Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

عدوان يناير الثلاثى
عدوان يناير الثلاثى
عدوان يناير الثلاثى
Ebook385 pages3 hours

عدوان يناير الثلاثى

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

لا يقلل هذا الكتاب من ثورة 25 يناير 2011، بل على العكس يرى أنها كانت نتيجة حتمية لفساد عانت منــه مصــر على مدى سنــوات، ولكنـه يرصد بالوثائق والتحليل فـي ذات الوقت كيــف كانت ثورة تم التحضيــر لها وانتظار الوقت المناسب لها واختيــار الشخصيات المؤثرة فيها من سنوات بعيدة حينما أدرك الغرب قيمــة الشــرق الأوســط والمنطقــة العربيــة بما لديها من قيم روحية وثروات لا تحصــى وموقـع استراتيجي مميز فــي قلب العالم.
يضع الكاتب عمرو سنبل يده على إشكالية ما زالت تثير الجدل بين مؤيدي ثورة يناير ومعارضيها ليوثق أحداثًا وأشخاصًا رسموا لنا علامات استفهام وواقعًا تستحق أن تعرفه لتحكم بذاتك عليه.
Languageالعربية
PublisherNahdet Misr
Release dateJan 1, 2014
ISBN9789771448778
عدوان يناير الثلاثى

Related to عدوان يناير الثلاثى

Related ebooks

Reviews for عدوان يناير الثلاثى

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    عدوان يناير الثلاثى - عمرو سنبل

    %d9%83%d9%84%d9%85%d8%a9%20%d8%b9%d8%af%d9%88%d8%a7%d9%86%20%d9%8a%d9%86%d8%a7%d9%8a%d8%b1.tif

    تأليف

    عمرو سنبل

    إشراف عام: داليا محمد إبراهيم

    جميــع الحقــوق محفـوظــة © لدار نهضة مصر للنشر

    يحظـــــر طـبــــــع أو نـشـــــر أو تصــويــــر أو تخـزيــــن

    أي جــزء مــن هــذا الكتــاب بأيــة وسيلــة إلكترونية أو ميكانيكية

    أو بالتصويـــر أو خــلاف ذلك إلا بإذن كتابي صريــح من الناشـــر.

    الترقيم الدولي: 978-977-14-4877-8

    رقـــم الإيــــداع: 9131 / 2014

    الطبعة الأولــى: يونيـــــة 2014

    ArabicDNMLogo_ColourEstablished

    21 شارع أحمد عرابي - المهندسين - الجيزة

    تليفـــون: 33466434 - 33472864 02

    فاكـــــس: 33462576 02

    خدمة العملاء: 16766

    Website: www.nahdetmisr.com

    E-mail: publishing@nahdetmisr.com

    مقدمة

    التاريخ هو كل ما يحدث في الأيام والشهور والسنين والقرون...وهذه الأحداث ليست ذاتية...بل إنها جميعًا من صنع الإنسان الذي كرمه الله سبحانه وتعالى وحمله الأمانة وجعله خليفة له في الأرض...وبالطبع ليس كل ما يصنعه الإنسان هو خير، ولا تغرنك كل هذه الاختراعات الحديثة، بل العكس هو الصحيح؛ أن هذا الإنسان قد فسد وأفسد..وطغى وتجبر وقتل وسفك الدماء ودبر المؤامرات وصنع الفوضى...وحارب الأديان.

    هذا التاريخ يصلنا إما مسطورًا في كتب سماوية منزلة، تقص علينا بعض أخبار الأولىن وبعض سير الغابرين وإما عن طريق ما يكتبه الإنسان بنفسه من مخطوطات أو كُتب، وهذا هو المصدر الخطير للتاريخ حيث يبرز هنا سؤال مهم: هل يمكن الوثوق بما كتبه هذا الإنسان؟! هل يمكن الاعتماد على ما كتبه هذا الطاغي الباغي وما خطه بيديه التي اقترفت من الجرائم ما لا يمكن حصره؟ هل للإنسان الذي كتب التاريخ أي نوع من أنواع المبادئ؟ وما هذا المبدأ..؟ هل تمسك من كتب التاريخ بما تنادي به الأديان؟ وأنا لا أتحدث هنا عن الدين كعقيدة...ولكن الدين-أي دين قبل أن يكون أوامر ونواهيَ هو مجموعة من المبادئ السامية والقيم الراقية والأخلاق الرفيعة.

    تقول الحكمة القديمة: إن التاريخ يكتبه المنتصر، وهذا المنتصر غالبًا ما يكون هو الأكثر غشًّا وخداعًا والأخطر إجرامًا والأحط أخلاقًا خصوصًا في عصرنا الحديث، وبالطبع لن يكتب لنا هذا المنتصر تاريخًا بدافع البحث عن الحق والحقيقة. بل الأحرى أن يكتب لنا ما يبرر به جرائمه محاولًا إلباسها ثوب الشرف والفضيلة والأخلاق.

    من أجل ذلك لا يتعلم الإنسان مما نسميه نحن التاريخ؛ لأن التاريخ ليس له دين ولا أخلاق، ولأن وسائل الإعلام العالمية تعمل دائمًا على الترويج لصناعة الأكاذيب حتى تصبح هي الحقائق وفي نفس الوقت تصبح الحقائق مجرد آراء ينطق بها هذا أو ذاك.

    لن أنشغل كثيرًا بما يقوله الفلاسفة والمؤرخون في تعريف التاريخ.... لكني أتذكر هنا بعض ما كتبه الكاتب الأمريكي الشهير جيم مارس في مقدمة كتابه الكاشف «الحكم بالسر» حيث كتب ما يلي:

    (إذا كنت مرتاحًا وراضيًا تمامًا عن نظرتك الخاصة للجنس البشري والدين والتاريخ والعالم من حولك... فلا داعي لأن تكمل قراءة بقية الكتاب، وإذا كنت مقتنعًا أن الإنسانية قد اقتربت من الوصول إلى قمة تقدمها العلمي والروحي..وأن وسائل الإعلام المملوكة للمؤسسات الضخمة تجعلك على معرفة تامة بحقيقة ما يحدث... فيمكنك أيضًا أن تكتفي بهذا القدر من القراءة، أما إذا كنت من هؤلاء الملايين الذين يقرءون الأخبار..فيحكون رءوسهم بأظافرهم تعجبًا واستغرابًا..ثم تتساءل: ما الذي يحدث في هذا العالم؟ أو كنت من ذلك النوع الذي يسأل نفسه دائمًا من نحن؟ من أين أتينا؟ وإلى أين نحن جميعًا ذاهبون؟ فإنت مدعو معنا لرحلة ممتعة).

    أنا لن أخاطب هنا كل ما تعرفه من تاريخ...بل أخاطب فيك المنطق...فلن أحدثك عن عفاريت وأشباح أو جمعيات سرية غير موجودة، بل أحدثك عن وقائع تاريخية حدثت فعلًا... وإن كانت قد تمت محاولة قتلها ودفنها بسرعة حتى لا يلتفت إليها أحد فلا تنس أبدًا أن الحقيقة لا تموت.. سننقب عنها معًا، حتى نصل إلى حقيقة الحقيقة، وعندما نصل معًا إلىها...سيمكننا بكل ارتياح أن نذهب بها إلى كل من شارك في محاولة القتل...التي طالما أنكروها.ولنا في جثمان الراحل ياسر عرفات عبرة وآية؛ فقد مات عرفات ودفن ولكن بفحص الجثمان تم اكتشاف الحقيقة الحية التي لا تموت وهي أن عرفات مات مقتولًا بنوع متطور جدًّا من السموم، ولم يمت ميتة طبيعية، نستطيع بعدها أن نضع إصبعنا في أعين هؤلاء المجرمين ونقول لهم بكل ارتياح: ها هي ذي الحقيقة، مجردة من كل الأكاذيب.

    يمتلك الشرق الأوسط ثروات متعددة تجعله يمثل دائمًا أهم منطقة في العالم فهو يمتلك أولًا: الدين، إسلاميًّا أو مسيحيًّا، وهذا يمثل القوة الروحية، ثم يمتلك أيضًا الثروة البشرية الملهمة التي كثيرًا ما قادت العالم إلى النور بديلًا عن ظلام الجهل الذي كانت تغط فيه أوروبا لفترات تاريخية كبيرة، ثم اكتملت منظومة القوة باكتشاف الثروات الطبيعية مثل البترول والغاز، ثم يمتلك أيضًا ذلك الممر المائي الهام الذي يربط الشرق بالغرب وهذا الممر المائي هو قناة السويس التي جلبت على مصر مشاكل كثيرة لم تكن حرب السويس هي آخرها، أي أن الشرق يمتلك كل أسباب القوة والحضارة والتقدم، فمن إذن الذي روج لأكذوبة أن الشرق يغط في جهل عظيم ولا سبيل أمامه أبدًا للتقدم والرقي؟ من هنا أصبح الشرق هو الهدف الرئيسي للقوى العظمى المتجبرة منذ أوائل القرن التاسع عشر، ليس فقط لسرقة ثرواته ونهبنا بل أيضًا لتحطيم كل أسباب القوة التي يمتلكها هذا الشرق ومن ثم كان الإسلام هو الهدف الأول لتحويله من سلاح في أيدي الشرق، إلى خنجر في أيدي أعدائه، ومن هنا وصلت القوى العظمى إلى أهم طريقة لإضعاف الشرق الذي لم يكن أبدًا قوة ظالمة أو معتدية ولم يكن يمثل أبدًا تهديدًا للغرب، بل دائمًا ما يأتينا المعتدي ليهاجمنا في عقر دارنا منذ الحملات الصليبية حتى الآن؛ ومن ثم كان لزامًا على الغرب أن يصنع بنفسه هذا الخطر وهذا التهديد فصنع حركة الإخوان.

    صنع الغرب تلك الحركة ليس فقط لضرب أهم معاقل قوة الشرق الروحية بل أيضًا لاستخدامها دائمًا كذريعة لكل أنواع العدوان، تارة عدوان عسكري وتارة عدوان اقتصادي وتارة أخرى عدوان سياسي، مما يسهل عليهم التهام كل مراكز قوة العرب وأعمدة الخيمة في الشرق، ثم توجه تلك الحركة خناجرها إلى صدورنا نحن فلا نصبح قادرين على مقاومة أطماع الغرب وعدوانه علينا.

    ومنذ إنشائها حتى الآن قامت كل أجهزة مخابرات الغرب من مخابرات بريطانية وألمانية وأمريكية برعايتها أفضل رعاية وتدريبها على أعلى مستوى ثم استخدامها على أحسن وجه حتى استطاعت إضعاف الإسلام وتحويله إلى سيف مسلط على رقابنا نحن بدلًا من أن يكون سيفًا في أيدينا نسلطه على من يعتدي علينا من خلال جماعة الإخوان وكل الجماعات الإرهابية التي انبثقت منها وتتمسح بالإسلام وتحمل اسمه مثل: تنظيم القاعدة وحركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي وتنظيم أنصار الشريعة وأنصار بيت المقدس، كل هؤلاء ليسوا في الواقع إلا أنصار أمريكا وشريعتها التي هي شريعة الغاب.

    ولأن مصر هي التي كتبت التاريخ، فلم يكن من الممكن أن يخدعها التاريخ أو الذين يروجون لصناعة الأكاذيب، فبينما لا تزال دول مثل صربيا وروسيا البيضاء وجورجيا تسمي ما قام هناك باسم ثورة رغم مرور ما لا يقل عن عشر سنوات على تلك (الثورات) إلا أن مصر استطاعت بعد عامين فقط من أحداث يناير على الانقلاب على تلك المؤامرة والقيام بثورة مصرية حقيقية وقف فيها الشعب بأكمله في وجه التاريخ المزيف، فقد وقف الجيش والشرطة والشعب بكامل أطيافه من مسلم ومسيحي غني وفقير أُمي ومتعلم، وقف كل هؤلاء صفًّا واحدًا ليكتبوا تاريخًا حقيقيًّا لمصر أم الدنيا وحاضرة التاريخ.

    عندما خرج الملايين من المصريين في 25 يناير وما تلاها من أحداث وكانوا لا يبتغون سوى وجه الله متطلعين إلى حياة أفضل ومستقبل أرغد بعد أعوام من الانهيار الاجتماعي والسياسي، ولكنهم في خروجهم هذا لم يكونوا على علم تام بما تم تدبيره في الخفاء بين أطراف بعينها لإسقاط مصر نفسها وليس فقط النظام مستغلين في ذلك الغضب الشعبي الذي تم تغذيته وتأجيجه بل وصناعته بطريقة شيطانية ليصبح غضبًا شعبيًّا ضد النظام.

    ولأن حركات أمريكا لا تنتهي، فقد صنعت منذ عام 2008 حركة تم استخدامها فقط لصنع شباب معارض تم تدريبه جيدًا على عدم الانتماء إلى مصر يمكن استخدامه فيما بعد مثل عود الثقاب، فقط لإشعال الأحداث وهذا يذكرنا بما كان يحدث قديمًا في القرى عندما يريد أحد الأشرار أن يؤذي شخصًا آخر فكان يشعل ذيل الكلب ثم يطلقه على حقل هذا الشخص فينتج عن ذلك حريق شامل للحقل..كانت حركة 6 إبريل مثل ذيل الكلب المشتعل، أشعلته أمريكا وأطلقته في بر مصرلا تبتغي سوى إحراق الأخضر واليابس.

    وفي نفس الوقت كانت أمريكا تنسق مع الإخوان تنسيقًا شاملًا لوراثة ليس فقط الكرسي الذي جلس عليه حسني مبارك بل لوراثة مصر بأكملها تمهيدًا لاختراق أمريكي شامل لكل مناحي الحياة في مصر والتمهيد لحكم الإخوان لكل منطقة الشرق الأوسط معتمدين على ولاء كل الجماعات الإرهابية المنتشرة في المنطقة الآن إلى تنظيمهم الأم وهو الإخوان، ذلك التيار الذي تستخدمه أمريكا دائمًا كالحذاء كلما قررت الخوض في أوحال قذرة.

    وفي نفس الوقت أتت إلينا أمريكا بشخص غريب عن أرض مصر تربى وترعرع في أحضان النظام العالمي الجديد وشب مخلصًا للمصالح الأمريكية فهي من صنعته وهي من وضعته على كرسي إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهي من تكرمت عليه بجائزة نوبل وهي من استخدمته في ضرب العراق

    وها هي تستخدمه مرة أخرى في ضرب مصر، فأتى الينا محملًا بكل أنواع الأكاذيب مرتديًا قناع المصلح، ومخفيًّا وراء ذلك الوجه الحقيقي الأمريكي المتآمر، حددت له أمريكا دوره ورسمت له الخط الذي ينبغي أن يسير عليه وهو جمع أطراف المؤامرة، حركة 6 إبريل بالإخوان بكل أطياف ما لا يمكن أبدًا أن نسميه معارضة بل كيانات كرتونية لا وجود لها على أرض الواقع السياسي المصري حتى وإن كانت لهم صحف تحمل أسماءهم وأسماء أحزابهم.

    لم تقم ثورة يونيو فقط على هؤلاء الخبثاء بل قامت أيضًا على أكاذيب التاريخ الذي أراد أن يخدعنا كما خدع صربيا وجورجيا وروسيا البيضاء وقيرجيزيا وأوكرانيا، ذلك التاريخ الذي سمى كل ما قام هناك باسم ثورات ثم أراد أن يخدعنا بتسمية ما حدث في بلادنا باسم الربيع العربي.

    لم تقم ثورة يونيو فقط على الخبثاء بل أيضًا على كل الأراجوزات الذين صنعت منهم أمريكا سياسيين ومناضلين وعلى رأسهم أيمن نور الذي تدل اتصالاته بالسفارة الأمريكية حتى وهو داخل السجن على أنه لم يكن أبدًا سياسيًّا مخلصًا، بل أراجوزًا لاعبًا على أحبال أمريكا وملتمسًا منها الطريق.

    لم تقم ثورة يونيو فقط على الخبثاء بل أيضًا على كل من تلوثت يده سواء بسوء نية أو بحسن نية بتمويل أمريكي موجه لهدم مصر وقد لعبت تلك التمويلات دورًا رئيسيًّا في تأجيج الغضب الشعبي وفي توجيه ذلك الغضب تجاه هدم مصر نفسها وليس فقط مجرد إسقاط نظامها.

    لم تقم ثورة يونيو فقط على الأطراف الخبيثة التي استخدمتها أمريكا بل قامت أيضًا على مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي أرادت أمريكا أن تفرضه على المنطقة.

    خرجت مصر من العدوان الثلاثي الذي حل بها عام 1956 عندما هاجمتها ثلاث دول هي بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، ببعض الخسائر العسكرية ولكن بانتصار سياسي مبهر، وها هي مصر تكرر مرة أخرى انتصاراتها التاريخية المبهرة فتتغلب بثورة يونيو على عدوان ثلاثي جديد قادته أمريكا من الخارج وأطرافها الخبيثة الثلاثة من الداخل. وإذا كان عدوان 56 الثلاثي قد قام لسلب مصر حقها في استعادة قناة السويس فقد قام عدوان 2011 الثلاثي لسلب مصر نفسها وتقديمها على طبق من فضة لكل عملاء أمريكا الذين صنعتهم على عينها.

    هذا الكتاب ليس دفاعًا عن نظام حكم مصر لمدة ثلاثين عامًا حتى فسد وأفسد ولا هجومًا على نظام آخر حكم مصر لمدة عام واحد فطغى وتجبر وتآمر، وليس هجومًا على من خرج من بيته مدفوعًا بحب مصر وهؤلاء كانوا الأغلبية العظمى ممن شكلوا معًا لوحة يناير، تلك اللوحة التي صنعها كثير جدًّا من شرفاء هذه الأرض وقليل جدًّا من خبثاء وعملاء وخونة صنعتهم أمريكا لتضليل الشرفاء واستخدامهم كدروع بشرية تتلقى رصاصًا مجهولًا فتزيد الأمر اشتعالًا، ولم يكن من الغريب أن نكتشف أنه في أثناء ما قام في تونس من أحداث مشابهة بدءًا من 14 يناير، تم القبض على قناصة سويديين وإيطاليين أرسلتهم قطر إلى تونس بمعاونة من برنار ليفي الصهيوني القذر، وسنكتشف قريبًا من كان يطلق الرصاص على صدور المصريين من فنادق كثيرة مطلة على ميدان التحرير، ولكن بعد حين وعندما أدرك الشرفاء مدى ما تعرضوا له من الخداع، ها هم يخرجون مرة أخرى ومعهم أضعاف أضعاف من شكلوا لوحة يناير ليقوموا بثورة مصرية خالصة على كل الخبثاء الذين استخدمتهم أمريكا، وهم الإخوان والبرادعي و6 إبريل. قام هذا الكتاب الذي بين يديك على معلومات موثقة ومستندات دامغة تكشف كل ما كان يتم إعداده من تدابير خفية وترتيبات سرية، فلم يكن الهدف أبدًا هو إسقاط نظام، بل إسقاط مصر ثم إسقاط الشرق الأوسط كله في فوضى تحرق الأخضر واليابس ولكنها بالنسبة لأمريكا هي فوضى خلاقة، ومن ثم فهذا الكتاب لا يعبر فقط عن رأيي الشخصي بل هو سجل موثق لكل ما كان يتم تدبيره في الخارج ضد مصر ومستقبل شعبها.

    الفصل الأول

    الربيع العربي بدأ في 11 سبتمبر

    لأن التاريخ ليس حلقات منفصلة يمكننا أن نرصد ثلاث لحظات مفصلية في تاريخ أمريكا وتاريخ العالم فيما بعد الحرب العالمية الأولى، اللحظة الأولى كانت عندما أعلن الرئيس وودرو ويلسون إنشاء عصبة الأمم في مؤتمر فرساي الذي عقد عام 1919 وأعلن عن انتهاء الحرب العالمية الأولى وصعود أمريكا كقوة عالمية بعد وراثة أطلال كل القوى العظمى القديمة، وكانت اللحظة الثانية عام 1945 عندما أعلن تيودور روزفلت إنشاء هيئة الأمم المتحدة، التي تمت عملية تصميمها وصناعتها داخل أروقة وزارة الخارجية الأمريكية، كان ذلك بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وصعود أمريكا ليس فقط كقوى عظمى بل لتلعب دور شرطي العالم الوحيد مع وجود الاتحاد السوفييتي كقوة منافسة ومبررة لكل أعمال التدخل الأمريكي في شئون العالم، أما اللحظة الثالثة والفارقة فكانت عندما أعلن جورج بوش الابن في 11 سبتمبر 2001 أن من ليس مع أمريكا...فهو ضدها.

    وقد كانت أحداث الحادي عشر من سبتمبر إعلانًا عن صعود أمريكا إلى مرتبة غير مسبوقة في تاريخ العالم فأصبحت تمتلك السيطرة على كل مقاليد الحرب والسلام ومصير العالم السياسي والاقتصادي وأصبحت أيضًا عن طريق كل منظماتها الحكومية وغير الحكومية المراقب الأول في العالم لشئون العدالة ومقاييس الديمقراطية ومعايير حقوق الإنسان والمالك الحصري لحقوق الدول في امتلاك أسلحة نووية أو غير نووية.

    في الحادي عشر من سبتمبر شاهد العالم أجمع عبر القنوات الأمريكية طائرات تلتهم أشهر مباني نيويورك برج التجارة رقم 1 وبرج التجارة رقم 2 وبرج التجارة رقم 7 وشاهد العالم كيف انهارت هذه الأبراج في ثوانٍ معدودة بالرغم من أنها المباني الوحيدة في العالم ذات الغلاف الحديدي دونًا عن كل المباني العملاقة في العالم، وشاهدنا كيف انتقل الخبر إلى جورج بوش أثناء زيارته لإحدى المدارس وكيف كان رد فعله عند سماع تلك الأخبار.وكذلك استمعنا إلى الأخبار التي تعلن أن إحدى الطائرات قد اصطدمت بسور مبنى البنتاجون (مع أن ذلك مستحيل من الأساس)

    وبعد عشر سنوات فقط من أحداث الحادى عشر من سبتمبر انفجرت في العالم العربي حروب من نوع جديد وهي حروب ما أسماه العالم (الربيع العربي) ولم تكن هذه حروبًا تقليدية بل تم فيها استغلال الشعوب نفسها في هدم أنظمتها (بحق أو بغير حق) ولم تكن تلك الموجة من أحداث الربيع العربي إلا الحلقة الثانية من حلقات إحكام السيطرة الأمريكية على كل مقدرات الدول وشعوبها التي بدأت مع انطلاق أحداث الحادي عشر من سبتمبر.

    وفي يوم 6 فبراير عام 2013 انتشر خبر انتحار أو مقتل فيليب مارشال وهو طيار أمريكي سابق وأحد أهم رجال العمليات الخاصة التابعة للمخابرات الأمريكية، وكان من أغرب حوادث القتل أو الانتحار كما سجلتها السجلات الرسمية في أمريكا راعية حقوق الإنسان فقد قيل إنه قتل ابنته ماسيالا وابنه أليكس ثم قتل كلب الحراسة الخاص به ثم انتحر!!! وبفعل آلة الدعاية الأمريكية انتهى الموضوع ودُفن فيليب مارشال ولكن لم تُدفن الحقيقة...ولن تُدفن.

    كان فيليب مارشال بجانب عمله كطيار متقاعد ورجل مخابرات سابق كاتبًا وباحثًا، فقد نشر قصة شهيرة هي (مطار ليكفرونت) وكتب فيها قصة الفريق الشهير الذي قام باغتيال جون كنيدي في 22 نوفمبر عام 1962 بمعرفة المخابرات الأمريكية وكيف تم اصطياد بعض أفراد هذا الفريق فيما بعد وعلى رأسهم باري سييل وديفيد فيري بالقتل في حوداث يتم قيدها على أنها انتحار.. كما احتوت القصة على بعض تفاصيل عملية إيران كونترا بصفته أحد الذين اشتركوا فيها. كذلك كان فيليب مارشال بعد تقاعده واحدًا من أهم الباحثين في العالم في دراسة أحداث الحادي عشر من سبتمبر وكتب في ذلك كتابين في غاية الأهمية الأول هو (11 سبتمبر والحرب على الإرهاب)، أما الكتاب الثاني وهو الأخطر فهو (الخداع الأكبر) الذي أكد فيه بالدراسات والأبحاث الخاصة بالطيران وبالأدلة الدامغة أن أحداث 11 سبتمبر لم تكن أبدًا لها أدنى علاقة بالقاعدة أو أسامة بن لادن أو أي من رجاله بل أثبت أنها من صنع الحكومة الأمريكية وأجهزة مخابراتها بالتعاون مع أجهزة مخابرات أخرى في دول مختلفة منها بعض دول الشرق الأوسط. ولعل هذا ما أدى إلى مقتله قبل نشر الكتاب الثالث الذي كان بالفعل يقوم بالإعداد له.

    أحداث الحادي عشر من سبتمبر لم تفتح شهية فيليب مارشال وحده للبحث

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1