Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

غريبٌ بين العابرين
غريبٌ بين العابرين
غريبٌ بين العابرين
Ebook453 pages1 hour

غريبٌ بين العابرين

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

غريب بين العابرين.. عنوان جذَّاب ومميَّز لمجموعة مِن القصص القصيرة والخواطر للكاتب حسن المير أحمد، التي تأخذ القارئ في رحلة مؤثِّرة عبر ثنايا النفس البشرية.  هي نصوص تعكس قوَّة ذلك القلم، الذي لا يقتصر دوره على نقل المشاعر الإنسانية وتخليدها، بل يتعدَّى ذلك ليكون السلاح الأقوى والأكثر تأثيرًا. هي نصوص مميَّزة عن الوفاء والكبرياء، والحبِّ وألمه وبهائه وجماله، وعنفوان القلب والحنين الذي يجتاح الإنسان ليخلد له الذِّكرى مرَّة أخرى، وتجتاحه المشاعر. نصوص وقصص مؤثِّرة ببساطة اللغة المستخدَمة وعمق المعاني التي تحتويها، بحيث يستطيع كلُّ إنسان إيجاد أجزاء مِن نفسه في خواطرها وقصصها؛ لأنَّها بالأساس تخاطب ذلك الوجدان الإنساني الذي يجمعنا جميعًا تحت كنفه للتَّأكيد على همومنا وأوجاعنا وأفراحنا وتطلُّعاتنا المشتركة. هي رحلة في عالم الوجدان تنفذ إلى قلب القارئ، لتثير فيه مشاعر مختلفة وفقًا لموضوع كلِّ قصَّة أو خاطرة. كتاب يبرز قدرة المؤلِّف المتمكِّن مِن قدراته الأدبية المتمثِّلة في التَّأثير في الآخَرين لتقديم سيمفونيَّة مِن الأحاسيس التي يفيض بها الوجدان .
Languageالعربية
Release dateNov 29, 2023
ISBN9789948776291
غريبٌ بين العابرين
Author

حسن المير أحمد

حسن المير أحمد، كاتب وصحافي سوري مقيم في الإمارات العربية المتحدة. عمل في العديد مِن المطبوعات المعروفة، وله مجموعة قصصية بعنوان "الأشلاء". تبوَّأ العديد مِن المناصب التحريرية العليا في مؤسَّسات مرموقة. حاصل على الإقامة الذهبية مِن هيئة الثقافة في دبي. له إسهامات في القصَّة والشِّعر والنصوص النثرية في صحف ومجلات ومواقع إلكترونية.

Related to غريبٌ بين العابرين

Related ebooks

Reviews for غريبٌ بين العابرين

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    غريبٌ بين العابرين - حسن المير أحمد

    غريبٌ بين العابرين

    حسن المير أحمد

    Austin Macauley Publishers

    غريبٌ بين العابرين

    حسن المير أحمد

    الإهداء

    حقوق النشر©

    شكر وتقدير

    الأنامل تتحرَّر مِن يَبَاسها

    الكلمة تأبى الذبول

    سِتَارة العُمْر

    جسدٌ مِن رماد

    رحلات بوهيمية

    حكاية أولى

    حالات

    زهور ترفض الذبول

    بداية على شاطئ هادئ

    حوارٌ مع القلب

    بداية جنون

    تحت شجرة الجَوْز

    ترنيمةٌ مِن وراءِ العتمة

    تحوُّل فاشل

    ثَمَنُ الهروب

    جناحان مُتعَبان

    حنين

    حكمة الجَدَّات

    روحٌ قلِقَة

    روزنامة الزمن

    احتفالية الحُبِّ والطبيعة

    الحُبُّ المستحيل

    الحُلْمُ يمزِّق عباءة الخوف

    الطائر المغامر

    اللحظة الفاصلة

    المِحْنة الكبرى

    باقة هوًى ضائعة

    بَوْحٌ على بوح

    تلويناتٌ مِن الحياة

    تَكْتَكات في ليلٍ مُبْهَم

    حوارٌ بلا شفاه

    خِزَانة الأسرار

    سَبعُ دَمْعاتٍ في مَرْبَع المساء

    سيطرةٌ فاشلة

    شجرةُ القلبِ اليابسة

    إغفاءةٌ منسيَّة

    أوانُ الانكسار

    أغنية طيرٍ مهاجر

    الإبهام والسَّبَّابة

    البحث عن إجابات

    الحبل السرّي

    الحرِّية والهوى

    شرفة مُشْرَعة للمدى

    الفرح ليس مهنتي

    القطارات المسافرة

    القلادة الخفية

    بهجة طارئة

    العصافير الحنونة

    ضدّ الوقتِ وجلَّاديه

    عذاباتُ الصَّمت

    عينان بلا فائدة

    غريبٌ بين العابرين

    في حَضْرَة أفروديت

    إشارةٌ في ليلة خريفية

    أملٌ مُعَلّق

    أيقونة الحنان

    عندما تغدو وحيدًا

    قلبٌ مُعَفَّر

    قليلٌ مِن كثير

    كبرياء

    كيمياء خفيَّة

    مَرثيَّة لضوء القمر

    مساءات لَزِجة

    نِصَال فوق نصال

    نغمة نايٍ مَبْحوحة

    متى يستسلم المطر؟

    نقطة في نهاية الكلام

    ولادة مُعذَّب آخَر

    وطأة الخريف

    وَقع الكلمات

    اللعبة الساذجة

    حروف على صفحة مِن رَذاذ

    المنفِّرون

    خَرْبَشَات على لوحةِ عامٍ جديد

    سُوَيْعاتِ العَشيَّة الهاربة

    صَرْخة مِن أجل الحياة

    فسحة هدوء مِن سَرَاب

    ضجيج الروح

    كلماتٌ لوجه القمر

    ظلال الذاكرة

    لحظة الصَّدْمة

    لَوْثة مِن وَهم

    صَعْلَكة

    وجوه فوق السحاب

    مَقابِرُ القلوب

    الرَّجُل الذي وَجَدَ نفسَه مِن جديد

    وَصِيَّة حِذاء قديم

    المِسْمار

    شقاء الكتابة

    نهاية

    حسن المير أحمد

    حسن المير أحمد، كاتب وصحافي سوري مقيم في الإمارات العربية المتحدة.

    عمل في العديد مِن المطبوعات المعروفة، وله مجموعة قصصية بعنوان الأشلاء.

    تبوَّأ العديد مِن المناصب التحريرية العليا في مؤسَّسات مرموقة.

    حاصل على الإقامة الذهبية مِن هيئة الثقافة في دبي.

    له إسهامات في القصَّة والشِّعر والنصوص النثرية في صحف ومجلات ومواقع إلكترونية.

    الإهداء

    إلى كلِّ مَن عَرَف معنى الوفاء وقيمتَه.

    حقوق النشر©

    حسن المير أحمد2023

    يمتلك حسن المير أحمد الحق كمؤلف لهذا العمل، وفقًا للقانون الاتحادي رقم (7) لدولة الإمارات العربية المتحدة، لسنة 2002 م، في شأن حقوق المؤلف والحقوق المجاورة.

    جميع الحقوق محفوظة

    لا يحق إعادة إنتاج أي جزء من هذا الكتاب، أو تخزينه، أو نقله، أو نسخه بأي وسيلة ممكنة؛ سواء كانت إلكترونية، أو ميكانيكية، أو نسخة تصويرية، أو تسجيلية، أو غير ذلك دون الحصول على إذن مسبق من الناشرين.

    أي شخص يرتكب أي فعل غير مصرح به في سياق المذكور أعلاه، قد يكون عرضة للمقاضاة القانونية والمطالبات المدنية بالتعويض عن الأضرار.

    الرقم الدولي الموحد للكتاب 9789948776284 (غلاف ورقي)

    الرقم الدولي الموحد للكتاب 9789948776291 (كتاب إلكتروني)

    رقم الطلب:MC-10-01-0846350

    التصنيف العمري: 17+

    تم تصنيف وتحديد الفئة العمرية التي تلائم محتوى الكتب وفقًا لنظام التصنيف العمري الصادر عن وزارة الثقافة والشباب.

    الطبعة الأولى2023

    أوستن ماكولي للنشر م. م. ح

    مدينة الشارقة للنشر

    صندوق بريد [519201]

    الشارقة، الإمارات العربية المتحدة

    www.austinmacauley.ae

    202 95 655 971+

    شكر وتقدير

    شكر خاص إلى:

    لؤي المير لما بذله مِن جهد في مراجعة وتدقيق الكتاب.

    الفنَّان التشكيلي إبراهيم الحميد على لوحة الغلاف الرائعة المقدَّمة مِنه.

    الأنامل تتحرَّر مِن يَبَاسها

    أعوام ستة، والسابع يَقْضِمُ نصفَه الثاني، كنتُ أكتب خلالها بحبرٍ سرِّيٍّ خاص، فلا تظهر الكلمات على الصفحات البيض، وإنَّما تَحفُرُ في جدران القلب وتلافيف الدماغ لتكون ذخيرة لإطلالة جديدة على الذين يعشقون الكلمة مهما كان شأنها، أشكو إليهم، وأنقل أحاسيسي لهم، وأفرِّغ صورًا مِن الواقع حينًا ومِن الخيال أحيانًا، محاولًا نقل همومي وهمومهم، والتَّعبير عن أحلامي وأحلامهم.

    أعوام ستة، والسابع يَقْضِمُ نصفه الثاني، صَحَوْتُ بعدها متثائبًا.. تمَضْمَضْتُ كثيرًا محرِّكًا لساني في الاتجاهات كلها خوفَ أن أكون قد ابتلعتُه أثناء فترة ذاك السُّبات، وأصبحتُ عاجزًا عن الكلام!

    وحين اطمأننتُ إلى سلامة أحد (الأصغرَين)، رضَختُ لرغبة سلطان الكلمة، وحملتُ قلمي لأكملَ مشواري الذي بدأتُه ولا أعرف متى ينتهي!

    أعوام ستة، والسابع يَقْضِمُ أيامه، تناهَشَت روحي المشكلاتُ والأزماتُ في خلالها، وضاعت مفاتيحُ الحلول فأُوصِدَتِ الأبوابُ في وجهي مرارًا، وتهتُ على الدُّروب الطويلة أبحث عن (جِنِّيّ) مصباح سحري عتيق علَّه يعينني على إيجاد تلك المفاتيح بعد أن أعياني القلق والأرق، وأتعبَتني الصدمات المتلاحقة، وحين أمعنتُ التفكير بهدوء ورويَّة اكتشفتُ أنَّ ذلك المصباح الأسطوري يسكن بين أصابعي ويتحرَّك في داخله (جنِّيٌّ) عجيب يتلوَّن بالأزرق تارة، وبالأسوَد تارة أخرى، وبالأخضر أو بالأحمر في بعض المرَّات!

    هو القلم إذًا.. مصباحي السحريُّ العتيقُ، ومداده هو (العفريت) الأوحد الذي قد يمدُّني بشيء مِن العون، ويفرِّغ ضيقي وكَدَري على مساحات الورق المنتظِرة، ويهيِّئني لابتكار نوافذ ضوء في عتمة الليالي الراكدة!

    العودة إلى الغوص في الكلمات المشاغبة بعد استراحة قسريَّة (اختياريَّة) مسألة مبهجة وصعبة في السطور الأولى، ولكن بعد أن تتحرَّرَ الأنامل المصابة باليباس المؤقَّت، وتستعيد مرونتها وحيويَّتها يُهروِل (الجِنِّيُّ) الملوَّن منطلقًا نحو آفاق رحبة، مخلِّفًا وراءه آثاره الجليَّة التي قد تنفرج أسارير بعض مَن يقرؤونها، وتُغضِب بعضَهم الآخَر، تثير حفيظة قسم مِمَّن يطَّلعون عليها، وتدفع قسمًا آخَر إلى هدر دمك، لكنَّها في النهاية آثار تدلُّ عليك، وتعبِّر عن طريقة تفكيرك، وعن رسالتك التي تؤمن بها في الحياة بكلِّ تفصيلاتها وتشعُّباتها وتلاوينها.

    ستة أعوام، والسابع يَقْضِمُ نصفه الثاني، عَبَّأتُ بَعدها محبرتي، وأزلتُ عن قلمي الغبار، وبدأتُ المشوار مجدَّدًا، يحدوني الأمل في أن أكون خفيفَ الوَقعِ على النفوس، حتَّى لو اختلفَت وجهة نظري مع وجهات نظَر الآخَرين، فليس أجمل مِن الإيمان بأنَّ الخلاف لا يفسد للوُدِّ قضيَّة.

    الكلمة تأبى الذبول

    سِفْرٌ مِن الكلمات تتدفَّق في الخفاء مُستحيةً حينًا، ووَجِلةً حينًا آخَر، ومستترة وراء المسموح في معظم الأحيان، تنتقي الحروف التي مِن شأنها ألا تثير حفيظة الرقيب، وتستدعي مساءلةً ما في قضيةٍ ما، أو تضعك مكرَهًا في قفص الاتِّهام أمام قاضٍ قد لا يعجبه حلَّاسك، فيجور عليك في حكم مُبْرَم؛ لتذهب في خبر كان مِن دون أن يسأل عن مصيرك سِوَى الأحبَّة المغلوبين على أمرهم الذين لا يستطيعون أن يعينوك في ورطتك إلا بدموعهم النقيَّة ودعائِهم بفكِّ أسْرِكَ أولًا وكفِّ يَدِ الجلَّاد ثانيًا!

    لكن الكلمات ترفض الخضوع، فتتمرَّد على إرادتك، وتخرق المحظورات؛ لأنها لا تداري الأخطاء، ولا تتستَّر على الظلم والجور، ولا تجانب الصَّواب، ولا تفتري على الحقيقة، فالكلمة (المعرفة) تأبى الذبول لأنَّها لَم تكن ولن تكون يومًا إلا الومضة المضيئة في الليالي المظلمة، والشمعة المنيرة لدروب البائسين المحبَطين، والنسمة الرقيقة المنعشة للصدور المخنوقة، ونجمة الصبح المفرِحة للقلوب المجروحة، وشحنة الأمل للنفوس اليائسة، ورشفة الماء العذب للشِّفاه المتيبِّسة والأفواه العطشى، وابتسامة الحبيبة للحبيب بعد طول جفاء!

    إنَّها الكلمة التي تحاصرها قوانين وإجراءات جائرة في معظم البلدان، وتطاردها الأجهزة الرسمية وغير الرسمية، تحاول تدجينها وتحويلها إلى مجرَّد حروف متتالية لا معنى لها ولا فائدة منها، تحاول أن تفقدها معناها ودورها، وتدفعها كي تكون مجرَّد وسيلة للتبرير، والتحوير، والدجل، والاحتيال، وقلب الحقائق، وتشويه المعاني والخطابات الفارغة التي تعدِّد إنجازات ما لَم يُنجَز، وتعويم بطولات لَم تتحقَّق بعد، وتفخيم الصغار، وتقزيم الكبار، وذمَّ الصادقين، ومدح الكاذبين، وخلق المبرِّرات للممارسات التعسفيَّة التي يقترفها المتسلِّطون، أو مَن في حكمهم بحق البلاد والعباد والكوكب والكون (ولو بالغنا بذلك).

    تمرُّدُ الكلمات كان دائمًا وعلى مرِّ التاريخ، نهجَ مَن آثَروا التغييرَ والتقدُّم ورفضَ السكون والانهزام أمام المسلَّمات والواقع المتردِّي والقيود الاجتماعية التي تكبّل الحركة والعقل، وتمنع التفكير بما يحقِّق حياة أفضل تحترم إنسانية الإنسان وتمنع القهر والحرمان، أولئك هم الذين حملوا لواء التضحية في سبيل الآخَرين، ورفعوا راية الانتصار للمعذَّبين في الأرض؛ لذلك فإن الكلمة الفاعلة بالمعنى الفلسفي لَم تكن يومًا إلا أخلاقية تسعى دائمًا إلى صَوْن المجتمعات، والارتقاء بالإنسان فكرًا وعلمًا وخيالًا وإبداعًا، وبالتالي هي التي تنتصر دائمًا في مختلف المعارك مهما كانت الأسلحة المضادَّة فتَّاكة ومدمِّرة، فالكلمة المخنوقة مهما تزيَّنَت بالألوان وأُجْرِيَت لها عمليات تجميل بارعة لا يمكن أن تؤدِّي دورها الفاعل، ولا تستطيع أن تخلق جسر تواصل بين المعرفة والناس.

    لنعترف إذًا وبجرأة القادر أنَّ الكلمة بلا حرية لا تختلف عن طير بلا جناحَين لا يعرف التحليق ولا التغريد، فهل يمكن أن نستمتع بنزهة في عمق غابات خضراء ظليلة لا ترفرف بين أغصان أشجارها العصافير والبلابل والحساسين، ولا تشدو بألحانها العذبة في الصباحات الباكرة؟!

    سِتَارة العُمْر

    أزحتُ سِتارَةَ العُمْرِ الباهتة عن نافذة الزمان الغُبْشَة، كان الوقت قد فارق الغياب، وصار الفضاء دامسًا لا مكانَ فيه لضوء النهار، أو لحيِّز ضيِّق يُظهِر وجه القمر.

    كنت أسبح داخل قلبي أبحث عن شفيعٍ بجهد يقارب المستحيل، أمسح فمي اليابس مِن وطأة الانكسار بأناملي التي خانَتني ولَم تستطِع أن تمحوَ سطرًا.. كلمةً.. حرفًا مِن دفاتر الحنين إلى أيامنا الأولى.

    جملة مِن أحاسيس دافقة موجِعة اجتاحَتني دفعة واحدة، جعلَت مِن جسدي مسرحًا للخدر، وعلَّقَتني في أنشوطة النهايات الصامتة، فصرتُ مثل خِرْقةٍ بالية لوَّثَتها أيادي الأيام الجائرة، ومزَّقت أطرافَها خناجرُ العابرين!

    كيف لَم أقطع أصابعي وأدعها تمتطي صهوة الريح لتحلِّق إلى عينيها كي تمسح كُحْلتَها الشاردة على خدَّيها الأملسَين بعد أن أضناها وقعُ الهروب مِن عينيَّ ومنِّي!

    ستارة العمر الباهتة تُجَرْجِرُني مِن طرف نافذة الزمان إلى طرفها الآخَر، تذكِّرني أنَّني خارجَ هذا العصر أعيش، وفي قعر بئر عميقة أحيا بلا أمل، وعلى تخوم الأساطير أحُوكُ نسيجَ حياتي رِداءً سَيِّئَ التَّصميم، رديءَ الألوانِ، مهلهلًا واسعًا على جسدي الناحل، يجعلني أبدو مثل مُهَرِّج فاشل!

    ستارة العمر تصفعني بعنف، تحاول أن تنبِّهَني إلى ما وصلتُ إليه مِن وهم وأكثر، فإكسيرُ الحياة لا وجودَ له، وأطيافُ الملائكة الصالحين غادرَت هذا العالم بلا رجعة، وحلَّت مكانها أشباحٌ غادرة لا تتوانى عن القتل المُنوَّع!

    الأرض تميد مِن تحت قدميَّ بعد أن أنشب قدري الأحمق مخالبَه في صدري وأوغل في الخراب، أحاول التشبُّثَ بستارة العمر خوفَ السقوط فتنفر، وحين ألتقط أطرافها لعلِّي أبقى منتصبًا ولو إلى حين تستدير نحوي وتقول متهكِّمة: أنت آخِرُ المحاربين القدامى في ساحة الهوى الحقيقي المجنون، وقد حلَّ وقتُ الخلودِ أو العدم.. أنت الآن أعزل في حلبة الصراع مع الذَّات، فاكتب وصيَّتك الأخيرة؛ إذ لا أحد يعرف مَن ينتصر في النزال!

    تَجَلْجَلتُ وقلت: دعيهم يكتبون اسمها على شاهدة قبري، ويلوِّنوه بالأحمر القاني، واحرصي على أن تكون الحروف واضحة كبيرة، فذلك يمنحني الأمان!

    ابتسمَت ستارة العمر الباهتة، فتحرَّكَت بهدوء وأغلقَت نافذة الزمان، ثمَّ لفَّتني تحت طياتها، حملَتني ورحلَت إلى كهوف مجهولة!

    جسدٌ مِن رماد

    هأنت تقطع الشوارع الخلفية الفارغة إلا مِن القطط الشاردة وعتمة الليل اللزجة وبعض ريحٍ تأتي وتروح بين حين وآخَر،

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1