رسالة من الزمن القادم
()
About this ebook
Related to رسالة من الزمن القادم
Related ebooks
روح الاعتدال Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبالحضارة لا بالسياسة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأبطال مصر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحق المر ج 5 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبين الجزر والمد: صفحات في اللغة والآداب والفن والحضارة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالإسلام والطاقات المعطلة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنواميس الحُرية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبرنارد شو Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمجمَع الأحياء: عباس محمود العقاد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsألتَحَرُر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكتاب دفاعاً عن المستضعفين المظلومين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعائشة تيمور Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمجمَع الأحياء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالساعة الأخيرة تأملات في نهاية الأرض والزمن Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتكوين مصر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأحلام الفلاسفة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسوانح الأميرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعبقري الإصلاح والتعليم: الإمام محمد عبده Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمجتمع الكونت دراكولا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمن مكة إلى الميتاداتا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمصادر مياه الينابيع في العالم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتاريخ جديد للحياة: الاكتشافات الجديدة الجذرية حول أصول الحياة على الأرض وتطورها Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsغريبٌ بين العابرين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمختصر حضارات العالم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنظرات في القرآن Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسفر البنيان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمستقبل الثقافة في مصر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsاعترافات فتى العصر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsInequity Among Brothers: The Road to UNESCO Arabic Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالتربية: هربرت سبنسر Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for رسالة من الزمن القادم
0 ratings0 reviews
Book preview
رسالة من الزمن القادم - حسين كامل بهاء الدين
د.حسين كامل بهاء الدين
رسالة من الزمن القادم
تمّ إنتاج الكتاب الإلكتروني من قبل Hekayh
نشر الكتاب الإلكتروني 2017 ب Booqla
نشرت بواسطة دار نهضة مصر للنشر
حقوق التأليف والنشر © بواسطة دار نهضة مصر للنشر
copyright0003.xhtmlcopyright0003.xhtmlحق النشر
p1.tifp1.tifتصميم الغلاف
إهداء من دكتور أحمد نوار
تأليف: د. حسين كامل بهاء الدين
إشراف عام: داليا محمد إبراهيم
جميــع الحقــوق محفـوظــة © لدار نهضة مصر للنشر
يحظـــــر طـبــــــع أو نـشـــــر أو تصــويــــر أو تخـزيــــن
أي جــزء مــن هــذا الكتــاب بأيــة وسيلــة إلكترونية أو ميكانيكية
أو بالتصويـــر أو خــلاف ذلك إلا بإذن كتابي صريــح من الناشـــر.
الترقيم الدولي: 9-4698-14-977-978
رقـــم الإيــــداع: 23570 / 2013
الطبعة الأولى: يناير 2014
Arabic%20DNM%20Logo_Colour%20Established%20Black.eps21 شارع أحمد عرابي - المهندسين - الجيزة
تليفـــون: 33466434 - 33472864 02
فاكـــــس: 33462576 02
خدمة العملاء: 16766
Website: www.nahdetmisr.com
E-mail: publishing@nahdetmisr.com
رسالة من الزمن القادم
تأخرت هذه الرسالة أو الكتاب عدة سنوات أولًا لأسباب إنسانيةٍ سيأتى يوم أُفصح فيه عن تفاصيلها وثانيًا لعدم الاستدلال على العنوان الصحيح للمرسل إليه إلى أن وجدت الرسالة طريقها أخيرًا إلى ميدانِ التحرير حيث وُجِدت صفوةٌ من شبابِ هذا الوطن كانوا على موعدٍ مع القدر.
اقتضى التأخيرُ تحديثَ بعض البيانات والإحصاءات التي لا تمس جوهر الرسالة.
من ليس له ماضٍ فليس له مستقبل، قول مأثور تأكد صدقُه على مر العصور تعلمناه وحفظناه وقليلًا ما استوعبناه.
كانت تجاربُ الماضي وعظاتُه درسًا ونبراسًا لمسيرة الشعوب من استوعبها سلِم ومن عمِل بها غنِم، ولكن رسالةَ الماضي في وقتنا هذا لم تعد كافية في مواجهة المستقبلِ وأمواجه الهادرة وأعاصيره الهائلة، فلا بد لنا ونحن نلتفت إلى الماضي ونأخذ من عظاته، أن نتسلح بالقدرة على الرصد والحلْم والبصيرة.
وكما يعطي الماضي دروسَــه وعظاته وينبئنا بتجاربه وأحداثه، فإن المستقبلَ يبعث، لمن أعدوا العُدة وتفتحـت عقولهم وقلوبهم، بإشاراته وإرهاصاته، من فهِمَها وأحسن قراءتها كانت لـــه هاديةً ولأمته حاميةً، ومن أغفلها أو تجاهلها أو أخطأ في تفسير رموزِها، فاجأته الرياح واقتلعت جذوره الأعاصير وألقت به إلى متاهة التاريخ وهُوة التطرف و الضياع.
في هذا الزمن الأليم عصر الهوان، تعددت الرسائلُ إلى هذه الأمة العربية المنكوبة ولا من مجيـب، وتعددت النداءات ولا من مستجيب، أمةٌ شُغِلت بحاضــرٍ مرير عن الماضي والمستقبــل معًا، وأصمَّت آذانها وأغمضت عيونهــا عن دروس الماضي وعظاته، وأغلقت عقولَها وأوصدت قلوبها عن التفكير في المستقبل. البعض أغرقته مشاكلُ البحث عن لقمةِ عيشٍ عزّت في زمن البطالة والغلاء، والبعض استغرقته أحلامُ اليقظة وسيطرت عليه نشوةُ الملذات العارضة في جمع المال وزهو المظاهر والسلطان، والبعض الآخر دفعت به غربةٌ مكانية موحشة، إلى هجرةٍ زمنية سحيقة ألقت به إلى هُوةِ التطرف والضياع، والندرةُ النادرة ظلت على إيمانها تستمع وتحلل، إيمانها بالله مردُّه إلى الآية الكريمة ﴿إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا﴾ (الكهف: 30)، وحبها للوطن أصله في جينــات انتقلت إليهـم عبــر آلاف السنيــن من الجدود العظام، ومن ولاءٍ ووفاء أصبح جزءًا من كيانهم، ولاءٍ للمبادئ وانتماءٍ للوطن الذي استودعهم الخالقُ العظيم أمانته وكلفهم بإعماره مادام فيهم عرقٌ ينبض، وإحساسٌ مسئولٌ بأنه من الظلم الفادح أن يُورِّث هذا الجيل أفلاذ أكباده وأحفاده ، ميراثًا من العار والخنوع والضياع.
توالت الرسائلُ لهذه الأمة المنكوبة، رسائلُ من الماضي، من الجدود العظام تستنهض الهِمم وتذكر بالماضي المجيد وتستحلف الأحفاد أن يفيقوا قبل فوات الأوان، رسائل معاصرة من رمـوز مضيئة ( عمر مكرم – مصطفى كامل – محمد فريد - سعد زغلول – عبد الكريم الخطابي - عمر المختار – جمال عبد الناصر ) ولم تفلح الرسائلُ في استنهاض هذه الأمة ولم تبق إلا رسالةٌ واحدة من الزمن القادم، رسالةٌ واحدة مجهولة العنوان غامضةُ الهُوية موجهة إلى صفوةٍ من هذا الوطن، لم تجرفهم الأطماع ولم تخدعهم المظاهر ولم تطمس المادية والطمع رُوحَهم الجميلة، ولم يجرفهم الجشعُ والأنانيةُ إلى حرمان الأجيال القادمة من حقهم في الحياة و من نصيبهم العادل من الأمل والرِّضا.
هل تجد الرسالةُ طريقها إلى العنوان الصحيح؟
تمهيـــد
الزمان والمكان إحساسٌ بشري ووجهان لعملةٍ واحدة، فلا مكان بدون زمان ولا زمان بدون مكان، وهي تقديرات نسبية تختلف من شخصٍ إلى آخر ومن ظرفٍ إلى آخر، الحقيقة الاعتبارية وثورة الاتصالات جعلت من المكان قيمةً نسبية، فأنت تستطيع اليوم وأنت جالس أمام التليفزيون أن ترى أحداثًا على بعد آلاف الأميال بل تستطيع أن تتخاطب مع روادِ فضاء على سطح القمر وتستطيع بالحقيقة الاعتبارية أن تعقد اجتماعًا مع أشخاصٍ من جنسيات مختلفة في خمسِ قارات وأن تجري معهم حوارًا وكأنكم في غرفة واحدة.
وأما الزمن فهو أيضًا نسبي، فالزمن مع السرعة المتزايدة يتقوس ويقصر وتجربة ظاهرة التوءم المتناقضة Twin Paradox تعطينا دلالةً واضحة لهذا المعنى فلو تصورنا أن هناك توءمين أحدهما سافر على سفينة فضاء بسرعة تقرب من سرعة الضوء إلى كوكبٍ بعيد في رحلة استغرقت -بالنسبة له- خمس سنوات، ثم عاد بعدها مرة أخرى إلى الأرض في التو واللحظة، فسيجد أن أخاه التوءم قد أصبح رجلًا شيخًا يكبره بعشرات السنين ذلك أن الزمن يقصر مع السرعة وأن زمن السنوات الخمس للأخ المسافر يساوي عشرين أوثلاثين عامًا من زمن الأخ الذي ظل على الأرض، وهذا ما يعني أن الحاضر لدى الأخ المسافر كان زمنًا قادمًا بالنسبة للأخ المقيم على الأرض.
ونتذكر معًا قول الله تعالى ﴿يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان﴾ (الرحمن: 33).
أتذكر ما قاله الأديب الفرنسي الشهير ألكسندر دوماس في روايته الكونت دي مونت كريستو على لســان بطله أدمون دانت أمير الانتقام (ليس لي إلا عدوان، الزمن والمسافة ) وهنا تتضح نسبية المعايير والمفاهيم، فلم يكن في خيال أدمون دانت عصـرٌ لا مسافـــة فيه ولا زمن، عصر اللامكان واللازمان (الزمكان).
الرسالة إذًا من زمنٍ قادم جائزة وورودها محتمل، لكن تبقى هناك تساؤلات عديدة، الرسالة لم تحمل توقيعًا معينًا ولا زمنًا محددًا فهل كانت الرسالة من زمن قادم فعلًا أم ممن عندهم البصيرة على استشراف الزمن، وهل هي رسالة واحدة أم رسائل متعددة، وهل ما تحدثت عنه الرسالة أحداث واحتمالات زمن معين أم متواليات متتابعة ومتلاحقة، وهل تأتي الرسالةُ باحتمالات مرجحة أو تتحدث عن حتميات يقينية، وأسئلة كثيرة طرحت وأخرى سكتت عنها رهبة وتوجسًا واحترازًا وتحسبًا ولكن الرسالة كانت تتميز بشيءٍ جديد فهي تبشر بعالم تلاشت فيه الحدود الفاصلة بين الوهـم والحقيقــة، بين الواقع والخيال، وتحطمت فيه الفواصل القاطعة بين البشر والجماد، بين العقل والوهم، بين التقدم المذهل والتراجع المزري وفي أحيانٍ كثيرة، بين الخير والشر.
الباب الأول: لماذا الرسالة؟
لم تكن هذه الأمة في أي وقت من الأوقات أحوج ما تكون إلى وخزةِ ألم ولمحة أمل وبصيصٍ من الضوء يُجلي هذه الظلمة الحالكة، ومضةِ فكرٍ مجرد من الهوى ووحي بصيرةٍ منزهة عن الأطماع والأنانية، هل هناك خلافٌ على حجم المأساة، وهل هناك شكٌّ في خطورة اللحظة وحجم الكارثة، هل نحن في حاجة إلى « تسونامي Tsunami» جديدة لكي نعترف بمرارة الواقع وهل أصبحنا ننتظر فقط تنفيذ حكم الإعدام، أم أنه يمكن في الساعة الرابعة والعشرين أن نسترجع شريط الأحداث بسرعة فنستوعب الدرس ونواجه الحقيقة، لعلنا نصل إلى طريق الخلاص.
لحظة المكاشفة:
نحن جزءٌ من هذا العالم وشعبٌ من شعوبه، نحن لا نستطيع أن نعيش بمعزل عنه ولا نملك أن نفصل أنفسنا عما يحدث فيه. ثورة الاتصالات وطفرة التكنولوجيـا واليد الطولى للتنيـن الإلكتروني ذي الألف مخلب لا تترك مجالًا لهذا التفكير الطفولي، العولمة قدرٌ مكتوب والنظام العالمي الجديد واقعٌ محسوب. لقد أدت عوامل كثيرة إلى تداعيات متلاحقة سبق أن أشرت إليها سابقًا [1] إلى مأساة 11 سبتمبر.
وجاءت أحداث هذا اليوم المشئوم وبالًا على الكثيرين من آلاف الضحايا الأبرياء الذين لقوا مصرعهم تحت الأنقاض، إلى شعوب هي ليست بالصدفة شعوبنا، استُحِل دمُهـا وأضمِر لها مصيرٌ موجع، ونظام عالمي جديد في أساليبه ولكنه ليس جديدًا في خططه وأهدافه، وسنحت الفرصة لصقورٍ جارحة كانت بالأمس متربصة وأصبحت اليوم فاجرة، علاقات دولية بلا شرعية، نشوة القوة هادرةٌ متبجحة، لم تعد ورقة التوت لازمة، لم يعد الأمر فقط افعل ثم برر، ولكنه أصبح افعل ثم كرر ولا تبرر، الصقور خرجت من أوكارها؛ أخمدت صوت الحمائم، وأرعبت أصحاب الفكر، واستهانت بالقيم والمثل وانتهكت القوانين والمبادئ.
وانفرد القطب الأعظم بالعالم وسيطر على مؤسساته وانتهك سيادة الدول وأملى أوامره وسياساته، واجتاح الأرض وانتهك العِرض غير عابئٍ باحتجاجٍ داخلي أو رأيٍ عالمي، الحق هو القوة والسيف الإلكتروني هو القانون وكأن آلاف الضحايا الأبرياء الذين ماتوا تحت أنقاض البرجين كانوا في الواقع قربانًا أتاحوا للصقور تحقيق الحلم المفتون ولا بأس فلكل حربٍ ضحاياها ولكل هدفٍ تكلفتُه وليكن هؤلاء الضحايا قربانًا على مذبح عجرفة الإمبراطورية الجديدة وليخلد ذكراهم كأبطال حربٍ لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
حين فاجأ زلزال سبتمبر العالم بآثاره المدمرة وتداعياته المتتابعة بدا وكأن العالم الذي نعيش فيه أصبح غير ما كان عليه قبل المشهد المأساوي ولكن الموقف الذي ظهر أمام المشاهدين لم يكن بدايةً لتغييــر كيفي في حركـة التاريخ أو في النظام العالمي الجديد، كما أن المشهد الذي برز من خلال الركام وما بعد الغبار لم يكن منفصلًا عن التحركات التي تحدث في طبقات الأرض المختلفة فوق جوف الأرض المنصهر، وإن لم تدرك إلا وقت حدوث الزلزال، إلا أنها في الواقع تحدث قبل ذلك بزمنٍ وكذلك الأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصاديـة لا تحدث فجأة أو طفـرة أو بمحض الصدفـة، وإنما هي محصلةٌ علمية لمتغيرات كَمية ولمسببات جذرية تتراكم وتتفاعل وفي لحظة معينة تفاجئ المشاهدين بذروة المأساة.
وبنفس المنطق فإن المشهد المأساوي الأخير ليس نهاية المطاف وإنما تعقبـه وتتوالى بعده تحركات وتداعيات قد تتبعها فيما بعد مشاهد أخرى لا تقل غرابة ولا خطورة.
إن المشاهد اليومية التي تفاجئنا كحلقات الكوميديا الإلهية في الأساطير الإغريقية، والتي تبدو لنا ضربًا من اللامعقول وخليطًا من الخيال العلمي والكوابيس والجنـون، يجــب أن تكون للعقلاء وللذين لا يسعدهم أن يكونوا من أبطــال الفرص الضائعــة، يجب أن تكون جرسَ إنذار، كما أنها يجب أن تشكل حافزًا قويًّا لوقفةٍ مع النفس ولمراجعة شاملة للمواقف والأحداث.
إننا في الواقع في مفترق طرقٍ خطير، كثير من روافده ومسالكه تقود إلى الضياع أو الخراب أو إلى الكارثة وفي نفس الوقت فإنه في الأفق، ومن خلال الضباب والشتات، تبدو بارقةُ أمل وملامح ضوءٍ ينير طريقًا وعرًا يستطيع أن يصل بنا إلى خيار آخر، كما أن هناك احتمالات علمية وعملية للذين يجيدون قراءة لغة المستقبل، يمكن أن تشكل خِيارًا واعدًا، لمن يتمسكون بإرادة الحياة ولمن يحترمون العلم ولمن يتمسكون بقيمة العمل والكفاح.
رحلة التاريخ:
إننا لا نستطيع أن ندرس أو نتوقع زلزالًا أو بركانًا بالنظر إلى سطح الأرض ولكن بدراسة التحركات المؤكدة ولو أنها بطيئة لطبقات الأرض المتتالية، وهناك من استطاع في إطار دراسة المخاطر والأزمات أن يتجاوز محددات المكان الذي نعيش عليه إلى دراسة حركة الكواكب والمجرات التي تسبح في الفضاء وإلى دراسة احتمالات الصدام والارتطام، وهناك من يدرس خيارات مواجهة احتمالات اصطدام مجرة أندروميدا بكوكب الأرض بما فيها نقل البشر إلى أماكن أخرى.
إننا في مواجهة رياح عاتيةٍ للتغيير، وقوةٍ طاردة مركزية هائلة لما أطلق عليه الكوكبية أو العولمة، تقتلع الناس من جذورهم وأوطانهم وقيمهم، وتعزز حاجتنا في هذه المرحلة الحاسمة إلى أوتاد تربطنا بهُويتنا، وتثبتنا في أرضنا وتراثنا، وتدعم تمسكنا بقيمنا.
وإننا في حاجة أيضًا وبنفس القدر إلى سفينة فضاء تنقلنا إلى المستقبل وتمكننا من متابعة التقدم ومفاجآته، ثم