Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

سنه أولى ثورة
سنه أولى ثورة
سنه أولى ثورة
Ebook304 pages2 hours

سنه أولى ثورة

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

إنه ليس كتابًا عن الثورة، بل مشاهدات من قلب الثورة.. قطع البازل التي تجمعها فترى المشهد كاملًا. تعمدنا في الجزء الأول من الكتاب أن نكتب شهادتنا للثورة بحيث لا نكرر ما تناقلته وكالات الأنباء عبر عام كامل، كذلك فإننا تعمدنا الاعتماد الكامل على الذاكرة؛ حتى نختبر ماذا بقي من الثورة في الذهن. أما الجزء الثاني منه فهو رصد لقوى الثورة والتفاعلات التي دارت بعدها.. فنحن لا نمتلك اليقين، بل فقط نضيء شمعة في الطريق إليه.
Languageالعربية
PublisherNahdet Misr
Release dateJan 1, 2012
ISBN9784977106842
سنه أولى ثورة

Related to سنه أولى ثورة

Related ebooks

Reviews for سنه أولى ثورة

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    سنه أولى ثورة - مؤمن المحمدي

    الغلافFirstPage.jpg

    إشراف عام:

    داليا محمد إبراهيم

    جميــع الحقــوق محفـوظــة © لدار نهضة مصر للنشر

    يحظـــــر طـبــــــع أو نـشـــــر أو تصــويــــر أو تخـزيــــن

    أي جــزء مــن هــذا الكتــاب بأيــة وسيلــة إلكترونية أو ميكانيكية

    أو بالتصويـــر أو خــلاف ذلك إلا بإذن كتابي صريــح من الناشـــر.

    الترقيم الدولي: 977-14-4481-6

    رقم الإيداع: 2012/2182

    الطبعة الأولى: يناير 2012

    Arabic%20DNM%20Logo_Black.eps

    21 شارع أحمد عرابي - المهندسين - الجيزة

    تليفـــون : 33466434 - 33472864 02

    فاكـــــس : 33462576 02

    خدمة العملاء: 16766

    Website: www.nahdetmisr.com

    E-mail: publishing@nahdetmisr.com

    إهداء

    إلى

    زوجتي سارة

    صديقي محمد فرج

    .. .. ..

    والشهيد أحمد بسيوني

    شكرًا

    هذا الكتــاب

    إنه ليس كتابًا عن الثورة، إنه مشاهدات من قلب الثورة.

    قطع البازل التي تجمعها فترى المشهد كاملًا.

    تعمدنا في الجزء الأول من الكتاب أن نكتب شهادتنا للثورة بحيث لا نكرر ما تناقلته وكالات الأنباء عبر عام كامل، فقط نقلنا ما عشناه بأنفسنا مباشرة، كيف عشنا الثورة.

    كذلك فإننا تعمدنا الاعتماد الكامل على الذاكرة؛ حتى نختبر ماذا بقي من الثورة في الذهن.

    أما الجزء الثاني فهو رصد لقوى الثورة والتفاعلات التي دارت بعدها من خلال مقالات غير منشورة من قبل، وإن كنا قد كتبناها على صفحتنا في الفيس بوك.

    نحن لا نمتلك اليقين، نحن فقط نضيء شمعة في الطريق إليه.

    1.tif

    الثورة وما فيها..

    شهادة شخصية لحدث غيـَّر العالم

    الجزء الأول

    1.tif

    1

    «فيه بطولات بتحصل في تونس دلوقتي»

    كانت هذه الجملة أول علاقتي بالثورة، قبلها كنت أسير مع السائرين. إنني أكره السياسة، أتابعها كعمل دون انفعال بأحداثها منذ أكثر من عشر سنوات. ربما كنت غاضبًا كملايين الغاضبين، لكنني لم أكن أتورط في تلك اللعبة القذرة.

    لكن، لا أدري ما هو السحر في هذه الجملة التي نطقها محمد حسان الصحفي بالأهرام المسائي ونحن نحرر صفحة الجريدة الأولى ذات مساء في نهايات شهر ديسمبر 2010.

    «فيه بطولات بتحصل في تونس دلوقتي».

    ربما لأن «حسان» صحفي مخضرم محترف، والصحفي المحترف كقادة الجيش لا يتأثر بالأحداث، لكنه في الحقيقة قالها بكل تأثر، انتقل إليَّ على الفور، وبدأت أتعلق بـ «ما يحدث في تونس»، لكن لم يكن وقتها قد حصل على لقب الثورة، كان في مرحلة «ما يحدث».

    وبدأت متابعة الأحداث، ونحن لسنا متأكدين، أولًا، لسنا متأكدين من صدق ما تتناقله وكالات الأنباء، نتيجة ضخامته، شاب يحرق نفسه فتشتعل النار في الشعب، والاحتجاجات في كل مكان. كان لي في منتصف التسعينيات صديق تونسي، وكنت أعرف تمامًا كيف يخاف إخوتنا في تونس من نظام «بن علي». وكيف أن «النَّفَس» معدود عليهم، والأحكام التي يطلقها النظام ضد النشطاء قاسية للغاية، كنت أعرف كل هذا وأسمع الأخبار، وأشاهد الجزيرة وأتعجب.

    ثانيًا، لم نكن متأكدين من نجاح هذه الانتفاضة الشعبية، فحتى إذا كان التوانسة قد تخلوا عن خوفهم، فهل يمكن لخوفهم أن يتخلى عنهم؟ هل سيتركهم يكملون حتى النهاية؟ وما موقف قوات الأمن في تونس، الجيش تحديدًا؟ صحيح أن هناك شهداء يتزايدون كل يوم، لكن ماذا سيحدث إذا عملت آلة القتل، واتسعت دائرة القمع؟!

    يومًا بعد يوم كان اسم «البوعزيزي» يزداد انتشارًا، وعرفنا مدينة تونسية اسمها «سيدي بوزيد» وأصبح الحديث عن «الكرتوش» يحتل جلسات المثقفين والناشطين والصحفيين، حتى كانت ليلة رأس السنة التي قضت على أي اهتمام للمصريين بتونس والثورة والبوعزيزي والبوزيد والكل كليلة.

    2

    أبصم بالعشرة، ولو كان عندي أكثر لبصمت بها، أن هناك دماء معلقة برقبة مبارك ورقبة العادلي، وأعني على وجه التحديد دماء الشهداء التي سالت في تفجيرات كنيسة القديسين ليلة رأس السنة لعام 2011.

    كانت هذه التفجيرات بمثابة قطنة وضعها النظام في آذان المصريين حتى لا يسمعوا الأصوات الهادرة القادمة من الغرب؛ من تونس، لكنها كانت قطنة مغمسة بدم ولحم إخوتنا في الوطن.

    وبالفعل، لم يعد أحد يهتم بالأخبار القادمة من العاصمة التونسية، ولا بثورة الياسمين، ولا بالياسمين نفسه، وتحول الأمر إلى غضب طائفي، وغرق «الفيس بوك» في صور الهلال يحضن الصليب، والشارات السوداء، والحداد، وتحول المحللون من التفكير في الثورة إلى ثورة التفكير في حل للحرب الأهلية المقبلة على الأبواب بين مسلمي هذا الوطن ومسيحييه.

    في السابع من يناير اتحدت كل برامج التوك شو في برنامج واحد تولى رئاسة تحريره طارق حسن رئيس تحرير الأهرام المسائي (جريدتي). فيما بعد تذكرت أغنية في مسلسل «ريا وسكينة» كتبها أحمد فؤاد نجم ولحنها ووزعها وغناها عمار الشريعي، كانت الأغنية تقول:

    يا عينك يا جبايرك

    يا تِعبان المَفازة

    شرَك حاضر تمللي

    وضميرك في الإجازة

    وريقك سلسبيل

    ونابك سِن فيل

    وتقتل القتيل

    وتمشي في الجنازة

    (التعبان أي الثعبان، والمفازة هي الصحراء، والمعروف أن ثعبان الصحراء هو أشد الثعابين سمًّا).

    كان النظام يبالغ في مشاهد الأسى، ويفتح الباب لحوارات غير مسبوقة حول مطالب الأقباط وحقوقهم.

    كان السماح بنشر مطالب الأقباط بهذا الشكل المنفتح مثيرًا للريبة، لكن التفسير الجاهز وقتها كان أن الحادث ضخم، وغير مسبوق وليس له سياق. لكن التفسير الذي أصبح واضحًا فيما بعد هو أن النظام كان يسعى لإجهاض الثورة ولو بتفسيخ الوطن نفسه.

    3

    «بن علي هرب .. بن علي هرب»

    استيقظت يوم الجمعة 14 يناير على هذه الصيحة: «بن علي هرب، بن علي هرب». ذلك المشهد الذي نقلته قناة الجزيرة، والذي أثر في الملايين، فأضحك وأبكى. للوهلة الأولى ظننته عصام الشوالي معلق الكرة الشهير. بعدها أُحرجت أمام نفسي كثيرًا؛ إذ تبين لي أننا لا نعرف عن أشقائنا في تونس أكثر من الترجِّي والنجم الساحلي وعصام الشوالي.

    عقب هروب بن علي مباشرة وفي الساعة الثانية ظهرًا ظهرت دعوة من صفحة «كلنا خالد سعيد» للخروج في أقرب فرصة، وكانت الدعوة إلى يوم 25 يناير، باعتباره عيد الشرطة، وباعتبار أن الشرطة هي العدو الأول للمصريين، فهي التي تزوِّر إرادتهم في الانتخابات، وتعذبهم في أقسام الشرطة، وتقمعهم في الجامعات والمدارس والمؤسسات والهيئات، وتذلهم في استخراج الأوراق، وهي خط دفاع النظام أحيانًا، وأحيانًا خط هجومه، ودائمًا حارس مرماه.

    وهكذا بدأت الدعوة إلى الخامس والعشرين من يناير تنتشر على صفحات الفيس بوك، وهكذا فإن الفترة ما بين الرابع عشر من يناير والخامس والعشرين منه، من أكثر الفترات ارتباكًا في حياتي، من ناحية لم أكن مرتاحًا لدعوات الثورة، على الأدق لمطلقيها، خصوصًا الناشطين منهم. كانت فيديوهات العقيد عمر عفيفي تدعو للسخرية أكثر مما تدعو للحماسة، وكانت أسماء محفوظ تذكِّرني برحلات الكوكي بارك أيام ثانوي أكثر مما تذكِّرني بالمظاهرات أيام الجامعة.

    صحيح أن هناك حماسة وطنية من الأحداث، لكن الجملة الأهم التي كان يتم تداولها هي جملة: «مصر ليست تونس»، وتحليلات خرقاء توضح الفارق بين البلدين، وقتها وقعت أسيرًا لمقال كتبه علي سالم في «روز اليوسف» في اليوم التالي لهروب بن علي، كان منطق المقال قويًّا، قال فيه سالم:

    وسيلة الانتقال الوحيدة في أقصى مناطق الشمال الجليدية هي الزحافات التي تجرها الكلاب، وهو مشهد شهير في الأفلام التي تدور أحداثها في بلاد الإسكيمو. وبالطبع لا أنا ولا أنت نعرف شيئًا عن فن قيادة هذه الزحافات ولا عن الأسلوب الأمثل للتعامل مع الكلاب التي تجرها، كل ما أعرفه قرأته في مكان ما، وهو يتعلق بخطر وحيد يتعرض له صاحب الزحافة، وهو أن ينظر خلفه فجأة فيجد قطيعًا من الذئاب يجري في اتجاهها، التفكير الغريزي والصحيح في هذه الحالة هو أن يلهب ظهور الكلاب بسوطه لتجري بأقصى سرعة لها حتى يتمكن من الوصول إلى أقرب قرية أو نقطة عمران، عندها تخشى الذئاب الاقتراب منه وتنسحب عائدة إلى بحر الجليد، ولكن ماذا يحدث عندما تتناقص المسافة بينه وبين الذئاب بسبب فارق السرعة؟

    الحل الوحيد هو تعطيل القطيع واكتساب بعض الوقت اللازم للوصول إلى العمران، والطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هي أن يفك كلبين من الزحافة ثم يذبحهما ويلقي بهما للذئاب. عندها تنقضُّ الذئاب على هذه الوليمة وتنشغل بالتهامها لدقائق، وهي الدقائق التي يكون قائد الزحافة في أشد الحاجة إليها لتوسيع المسافة بينه وبينها. هذا هو ما نسميه في السياسة «إلقاء الكلاب للذئاب الجائعة»، غير أننا يجب أن نلاحظ أن اتخاذ القرار هنا مرتبط بإيقاعات السرعة، مادامت الذئاب بعيدة عنك فأنت قادر على تعطيلها، ولكن من الحماقة بالطبع أن تنتظر إلى أن تكون الذئاب على بعد سنتيمترات منك ثم تلقي لها بجثث كلابك، في هذه الحالة ستأكلك وتأكل كلابك وتأكل الزحافة أيضًا.

    تشبيهاتي كلها في هذا المقال تنصبُّ فقط على الناحية الفنية في السياسة؛ لذلك أنا أنصحك ألا تحاول اتهامي بأنني أصف شخصًا أو أشخاصًا أو جماعة أو شعبًا بأنهم ذئاب أو كلاب، أنا فقط أحاول أن أشرح لك ماذا كانت أخطاء زين العابدين بن علي في لحظات مواجهة خطر من النوع التقليدي في مسيرة الدولة.. أي دولة. في أشد لحظات الخطر خطورة، أمسك الرجل بأهم رجال الدولة، وألقى بهم في الشارع لكي تأكلهم الذئاب، وزير الداخلية ومستشاره وعدد من كبار مساعديه، بالطبع كان لسان حاله يقول في هذه اللحظات: أهلًا يا حبايبي الحلوين.. طبعًا أنتم جائعون، وتريدون التهام رجال السلطة.. حاضر يا حبايبي.. اتفضلوا.. سأقدم لكم أهم الأطباق في مطبخي.. تحبوا تاكلوا وزير الداخلية..؟ اتفضلوا.. تحبوا تحلّوا بالمستشارين بتوعي..؟ اتفضلوا.

    علم السياسة ليس له صلة بالتنجيم أو علم الركَّة، إنه الابن البكر للفلسفة، وهو ككل أفعال البشر على الأرض يحتم التفكير الصحيح كما يمارسه بسطاء الناس في حياتهم اليومية.

    البشر.. كل أنواع البشر يقدسون الرجولة والشجاعة ويكرهون الجبن والتضحية بالآخرين من أجل حماية ذواتهم. كانت رسالته كما فهمتها الجماهير الغاضبة هي: انظروا أيها السادة، لقد تخليت عن رجالي ليس لأنهم سيئون ولكن لأن ذلك يشعركم بالسعادة.. سيبوني بقى أكمّل أنا..

    يا للبلاهة.. أمر آخر، أين قرأ ذلك الرجل، أو عرف أنه من المسموح لرجل الدولة أن يضع القناصة على أسطح المباني لتقتل قادة المظاهرات؟ وبعد أن يكتشف الناس أن السلطة في بلدهم تقتلهم علنًا وبدم بارد، كيف يثقون في وعودها أو مواقفها؟! لقد دفع الناس إلى اتخاذ موقف لا بديل له وهو.. نحن أو أنت.. لا وجود لأحدنا في وجود الآخر.

    الذئاب الآن تفترس الشعب التونسي وممتلكاته بعد أن سقطت سلطة الدولة، والخوف كل الخوف أن تمشي تونس في طريق العنف والضياع .

    وهكذا كانت الأيام التي سبقت 25 يناير بالنسبة لي أيام شك كبيرة، كنت أتحمس للثورة، وأسجل «استاتيوساتي» على الفيس بوك، ثم أتذكر نظرية الذئاب والزحافة وروز اليوسف وعبد الله كمال، فأشعر بالإحباط، خاصة أن ثورة تونس كانت عفوية، أما هذه الثورة التي يدعون لها بميعاد، فهل ستقف الشرطة مكتوفة الأيدي، وهي تشاهد مستخدمي الفيس بوك يفسدون عليها عيدها، ويمرمطون بها الأرض؟

    في هذه الفترة كان رفيقي في العمل هو الكاتب حاتم حافظ، وفي الحياة الصحفي محمد فرج. وكان السؤال الأبرز في جميع حواراتنا هو: هل يمكن أن يحدث شيء؟

    وانتهيت بيني وبين نفسي يوم أربعة وعشرين يناير إلى رأي قاطع لم أخبر به أحدًا، وهو أن مصر ليست تونس!

    4

    25 يناير 2011.. ثلاثاء اليقظة

    استيقظت يوم الثلاثاء 25 يناير 2011 حوالي الساعة الواحدة بعد الظهر، فتحت الإيميل والفيس بوك ولم أجد شيئًا، ضحكت بيني وبين نفسي، وذهبت إلى المركز الثقافي الياباني، كان لديَّ لقاء مع طلاب يابانيين بالقاهرة، تحدثت معهم عن الفارق بين مصر وتونس، قلت لهم تخريفات كثيرة حول مستوى التعليم المرتفع هناك مقارنة بنسبة الأمية هنا، وأمورًا أخرى تفسر لماذا لم تقم الثورة في ميعادها.

    خرجت من المركز الثقافي الياباني إلى الجريدة، هناك رأيت الصور لأول مرة، كانت صورة لإحدى المظاهرات بجامعة الدول العربية، أدركت كم كنت مغفَّلًا، وأن جميع التحليلات هي أوهام من المحللين، بينما الحقيقة هناك، الحقيقة في الشارع، وعرفت بطولات السوايسة، وسقوط أول شهيد على أرض السويس.

    بالطبع، كان علينا تجهيز العدد الجديد للجريدة، وكان هذا هو اختبار الثورة الأول بالنسبة لي.

    كنت أحب طارق حسن

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1