الناي السحري (موتسارت)
By أنيس منصور
()
About this ebook
Read more from أنيس منصور
تولد النجوم وتموت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنحن أولاد الغجر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأظافرها الطويلة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالماضي يعيش Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأعجبني هؤلاء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsشارع التنهدات Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsيا نور النبي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsآه لو رأيت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsوأنا اخترت القراءة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمعذبون في كل أرض Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقالوا ج ١ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالبقية في حياتي: لوحات تذكارية على جدران الطفولة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsزى الفل أو أحزان هذا الكاتب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحيوانات ألطف كثيرًا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفي صالون العقاد كانت لنا أيام Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمحمد أعظم الخالدين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالدين والديناميت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأعجب الرحلات في التاريخ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالبقية في حياتي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsهذا الجيل ضاع Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأجيال من بعدنا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفي انتظار المعجزة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلعلك تضحك Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقلبك يوجعنى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsألوان من الحب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكائنات فوق Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالذين هبطو من السماء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsوآخرتها Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقل يا ليل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأنت عنيف وأنا أيضًا Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related to الناي السحري (موتسارت)
Related ebooks
أسطورة بو Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسطورة وحش البحيرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسطورة المومياء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسطورة البيت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسطورة الأساطير 2 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسطورة بيت الأشباح Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسطورة الشاحبين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمرض الأسود Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمذكرات Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsإنها كرة الندم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسطورة العراف Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالأخير Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسطورتنا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأرض الجنون Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسطورة مملة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفلاسفة في حسائي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسطورة حارس الكهف Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرجل الرمال Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسطورة أغنية الموت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسطورة معرض الرعب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسطورة حسناء المقبرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsزى الفل أو أحزان هذا الكاتب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsوعطرك يبقى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسطورة (مصاص الدماء& الرجل الذئب) Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسطورة نهر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكيف لا أبكى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلماذا جَّنت الأبقار؟ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسطورة اللهب الأزرق Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsهواء فاسد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسطورة حامل الضياء 1 Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for الناي السحري (موتسارت)
0 ratings0 reviews
Book preview
الناي السحري (موتسارت) - أنيس منصور
الناي السحري
موتسارت
إشراف عام: داليا محمد إبراهيم
جميع الحقوق محفوظة © لدار نهضة مصر للنشر
يحظـــــر طـبع أو نشر أو تصوير أو تخزين أي جزء من هــذا الكتاب بأية وسيلة إلكترونية أو ميكانيكية أو بالتصوير أو خلاف ذلك إلا بإذن كتابي صريح من الناشر.
الترقيم الدولي: 9771418122
رقم الإيداع: 2002/9200
طبعة: مايو 2002
Section0002.xhtml21 شارع أحمد عرابي - المهندسين - الجيزة
تليفون : 33466434 - 33472864 02
فاكس : 33462576 02
خدمة العملاء: 16766
Website: www.nahdetmisr.com
E-mail: publishing@nahdetmisr.com
دمعة أولى!
Y01-1.xhtmlكنت أفضل أن يكون عنوان هذا الكتاب (موتسارت.. ذلك المجهول).. أو (موتسارت الذي دوخني) أو (موتسارت.. في دمي) أو (موتسارت: فيلسوفا).. أو (موتسارت عاشقا معشوقا)..
أما أن موتسارت في دمي فسبب ذلك أنني أحببته وتمنيت، ولا أستطيع أن أكمل هذه العبارة فأقول: تمنيت أن أكون عبقريا مثله.. وإنما تمنيت فقط أن تكون عندي نعومته.. رقته.. حيويته.. إبداعه الذي يتدفق شلالا يتفجر من كل خلايا.. طوفانا من النغم يهز الجبال.. فكيف لا يحطم إنسانا مثله صغيرا هزيلا مريضا حتى يقصف عمره في النهاية..
وهناك سبب آخر فعندما ذهبت إلى مدينة سالزبورج بالنمسا، التي ولد فيها موتسارت، كان من نصيبى أن أسكن بيتا هدمت الحرب نصفه.. وبقى نصفه الآخر دليلا على الجريمة ودليلا على الإصرار والتحدي.. وكان من حسن حظى أن أرى بيت موتسارت من النافذة كل صباح.. وربما أصعب ما واجهت في ذلك البيت هو كيف أصل إلى صباح أي يوم.. كنت أقطع الليل الطويل أتقلب وأتوجع.. فقد كان السرير واللحاف والمخدات والسجادة على الأرض ومثلها على الحائط ملعبا للبراغيث.. وكنت أحيانا أضحك.. وشر البلية ما يضحك، كما يقول الشاعر.. وكانوا زمان يقولون لنا على سبيل السخرية إن المشتغلين بالفلسفة هم الذين يبحثون عن قطة سوداء في غرفة سوداء.. ولكني أستطيع أن أقول: إن الموقف أصعب من ذلك كثيرا.. إنه البحث عن برغوث.. ألف ألف برغوث في غرفة مظلمة أيضا..
وكنت أقول لنفسي أن هذه البراغيث هي أحفاد البراغيث التي امتصت دم موتسارت وتوارثت دمه.. ونقلته إلى دمي.. فدماء موتسارت تجري في عروقي!
ولما قرأت رسائل موتسارت إلى أبيه وأمه وأخته وإلى زوجته وإلى ابنة عمه وجدت له لفتات ذكية.. ومحاولات فلسفية.. وأهدافا إنسانية.. فتوقفت طويلا عندها.. ووجدت خيوطا ذهبية وفضية.. وخيوطا من نار وخيوطا من حرير.. وصنعت منها نسيجا عاطفيا غراميا.. إنها فلسفة ما.. لو طال العمر بالعبقري موتسارت لقال أكثر.. ولكن لم يمهله المرض .. واستعجله الموت.. وقد كان موتسارت على سفر دائم بين المدن والدول والقصور الملكية البابوية..
فبين السادسة والسادسة عشرة من عمره، لم يبق في مدينة سالزبورج إلا خمسة شهور.. فكيف يتسع عمر شاب مات في السادسة والثلاثين أبدع فيها: 626 عملا موسيقيا من بينها 22 أوبرا و50 سيمفونية و22 رباعية وترية و18 كونشرتو على البيانو وغيرها..
وجمعت ما قاله المؤرخون والأصدقاء ورتبت ونظمت وحللت..
ثم ضاعت كل هذه الأوراق.. بعد أن نقحتها وكتبتها على الآلة.. ولا أعرف كيف ولا أين ولا متى ضاعت، بينما أنا مشغول بغيرها وبغير الموسيقار..
وهذا الكتاب الصغير الذي بين يديك هو ما تبقى من كتاب كبير.. توقفت فيه طويلا عند الحياة المرضية لعدد من الموسيقيين العظماء: بيتهوفن وبجانيني وباخ وهندل وفيبر وروسيني وشوبرت ومندلسون وشومان وشوبان وليست وجريج ومالر ودليوس ورافل وجرشون وبارتوك وبيزيه وبورودين وبرامس وبوليوز ودبيسي ورحمانينوف وشوستاكوفتش وسيد درويش وعبدالوهاب وأم أكلثوم والسنباطي والقصبجي وزكريا أحمد وبليغ حمدي ومحمد الموجي وفريد الأطرش وعبدالحليم وفايزة أحمد..
كل ذلك ضاع!
ضاعت 450 صفحة من الناشر الله يسامحه.. أو في المطبعة أو بين أوراقي التي أجمعها وأرتبها وأمزق بعضها.. فهل مزقتها كلها؟ أشك في ذلك.. ولكن ما جدوى اليقين من أي شيء.. لقد ضاعت هذا هو اليقين الوحيد..
وبحثت ونقبت كثيرا وطويلا يائسا حزينا ولم يبق إلا هذه الصفحات التي كانت مقدمة لسجل طويل عريض استغرق مني ألف ليلة وليلة!!
أما (موتسارت.. ذلك المجهول).. فقد كان عنوان الكتاب الذي ذهب.. وكنت قد اتفقت مع الصديق د. ناصر الأنصاري مدير الأوبرا على أن يتولى نشره وتوزيعه وتزويده بصور أوبرات موتسارت على المسرح المصرى.. واتفقت أيضا مع الناشر الصديق إبراهيم المعلم .. واتفقت مع الفنان حلمي التوني أن يتولى إخراج الكتاب.. ومع الفنان الشاب محمد الناصر أن يرسم صور موتسارت والأربعين عبقريا موسيقيا.. ورسمهم جميعا. وهذه الصور لقيت مصير الكتاب!!
ورويت لأول مرة ليلة غاب فيها موتسارت، ولكن حضوره أقوى من حضورنا.. في تلك الليلة السابقة على عرض أوبرا (الناي السحري) لموتسارت على مسرح الأوبرا المصرية القديمة جلسنا مع كل أعضاء الفرقة الإيطالية في فندق ميناهاوس.. ثم تقدمنا جميعا: الشاعر عبد الرحمن صدقي مدير الأوبرا والأديب صلاح ذهني سكرتير الأوبرا.. والفنان شكري راغب.. ومشينا إلى الهرم وإلى أبي الهول.. وكان القمر فوق والرمال الفضية تحتنا.. وكان الليل هادئا.. وكل شىء التزم الصمت احتراما لأبطال (الناي السحري) وإجلالا لموتسارت.. وكان وكان وقيل وقيل وغنت بطلة الفرقة.. غنت بلا موسيقى.. الصوت في حنجرتها والموسيقى في آذاننا.. وكان موتسارت هناك في كل مكان.. وسعدنا وانتشينا.. ذهبنا لا نعرف كيف، وعدنا لا نعرف متى.. ليلة من أطول وأروع ليالي العمر..
ولما علم محمد عبد الوهاب أننا حاولنا أن ندعوه فلم نجده، عاتبنا ولم يقبل اعتذارًا من أحد.. ولكن تطوع بعضنا وقالوا : كيف يستطيع أن يمشي عبد الوهاب على الرمال.. كيف يواجه الهواء البارد..
ولكن عبد الوهاب كان أسفه عظيما وحزنه عميقا..
وكذلك قال أم كلثوم..
وكذلك ندم فريد الأطرش..
وجاء خطاب من الفيلسوف الوجودي سارتر: يحسدنا على تلك الليلة التي ما كان أحوجه إليها - هكذا قال.
كل ذلك راح.. راح.. ضاع.. تحولت الصفحات إلى ريش أبيض في جناحي طائر حلق بعيدا.. ولن يعود!
* * *
وليس أحد أشهر من الطفل المعجزة: موتسارت.. وليس أحد مجهولا مثله.. فلقد عاش مريضا طول عمره.. كان أصفر اللون شاحبا هزيلا دميما.. كان قصير القامة (152 سنتيمترا) قصير النظر.. رافقته في حياته القصيرة أمراض كثيرة.. اختلف الأطباء في تشخيصها..
فقد أصيب بالحمى ثلاث مرات في حياته.. وظهر لها طفح جلدي أليم جعله لا يستحم شهورا..
أصيب بالحمى القرمزية..
وأصيب بالحمى الروماتزمية..
وانتفخت يداه ووجنتاه.. بسبب مرض في الكلى..
وقيل إنه مات بالفشل الكلوي..
وبسبب ضغطه العالي أصيب بانفجار في المخ.. وقيل بجلطة في القلب.. ومات في حالة إغماء وهذيان..
وكان مصابا بالتهاب في المفاصل.. إذا وقف كان من الصعب عليه أن يقعد.. وإذا قعد كان من الصعب أن يقف..
وكان كبير الرأس طويل الأنف..
أما حرصه على أن يرتدي الشعر المستعار فلكي يخفي عيبا خلقيا في إحدى أذنيه.. فقد كانت أذنه اليسرى مفلطحة.. وقد ورث هذا التشوه الخلقي عن أبيه.. ثم إنه أورثه لابنه - وبعض المؤرخين يرى أن الأذن اليسرى لنفرتيتي كان به نوع من التشوه الخلقي..
ولقد حار الأطباء مائتي سنة منذ وفاته سنة 1791 في تشخيص مرضه.. وتشخيص سبب وفاته.. وقد عثر الأطباء على نسبة كبيرة من الزرنيخ في جسمه كالتي وجدوها في شعر نابليون - لقد مات كلاهما مسموما.. الطبيب الإنجليزي وضع السم لنابليون والموسيقار الإيطالى سالييري وضع السم لموتسارت.. وقد ولد نابليون بعد موتسارت بثلاثة عشر عاما..
وكل شيء في حياة موتسارت كان سريعا خاطفا.. ولذلك كان عنده إحساس مخيف من الموت.. فكان يجري قبل أن يلحقه الموت.. ويبدو أن الموت لم يلحق به ولذلك أقعده في البيت حتى التزم الفراش.. وهكذا لحق به وانقض عليه.. ولكن الفن أطول عمرا من الفنان. فمات الموسيقار موتسارت.. ولكن موسيقاه لا تموت.
ولم يتسع وقت موتسارت لأي شيء آخر غير الموسيقى.. ولذلك لم يتعلم.. فهو طفل جاف خشن.. لا يعرف كيف يكون مهذب السلوك مع الناس.. وهو يقول كل ما يخطر له.. تماما كما أنه يسجل على الورق كل ما يهبط عليه من روائع النغم ورفيع المعاني.. وخطابات موتسارت مليئة بالألفاظ النابية التي لا يصح أن يقولها ابن لأبيه أو لأمه أو لأخته أو لزوجته أو لبنت عمه التي أحبها كثيرا وعميقا وطويلا..
ولذلك في فيلم (أماديوس) البديع العميق نجد حرص المؤلف على أن يختار قزما في دور موتسارت.. قبيح الصورة والصوت.. قبيح الكلمات والحركات..
وفي