Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

بالحضارة لا بالسياسة
بالحضارة لا بالسياسة
بالحضارة لا بالسياسة
Ebook172 pages1 hour

بالحضارة لا بالسياسة

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

الكلمات الصادقة تعيش حتى لتَظن بعد مرور سنوات عليها أنها قد
كتبت بالأمس. هكذا كلمات الدكتورة نعمات أحمد فؤاد في كتابها «بالحضارة لا بالسياسة » والذي تصف فيه مشكلات مصر منذ سنوات وكيفية حلها بالعقل والرؤية.
Languageالعربية
PublisherNahdet Misr
Release dateJan 1, 2014
ISBN9789771446965
بالحضارة لا بالسياسة

Related to بالحضارة لا بالسياسة

Related ebooks

Reviews for بالحضارة لا بالسياسة

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    بالحضارة لا بالسياسة - نعمات أحمد فؤاد

    بالحضارة لا بالسياسة ...

    قبل أن ينفد الصبر

    تأليف: الدكتورة/ نعمات أحمد فؤاد

    إشراف عام: داليا محمد إبراهيم

    جميــع الحقــوق محفـوظــة © لدار نهضة مصر للنشر

    يحظـــــر طـبــــــع أو نـشـــــر أو تصــويــــر أو تخـزيــــن

    أي جــزء مــن هــذا الكتــاب بأيــة وسيلــة إلكترونية أو ميكانيكية

    أو بالتصويـــر أو خــلاف ذلك إلا بإذن كتابي صريــح من الناشـــر.

    الترقيم الدولي: 5-4696-14-977-978

    رقـــم الإيــــداع: 23274 / 2013

    الطبعة الأولــى: يناير 2014

    Arabic%20DNM%20Logo_Colour%20Established%20Black.eps

    21 شارع أحمد عرابي - المهندسين - الجيزة

    تليفـــون: 33466434 - 33472864 02

    فاكـــــس: 33462576 02

    خدمة العملاء: 16766

    Website: www.nahdetmisr.com

    E-mail: publishing@nahdetmisr.com

    المقدمة

    نعيش في بلبلـة توشك أن تكون «زلزلة» تتهدد كـل إنسان وكل شيء… المخطئ والمصيب على السواء … الجيد والرديء … الفتنة لا تصيبن الذين ظلموا خاصة، ولكن الكل يَصْلَى نارها.

    وفي زمن الضياع يكثر المتكلمون ويتعدد المحللون وتتطوع الأفكار وتتضارب الآراء حينًا، وتلتقي آنًا، وتتقارب أحيانًا … ويبقى الحل معلقًا، ويظل التنفيذ غائبًا وبعيدًا في جميع الحالات.

    كمصرية أعيش هموم هذا البلد، أحسست بعمق أني - بحق مصر، وبحق القلم الذي أحمله - عليَّ أن ألملم الشَّتات وأجمع أطراف الحَيْرة وأصور الموقف بأبعاده، وأطرح الحل انبثاقًا من رحلتي الطويلة في تاريخ هذا البلد بخصائصه وأسلوبه في الشدائد وحين المحن والأزمات.

    تصورٌ بل أمانةٌ واجبةُ الأداء.

    للمصريين الذين خرجت من صفوفهم أُقدِّم هذا الكتاب، وإن كنت أرى الحل الذي وصلت إليه في نهاية البحث والمطاف، يصلح لبلدان العالم العربي والإسلامي – البلدان المستهدفة التي يعمل الغرب والنظام الجديد على تغييبها واستلابها - وعندئذ يرتفع الكتاب إلى إضافة مصرية ينتظمها رصيد مصر في المنطقة؛ فإن رسالتها حضارية ثقافية رائدة، منذ القدم.

    ومن هنا، ليس المقصود بالكتاب إضافة رقم جديد إلى ما تخرجه المطابع أو حتى إلى كتبي المطبوعة ولكنه كما أريد، له حسم ومواجهة

    مواجهة المشكلة

    ومواجهة أنفسنا..

    ولكي لا يضيع وقت طويل عقدت العزم أن يكون الكلام سافرًا واضحًا محددًا ومحدودًا لنخرج سريعًا إلى التنفيذ … فقد سئمنا الكلام، وكَلَّت الأقلام، وَملَّت الأسماع و(إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) (الرعد : 11).

    ليس التغيير الثورة

    ليست الثورة، فقد بلونا الثورات واكتوينا بها، ليست طلبًا للحكم كُلًّا أو جزءًا، فإن العالم والمعلم والفنان أبقى وأقرب إلى قلب الشعب وأخلد في وجدانه وتاريخه على السواء.

    ليس التغيير الهجرة

    كما فعل كثيرون ولكن الحل أن نبقى ونعدل المسار ونقيل العثار.

    ليس مطمحًا إلى منصب

    - مهما بلغ - زائل، أي ليست إرادة التغيير حسابًا للمغانم والمنافع والانتهاب والاستلاب ولكن سهرًا وعذابًا وذوب القلب وأيام العمر.

    حين يجعل قوم الحُكْمَ ميراثًا، يجعل الأوفياء الشعلة ميراثًا يسلمها جيل إلى جيل

    إنه موقف للاختيار …

    وقد اخترنا …

    القضية

    الخروج من السجن

    نعيش جميعًا بسبب تمـزق النفس في سجـن كبير، وسجن النفس أقسى كثيرًا من سجن الجدران، فسجين الزنزانة يعرف مدة العقوبة فيستشعر الصبر أو العزاء، ولكن سجين التعبير أو الإرادة لا يعرف على التحديد النهاية … هل يعيشها أم يراها أم تبتلعه الدوامة في ظلام الليل قبل الإشراقة أو الإفاقة؟

    نحن في حالة إغماء قومي.

    لكن القلب سليم والعقل له قضية.

    حتى الجسم المثخَن بالجراح لا يفتقر إلى الدم …لا يزال رصيده كبيرًا … لا تهوين من القضية فهي كبيرة معقدة.

    ولكنه لا بديل من المواجهة كما قلت، فهي حتمية ومؤكدة أو هكذا يجب أن تكون في إحساسنا وفي حسابنا معًا.

    ما هي القضية؟

    قبل أن أرسم حدودها أقول: بداية ليست قضيتنا أو محنتنا اقتصادية، كما يتبادر إلى الذهن للوهلة الأولى ولو بإيحاء قنوات الإعلام؛ بدليل أنه لو اكتشفنا منجمًا من الذهب أو الماس أو اليورانيوم… فسيعامل معاملة كنوز أسرة محمد علي …

    ليست اقتصادية بدليل أن كل منصب كبير عندنا يُصرف له مرتبان: لشاغله الحالي والسابق.

    حتى مخصصات رئيس الجمهورية «بهيلها وهيلمانها» يتحملها الشعب بأثر رجعي أيضًا!!

    المسألة ليست المال ولكنه العلم بتصريفه وصرفه والضمير في الحفاظ عليه.

    وليست سياسية بدليل أنه لو قامت ثورة جديدة ممن يملكون وسائلها فهل سيتغير الأمر …لا أحسب، بل على العكس سيعيد التاريخ نفسه …أي سيل جديد من النكبات.

    ليست سياسية

    ولكنها حضارية … قضية كيان بمكوناته ومقوماته. والحضارة في مسيرة الأمم - خاصة العريقة - أهم من السياسة والاقتصاد؛ لأن الحضارة تعني في وقت واحد الدين والتاريخ والسلوك.

    أي أسلوب حياة وسر وجود وطابع شخصية.

    إن الوطنية والقومية أساس التقدم الاقتصادي.

    فمن الوطنية التجويد في الأداء حبًّا للوطن وإخلاصًا له، لقد أنشأ طلعت حرب سنة 1930م شركة مصر للطيران وكانت في مصر وجوه لإنفاق المال ولكن وطنية طلعت حرب اتجهت إلى رفع الروح المعنوية قوميًّا بوضع مصر في طريق مستحدثات العصر.

    وحين يغيب في الأمم جوهر الدين ويحول إلى شكليات وجدليات واختلافات صغيرة، وحين يغيب في الأمم دورها التاريخي على طول مسيرتها التاريخية بدلالاته ومضامينه وفلسفة الحدث - يحول التاريخ إلى سرد معاد.. «حدوتة» أو حتى أسطورة حتى الإنجازات الكبيرة بدون فهم كبير واعٍ تغدو تشدقًا وزهوًا لا يغني ولا يقنع ولا يضيف.

    إن الإنسان في حاجة إلى ضمير علمي، وضمير أخلاقي يستهدي الدين فالذي يبني «كوبري» ملاصقًا للبيوت، بحيث تنفذ إليها نظرات المارة ليس عنده ضميـر أخلاقي أو تربية دينية، فالفقهاء الإسلاميون كانوا يقولون: إن سور البيت يجب أن يكون أطول من الرجل راكبًا جملًا حتى يتوافر للبيت الستر والسر.

    هل يعرف هذا مصمم كوبري الأزهر الذي يشق أكبر حي إسلامي في القاهرة؟

    هذا مثال فقط.

    وحين يغيب في الأمم الكبيرة دورها الحاضر فتفتقد العطاء وتحقيق الذات والبصمة - أي الطابع والأسلوب - تهتز ثقتها بنفسها، وتحكمها عقدة الشك والتهوين والهوان فتتردى.

    وفي (المنحدر) يسهل اختراق الأمم الكبيرة؛ لأن ضعف الكبير مقتل …

    والاختراق له أحابيل شتى فهو بالتغريب وهز التراث والتشكيك في حضارتها أي في نفسها …يضاف إليه استلاب إرادتها بالمعونات، وتفتيت حيويتها بالمخدرات وتشتيت جهودها في الصراعات الداخلية والخارجية .. هنا تبرز القضية: نكون أو لا نكون.

    مدخل: المصريون اليوم

    نحن جميعًا في أيامنا هذه حتى المثقفون منا، يفتقدون أشياء كثيرة .. وكبيرة.

    عــلامة استفهام كبيــرة ترتسم فـي المجالس والمجامـع والكتابــة والحديث: نحن إلى أين؟ ما هو المصير؟

    علامة استفهام كبيرة وعلامة تعجب معًا.

    كيف صرنا؟ وكيف أصبحنا؟

    هل لنا دور؟ وما هو؟ وما حجمه على وجه الدقة؟

    أسئلة كثيرة …سؤال واحد أهمها جميعًا لا يقوله أحد لغياب معناه أو غياب القدرة على مواجهة هذا السؤال: مسئولية مَن؟

    إنه بلدنا جميعًا وكلنا - على تفاوت - مسئولون عما صار إليه.

    نحن صناع الصنم … ونحن نقبل الاستخفاف في بدايته فيستفحل… ونحن الذين نتكلم بغير حساب، ونسبغ العبقريات بغير حدود، ونضخم التوافه بغير ضوابط وبغير ضرورة وبغير طلب أحيانًا… حتى إذا أفلت الزمام، وصدق المحظوظون الكلام، وعلوا في الأرض، جأرنا بالشكوى ولعنَّا الأيام وليس عيبها، ولكن من يزرع الشوك لا يحصد العنب.

    وسط هذه البلبلة، يوزع الضيق التهم على الأحياء والغائبين أيضًا، أقصد على أنفسنا وأسلافنا…فنسمع من يقول وهو من

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1