أعجبني هؤلاء
By أنيس منصور
()
About this ebook
Read more from أنيس منصور
نحن أولاد الغجر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمعذبون في كل أرض Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتولد النجوم وتموت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالماضي يعيش Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsشارع التنهدات Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsيا نور النبي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsوأنا اخترت القراءة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsدعوة للابتسام Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsآه لو رأيت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأعجب الرحلات في التاريخ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالدين والديناميت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsزى الفل أو أحزان هذا الكاتب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحيوانات ألطف كثيرًا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأظافرها الطويلة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقل يا ليل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتعال نفكر معًا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالبقية في حياتي: لوحات تذكارية على جدران الطفولة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsوآخرتها Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعلى رقاب العباد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمحمد أعظم الخالدين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsليلة فى بطن الحوت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالذين هبطو من السماء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمعنى الكلام Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأجيال من بعدنا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsجسمك لا يكذب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالناي السحري (موتسارت) Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالسيدة الأولى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمن أول السطر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالبقية في حياتي Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related to أعجبني هؤلاء
Related ebooks
تكلم حتى اراك Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفتح مصر.. وثائق التمكين الإخوانية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحيوانات ألطف كثيرًا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفي انتظار المعجزة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحول العالم في 200 يوم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمعنى الكلام Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالقلب لا يمتلئ بالذهب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأجيال من بعدنا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسنه أولى ثورة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsدستة قصص قصيرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsليلة فى بطن الحوت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsوالله زمان يا حب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفى بهو الكرنك: محاكمة رئيس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحياة قلم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكهنه المعبد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsإنها كرة الندم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالأب الروحي: أسرار حياة يوسف ندا - المفوض السياسي للإخوان المسلمين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنحن كذلك Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsزى ما بقولك كده 1 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsاسمي بولا: نادية لطفي تحكي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsهذا الجيل ضاع Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsيا نور النبي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمذكرات هدى شعراوي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمن روائع الرافعى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالطيب المجتهد والمجتهد الطيب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالرصاص لا يقتل العصافير Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsما الذي يريده الشباب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلعلك تضحك Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمجلة الأستاذ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالناي السحري (موتسارت) Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for أعجبني هؤلاء
0 ratings0 reviews
Book preview
أعجبني هؤلاء - أنيس منصور
أعجبني هؤلاء
المؤلف: أنيـس منصـــور
إشراف عام: داليا محمد إبراهيم
جميــع الحقــوق محفـوظــة © لدار نهضة مصر للنشر
يحـظــر طـــبـــع أو نـشـــر أو تصــويـــر أو تخــزيــــن أي جـزء مـن هـذا الكتـاب بأيـة وسيلـة إلكترونية أو ميكانيكية أو بالتصويــر أو خـلاف ذلك إلا بإذن كتابي صـريـح من الناشـر.
الترقيم الدولي: 978-977-14-5718-3
رقم الإيداع: 26969 / 2018
الطبعة الثانية:يناير 2021
Section0001.xhtml21 شارع أحمد عرابي - المهندسين - الجيزة
تليفــون: 33466434 - 33472864 02
فاكـــس: 33462576 02
خدمة العملاء: 16766
Website: www.nahdetmisr.com
E-mail: publishing@nahdetmisr.com
لأول مرة: السادات!
كان في أسانسير «أخبار اليوم»، أنا نازل ونائب الرئيس عبد الناصر طالع. قال وكانت مفاجأة: أنت أنيس.. أنا قرأت لك ما كتبته عن بوذا وكونفوشيوس.. فشكرته. واتجهت إلى الباب عندما ناداني عامل الأسانسير: سيادة النائب عاوز يكلمك!
ورجعت خجلان.. واعتذرت فلم أتصور أنه يريد أن يلقاني. وظل يتكلم في الأسانسير. وكان يتكلم بصفة الأمر. وكان صوته مليئًا ثم إنه يضغط على الحروف ويوجه لي كلماته مباشرة. وبعد ذلك تشعر بأنه رجل ودود.. وأنه من الممكن أن يكون صديقك.
ودخل غرفة الكاتب الكبير مصطفى أمين الموجود في السجن. وجلس على مكتبه.. شيء غريب، فلم نكن نتصور شيئًا من هذا! ثم إنهم غيروا له موقع المكتب فجعلوه على اليسار بدلًا من أن يكون على اليمين. وجلس أنور السادات بدلًا من مصطفى أمين وطلب مني أن أكتب صفحة أدبية.
وذهبت إلى موسى صبري رئيس تحرير «الأخبار» قلت: يا موسى النائب طلب مني أن أكتب صفحة أدبية ابتداء من هذا الأسبوع. فسألني إن كنت أريد أحدًا معي. فقلت: لا.. أكتبها وحدي..
وموسى صبري كان قد دخل السجن مع أنور السادات..
وصدرت الصفحة الأدبية بعد يومين. وأدهشني أن يطلبني أنور السادات ويقول: أهنئك يا أنيس.. الصفحة بديعة وأنت كمان بديع يا أنيس!
ما هذا الكلام! لم أسمع شيئًا من ذلك في حياتي ومن أحد على هذا القدر وفي هذه المكانة، وكيف اتسع وقته! وكيف يهمه الأدب! إنه رجل سياسة. إن الشيء الوحيد الذي طلبه مني هو هذه الصفحة. ولم يشأ أن يطلب شيئًا آخر..
وقد جاء أنور السادات بعد أن شكونا من الشيوعيين الذين بهدلوا «أخبار اليوم» وأتوا فيها بكُتَّاب شيوعيين من مصر وخارجها. وكان حزننا عظيمًا على ما أصابنا من هؤلاء. وجاءنا أنور السادات ليصلح ما أفسده الشيوعيون: خالد محيي الدين والحواريون الذين لا خبرة لهم بالصحافة. وكنت أعرف منهم الأستاذ محمود أمين العالم الذي تخرج في قسم الفلسفة. وكان يسبقني بعام. ونحن طلبة انقسمنا على بعض، هو شيوعي وأنا وجودي ولم نتفق لا في الجامعة ولا خارجها.
ولما ذهبت أزور محمود أمين العالم رئيس مجلس إدارة «أخبار اليوم» وجدته قد وضع المصحف أمامه. وقلت له: يا محمود إيه ده؟ قال: مصحف. قلت: لكي يراه العمال؟ قال لكي يراه ربنا!
وكتبت مقالًا ضايقه، فحكيت أننا عندما كنا طلبة، كان يأتي بزميل ثالث ويمسك يدي وراء ظهري ويوجهني إلى الشمس ويقرأ إحدى قصائده.. عذاب. فغضب محمود أمين العالم مع أنها ذكريات يضحك الناس عليها!
وبعد ذلك رأيت السادات ألف مرة..
قالت عرَّافة إنه سوف يموت!
تضايقت جدًّا. واتصلت بوزير الداخلية النبوي إسماعيل وقلت له: إن عرَّافة إسرائيلية تنبأت باغتيال السادات قبل نهاية هذا العام. فقال: أنا تعبت مع الرئيس السادات. وكذلك السيدة حرمه تعبت. إنه لا يسمع الكلام ولا يريد أن يرتدي الصديري المقاوم للرصاص، ويقول: الأعمار بيد الله. وانتهزت الفرصة أننا نتمشى.. وقلت له: يا ريس فيه واحدة عرافة إسرائيلية والعياذ بالله تقول: فقال: تقول ماذا.. تقول إنهم سيقتلونني! قلت: نعم يا ريس. فقال: أبو العلاء قال إيه.. قال:
وانتقل إلى الحديث في موضوعات أخرى.
سألني: ماذا ستكتب غدًا؟
قلت له: ولكن في ضيق شديد: ولكن يا ريس الاحتراس واجب.. ولماذا لا ترتدي الصديري يا ريس؟ إنه..
فقاطعني: الـله إنت حتعمل زي جيهان؟ كانت السيدة جيهان تطلب إليه كثيرًا أن يرتدي الصديري.. ولكنه يرفض. ثم غير الرئيس الكلام في هذا الموضوع، وسألني إن كنت قابلت فلانًا. فقلت نعم. وإن كنت قابلت فلانًا وماذا قال وهل سيعود إلى مصر. فإذا عاد فليكن بيننا لقاء. وسألني إن كان من رأيي أن أذهب إلى إسرائيل وأقابل فلانًا. فقلت: تحت أمرك يا ريس..
فقاطعني: لا تقابله. إنه سوف يجيء إليك ويطلب مقابلتي؛ لأن موقفه في الحزب ضعيف وأن يقابلني فذلك يضاعف من أهميته وسوف يرى الحزب المعارض أن هناك اتفاقيات سرية بيننا.
وبعد أيام جاء هذا الزعيم الإسرائيلي إلى مصر وطلب أن يقابل الرئيس، وقابله، وحضرت المقابلة وكان ما توقعه الرئيس. فبدأت الصحف في إسرائيل تهاجمه.
وصافحني الرئيس، وقلت: يا ريس الله يخليك ترتدي الصديري فقال ضاحكًا: إن شاء الله لا.. هاها هاها!
ومع الأسف صدقت العرَّافة!
وجاءت العرافة الإسرائيلية إلى مصر. وكلمتني وكلمتها والتقينا.. وكان لا بد أن أسألها: وكيف عرفت؟ قالت: إن الرئيس السادات عندما يخطب فإنه يوجه كفيه مفتوحتين إلى الناس. فأخذت صورة الكفين وكبرتهما فرأيت الخطوط واضحة.
وتقول إنها قرأت. وإنها حسبتها فرأت هذا الخط وهذا الخط. وقالت، وليتها ما قالت..
وسألتني إن كانت ترى لي البخت فرفضت.. وعرفت أنها إلى جانب قراءة الكف تقرأ الفنجان وتقرأ نوعًا من الكوتشينة هي الطاروط.. وهي نوع من أوراق اللعب، ولكن كبيرة وعددها قليل.. إلى آخر ما تقول.
ويدهشني أنها تعرف. ولا يوجد أي دليل علمي على هذه النظرية.. نظرياتها هي وأية واحدة أخرى في مصر.. ففي مصر عدد من العرافات لهن هذه القدرة الغريبة..
وكنت مع الموسيقار محمد عبد الوهاب نتردد سرًّا على قارئة فنجان أرمنية، والغريب أن نظرها ضعيف جدًّا وكانت تقرب الفنجان إلى عينيها وتشمشم في القهوة وتقول. وتقول لنا عجبًا. كيف؟ لا أعرف.
وقال لي الفنان الكبير صلاح طاهر: لا أريد أن أراها.. هاها، وليس عندها ما تقول فأنا رجل كبير في السن، فإذا قالت لي: سوف تموت بعد سنتين أو ثلاث فأنا أعرف ذلك.. وإذا قالت لي ستكون عندك ثروة.. يستحيل، فأنا أعتمد على بيع اللوحات وقد بعتها كلها.. ستقول لي إن أحد أقاربي سوف يموت.. ولا يهمني أن يموت كل أقاربي..
وذهبنا لها. وانفردت به. وقالت له ما توقعه، وضحكت وضحكنا. ولكنها قالت له: احترس إذا مشيت ليلًا. هاها. وفي الليل تعثر وسقط على الأرض وانكسرت إحدى ساقيه!
ولم نذهب إلى وادي الراحة
وفي صباح 6 أكتوبر اتصلت بالرئيس وقلت: كل سنة وانت طيب يا ريس. فسألني إن كنت سأذهب للعرض العسكري فقلت: لا.. وإنما سوف أفرغ من إعداد مجلة (أكتوبر) وأبعث بحقائبي إلى ميت أبو الكوم.. هي قرية الرئيس. وبعدها سوف نسافر معًا إلى (وادي الراحة) في سيناء لبضعة أيام ولن يكون معنا أحد..
ففي المرة السابقة كنا ثلاثة: الرئيس والمهندس حسب الله الكفراوي وأنا. وكانت أيامًا بديعة من الهدوء وكان الرئيس في أحسن حالاته. وكانت أفكاره واضحة ومرتبة. وكان عنده استعداد للمرح لولا أن اتصل به أحد المحافظين فغضب الريس وثار، فقد سأله المحافظ أن هناك رغبة شعبية في منع الخمور كما فعلت بورسعيد، فثار الرئيس غاضبًا وقال: هذا يحدث عندما يحكم الخوميني مصر..
وأغلق التليفون في وجه المحافظ..
ثم التفت إلينا الرئيس يقول: تصوروا هذا أحد المحافظين يريد أن يمنع الخمور ويجعل هذه المدينة خاوية من السياح. هذا الجاهل الغبي!
وسكتنا تمامًا عندما بدأ الدكتور نعينع يرتل القرآن الكريم.. وقرأ قصة موسى عليه السلام عندما جاء إلى هذه المنطقة وتجلى الله له على الجبل، عندما طلب موسى أن يرى الله.. وعندما نزل إلى قومه الذين عاودوا عبادة الأصنام من ذهب.
وفي هذا الهدوء العجيب جاء صوت القارئ نعينع ناعمًا فضيًّا مضيئًا.. سبحان الله وما أروع كلام الله وأبلغ قصة موسى عليه السلام وهي واحدة من ثلاث قصص ممتعة في القرآن الكريم: عيسى ويوسف وموسى.. ولا أذكر أنني أحسست هدوءًا كهذا ولا سمعت قرآنًا كأنه ينزل علينا الآن من فوق الجبل، من السماء. سبحان الله!
ثم حدث في ذلك اليوم ما نعرفه وأحزننا على الرئيس وعلى مصر والأعمار بيد الله وكان موته بأرض مصر وعلى أيدي أبناء مصر وفي عيد مصر بالنصر في حرب أكتوبر..
سرقوها وعادت إلى إسرائيل!
أما الهدية التي لها قيمة وتلقاها الرئيس السادات سعيدًا بها - فإنها هدية لها قيمة تاريخية، فهي أول هدية من رئيس إسرائيل لرئيس مصر.. أو لأي رئيس عربي في التاريخ!
أما الهدية فهي عبارة عن ورقة طويلة عريضة مكتوب عليها قصة يوسف عليه السلام في مصر.
والذي كتبها الزميل الصحافي يوسف وهبي. كتبها بالخط الفارسي البديع..
أما الذي قدم الهدية فهو الرئيس إسحاق نافون الذي جاء إلى مصر والتقى عددًا من الأدباء في قصر عابدين وقال إنه تتلمذ على يدي كتب طه حسين. وهو على معرفة واسعة بالأدب العربي والأدب العبري والمفكرين اليهود الذين عاشوا في مصر وكذلك رجال القانون اليهود والمحامون الذين عملوا وأحبوا مصر وأحزنهم أنهم مضطرون إلى أن يفارقوها.
وكما هي عادتنا هاجمت الصحف كل الذين قابلوا الرئيس نافون واستمعوا إلى امتنانه العظيم والعميق لمفكري مصر وأدبائها طه حسين والعقاد والحكيم والمفكر اليهودي موسى بن ميمون الذي يسمونه موسى الثاني. أما الأول فهو موسى عليه السلام.
وهذه اللفافة قد وضعوها في كيس من المخمل الأحمر. ولها يد حتى يمكن حملها.. تشبه تمامًا التوراة التي يخرجون بها من قدس الأقداس في الأعياد الدينية الكبرى مثل رأس السنة وعيد الغفران.
سألت في رياسة الجمهورية: يا أولاد الحلال ألم ير أحد منكم هدية نافون إلى السادات؟
بعضهم قال رأيناها. وبعضهم قال سمعنا بها. وبعضهم قالوا سرقت وعادت إلى إسرائيل!
هدية الرئيس للرئيس أين؟!
سئلت رسميًّا أخيرًا: أنت قلت إن هدية الرئيس الإسرائيلي إسحاق نافون إلى الرئيس السادات قد ضاعت. متى؟ وكيف؟
وهي أول هدية من رئيس إسرائيلي إلى رئيس مصري! والهدية عبارة عن لفافة ضخمة لقصة يوسف عليه السلام عندما كان مستشارًا للأمن القومي في مصر كما جاء في التوراة.. وهي مكتوبة بخط فارسي والخطاط الذي كتبها كان زميلًا في «أخبار اليوم» واسمه يوسف وهبي.
وهذه اللفافة من ورق مقوى وملفوفة في قماش أحمر من القطيفة وموشًّى بالذهب.. كالتي نراها في المعابد اليهودية ويحملها الحاخام قبل وبعد الصلاة.
وقلت إن صورة من قصة يوسف عليه السلام قد أهديتها أنا للسفير الإسرائيلي المصري الأصل دافيد سلطان.. ويمكن الرجوع إليه.
وجاء من يسألني رسميًّا مرة أخرى: وكيف ضاعت. قلت: أما كيف فلا أعرف. فقد ضاع لي كتاب من قبل كتبته بالاتفاق مع الرئيس السادات وكان موضوعه عن «السلام بيننا وعلينا» وعن الأديان الثلاثة في العصر الحديث أيضًا.
وقد كتب الرئيس السادات الإهداء إلى صديقه المستشار الألماني هيلموت شميت..
وقد ولد السادات وهيلموت شميت وعبد الناصر في سنة 1918 وقلت إنه يمكن البحث عن هذه الهدية التاريخية الفريدة في الخارج - هي والكتاب أيضًا!
أما الهدية إن وجدوها فقد ردت إليهم.. أما الكتاب فقد تعبت في تحريره وأكون شاكرًا لو أتوا به بخطي أو بخط المطبعة!
ولا أعرف الآن أين ذهبوا أو إن كانوا قد عثروا على شيء!
وأين هديتنا نحن؟!
في النادي الدبلوماسي بالقاهرة كان عيد ميلاد رئيس الوزراء د. مصطفى خليل. والبهجة على الوجوه. وكل واحد منا قال كلمة، وقلت: مصطفى خليل أشجع رئيس وزراء عرفته مصر، ثم إنه مهندس السياسة الخارجية. فهو مهندس بحكم مهنته. استطاع أن يجعل حياته وفكره وإدارته هندسية.
أما شجاعة مصطفى خليل فقد ظهرت فيما بعد في مفاوضات السلام مع إسرائيل. وادعى كثيرون أنهم هم الذين خططوا وشجعوا السادات.. وكلام كثير من هنا ومن هناك ولكن مصطفى خليل أعلن في التلفزيون الإسرائيلي وفي قنوات عربية كثيرة أن عملية السلام كلها من تفكير وتصميم وإدارة وقرار أنور السادات وحده.
ويبدو أن مصطفى خليل قد قيل له إن الذي قاله للاستهلاك الخارجي. فما كان منه إلا أن أعلن في التلفزيون المصري: عملية السلام من أولها لآخرها: أنور السادات.. أقول كمان مرة: عملية السلام من أولها لآخرها أنور السادات ولا يحق لأي أحد، أيًّا كان هذا الأحد، أن يضيف كلمة واحدة.
ونحن نتناول عشاءنا فوجئنا بالسيد ليفي شتراوس منسق العلاقات بيننا وبين إسرائيل. وفي يده صندوق. وقدم الفاتورة وأعطاها لمصطفى خليل. لقد اشترى له جزمة ومعها الفاتورة التي تؤكد أنها أقل من 77 دولارًا. فالقانون يحرم على الموظف الأمريكي أن يتلقى هدية أثناء عمله يزيد ثمنها على 77 دولارًا.
وضحكنا. ولم يفهم الرجل الذي أماتنا أو كدنا نموت من الضحك وأفهمناه أن هذا الكلام عندهم. أما عندنا، فلو ملأ هذه الجزمة جنيهات ذهبية أو كانت الجزمة من ذهب، فلا أحد يعترض على ذلك.. بل إن الناس تنظر إليه وتقول طيب، واحنا فين هديتنا!
الطبق الذي كنت أحلم به!
قال لي سكرتير الرئيس: «سيادة الرئيس يريدك غدًا الساعة الحادية عشرة».
وكان الرئيس السادات في الإسكندرية، وأنا في القاهرة، وكنا في شهر رمضان، والتقينا، ودار الحديث.. وكان ممتعًا. وطال الكلام والحديث والنوادر السياسية والاجتماعية.
وطال الكلام. وأتيحت لي دقائق اتصلت فيها بالطاهي في بيتنا، فقلت له: «سأفطر هنا في الإسكندرية»، ولكن لاحظت أن الوقت ضيق.. وسوف أحتاج إلى ثلاث ساعات - على الأقل - لتفريغ الحديث المسجل، ثم كتابة المقال الأسبوعي واتصلت بالطاهي، وقلت له: «سوف أفطر في مصر. أريد طبق فول بالزيت الحار والليمون والخل والطماطم، ورغيفًا طريًّا، وقطعة جبن، وأية فاكهة».
وفي الطريق إلى القاهرة، وفي إحدى الاستراحات قابلت صديقًا قديمًا، جاء لتوه من أميركا. وكيف حالك وأولادك، فقال: «إن أسرتي في الإسكندرية». وقد نسي رقم تليفونه، ولا يعرف كيف يبلغهم بحضوره. وأقنعته أن يعود معي إلى القاهرة، ونقضي ليلة معًا. فقد افتقدته سنوات طويلة، وعندي كلام، وعنده أيضًا.
وكان لا بد من الكلام في السياسة، وماذا يفعل الرئيس السادات بعد أن نشرت الصحف الأميركية عن خلافات بين مصر وإسرائيل، فقلت «لا توجع دماغك». والسادات عنده مصنع نسيج لخيوط معاوية.. فخيوطه لا تنقطع!
ووقفنا أمام بيتنا، وكان المدفع قد ضرب من نصف ساعة. وفي مدخل البيت وجدت البوابين والسفرجية والحراس يتناولون إفطارهم. تفضَّل.. شكرًا ووقف الطاهي وقال لي: «يا سعادة البيه، لما سيادتك تأخرت، قلت إنك سوف تجيء غدًا».
يعني أنه أكل طبق الفول الذي كنت أتمناه..
وقال لنا السائق إن هناك (موائد الرحمن) في كل مكان.. أغربها مائدة الفنانة شريهان. ذهبنا.. فلم نجد أحدًا. إذن مائدة فيفي عبده.. وجدنا الناس قد أكلوا ومشوا فقلت: «لم يبق أمامنا غير مائدة نجيب محفوظ» وذهبنا.. ووجدنا بعض المقاعد ولكن الناس أكلوا ومشوا..
وذهبت إلى مطعم سمك لواحد بلدياتي مجاور لبيت نجيب محفوظ، وتقدمت أدفع الحساب، فقال صاحب المطعم: «أنت ضيف الأستاذ. لقد علم بوجودك هنا!».
بين الثاء والقاف: مصيبة!
في ساعة مبكرة طلبني الرئيس السادات، وقال لي: مصيبة على الصبح.
وكنت قد أجريت حديثًا مع الرئيس السادات، وأنفرد به عادة لتنشره مجلة «أكتوبر» الصادرة حديثًا، وكان هذا الحديث ينشر في كل الصحف اليومية ووكالات الأنباء، لكي نلفت القراء إلى صدور مجلة جديدة.
والمصيبة جاءت من غلطة مطبعية معقولة. فجاء على لسان السادات: إن إسرائيل يجب أن تزيل المستوطنات في سيناء وبالذات قرية ياميت.. يجب أن يحرثوها..
وبدلًا من كلمة «يحرثوها» ظهرت في صحيفة الأهرام «يحرقوها»..
وجن جنون السيد مناحم بيجين رئيس وزراء إسرائيل. كيف يحرقونها؟! والحريق يذكر اليهود بمحرقة هتلر.. مع أن من المعقول أن نطالب بإحراق المستوطنة وما عليها.. ولكن عقدة الحريق والإحراق والمحرقة متسلطة في الفكر اليهودي وصححت الغلطة وبصورة بارزة في مجلة «أكتوبر»..
وسكت بيجين..
ونحن في كلامنا العادي نستخدم كلمة يحرق بإسراف شديد ولا نقصد من هذه الكلمة أي معنى للحريق..
ووقع وزير الثقافة المصري فاروق حسني في هذه المصيدة. وقال إنه لو وجد كتبًا يهودية في معرض الكتاب فسوف يقطعها ويحرقها. وعادة، لا هو، ولا نحن نقصد إحراق الكتب أو مؤلفيها بالمعنى الحرفي. ولكن بالنسبة لليهود من الصعب إقناعهم بأننا لا نقصد ذلك، فهتلر أعلن أنه لم يحرق ولن يحرق اليهود وأحرقهم، وكان على استعداد أن يمضي في إحراقهم والقضاء عليهم..
وحاول فاروق حسني أن يعتذر عن هذه الغلطة غير المقصودة. ولكن كانت قد انتشرت في ثلاثين لغة ووضعوا فاروق حسني في خانة: عدو السامية الذي يلوح بالحرب والإحراق والمحرقة! وعندما حاول فاروق حسني أن يصحح هذه الغلطة كانت قد استقرت.. فالإصلاح أو الاعتذار جاء متأخرًا..
وقد سألت من يعرفون أكثر منا وفي إسرائيل فمدوا شفاههم وهزوا رءوسهم وأكتافهم بأنه قضي الأمر!
بعيدًا عن السفارة السوفيتية!
صحيح لماذا يحرص الرئيس السادات أن يكون بعيدًا عن المكتب وأن يكون بعيدًا عن بيته أيضًا؟ فالبرنامج اليومي هكذا: صباح الخير يا ريس. اجلس يا أنيس. أجلس. ويسألني ماذا قرأت، ومن قابلت وهل تحققت، وماذا قال وقالوا، وما الذي ستكتبه غدًا؟ فأقول فكرة والرئيس يقول سردًا لأحداث ووقائع وعنده ذاكرة مغناطيسية للأرقام. فهو يرى الماضي كما يرى الخطوط في يديه. ويرى الحاضر ويتطلع إلى المستقبل بيقين وأمل وإصرار عجيب.
وبعد ذلك تكون الساعة قد اقتربت من الثانية بعد الظهر. يدخل البيت ويرتدي ملابس المشي.. حذاء رياضي وبنطلون قصير. والعصا. وهو في مشيته يحكي حكايات وروايات وتجد السادات الظريف اللطيف الودود ابن البلد..
وسألته لماذا ينتقل بين ضواحي القاهرة ولا يبقى في بيته طويلًا؟ فقال وكأنه لا يريد أن يكشف سرًّا.. ولكنه قال: أنت ترى أن السفارة السوفيتية على مسافة أمتار من البيت وأنهم قادرون عن طريق أشعة يسلطونها على زجاج النوافذ أن يلتقطوا كل ما يدور من كلام!
وقال لي: قم بهذه التجربة. افتح الراديو وأنت بالقرب من السفارة السوفيتية سوف تجد تسونامي من الضوضاء والشوشرة، إنها أشعة ضوئية مرتدة. ولا نعرف على من يسلطونها..
وقد تطورت هذه الأجهزة وصارت أوبتك سنسر أي استشعار بصري.. تستطيع أن تلتقط الأصوات من أربعين ميلًا أي تقريبًا المسافة بين جدة ومكة.. وذلك عن طريق ميكروفونات خفية تنقل الصوت إلى أجهزة مركزية وتحولها إلى أصوات ثم يحللونها.. وبعد ذلك يسجلون صوت المتآمرين والإرهابيين في القطارات والمطارات وعلى الحدود وحول حقول البترول..
ولو عرف السادات ذلك لجرجرني وراءه من القاهرة إلى أسوان كل يوم!
ليس الشيوعي.. ولكنه الذي شتمك!
استعجلني الرئيس السادات للقاء مع رئيس الوزراء ممدوح سالم. ولم أعهد في الرئيس هذا السلوك فهو عادة هادئ رزين.. إلا هذه المرة، فنزلت بسرعة وعلى سلم مجلس الوزراء اكتشفت أنني نسيت ارتداء الجزمة. وكان من الممكن أن أجد أي عذر كأن أقول إن رجلي توجعني. وإن الحذاء ضيق ولكنني عدت إلى البيت. ومـن عاداتـي ألا ألِفَّ الكرافتة حول عنقي. ولم أجد حرجًا في أن أقابل الرؤساء كذلك. ولم يسألني أحد لماذا، فأنا أضيق بالكرافتة ولست في حاجة إلى مزيد من الاختناق. يكفي جدًّا ما نعانيه نفسيًّا.
وفي إحدى المرات كان موعدي مع الرئيس في قصر عابدين. وفي ذلك اليوم كان الرئيس يتلقى أوراق اعتماد عشرة من السفراء الجدد. وبعد ذلك جلست إلى الرئيس نكمل حديثًا مسجلًا. فقلت للرئيس: يا ريس أنا آسف فلم ألبس الكرافتة.
فضحك وقال: يا أخي تعالى بالجلابية.. بس البس الحذاء من لون واحد!
واندهشت كيف لاحظ الرئيس ذلك بسرعة وأنا لم أتبين بوضوح الفرق بين حذاء أسود وحذاء بني غامق.. غلطة ولم ينسها الرئيس. بل رواها لعدد من ضيوفه مادة للضحك!
ويوم فزت بجائزة الدولة التشجيعية سنة 1962 كانت العادة أن نتسلمها من الرئيس جمال عبد الناصر. وكان يقف إلى جوار الرئيس الأستاذ يوسف السباعي أمين عام المجلس الأعلى للثقافة وكان اسمه في ذلك الوقت (المجلس الأعلى لرعاية الآداب والفنون).. وكنا نسميه المجلس الأعلى لرعاع الآداب والفنون.
وبعد أن صافحنا الرئيس سأل يوسف السباعي: هل هذا أنيس الشيوعي؟ فقال يوسف السباعي ضاحكًا: الشيوعي اسمه عبد العظيم أنيس.. ولكن هذا هو الذي شتم سيادتك فشردته وضحك الرئيس وقال: أنا ظننته من القوات المسلحة!
فقد قام الحلاق بقص شعري على درجة (زيرو) ولا أعرف لماذا، ولكن لا بد أنه سألني وأنا أقرأ الصحف فقلت: أوكي.. دون أن أعرف ماذا قال..
وبعد أن فرغ الرئيس من توزيع الجوائز، جاءتني ورقة من يوسف السباعي تقول: الرئيس لما شاف الحلاقة المسخرة بتاعتك كان في نيته يشردك مرة ثانية!
صفات ضرورية للرئيس!
في كتاب رئيس وزراء بريطانيا هارولد ويلسون الذي عنوانه «رئاسة الوزراء» قال إن رئيس الوزراء يجب أن يتصف بثلاث صفات: قوة الذاكرة والحس التاريخي وأن ينام بعمق..
وقد وجدت هذه الصفات في الرئيس السادات. وعلى خلاف الرئيس عبد الناصر كان يجلس في مكتبه وأمامه أكثر من تليفون وأكثر من راديو، ينام ويصحو على الأخبار من هنا وهناك. وكان السادات يجلس بعيدًا عن مكتبه تحت الشجرة ويحب أن يجلس وحده كثيرًا..
وفي إحدى المرات وهو يملي مذكراته وكان مستغرقًا تمامًا، وبعد 14 ساعة متواصلة، توقف لحظة وقال: حسن إبراهيم صاحبك. اسأله عن واقعة، كنا في العريش قبل إعلان الثورة بثلاثة أيام. فانتحى بجمال سالم جانبًا وراح يكلمه. لا أعرف ما الذي قال له في مطار العريش. اسأله..
وسألت حسن إبراهيم نائب رئيس الجمهورية. فقال إنه لا يذكر هذه الواقعة. فقلت للرئيس فطلب مني أن أعيد السؤال عليه مرة أخرى. ولكن حسن إبراهيم لا يذكر شيئًا. فقال السادات: غريبة.
وقلت لحسن إبراهيم: إن السادات يقول غريبة فقال. غريبة أنه يذكر ولا غريبة أني لا أذكر؟
وطلب مني السادات أن أعيد السؤال عليه. فقال لي إنه سأل زوجته فنفت تمامًا أنه حدثها في شيء من هذا.
فعدت للرئيس فقال: عجيبة.. اسأله مرة أخرى وسألته فقال: يا أخي قل له إنني كنت أنصح جمال سالم ألا يفوته فيلم «غراميات كارمن» بطولة ريتا هوارث المعروض في سينما ستراند.
وفرحت بهذه النتيجة ولكن السادات توقف عن الكلام لحظة وقال: لا لا. فيلم «غراميات كارمن» لم يكن في سينما ستراند.. وإنما كان في سينما الجزيرة. أما سينما ستراند فكانت تعرض فليم «يوم في حياتي».
وتساقط حسن إبراهيم من الضحك وقال: أريحك. قل للسادات إنني كنت أقول لجمال سالم: يا ابن.. هاها ولم يضحك السادات، وإنما سكت قليلًا، ثم قال: حاول لآخر مرة!
ولم أحاول.. وسكت الرئيس السادات. الذي كانت عنده ذاكرة مغناطيسية. وقال حسن إبراهيم إنه حاول أن يتذكر يوم زواجه فقال له السادات: يوم كذا وكان يوم اثنين.. ليه بقى؟ لأنه صادف يوم كذا وكذا..
عجيبة!
أما الكارثة فهي أنا!
ذهب الرئيس السادات إلى رومانيا ليعرف من الرئيس شاوشيسكو رأيه في الزعيم الإسرائيلي مناحم بيجين. فقال له: إنه رجل قوي. قادر على إقناع شعبه ولحسن الحظ فإنه في الحكومة، ولو كان معارضًا ما استطعت أنت أن تتقدم خطوة واحدة نحو التفاوض والسلام.
وكان الرئيس السادات قد طلب أفلامًا تسجيلية لخطب بيجين مع الترجمة لها. وقد دبرنا للرئيس ذلك. وبعض هذه الأفلام رآها أكثر من مرة.
يعني أنه يعرف الآن الرجل الذي سوف يواجهه في إسرائيل وفي الكنيست ولأول مرة في التاريخ. ولا أدعي أنني كنت أعرف أن السادات سوف يلقي خطابًا في إسرائيل.
ولكن طلب مني ومن المرحوم موسى صبري أن نعد له خطابًا طويلًا. وأن يتناول كل واحد منا جانبًا على أن أقوم أنا بربط الخطاب كله. وكان قد طلب من د. بطرس غالي أن يعد له خطابًا. ورفضه السادات لأنه بحث أكاديمي ويستحيل أن يكون خطابًا موجهًا إلى الشعب. فالخطابات الشعبية مختلفة عن المحاضرات والأبحاث العلمية وأذكر أنني استخدمت تعبيرًا قال عنه السادات: الله.. ولكن..
وسألت الرئيس: ماذا يا ريس؟!
قال: سوف يتركون الخطاب من أوله إلى آخره ويقفون عند هذه العبارة البليغة التي هي لغم أرضي.. ولكن سأحاول أن أستخدمها في حديثي مع بيجين..
وفي العشاء اقترب السادات من بيجين وهمس في أذنه فانتفض واقفًا قائلًا:
أنور، لا.. هذه كارثة!
فأشار الرئيس ضاحكًا: هذا هو صاحب الكارثة!
وهذه هدية لكل الأحفاد!
نشرت في مجلة «أكتوبر» أن الرئيس السادات