القصور» بالقرب من فيينا حجرًا منقوشًا أصفر اللون..

    وتأكد العلماء بعد ذلك أن هذا الحجر صحيح. وأن النقوش المرسومة صحيحة أيضًا. وأن النقش منذ أكثر من عشرين ألف سنة.

    أهم من هذا كله: أن على النقوش الموجودة

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1