Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

حرية الميدان
حرية الميدان
حرية الميدان
Ebook260 pages1 hour

حرية الميدان

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

تَصف الكاتبة في هذا الكتاب مشاعر الاحترام التي لمستها في أمريكا لثورة 25 يناير عامة والمرأة المصرية خاصة، وتطرح سبعة أسئلة حائرة أجابت عنها الثورة وتعرض وضع المرأة فى مصر قبل الثورة من خلال الإحصاءات العالمية، وكيف ساهمت ثورة الإنترنت في دعم الأنشطة والتواصل بين النساء، وفي نقل قضايا الرأى وانتهاكات حقوق الإنسان للعالم، ودور المرأة في ولادة مصر الحرة بالميدان. وتستعرض خلال ذلك ظهور المدونات المصريات والحركات الشبابية الإلكترونية من قبيل حركة 6 إبريل وصفحة دعم البرادعي وكلنا خالد سعيد.
Languageالعربية
PublisherNahdet Misr
Release dateJan 1, 2012
ISBN9782332935533
حرية الميدان

Related to حرية الميدان

Related ebooks

Reviews for حرية الميدان

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    حرية الميدان - نهاد أبو القمصان

    الغلاف

    حريــة الميــدان

    قراءة في مسارات الثورة المصرية..

    ومشاركة المرأة فيها

    تأليف: نهاد أبو القمصان

    رسوم الغلاف: هشام رحمة

    إشراف عام: داليا محمد إبراهيم

    الصور إهداء من الفنانة إيناس أبو القمصان

    جميــع الحقــوق محفـوظــة © لدار نهضة مصر للنشر

    يحظـــــر طـبــــــع أو نـشـــــر أو تصــويــــر أو تخـزيــــن

    أي جــزء مــن هــذا الكتــاب بأيــة وسيلــة إلكترونية أو ميكانيكية

    أو بالتصويـــر أو خــلاف ذلك إلا بإذن كتابي صريــح من الناشـــر.

    الترقيم الدولي: 3-4491-14-977

    رقم الإيداع: 2012/5995

    الطبعة الأولى: إبريل 2012

    Arabic%20DNM%20Logo_Colour%20Established.eps

    21 شارع أحمد عرابي- المهندسين - الجيزة

    تليفـــون: 33466434 - 33472864 02

    فاكـــــس: 33462576 02

    خدمة العملاء: 16766

    Website: www.nahdetmisr.com

    E-mail: publishing@nahdetmisr.com

    شـــكر خـــاص

    بدأت فكرة هذا الكتاب بدعوة من هيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة- مكتب القاهرة لتقديم ورقة لمناقشة الثورة ومشاركة المرأة فيها على هامش افتتاح برنامج الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين- في نيويورك نهاية فبراير 2011، وقد عكس النقاش المعمق والأسئلة الهامة حول مسارات الثورة شغفًا بالمعرفة والرغبة الصادقة للفهم وتقديم الدعم، مما شجعني على تحويل الورقة إلى كتاب أرجو أن يسهم في إضاءة ولو جانبًا يسيرًا من مسارات هذه الثورة العظيمة ودور المرأة فيها.

    مقدمـة

    لقد كنت أعتقد أنني أعلم عن الثورة المصرية، كنت أحلم بها، أراها رأي العين وأعمل من أجلها، كنت على ثقة من أن المصريين لن يقبلوا أن يحول الرئيس المخلوع مصر من بلد رائد، حامل لواحدة من أقدم حضارات العالم، إلى مزرعة حيوان يتم توريثها ومن عليها، وكنت على ثقة من أنني لست وحدي من يرفض هذه الإهانة وسيهب كل المصريين للشارع مدافعين عن آدميتهم في اللحظة التي يفرض علينا فيها التوريث، فمنذ أن طرح سيناريو توريث السلطة اللعين بقوة عام 2004م وبدأ بعض المثقفين يروجون له، إما عن قناعة أو صفقة بأن تولي ابن الرئيس الحكم في مصر سيكون مرحلة انتقالية بين الحكم العسكري الذي عانت منه مصر لعقود، والحكم المدني أول الطريق إلى الديمقراطية، بدأت المناقشات تحاصرني من كل ناحية حتى في وقت أمومتي في النادي مع الأولاد. كانت هوانم النادي يتغنين بابن الرئيس الذي ولد وتربى في قصور الرئاسة وشبع مالًا وسلطة ومن ثم فهو الأنزه والأكفأ، أصبحت سيرة الوريث التي تنتشر بين المصريين تمثل أكبر صفقات بيع الوهم في غلاف أنيق، كانت هذه النقاشات تجثم على صدري. أكره الحوار فيها ومع من يطرحها لأنه بالتأكيد ليس مغفلًا وإنما بقصد أو بدون يساهم في النصب على المصريين، كنت أدرب شابات وشُبانًا على حقوق الإنسان والديمقراطية والإصلاح السياسي، أعلم تمام الكلمة أن هذا سيفتح عيونهم لرؤية الحق والتفكير بالعقل ومن ثم يسهل أن نهزم معًا هذا الوهم. كنت أتابع الشباب بعد أن فقدت الأمل في قيادات كثير منها رمى سلاحه طمعًا في فتات يرميه النظام السابق حتى لو لم يتعد وعودًا شفوية، أراقب الشباب والشابات مثل أم تراقب الخطوات الأولى لوليدها، أفرح لإبداعاتهم ويبهرني الفارق الزمني الذي لم يعد يحسب بالأجيال وإنما بالأيام، وعندما اندلعت الثورة نزلت إلى الميدان، عندها اكتشفت أنني لم أكن أعلم، المقابلات والمناقشات المستفيضة مع الشباب والشابات جعلتني أتذكر مقولة الإمام علي يظل المرء عالمًا ما طلب العلم، وإن علم أنه علم فقد جهل. تعلمت من المقابلات مع الشابات والشباب مسارات الثورة؛ كيف تحركت على الأرض، كيف انتقلت من فضاءات الإنترنت إلى الميادين والشوارع والحارات والأزقة، كيف التقت القطع الصغيرة لتشكل لوحة فسيفساء عجز التاريخ والحاضر عن مضاهاتها بأي إبداع آخر، تفاصيل إنسانية كان قلبي يخفق مهللًا لسماعها، وأحيانًا لم أكن أقدر أن أمنع دموعي.

    إنها الثورة التي جعلتني أعيش تجربة بديعة ورحلة ممتعة من منزلي إلى ميدان التحرير، وعندما كانت تقترب خُطواتي من ميدان التحرير كانت تحوطني سعادة لم أعرفها في حياتي رغم صعوبة التنفس في الأيام الأولى من الغازات المسيلة للدموع، سعادة غير قلقة، متحررة من فكرة خير اللهم اجعله خير المتأصلة في العقل المصري والناتجة عن توقع الأذى بعد لحظات البهجة، عقل جمعي افتقد الأمن والأمان من طول القهر، كان الميدان يفصلني عن كل شيء خارجه، يطهر روحي من البؤس ويعطيه سكينة ورضا بكل شيء، وإيمانًا عميقًا بقوة الحق، عدم القلق على أولادي بالمنزل في ظل أوضاع أمنية متردية، كنت أشعر أن روحي تحلق عاليًا وتسمو فوق كل شيء، كنت أتمنى أن أظل في الميدان وألا أتركه أبدًا، لكن حرصي على التواصل الدولي ونقل صوت الثورة للمنظمات الحقوقية الدولية ومحاولة حشد الدعم، كل ذلك كان يجبرني على ترك الميدان في كثير من الأحيان.

    بعد الانسحاب المهين للأمن من ميدان التحرير والشوارع المصرية، وجد العديد من المشاركين في الثورة، لاسيما المسئولين عن أسر، أنفسهم في موقف صعب، نداءات مذعورة من المنزل تطلب الأمان والعودة للمنزل لطمأنة من فيه وحمايتهم، وواجب في الميدان بالوجود، وكان صدور القرار بحظر التجوال واستدعاء القوات المسلحة للنزول إلى الشارع، بمثابة بداية النصر للثورة ومؤشر مطمئن إلى أن الثورة في الطريق الصحيح، فالتاريخ المشرق للجيش المصري في عدم التعرض للمدنيين طرح حالة من الارتياح والبهجة لدى الثوار آنذاك نتيجة التأكد من أن الجيش لن يتعرض لهم بالاعتداء مثل الشرطة، لكن نتيجة تواطؤ التلفزيون المصري لبث الذعر بين المصريين بإذاعة أكاذيب حول هجوم المسلحين على المنازل، ظل إلحاح الأسر المذعورة ضاغطًا على كثير ممن كانوا في الميدان، الأمر الذي اضطر البعض إلى العودة مؤقتًا للاطمئنان وطمأنة الأهل.

    لقد كنت ممن اضطروا للعودة مبكرًا بعد أن واصل أولادي الاتصال مذعورين مما يسمعونه في التلفزيون حول هجوم البلطجية والمسلحين على المنازل لسرقتها وإيذاء من فيها، وذلك بعد أن فشلت كل محاولاتي ومحاولات والدهم بإقناعهم بعدم صحة ما يسمعون وضرورة وجودنا في الميدان، كما أخبرتني إحدى قريباتي بأن ابنتي ذات الاثني عشر ربيعًا بدأت ترتعش من الخوف رغم محاولاتهم تهدئتها.

    عدت سريعًا إلى المنزل، التف حولي عدد من الجيران، رجالًا ونساءً، ممن هرعوا للشارع في لجان شعبية. ومن في المنازل كانت عيونهم مليئة بالحيرة شاخصة لكل كلمة معتقدين أن القادم من الميدان ربما يعلم أكثر مما يعلمون أو لديه رؤية للغد، وعند دخولي المنزل خبأت ابنتي رأسها في صدري وكانت في حاله سيئة نتيجة حالة الفزع التي عمد الإعلام الحكومي إلى نشرها بين المصريين حول أكاذيب الهجوم على المنازل وقتل واغتصاب من فيها، كما وضعت ابنتي الصغرى رأسها تحت ذراعي محاولة الاختباء من صوت الطلقات التي بدأت الدبابات المارة أمام منزلنا تطلقها في الهواء معلنة قدومها وتوليها زمام الأمور، محذرة الخارجين عن القانون أو من يستغلون الأزمة بأن الجيش المصري حاضر، كما التف حولي عدد من الأطفال المذعورين من صوت طلقات الدبابة القوي الذي يسمع لأول مرة في شوارع القاهرة.

    أخذت الأطفال لمشاهدة الدبابات من الشرفة وقصصت عليهم قصة الجيش المصري عندما انتصر في حرب 1973 وأخذ تعهدًا من الرئيس السادات بألا يستدعى لأمر داخلي وألا يتدخل في مشكلة سياسية، وأن هذا التاريخ المشرف جعل الجيش عندما استدعي في 1986 إلى شوارع القاهرة فيما يسمى بأزمة الأمن المركزي (عندما أعلن جنود الأمن المركزي العصيان - وبدأت حركات شغب في معسكراتهم في الهرم ومدينة نصر وأماكن أخرى، امتدت إلى الاعتداء على بعض المنشآت خارج المعسكرات - مما استدعى نزول الجيش لحماية القاهرة الكبرى)، يعمل بجد على حماية الشوارع والمنشآت دون التعرض للمدنيين.

    هذا التاريخ المعروف للجيش يبعث على الطمأنينة لدى كل المصريين الذين على دراية بهذا أو عاصروه.

    ولأطمئن نفوس الأطفال المذعورة قلت لهم إن هذه الطلقات المدوية من أجل تحيتهم، وإنها تقول لهم إن اللصوص والأشرار لن يقتربوا من المنزل، وتقول للصوص والأشرار إنهم سوف يقبض عليهم ويذهبون للسجن إن اقتربوا، فقط اقتربوا، من منزلنا، كما طلبت من الصغار التلويح بأيديهم للدبابات لرد التحية.

    بدأت مشاعر الجميع تتغير ويعم الهدوء ورغم الصوت المدوي لطلقات الدبابات بدأ الأطفال الذين كانوا يختبئون بعيدًا عن النوافذ يهرعون إلى النافذة مع كل طلقة لرد التحية للدبابة المصرية، ليلتها نام أطفالي بهدوء معتقدين في حماية الدبابة.

    طوال أيام الثورة كنت أصلي لله لإنجاحها وتمنيت على الله ألا يحرمني من أن أكون في الميدان لحظة تنحي مبارك عن السلطة، كنت ألح في الدعاء والرجاء، أقول يا ألله أنا طول عمري قليلة الدعاء وقليلة الطلب، لكن هذا طلب عمري ألا يتنحى مبارك وأنا خارج الميدان.

    شعرت بحب الله ورحمته عندما استجاب لدعائي، فعندما تنحى الرئيس السابق كنت في الميدان، إنها لحظة فوق كل إمكانيات اللغة في التعبير، تفوق فرحة التخرج من الجامعة، أو أول يوم عمل، أو أول يوم زواج من حبيب فرقتنا المعتقلات والضغوط لسنوات طوال، أو يوم أول لحظة رأيت وجه ابني الأول، أو يوم خروج زوجي من السجن على خلفية نضاله من أجل حقوق الإنسان، إنها لحظة فريدة، لحظة استرداد الحرية واسترجاع الكرامة، لحظة تأكدت فيها آدميتي وأنني وبلدي لن نورث وقد خلقنا الله أحرارًا.

    عندها تذكرت حملات التشويه التي تعرض لها كل من عمل من أجل حقوق الإنسان، كل من عمل من أجل التغيير، كل من اتهم ببلبلة الرأي العام، عندما كانت التهم الأساسية أننا نقلب نظام الحكم أو نتآمر على النظام وسألت نفسي غير مصدقة هل كنا نتآمر على النظام؟ هل كنا نقلب نظام الحكم؟.

    قلت لنفسي في هذه اللحظة: نعم، نعم، نعم لقد نجحنا في قلب نظام الدكتاتور.

    لقد فعلناها! لقد قلبنا نظام حكم فاسدًا استهان بنا فأهاننا، استصغرنا فاستحلَّنا، استضعفنا ولكنه لم ينجح أن يضعفنا، نعم وبكل فخر قلبنا نظام حكم مبارك.

    في هذه اللحظة اقترب مني والد شهيد يحمل صورة ابنه ليس بيننا سابق معرفة، طلب مني أن أزغرد تحية لابنه الشهيد، كان طلبًا مفاجئًا وغريبًا، أنا التي أعتبر نفسي إحدى قيادات المجتمع المدني وأترفع كثيرًا عن الأفعال والقوالب النمطية التي توضع فيها المرأة في مجتمعنا، بل وأحارب هذه القوالب، طلب مني أب مكلوم أن أزغرد تحية للوفاة النبيلة لابنه ودمه الذي طرح هذا النصر، خطف قلبي الطلب ولأول مرة في حياتي أطلق زغرودة مصرية شعرت أنها اخترقت حدود السماء.

    أخيرًا ولدت مصر من تاني

    بعد أقل من شهر من خلع مبارك توجهت إلى الأمم المتحدة بنيويورك للحديث عن الثورة المصرية في جلسة عقدت خصيصًا للثورة المصرية، لم أشعر بالفخر لكوني مصرية مثلما شعرت في هذه الرحلة. فكأن العالم يحتفي بنا وشعرت أن العلم المصري يكسو نيويورك، وضعت في يدي سوارًا على شكل علم مصر وملامحي الشرق أوسطية جعلت الجميع يستقبلني بدءًا من موظفي المطار إلى سائقي التاكسي والعاملين بالفندق بتحية وثناء، وسؤال عن الثورة المصرية، ورؤيتنا للمستقبل وكيفية دعم مصر، وأشد ما أثر فيَّ هو سائق تاكسي ركبت معه أنا

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1